حجاب يعرض على أمريكا قتال"داعش" في الشرق: تقاسم أمريكي روسي لدير الزور و"الجزيرة"
==================
2017-9-11 |
خدمة العصر
كتب الصحفي السوري إبراهيم حميدي، مدير مكتب "الحياة" اللندنية سابقا في دمشق، أن السباق الأميركي - الروسي مستعر على وراثة تنظيم داعش في الزاوية السورية - العراقية - التركية، لكنه مشفوع أيضاً بتفاهمات يرسمها الطرفان لحلفائهما على الأرض. إذ إن "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن تسيطر على "الجزيرة السورية" شرق نهر الفرات مقابل سيطرة قوات النظام السوري و"حزب الله" المدعومين من موسكو على مدينة دير الزور ومطارها.
والجديد، وفقا لما أورده، هو سعي رئيس "الهيئة التفاوضية العليا"، رياض حجاب، للحصول على دعم أميركي - إقليمي لدعم مقاتلين من "الجيش الحر" لتثبيت موطئ قدم للمعارضة في مدينتي الميادين والبوكمال على الحدود السورية - العراقية، باعتبار أن القادة العسكريين يعرفون أن المعركة الكبرى لم تحصل بعد، وهي "معركة وادي الفرات" الممتدة بين سوريا والعراق.
ووفقا لتقديرات الكاتب السوري، فإن سرعة تقدم قوات النظام و"حزب الله" بغطاء جوي روسي، فاجأت قادة في البنتاغون و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من نحو 1700 من الوحدات الخاصة في التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة أميركا.
وأحد الاحتمالات الواردة، نقلا عن مسؤول غربي، أن قوات النظام جمعت وحداتها القتالية الخاصة من غوطة دمشق ووسط سوريا وجنوبها وشمالها بعد تثبيت اتفاقات "خفض التصعيد" برعاية روسية والتوغل من 4 جبهات إلى دير الزور شرق البلاد تحت غطاء من صواريخ "كالبير" التي أطلقتها البحرية الروسية من البحر المتوسط والقاذفات الروسية.
وكتب أن تقدم قوات النظام وحلفائها أرضاً وجواً والوصول إلى مطار دير الزور بعد فك الحصار عن المدينة المستمر من 3 سنوات، استدعى اجتماعات عاجلة بين قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا و"قوات سوريا الديمقراطية". ونقل عن أحد المسؤولين المشاركين في الاجتماع، قوله إن الجانب الأميركي لم يكن متحمساً لبدء معركة ريف دير الزور، باعتبار أن موقف إدارة دونالد ترمب يقوم على أن لا مانع من قيام أي طرف بهزيمة "داعش" بما في ذلك قوات النظام، وأن الأولوية هي لمعركة الرقة لطرد التنظيم من معقله.
واستنادا لقادة "وحدات حماية الشعب" الكردية، المكون الرئيس في "قوات سوريا الديمقراطية"، فإن "التفاهم" هو أن تكون قوات النظام موجودة "في الشام، أي غرب نهر الفرات" و"قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "الوحدات" كتلة رئيسة فيها موجودة في "الجزيرة السورية"، أي شرق نهر الفرات.
وجرت في الشدادي في ريف الحسكة، كما نقل الكاتب، اجتماعات عدة بين قادة التحالف و"قوات سوريا الديمقراطية" أسفرت عن وضع الخطة العسكرية بتوفير نحو 10 آلاف مقاتل من العشائر العربية و"مجلس دير الزور العسكري" لفتح جبهتين من الشدادي وأبو الخشب بغطاء من التحالف ودعم الوحدات الخاصة، الأمر الذي أدى إلى نتائج سريعة تجلت بالسيطرة على 50 كيلومتراً في العمق نحو دير الزور. والخطة، هي "تحرير الضفة الشرقية خلال أسبوع"، لكن بشرط عدم عبور النهر بحيث تكون آخر نقطة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، هي معمل السكر على الطرف الشمالي لدير الزور.
وبين تقدم قوات النظام وحلفائها من جهة و"قوات سوريا الديمقراطية" وشركائها من جهة ثانية، كما أفاد الكاتب، اقترح حجاب أن تقدم أميركا دعماً لفصائل في "الجيش الحر" بينها "مغاوير الثورة"، كان طلب منها التوقف عن قتال النظام في البادية السورية قرب حدود الأردن، كي تذهب لقتال "داعش" شمال شرقي البلاد. وتضمن الاقتراح توفير ألفي مقاتل مع احتمال رفع العدد إلى 5 آلاف للسيطرة على الميادين والبوكمال.
لكن العقدة، وفقا لمسؤول غربي، هي نقل المقاتلين، حيث إن "قوات سوريا الديمقراطية" ترفض أي دور لفصائل "الجيش الحر" في شكل منفصل، وإنه لا بد أن تكون تحت "لواء سوريا الديمقراطية"، الأمر الذي ترفضه هذه الفصائل وتركيا. هنا، طرح خيار آخر بانطلاق فصائل "الجيش الحر" من قاعدة التنف الأميركية قرب حدود العراق إلى البوكمال، لكن هذا يتطلب انخراطاً عسكرياً أكبر والاستعداد لتحدي قوات النظام وميليشيات إيرانية في الطريق إلى البوكمال وريف الزور.
القادة العسكريون الميدانيون، وفقا لما أورده الكاتب في مقاله، يقولون إن الهدف هو قتال "داعش"، لكن السياسيين يشيرون إلى أن المعركة في أحد أبعادها هي على النفوذ الإيراني شرق سوريا وقطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت، الأمر الذي تحشد إيران لبقائه وتسعى روسيا إلى "تحديده وليس القضاء عليه"، بحسب المسؤول.
ويبدو أن العسكريين الأميركيين والروس مدعوون مرة أخرى لرسم خطوط دقيقة في "الجزيرة السورية" ودير الزور، كما فعلوا في معسكر التنف بعمق 55 كيلومتراً قرب العراق و"هدنة الجنوب" قرب الأردن وإسرائيل وبين منبج والباب قرب تركيا، استعداداً لخطوط قتالية جديدة ستظهر في سوريا والعراق لدى خوض "معركة وادي الفرات".