ريف دمشق.. النظام يفرض شروطًا على العائدين إلى "السبينة"
=======================
زمان الوصل | 2017-09-09 15:00:37
أرشيف
نشرت "لجنة المصالحة" في منطقة "السبينة" ومخيمها، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسوك"، صورا لجداول تحمل أسماء الأهالي الذين سيتم تسليمهم بطاقات تسمح لهم بدخول إلى المنطقة.
في السياق ذاته، قال "أحمد الحسن" منسق "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا" إن اللجنة توصلت مع النظام إلى آليةٍ لتنظيم بطاقات دخول الأهالي إلى "السبينة"، تخص العسكريين والموظفين والمدنيين، إضافةً إلى "ذوي الشهداء"، وتشمل المناطق السكنية التي تمتد من مدخل "سبينة" حتى شارع مدارس "الوكالة"، وجنوبًا حتى حي "الشرقطلي" و"كوم الحجر" و"المساكن" وحي "الشراكس".
وأضاف في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أن الأولوية مُنحت لذوي العسكريين القتلى، والعسكريين وذويهم والموظفين الحكوميين ومن ثمّ المدنيين، وقد بدأت عملية دخول حاملي البطاقات إلى الأحياء المذكورة آنفًا يوم الأربعاء الماضي، ومن المفترض أن تستمر حتى الثلاثاء القادم.
وأوضح أن اللجنة اشترطت على كل مواطن لا يملك ورقة ملكية خاصة لمنزله السكني، إحضار وصل كهرباء مدفوع التكاليف وحديث، كما يتوجب على كل عائلة فيها شخص مفقود، تأمين الأوراق المطلوبة من أجل ذكر ذلك على بطاقة العائلة.
من جهةٍ أخرى، فرضت "لجنة المصالحة" و"اللجان الأمنية" التابعة للنظام في المنطقة، على كل رب عائلة اصطحاب بطاقة العائلة، وأفراد العائلة الذكور الذين يحملون بطاقاتٍ شخصية، والبطاقات الشخصية للإناث بدون حضورهن، وادعا الجانبان أن عدد العائلات التي استملت بطاقات الدخول وعادت إلى منازلها في "السبينة"، تجاوز 400 عائلة.
يرى عددٌ من أبناء "السبينة" أن عملية فرض البطاقات وإعطائها أرقامًا تسجيلية موافقا عليها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، ماهي إلا خطوةٌ لاعتقال المطلوبين للأمن والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية في "جيش التحرير الفلسطيني".
بدوره تحدث "أبو عماد" أحد أبناء "السبينة"، عن وجود مخاوف لدى الكثيرين من الأهالي الراغبين بالعودة إلى المنطقة، تتمثل في احتمال إقدام قوات النظام على اعتقال الشبان العائدين بشكلٍ مفاجئ ودون سابق إنذار، وهو ما حصل فعلاً في كلٍ من مخيمي "الحسينية" و"خان الشيح" في وقتٍ سابق.
وأوضح في تصريحه لـ"زمان الوصل" إلى قيام النظام والميليشيات الموالية له، بتجهيز غرفٍ على مدخل مخيم "السبينة"، وأغلب الظن أنها لاعتقال المطلوبين عند عودة الأهالي للمخيم، ودلّ على ذلك بالقول: "إن قوات النظام أقامت مؤخرًا حاجزًا على المدخل الرئيسي لمخيم "السبينة"، ليتولى الإشراف على مراقبة دخول الأهالي إلى المنطقة".
ووفقًا لما أشار إليه "أبو عماد" فإن النظام سمح للعسكريين وعائلات قتلى قوات النظام وميليشياته، بالعودة إلى منازلهم في بلدة "السبينة"، منذ نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي، دون أن يسمح للمدنيين وأصحاب المعامل والأملاك، رغم مضي قرابة الأربع سنوات على منعهم.
وتحظى "سبينة" التي بلغ عدد سكانها قبل اندلاع الثورة حوالي 162000 نسمة، بأهمية بالغة لدى النظام، لكونها تقع على مسافة 10 كم تقريبًا من جنوب دمشق، فضلاً عن أنها تحد أحياء (القدم، العسالي، البويضة) وبلدات (صحنايا، الذيابية، صهيا، غزال) ومدينة "داريا"، في حين تتموضع تشكيلات عسكرية للنظام في منطقة "الباردة" جنوب "السبينة".