روسيا رفضت التضحية بالعلاقة مع إيران وهددت باستخدام "الفيتو" لمنع إدانة حزب الله
=========================
2017-9-6 |
خدمة العصر
كتبت صحيفة "هآرتس" العبرية أن كبار المسؤولين الإسرائيليين في الأمم المتحدة كشفوا أن روسيا نشطت من وراء الكواليس في مجلس الأمن خلال الأسبوع الماضي للدفاع عن حزب الله أثناء مناقشة مجلس الأمن تجديد مهمة قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان.
وأوضحت المصادر ذاتها للصحيفة أنه خلافًا للسنوات الماضية، لم يكن قرار مجلس الأمن القاضي بتجديد مهمة قوات اليونيفيل تقنيًا فقط، فبضغط أمريكي وإسرائيلي أُدخلت بنود عليه شددت على زيادة وجود قوات اليونيفيل في المناطق الواقعة جنوبي نهر الليطاني، وعلى ضرورة أن تستخدم هذه القوات صلاحياتها لمنع خرق القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية في أغسطس 2006.
وأشارت المصادر الإسرائيلية، كما نقلت "هآرتس"، إلى أنه خلال النقاشات حول صيغة القرار جرى استبعاد العبارات التي طالبت الولايات المتحدة وإسرائيل بإدخالها، والتي تتحدث عن النشاطات العسكرية الممنوعة لحزب الله في جنوب لبنان وتعتبر خرقًا للقرار 1701. فقد أفصح الدبلوماسيون الروس الذين شاركوا في النقاشات عن معارضتهم للاقتراح الأمريكي، وأوضحوا بنبرة حازمة أنه إذا تضمنت صيغة القرار أي إدانة لحزب الله، فإن روسيا ستُعارض القرار وستستخدم حق النقض.
وفي رأي مسؤول إسرائيلي، فإن الموقف الروسي يعكس التقارب الحاصل بين روسيا وحزب الله الذي يشكل جزءًا من الائتلاف الذي تقوده روسيا بمشاركة إيران للدفاع عن بقاء نظام بشار الأسد في سوريا.
وأفصحت المحافل الإسرائيلية عن امتعاضها الشديد من الموقف الروسي الأخير، وتحدثت عن فشل اللقاء بين نتنياهو وبوتن، خصوصًا وأن الأخير أبلغه بأن علاقات روسيا مع إيران إستراتيجية.
وفي السياق ذاته، رأت دراسة جديدة صادرة عن "المركز الأورشليمي لدراسات السياسة والمجتمع" في القدس الغربية أنه ليس غباء سياسيا أن تدعم روسيا الأنظمة على الشعوب، لأن ما فهمته موسكو هو أن الإسلاميين هم الذين سيحكمون الدول العربية في المستقبل المنظور، وهذا ما سينشط الحركات الإسلامية في روسيا للثورة هناك، ولهذا تحارب الثورات العربية، وأصبحت بمواقفها الأخيرة العدو الأكبر للعرب مع العدو الآخر التقليدي للعرب والدائم إسرائيل، وفقا للدراسة.
كما أصدر مركز "بيغن-السادات" للدراسات الإستراتيجية بحثا جديدا أشرف عليه الجنرال في الاحتياط، يعقوف عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وكتب أن روسيا، خلافًا لأمريكا، لا تتخلى عن مواقفها، وأن الرئيس فلاديمير بوتن عازم على إعادة الوضع الذي كان يتمتع به الاتحاد السوفيتي في الأيام الخوالي.
ووفقا للدراسة، فإن الروس يعتقدون بأنَ لا مبالاة الغرب هي السبب الرئيس لظهور تنظيم "داعش"، وأنهم يستخدمون المسرح السوري لإثبات قدرتهم الإستراتيجية.
وأوضح أنه تغير وضع روسيا في "الشرق الأوسط" بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويذهب البعض إلى القول بأن روسيا أصبحت القوة العظمى الأقوى في المنطقة، أو على الأقل في سياق الصراع السوري. والسبب الرئيس لذلك مرده قدرة بوتين على استثمار موارد كبيرة في المنطقة، إلى جانب استعداده لاتخاذ مخاطر كبيرة.