هارتس: برعاية روسية: تدخل مصر في سوريا لحماية المصالح الإسرائيلية وإضفاء "شرعية" عربية على نظام الأسد
==================
2017-8-21 | خدمة العصر
كتب محلل الشؤوت العربية في صحيفة "هآرتس" العبرية، تسفي برئيل، أن لاعبا جديدا ومفاجئا انضم مؤخرا إلى الساحة السورية وساهمت في تثبيت وقف إطلاق النار المحلي. وزعم أن مصر حصلت مصر على إذن من السعودية وروسيا لإجراء مفاوضات بين اللمسلحين المعارضين وقوات النظام في منطقة الغوطة الشرقية في شرق دمشق وفي شمال مدينة حمص.
وفي كلتا الحالتين، نجحت في التوصل إلى التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، وهاتان المنطقتان مشمولتان في خريطة المناطق الأمنية التي أُعلن عن إنشائها من قبل روسيا وتركيا وإيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ورأى أن تدخل مصر أمر هام لإسرائيل، لأن الحديث يدور عن شريكة إسرائيل في الحرب ضد "الإرهاب" في سيناء. وكشف أن إسرائيل، التي تنغمس في نقاشات حول ما يجري في المنطقة الأمنية جنوب سوريا، والتي أرسلت إلى واشنطن الأسبوع الماضي وفدا أمنيا برئاسة رئيس الموساد، تدفع الدول العظمى لتشجيع تدخل مصر في سوريا. وبهذا تضمن لنفسها شريكا عربيا إضافة إلى الأردن، سيتعامل بتعاطف مع مصالحها.
وقال إن الشراكة مع مصر هي نتيجة عملية سياسية متعرجة بدأت منذ انقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن مرات كثيرة أن مصر "تدعم الجيوش الوطنية من أجل حل الصراعات في المنطقة والحفاظ على الأمن"، وهذا الإعلان لا يحتاج إلى تفسير أكثر من ذلك، لأنه يعبر عن دعم كامل لجيش النظام وحكم الأسد. وقد سمح النظام في مصر بإجراء لقاءات في القاهرة بين رئيس الاستخبارات المصرية وبين علي مملوك رئيس الاستخبارات السورية.
واستنادا لتقارير إسرئيلية، فقد عُقد في السنة الأخيرة عدد كبير من اللقاءات بين شخصيات هامة مصرية وسورية. وفي هذا الأسبوع وصل وفد مصري كبير يتكون من رجال أعمال وموظفين في الغرف التجارية للمشاركة في المعرض التجاري في دمشق.
وكتب المحلل الإسرائيلي أن سياسة الرئيس السيسي الذي يؤيد بقاء بشار الأسد في الحكم خشية من انهيار سوريا ومن التداعيات التي ستترتب على مصر، لم تستقبل بصورة جيدة حتى الآونة الأخيرة في السعودية، إذ طلبت الرياض من القاهرة تعديل خطها كي يتلاءم مع سياستها التي تقضي بإزاحة الأسد عن الحكم شرطا مسبقا قبل الدخول في مفاوضات حقيقية أو أي حل سياسي. وقد عاقبت السعودية مصر بسبب دعمها في الأمم المتحدة لمشروع القرار الروسي، حيث أوقفت تزويد مصر بالنفط الرخيص. وهذه الخطوة أجبرت مصر على البحث عن مصادر جديدة توفر لها النفط بأسعار السوق، التي أخذت من خزينتها حصة كبيرة.
في هذه الأثناء، توطدت العلاقة بين مصر وروسيا، رغم الصداقة التي تجددت بين القاهرة وواشنطن عند تولي ترامب لمنصبه، الذي سارع إلى الإعلان عن تأييد السيسي رغم العلاقة الباردة التي كانت سائدة بين مصر وإدارة اوباما. ولكن روسيا والولايات المتحدة لن تشكل البديل للعلاقة السياسية والاقتصادية التي تربط بين مصر والسعودية وللمصالحة بينهما، وفقا لتقديرات الكاتب الإسرائيلي.
ورأى أن التغير بدأ عندما انضمت مصر إلى السعودية ودولة الامارات في فرض العقوبات على قطر، حيث يعتبر هذا التحالف في هذا الموضوع مهما للسعودية أكثر من الشأن السوري. والسعودية تعترف أن سياستها لم تنجح في وقف أو تقليص تأثير وتدخل ايران في سوريا. وعندما توغلت تركيا داخل الحدود السورية، وعلى خلفية ما اعتبرته السعودية حلفا بين ايران وتركيا وروسيا، حيث لا يوجد للسعودية أو الولايات المتحدة أي دور، قررت المملكة إجراء تغيير في الإستراتيجية. وحسب هذا التغيير يبدو أنها فضلت تدخل مصر على تدخل تركيا، وبالتأكيد على تدخل ايران، كما أورد الكاتب في تقريره.
ويشكل هذا، في نظر روسيا، تطورا هاما، لأنه إ كانت مصر تعمل على استئناف التطبيع بينها وبين سوريا وتحسين العلاقة الدبلوماسية والاقتصادية معها، فهذا يعني إعطاء الشرعية الرسمية المصرية، وبعد ذلك العربية، لنظام الأسد. وبهذا يمكن لمصر أن تسحب البساط من تحت جهود اردوغان الذي يطمح للتأثير في الشأن السوري، بل إن ذلك يوفر لسوريا البديل العربي للعلاقة الحصرية مع ايران.
ولكن من المبالغ فيه التقرير الآن، كما كتب المحلل الإسرائيلي، أن دور وتدخل إيران في سوريا سيتبدد بسبب التدخل المصري. النظام في سوريا مدين ببقائه لإيران وروسيا، لذلك فهما لا يزالان يشكلان العمق الإستراتيجي لسوريا.