هل يجهز النظام على اتفاق خفض التصعيد شمال سوريا؟
بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
كثفت قوات النظام من قصفها منذ الصباح على بلدات ريف إدلب الجنوبي "جرجناز، التح، الخوين" أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، بالإضافة إلى تصعيده في ريف حماة الشمالي والغربي "اللطامنة، الزيارة، السرمانية" بعد يومين من مؤتمر "أستانا" الأخير.
وفي الصدد؛ قال الضابط المنشق الملازم أول "أبو المجد الحمصي" لبلدي نيوز؛ إننا عهدنا عن نظام الأسد والنظامين الإيراني والروسي بالغدر والاستفادة من هدوء الجبهات لتهجير واحتلال المناطق المحررة خلال المؤتمرات السابقة، ونحن لا ننكر بأن اتفاق سوتشي الأخير خفض من نسبة القصف والانتهاكات، حازت من خلاله المنطقة المحررة جزء من الحياة، وخفف من طلعات الطيران الروسي وطيران النظام باستثناء القصف الذي تعرضت له منطقة الراشدين بحلب على خلفية مسرحية الكيماوي التي مثلها نظام الأسد وميليشياته في حلب.
وأضاف، "يعمل الضامن التركي ما بوسعه في تثبيت وقف إطلاق النار وتهدئة المنطقة، ولكن نظام الأسد ومن خلفه الميليشيات الإيرانية تعمل جاهدةً على خرق الاتفاقيات والهجوم بين الفينة والأخرى على نقاط الرصد التابعة للجيش الحر، والقصف المدفعي على عمق المناطق المحررة، ما يؤكد أن الضامن الإيراني يعرقل تنفيذ الاتفاقية وهذا ما يتناسب مع عقلية النظام ويسبب الحرج للضامن الروسي أمام التركي.
وأكد المتحدث أنه في ملف المعتقلين لم يحدث أن خرج أي معتقل خلال جولات "أستانا"، مع العلم أن ملف المعتقلين هو من الملفات الأساسية ومن أولويات مطالب المعارضة.
وأردف، "الشعب السوري يعيش مأساة نتيجة تخاذل المجتمع الدولي بأسره، ونتيجة الصراعات وتضارب السياسات بين روسيا وأمريكا وأطماعهما في الشرق الأوسط".
من جانبه لفت الناشط أحمد صباح إلى أن "أستانا" هي مجرد فرصة أو فسحة بين الأطراف، ولمن يستطيع أن يهيئ نفسه لما بعدها، فعلياً "أستانا" منذ يومه الأول وحتى اليوم لم يتحقق فيه شيء ولو بالحدود الدنيا من آمال وطموحات أبناء الثورة السورية، فهي لم تساهم في إطلاق المعتقلين بل عقدت قضيتهم إن صحت المعلومات الأخيرة عن اعتبارهم أسرى، ووضعت مصيرهم بين أيدي الفصائل
وأضاف، "هناك محاولة لإيقاع السوريين بفخ دستور مفصل على مقاسات لا تناسب الشعب السوري، حيث أن خسارته أكبر بعد لقاءات "أستانا" والهدن المتعاقبة.
وأوضح أن القضية تكمن بأن الذئب لا يمكن أن يكون ضامنا وكذلك روسيا، وبالتالي لا يثق الشعب السوري باتفاق "أستانا" وهو في الحقيقة ليس في مصلحة الثورة، فالنظام يكفيه فتنة الشقاق الفصائلي وفشلها الإداري في الشمال، حيث يتجهز لما بعدها وعندها ستكون لقمة سائغة.
ونوه إلى أن الحل يكمن بالتنبه لأن "أستانا" واستغلال هذه المرحلة برص الصفوف عسكريا وحشد القواعد الشعبية من خلال رضاها عن إدارة الثورة للخدمات في المحرر.
من ناحية أخرى يقول الناشط "أبو عرب" أنه في كل مؤتمر سيكون هناك طامّة، وهذا ما يستشعره أبناء الثورة، لأن النتائج ستكون كما تريد روسيا بحيث تصب في مصلحة النظام، وشاهدنا سابقا حملات التهجير بعد كل مؤتمر، وكان آخرها موجة التهجير للجنوب السوري.
وأضاف، "طبعا هذه المؤتمرات لا يعول عليها، لن يكون هناك نتائج إلا إذا كان هناك رؤية واحدة، سياسيا وعسكريا، وذلك من خلال تشكيل نواة تجمعهم تحت مظلة الثورة، وأن تعود الوجوه السياسية الثورية القديمة إلى الواجهة من جديد.