العفو الدولية: الوضع في الرقة صادم والمدينة مدمرة بالكامل
بلدي نيوز
تعوم مدينة الرقة شمال شرقي سوريا على بحر من الركام، وآلاف الجثث لمدنيين قضوا خلال حملة التحالف وقوات سوريا الديمقراطية لطرد تنظيم "داعش" منها، وهذا كله بعد مضي نحو عام ونصف من السيطرة عليها، وهي مدينة "غارقة في الدمار" وفق ما أعلنت منظمة العفو الدولية.
وفي الصدد؛ قالت المديرة العامة للبحوث في منظمة العفو الدولية، آنّا نيستات، لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر صحفي في بيروت؛ إن الوضع في مدينة الرقة صادماً على الصعد كافة، والمدينة مدمرة بشكل كامل، وسويت 80 % من مبانيها بالأرض، ويوجد أماكن عديدة دفن فيها عشرات الآلاف من الأشخاص.
وأوضحت نيستات أنه "تم انتشال 2521 جثة، وهذا الرقم مرجح إلى التصاعد، وفي معظم الأماكن التي عاينتها المنظمة عن كثب، كان يتم انشال جثة كل دقيقة تقريباً، وهناك تقديرات بأن 3000 جثة ما زالت بحاجة للانتشال".
ولفتت إلى أن أكثر من 90 % من الجثث تعود لمدنيين، وغالبيتهم قتلوا بسبب ضربات التحالف الدولي، وأبدت أسفها أن التحالف لا يعترف إلا بإصابة 77 مدنياً فقط، وقالت إن التحالف لم يجر ولو تحقيقاً واحداً على الأرض، لاسيّما أن جميع المدنيين الذين التقتهم المنظمة أكّدوا على أن ليس من ممثل واحد عن التحالف أتى لاستطلاع رأيهم حول أفراد عائلاتهم الذين قتلوا.
وأشارت إلى إن "الجهود المبذولة لإعادة الحياة الى هذه المدينة ضئيلة، فمعظم المباني لم يتم ترميمها، والكهرباء بالكاد متوفرة، وشبكات الري غير موجودة"، ورأت أن "المشهد الأقسى؛ هو واقع المدارس، فالعديد منها مهدمة لكن القليل منها فتحت أبوابها لتستقبل أكثر من ألف طالب".
وأضافت، "ثمة أمر آخر يدق ناقوس الخطر، وهو كل ما يتعلق بالمقابر ونبشها، وتحديد هوية الضحايا ثم دفنهم".
ولفتت المتحدثة إلى أن فرق الإنقاذ التي تعمل على انتشال آلاف الجثث التي دفنت في محافظة الرقة، لا يزيد عدد أعضائها عن الثلاثين، ولا يوجد أطباء شرعيون، ولا أي إمكانية لتحديد علمي للهوية، فالشخص الوحيد الذي يساعدهم في تحديد الهوية هو طبيب صحة عامة، وليس لديهم معدات ولا سبل حماية، كما أن التمويل القليل الذي يملكونه ينتهي في آخر هذا الشهر، وعليه لا أحد يعلم ماذا سيجري لثلاثة آلاف جثة ما زالت مرمية في الأرض حين ينتهي تمويل هذا الفريق.