ردت الجبهة الوطنية للتحرير بما يلي: توضيح :
ممَّا لا شكّ فيه أنّه في مثل هذه الظروف الحرجة تكثر الأبواق المزيّفة وأصحاب المزاودات الكاذبة والبطولات الخدّاعةِ الوهمية من أشخاصٍ يبحثون عن أماكنَ لهم لتعويم أنفسهم ولِيُزاودوا على غيرهم ولِيُلَبِّسوا على عوام الناس ويأخذوهم بالعواطف والكلمات الرنَّانة ....
ومن هنا كنّا قد وضّحنا موقفنا من الاتفاق الأخير في سوتشي بين تركيا وروسيا وما جاء فيه من غموضٍ يحتاج الى توضيح وتبيان ، وحيال هذا وذاك فإننا نوضِّح ما يلي :
١- لم يرد في بنود الاتفاق أيّ نصٍ يدل على ترك نقاط رباطنا على الجبهات وخطوط التماس مع العدو أو التراجع عنها أو ترك التحصينات التي عملنا عليها طيلة الأشهر الماضية ، و لم يتضمن إخلاء أي مقاتل من مقاتلينا منها ، مع احتفاظنا في تلك المنطقة العازلة بكل ما يلزم لرد أي غدرٍ أو عدوانٍ من سلاحٍ متوسطٍ ومضاداتٍ للدروع ونحوها .
٢- لن يكون هناك أيّ تسليم للسلاح ولم يطلبه منا أحد ، وعادةً بل وغالباً ما يكون السلاح الثقيل في الخطوط الخلفية بالأصل، ولا يتم استقدامه إلّا عند اشتعال المعارك ، وهذا أمرٌ لا يختلف عليه اثنان ممن عنده أدنى المعلومات العسكرية ... في الوقت الذي سيملأ المنطقةَ نفسها الجنودُ الاتراكُ بسلاحهم الثقيل وعتادهم العسكري الكامل والتصدي لأيّ هجومٍ من النظام إن حصل .
٣- لن يكون دخولٌ للعناصر الروسية إلى مناطق الثوار والمجاهدين أبدا، وهي نقطةٌ تمّ طرحها في حال الاشتباه بوجود سلاحٍ ثقيلٍ في مناطقهم ، وبقيت هذه النقطة مثار خلاف يُعمل على البحث فيها ووضع حل يناسب الطرفين .
٤- بالنسبة لدخول مؤسسات النظام الى المناطق المحررة هو خبرٌ عارٍ عن الصحة ولا أساس له ولا يمكن القبول به .
٥- أخيرا أقول :
إنَّ إخوانكم المجاهدين في الساحة على درايةٍ تامةٍ من حقيقة الأعداء وطبيعة حقدهم وغدرهم ، ولن يُخدعوا كما خُدع غيرهم ، فهم على أتم الاستعداد لأي طارئ أو اعتداء ، وعلى جاهزيةٍ تامةٍ لخوض معارك العز والكرامة بإذن الله ، ولن يضحوا بدماء أهليهم وأبنائهم ، كانوا وما زالوا على العهد باقون ما دامت فيهم عينٌ تطرف حتى ينالوا مرادهم ويحققوا أهدافهم ويعيدوا لبلدهم عزته وكرامته.
٢٩ أيلول ١٩٨١ - مظليات سرايا الدفاع التي يرأسها رفعت الأسد شقيق الديكتاتور يبدأن بحملة لنزع الحجاب في بعض شوارع دمشق.
لاقت تلك الحملة استهجانا شعبيا واسعا، على خلفية ما كان يروجه جمهور رفعت الأسد بأن انتقاب شبان لجماعة الإخوان المسلمين في تلك الفترة اعتبر بوادر للحملة. يذكر بأن ذريعة مؤيدي رفعت لم يتجرأ إعلام النظام على تداولها نظرا لحساسية الأمر وابتعاده عن حقيقة ما كان يدور بحسب مصادر تلك الفترة.
ينسب لحافظ الأسد كلمة تلفزيونية مساء ذلك اليوم قال فيها: "هؤلاء أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، نحن نحترمهن.. بعض بناتنا المتحمسات لا يرضيهن ما يحدث للمرأة من تهميش وانغلاق.. يجب أن تقوم المنظمات الشعبية وبخاصة الاتحاد النسائي بدورها في تربية جيل متحرر".
رفعت الأسد كان قد نفى في مقابلة تلفزيونية على بي بي سي بعد ٩ أشهر من اندلاع الثورة بأنه قد ترأس يوما سرايا الدفاع، رافضا في الوقت ذاته أي ادعاءات لدور تلك الوحدات في مذبحة حماة، وأكد خلال تلك المقابلة بأنه كان يشغل دور المعارضة للنظام، بأسلوب لاقى سخرية، واعتبر علامة فارقة في التدليس السياسي لفترة مظلمة من تاريخ سوريا. التسجيل لرفعت الأسد يتحدث فيه عن مظليات السرايا.