اتفاق الجنوب.. مخاوف إسرائيلية وضمانات روسية
======
مقاتلان من الجيش الحر في إحدى أنفاق درعا (رويترز)
عقب ساعات على إعلان إسرائيل مخاوفها إزاء اتفاق الجنوب السوري، الذي أُعلن بموجبه عن تهدئة في محافظة درعا وفق تفاهمات روسية أمريكية، سارع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى بعث رسائل تطمين حول مصالح إسرائيل في سوريا.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الثلاثاء 18 تمّوز، عن مصدر رافق نتنياهو خلال زيارته أمس إلى العاصمة المجرية، بودابست، أنّ تل أبيب ستحشد ضغطًا دوليًا بهدف الوقوف بوجه الاتفاق.
ويأتي الموقف الإسرائيلي نتيجة المخاوف من “ترسيخ الوجود الإيراني” بحسب ما أكّد نتنياهو، ويرتبط بالمساعي “للحدّ من نفوذ حزب الله، وعناصر حركة حماس العائدين من قطر”.
ضمانات روسيّة
لافروف، وفي ردّ سريع على المخاوف الإسرائيلية، قال أمس إنّ روسيا لن تغفل مصالح إسرائيل عند إقامة مناطق “تخفيف التوتر” في سوريا، بل ستراعي المصالح الإسرائيلية.
وتشمل مناطق “تخفيف التوتر” الجنوب السوري المتمثل في درعا والقنيطرة المحاذيتين للأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.
ووفق اتفاق التهدئة الذي تمّ بالتوافق بين روسيا وأمريكا والأردن، ودخل حيّز التنفيذ الأحد 9 تمّوز، فإنّ وقف إطلاق النار سيتبع بخطوات أخرى تتضمن نشر قوّات مراقبة شرطية لم يعلن عن جنسيات أفرادها بعد.
وتتحفظ إسرائيل على نشر قوات روسية لتثبيت وقف إطلاق النار في المناطق المشمولة بالاتفاق، الأمر المرتبط بمخاوفها من “مدّ إيراني” على حدودها.
أزمة حزب الله
ولا تتوقف المخاوف الإسرائيلية عند الانتشار الروسي على حدودها، و”تكريس الوجود الإيراني” بل تمتدّ إلى الأراضي اللبنانية المحاذية، مع ما أكّد نتنياهو مؤخرًا أنه “سيطرة واسعة لحزب الله على لبنان”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي شرح مخاوفه مؤخرًا للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وأبدى قلقه من تزايد تسليح حزب الله” ما يهدّد بهجوم أو صدام مع إسرائيل.
كما طالب نتنياهو من ماكرون أن يضغط على الحكومة اللبنانية، والرئيس ميشال عون، بهدف الضغط على حزب الله والحد من نفوذه، فضلًا عن “منع استقبال قيادات حركة حماس المبعدة من قطر”.