حشود وحشودٌ مضادة:
الصراع الأميركي - السوري على معبر التنف
================
2017-5-26 |
رائد الحامد
بقلم: رائد الحامد / باحث ومحلل عراقي
* مدخل:
ظلت منطقة التنف السورية بعيدة عن أولويات النظام السوري في ظل انشغاله بمناطق أكثر أهمية في العاصمة ومحيطها ومراكز الكثافة السكانية والمدن ذات الأهمية في استمراره كنظام، لكن اتفاق خفض التصعيد في 4 مايو 2017 بين روسيا وإيران وتركيا أدى إلى منح النظام السوري مساحةً من حرية التحرك على المناطق غير المشمولة بالاتفاق، بعد أن منح هذا الاتفاق لقواته ولقوات حلفائه فرصة التفرغ لاستعادة المزيد من الأراضي، كخطوة على طريق تحقيق الإستراتيجيات العليا في استعادة جميع الأراضي السورية، ما يعزز من مصادر قوة النظام على مستوى المفاوضات مع المعارضة المسلحة واسترداد سيادة الدولة.
أدى تحييد المناطق الأربعة الكبرى المحددة في اتفاق خفض التصعيد إلى تسابق للوصول إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة بين تحالف قوات النظام وقوات التحالف الدولي والفصائل الحليفة، وتأتي مناطق جنوب سوريا وشرقها من بين أهم هذه المناطق لاعتبارات تتعلق بارتباطها الجغرافي بالأردن وإسرائيل جنوباً وبالأردن والعراق شرقاً.
منذ أوائل مايو 2017، شهدت منطقة التنف حشوداً لتحالف "قوات التحالف الدولي" مقابل حشود مماثلة لـ"تحالف قوات النظام السوري". وكانت منطقة التنف قد شهدت في 18 مايو 2017 أول حالة صدام مباشر بين التحالفين، عندما تقدمت قوات تابعة لتحالف النظام إلى مناطق قريبة من قاعدة قوات التحالف الدولي ضمن منطقة "عدم اشتباك" تبعد بحدود 30 كيلومتر عن معبر التنف لا يسمح لأي قوة بالدخول إليها.
في ظل احتمالات شبه أكيدة حول خسارة تنظيم الدولة ما تبقى من مناطق سيطرته في العراق، ستكون منطقة التنف عنواناً لصراعٍ إيراني سوري روسي مع الولايات المتحدة التي تحاول السيطرة على المناطق المحاذية للحدود السورية مع كل من تركيا والأردن والعراق في إطار منع تواصل النظام السوري مع المحيط الخارجي والضغط عليه في مفاوضات التسوية الأممية للحرب الدائرة في البلاد.
* الأهمية الجغرافية لمنطقة التنف:
منطقة التنف على الحدود مع العراق تحتل موقعاً جغرافياً مهماً لجميع أطراف الصراع، الولايات المتحدة والقوى المحلية الحليفة والنظام والقوى المتحالفة معه، فيما يمكن القول إن تنظيم الدولة قد لا تعنيه مثل هذه المناطق إلا بالقدر الذي يمكن أن تشكل له موقعاً دفاعياً متقدماً بعد أن خسر معظم مدن سيطرته، ومنها مدينة الرطبة إلى الشرق من معبر التنف بنحو 140 كيلومتر على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وبغداد.
ومنطقة التنف هي جزء من بادية الشام تتألف من مساحات صحراوية شاسعة تقل فيها الكثافة السكانية وتمتد إلى المثلث الحدودي مع العراق والأردن، وبدعم مباشر من التحالف الدولي نجحت فصائل المعارضة المسلحة في انتزاع معظم المساحات التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في منطقة البادية، كما سيطر تحالف قوات النظام على مساحات أخرى في المنطقة نفسها.
وتأتي أهمية منطقة التنف السوري والتي يقابلها في الجانب العراقي مجمع الوليد الحدودي من كونها تقع في منطقة التقاء الحدود العراقية السورية مع الحدود الأردنية؛ وعلى نحو 80 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من معبر طريبيل على الحدود العراقية الأردنية، كما أن المنطقة تضم مخيم الركبان داخل الأردن على الحدود مع العراق لإيواء النازحين من مناطق تدمر؛ ويبعد مخيم الركبان الذي يضم معسكراً لتدريب مقاتلي المعارضة المسلحة بإشراف الولايات المتحدة على بعد نحو 240 كيلومتر جنوب غربي مدينة البوكمال، والتي قد تشهد في الفترة القريبة القادمة هجوماً من قبل قوات أمريكية خاصة وأخرى من النرويج والتشيك وهولندا وبريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى عدد من فصائل المعارضة المسلحة لاستعادة السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية.
* أهمية منطقة التنف لأطراف الصراع:
تحالف "قوات النظام السوري":
أهمل النظام طويلاً الاهتمام بمنطقة التنف التي تناوبت السيطرة عليها عدة فصائل من المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة قبل أن يخسرها في مارس 2016؛ وزاد اهتمام قوات النظام بمنطقة التنف وإعطاؤها أولوية متقدمة بشكل أكبر بعد الانتهاء من معركة حلب نهاية العام 2016 ، وتراجع المعارضة المسلحة كذلك في مناطق حيوية حول العاصمة دمشق كانت تشكل خطراً على النظام قبل أن يعود للسيطرة عليها بسلسلة من المعارك والاتفاقات، التي أتاحت له إخراج مقاتلي المعارضة المسلحة من بلدات وادي بردى والقابون والبرزة وغيرها من المناطق على خطوط التماس.
ولذلك بدا مؤخراً أن استعادة منطقة التنف وغيرها من المناطق على مساحة الجغرافية السورية، باتت جزءاً من استراتيجيات النظام التي اتبعها بعد التدخل الروسي نهاية سبتمبر 2015 للسيطرة على جميع الأراضي والمدن السورية وفق أولويات معينة -في معايير أهمية المناطق وترجيح استردادها قبل غيرها- بما يؤمن له:
1- البقاء في السلطة والحفاظ على بنية النظام ومؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والأجهزة الأمنية.
2- مراعاة المصالح الروسية وتأمين المناطق التي تعد مناطق مهمة لوجود قواعد ثابتة، مثل القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم. إضافةً إلى ضمان أمن ونفوذ القوى الحليفة لإيران في المناطق ذات الأهمية للمشروع الإيراني في الوصول إلى البحر المتوسط من إيران مروراً بالعراق.
لكن منطقة التنف تحوي مضامين أخرى في رسم إستراتيجيات النظام لاستعادة السيطرة على الأراضي السورية منها:
- ضمان بقاء الطريق البري سالكاً أمام تدفق الأسلحة والمقاتلين من إيران عبر صحراء الأنبار إلى معبر التنف في مرحلة لاحقة، إذا استطاعت القوات الأمنية والحشد العشائري السني تأمين الطريق الدولي بين مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار والمعبر الحدودي الذي يتجاوز 310 كيلومتر عبر صحراء غير مأهولة لا يزال تنظيم الدولة ينشط فيها.
- ستعني سيطرة تحالف قوات النظام على المنطقة خطوة مهمة للوصول إلى البو كمال ودير الزور بالتزامن مع تحركات عسكرية على الجانب الآخر من الحدود للقوات الأمنية والحشد الشعبي للسيطرة على ما تبقى من مدن محافظة الأنبار على الحدود مع سوريا.
- كما يشكل معبر التنف الحدودي أهمية قصوى للنظام كونه منفذاً حدودياً لمرور البضائع من إيران والعراق إلى سوريا، وهو ما يعني في حال السيطرة عليه تنشيط التجارة بين الحكومتين الحليفتين لإيران، خصوصاً في ظل تدهور الاقتصاد السوري وتراجع سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
تحالف "قوات التحالف الدولي":
تتنافس الولايات المتحدة وروسيا والقوى الحليفة لهما على اقتسام مناطق النفوذ والسيطرة على الأراضي السورية، ففي غرب سوريا تركز كل من إيران وروسيا جهودهما لبسط السيطرة على أكبر مساحة جغرافية فيما تتقدم قوات التحالف الدولي لتثبيت أقدامها في شرق وشمال شرقي سوريا وجنوبها.
وتسعى قوات التحالف الدولي من السيطرة على منطقة التنف تحقيق أهداف عدة، من بينها:
1- أهمية المنطقة جغرافياً للانطلاق منها باتجاه البو كمال ودير الزور.
2- يشكل الوجود المكثف لقوات التحالف حماية أمنيةً لحدود الأردن الشمالية من تهديدات تنظيم الدولة الذي نجح في اختراق المنطقة والوصول إلى مخيم الركبان وشن هجمات عدة مرات. والحد أيضا من خطر تمدد النفوذ الإيراني أو القوى الحليفة لإيران ووصولها إلى الأردن.
3- منع استمرار تواصل الخط البري بين سوريا وإيران عبر الأراضي العراقية التي تسيطر عليها إما قوات أمنية ترتبط بعلاقات مع إيران أو قوات الحشد الشعبي الحليفة لها.
حشود وحشود مضادة:
بعد اتفاق خفض التصعيد في 4 مايو 2017 سحبت روسيا عدداً من الطائرات المقاتلة من قاعدة باسل الأسد الجوية "قاعدة حميميم" في محافظة اللاذقية في مقابل نشر مدفعية هاوتزر وصواريخ S400 المضادة للطائرات إضافة إلى طائرات استطلاع وإنذار مبكر وتحركت وحدات روسية خاصة باتجاه مناطق شرق السويداء؛ كما اتسع نطاق نشر قوات إضافية في مناطق "خفض التصعيد" وخارجها بعد إرسال تحالف قوات النظام كتيبتي دبابات إلى الجبهة الجنوبية على الحدود الأردنية وقوات أخرى باتجاه منطقة التنف.
ويضم تحالف قوات النظام وحدات الجيش السوري وقوات روسية خاصة تركزت شرق السويداء وقوى حليفة لإيران مثل حزب الله اللبناني وسرايا التوحيد التابعة للنائب اللبناني وئام وهاب وحزب التوحيد العربي اللبناني الدرزي، إضافةً إلى مجموعات شيعية مسلحة ضمن فصائل الحشد الشعبي تنشط على جانبي الحدود مثل منظمة بدر وحركة النجباء والوحدة 313 وكتائب الإمام علي وحركة الابدال وكتائب سيد الشهداء والقوة الجعفرية وكتائب حزب الله العراق وهي في مجملها مجموعات حليفة لإيران في المقام الأول.
كما شرعت مجموعات سرايا التوحيد التابعة للنائب اللبناني وئام وهاب وحزب التوحيد العربي اللبناني الدرزي بالتقدم في مناطق شرق السويداء للانخراط في معارك البادية، وسيطرت قوات تحالف النظام على حاجز "الزرقة" على مسافة 27 كيلومتر عن معبر التنف الذي تتخذ منه قوات التحالف الدولي قاعدةً عسكرية لها.
وتحاول قوات النظام وروسيا والقوات الحليفة لإيران استغلال اتفاق خفض التصعيد للسيطرة على مناطق في ريف حمص الشرقي المرتبطة بمنطقة التنف ومناطق أخرى شرق السويداء وفي محافظة دير الزور؛ وفي 13 مايو 2017 سيطر تحالف قوات النظام على مطار الجراح في ريف حلب الشرقي بالتزامن مع تحركات باتجاه منطقة التنف.
في توقيت متزامن أطلق تحالف قوات النظام عمليتين عسكريتين في مناطق شرق محافظة السويداء، 40 كيلومترا شمال الحدود الأردنية وحوالي 200 كيلومترا غرب التنف في 13 مايو 2017 حققت بعض التقدم والسيطرة على مساحات من البادية الشامية المتصلة بصحراء شرق العاصمة، حيث تتقاطع مع طريق دمشق _ بغداد الذي يمر عبر معبر التنف.
وعلى الجانب الآخر من الحدود أطلقت القوات الأمنية والحشد الشعبي عملية عسكرية جنوب صحراء الرطبة وشرقها على الطريق الدولي بين الحدود في منطقة التنف والعاصمة العراقية بغداد لتأمين السيطرة عليه في مناطق صحراوية شاسعة يتمتع فيها تنظيم الدولة بنوع من أنواع السيطرة والقدرة على نصب الكمائن وشن هجمات من مواقع صحراوية يوجد فيها مُنذ سنوات سبقت انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011 وفشلت هذه القوات في فرض سيطرتها بشكل كامل ما يعزز فرضية بحث إيران عن طريق رديف أو بديل يمر عبر أراضي نينوى.
في مواجهة حشود تحالف قوات النظام في محور التنف زاد تحالف" قوات التحالف الدولي" حشد المزيد من قوات الدول الشريكة في التحالف وقوات المعارضة المسلحة السورية. ويضم تحالف قوات التحالف الدولي جنوداً يتواجدون في معبر التنف من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وجمهورية التشيك وألمانيا وهولندا، كما انضمت إليهم مؤخراً قوة نرويجية خاصة، إضافة إلى فصائل المعارضة المسلحة الممثلة بمغاوير الثورة وجيش سوريا الجديد وكتيبة أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو؛ ومعظم هذه القوات سبق أن قاتلت تنظيم الدولة إلى جانب جيش الإسلام في القلمون الشرقي قبل أن ينتهي أي وجود لمقاتلي التنظيم مُنذ أواخر أبريل 2017.
وخلال الأسبوع الأول من مايو 2017 عززت الأردن قواتها في منطقة المثلث العراقي السوري الأردني بالمزيد من وحدات المشاة والآليات المدرعة بالتزامن مع الإعداد لعملية واسعة يقودها التحالف الدولي بمشاركة فصائل المعارضة المسلحة تستهدف تنظيم الدولة؛ وقد وجهت إيران انتقادات رسمية للتحرك الأردني الذي رأت "أنه تحرك محكوم عليه بالفشل في المستقبل".
وفي 18 مايو 2017 وجه طيران التحالف الدولي ضربة جوية استهدفت قوات موالية للنظام السوري كانت "تتقدم داخل منطقة عدم اشتباك متفق عليها مسبقا" في منطقة التنف اعتقدت الولايات المتحدة أنها تشكل تهديداً لقواتها المتواجدة في المنطقة والقوات الحليفة لها من المعارضة المسلحة؛ وجاءت الخطوة الأمريكية بعد "فشل محاولات واضحة من قبل روسيا لردع القوات الموالية للنظام السوري عن التحرك جنوباً باتجاه التنف".
وكررت الولايات المتحدة أن التحالف الدولي سيستهدف من يحاول تقويض جهوده في قتال تنظيم الدولة من قوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني والمجموعات الشيعية المسلحة الحليفة لإيران أو تهديد القوات الحليفة للتحالف الدولي؛ لكن تحالف قوات النظام عززت من وجودها ودفعت بوحدات إضافية ومجموعات شيعية مسلحة وحزب الله اللبناني إلى محور منطقة التنف في اليوم التالي للضربة التي وجهتها طائرات التحالف.
ويشير مسار الحشد والحشد المضاد للقوى المتصادمة في سوريا إلى سعي كل طرف لتحقيق عدة أهداف من بينها:
- إفراغ منطقة صحراء شرق حمص من أي وجود لتنظيم الدولة وإنهاء تهديداته لطريق خناصر _ حلب.
- تقدم قوات النظام من تدمر باتجاه الشرق إلى منطقة التنف ومناطق البو كمال في تزامن مع تقدم قوات المعارضة المسلحة والتحالف الدولي من جنوب سوريا والأردن إلى منطقة التنف أيضا في طريقها إلى مناطق البو كمال.
* توقعات واستنتاجات:
ستظل جميع الخطط الموضوعة التي يسعى تحالف قوات النظام وتحالف قوات التحالف الدولي لتحقيقها رهن التطورات في ميدان القتال واحتمالات الصدام بين التحالفين، ومن خلال التطورات المتسارعة والمتغيرات التي طرأت في مسار الصراع السوري ضمن معطى اتفاق خفض التصعيد وتراجع تهديدات تنظيم الدولة وتوقعات بمتغيرات قد تستجد على الإستراتيجيات الأمريكية في التعامل مع خطر النفوذ الإيراني على الدول الخليجية وعموم المنطقة بعد جولة الرئيس الأمريكي والقمم التي عقدها في الرياض.
ويمكن استشراف أهم المتغيرات المترتبة على ذلك كما يأتي:
أولاً:
ستظل المناطق غير المشمولة باتفاق خفض التصعيد هدفاً لسيطرة تحالف قوات النظام بدعم روسي قد يتعذر على الولايات المتحدة التصدي له طالما أنها لم تكن طرفاً في الاتفاق، وليس هناك ضمن استراتيجياتها أي اعتراض على سيطرة القوات النظامية على الأراضي السورية في إطار فرض سيادة الدولة، لكن الولايات المتحدة تفضل سيطرة قوات حليفة لها على المنطقة الغنية بالموارد النفطية.
ثانياً:
من المتوقع أن تشهد منطقة التنف وعموم مناطق شرق سوريا تنافساً بين التحالف الدولي وتحالف قوات النظام للسيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة العدو المشترك لهما.
ثالثاً:
ستظل تحركات تحالف قوات النظام تمثل تهديداً لتحالف قوات التحالف الدولي في منطقة التنف.
رابعاً:
سيستمر التسابق للسيطرة على منطقة التنف بين التحالفين لتأمين تدفق المساعدات من إيران والعراق إلى تحالف قوات النظام في مقابل منع قوات التحالف الدولي وصول هذه المساعدات وإحباط سيطرة تحالف قوات النظام على المنطقة.
خامساً:
ستعني سيطرة تحالف قوات النظام على معبر التنف بشكل ما امتلاك إيران لنفوذ حقيقي على الممر البري بينها وبين سوريا ولبنان وضمان تدفق المساعدات العسكرية إلى القوى الحليفة ودعمها بالمزيد من المقاتلين عبر الأراضي العراقية.
كما ستفتح سيطرة إيران والقوى المتحالفة معها على معبر التنف الطريق للسيطرة على مدينة البو كمال، ومن ثم الالتحام مع الحشد الشعبي الذي يخطط للوصول إلى مدينة القائم العراقية مقابل
البو كمال.
سادساً:
مع تراجع تهديد وجود تنظيم الدولة في العراق ستوسع الولايات المتحدة جهودها لمواجهة الطموحات الإقليمية لإيران بنشر المزيد من القوى الحليفة للولايات المتحدة واستعادة المزيد من الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة على الحدود العراقية السورية من منطقة البو كمال إلى معبر التنف.
سابعاً:
استمرار وجود القوات الحليفة للولايات المتحدة على الحدود الشرقية لسوريا وسيطرتها على منطقة التنف أو البو كمال ودير الزور في مراحل لاحقة سيدفع إيران للبحث عن ممرات برية بديلة ضمن مناطق سيطرة الحشد الشعبي في نينوى، ومنها طريق البعاج، جنوب غربي الموصل، 40 كيلومتر شرق الحدود السورية ونحو 80 كيلومتر عن مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي وصولاً إلى دير الزور جنوباً والميادين ثم إلى السخنة وبعدها إلى تدمر 50 كيلومتر غرب السخنة وصولاً إلى حمص 100 كيلومتر غرب تدمر وحوالي 30 كيلومتر إلى الحدود اللبنانية.
ثامناً:
رغم أن الخيارات الأمريكية لا تزال ضمن حدود السياسات التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بعدم الانخراط الكلي في القتال على الأرض والاكتفاء بتقديم الدعم لفصائل حليفة، لكن من غير المستبعد دخول الولايات المتحدة وإيران على مسار التصادم مستقبلاً مع احتمالات شبه أكيدة بفقدان العدو المشترك "تنظيم الدولة" ما تبقى من مناطق سيطرته في غرب وشمال غربي العراق.