تفاصيل جديدة حول نحر التنظيم لـ"قاهر الدبابات"..
صديقه يتهم قاتله بأنه مجند لدى مخابرات الأسد
=========================
زمان الوصل | 2017-05-25 17:39:07
أبو المقدام - ناشطون
كشف صديق للمقاتل "مثنى الحسين" المكنى "أبو المقدام" والملقب بـ"قاهر الدبابات" تفاصيل جديدة عن ظروف أسره وكيفية قتله نحراً على يد تنظيم "الدولة" في ريف حماة الشرقي منذ ثلاث سنوات.
وقال "أبو عبد الله الشامي" لـ"زمان الوصل" إن أبا المقدام الذي كان قادماً من منطقة القلمون الشرقي في أيار مايو/2014 أُنزل على حاجز "الجابرية" قبل منطقة "عقيربات" بريف حماة الشرقي من قبل عناصر التنظيم، وكان الحاجز طياراً ويُقام لأول مرة في تلك المنطقة -حسب محدثنا- الذي أشار إلى أن الرتل الذي ضم أبا المقدام كان كبيراً، فسيّر عناصر الحاجز عدة سيارات من ضمن الرتل وأوقفوا الباقين وبدؤوا بتفحص السيارات بدقة والتحديق في وجوه ركابها.
وأردف "الشامي" أن أبا المقدام نزل من سيارته التي كانت بيك آب "تويوتا"، فتم اقتياده مع عدد من عناصر "أحرار الشام" إلى مدرسة داخل قرية "عقيربات" وهم محاطون بشدة من كل الجوانب.
وأضاف أن أحد قادة التنظيم، ويُدعى "أبو عويد" حضر إلى المدرسة وبدأ بالتحقيق مع أبي المقدام دون غيره من العناصر، وفي اليوم التالي جاء عنصر من "الكتيبة الخضراء"، التي كان يتبع لها "قاهر الدبابات" للمطالبة بالإفراج عنه، وعن سيارة الذخيرة التي كانت معه.
والتقى بأبي أيمن العراقي -أحد قادة "الدولة"- فرفض تسليمه واصفاً إياه بـ"الكافر" و"المرتد".
وبحسب "الشامي" فإن أبا أيمن العراقي مع شخصين آخرين حققوا مع أبي المقدام بأسلوب مخابرات النظام عن كيفية تعلمه رمي صواريخ "الكورنيت" و"الكونكورس"، ومن الذي علمّه استخدامهما، ومن أين تم جلب هذه الصواريخ قبل أن يأمر بتصفيته نحراً.
وأكد أن المجموعة التي صفّت أبا المقدام بأمر من العراقي هي مجموعة سورية من منطقة "عقيربات" ذاتها.
وعلى طريقة نظام الأسد في إخفاء أو تصفية شهود ومنفذي جرائمه تم تصفية المدعو "أبو عويد"، فيما بعد بعبوة ناسفة، وكذلك أبو "أحمد عضيد" مسؤول الشرطة لدى تنظيم "الدولة" في "عقيربات" والمتورط بقتل الكثير من الثوار على الحواجز الطيارة وإلقاء جثثهم في آبار مهجورة بالقرب من هذه الحواجز.
وكشف محدثنا أن تنظيم "الدولة" سمح لأبي المقدام في اليومين الأولين من أسره بالتواصل مع من يشاء عبر النت وفي اليوم الثالث جاء أبو أيمن العراقي وتوسع في التحقيق معه قبل أن يأمر بقتله.
ولفت الشامي إلى أن "هناك إشارة استفسار حول كيفية معرفة أبو المقدام ضمن الرتل الذي كان فيه وخصوصاً أنه لم يبلغ أحداً بقدومه من القلمون الشمالي إلى ريف حماة الشرقي"، مرجحا "أن أحداً يعرف أبا المقدام جيداً وشى به وأبلغ التنظيم بوجوده ضمن الرتل".
واستبعد أن تكون "الكتيبة الخضراء" قد سلّمت أبا المقدام لأنها كانت يمكن أن تفعل ذلك أثناء مرافقته لهم باتجاه القلمون ومروره على حواجز كثيرة لتنظيم "الدولة" في طريقه من حلب إلى "الباب" التي كانت تحت سيطرتهم".
وعُرف "أبو المقدام السراقبي" بـ"قاهر الدبابات" وقناصها وقائد لواء المدفعية والصواريخ في "حركة أحرار الشام"، وكان يتنقل من منطقة إلى أخرى بقاعدة صاروخ "كورنيت"، التي يملكها.
واعتقل بينما كان في طريق عودته من القلمون الشرقي، حيث شارك في هجوم على مستودعات (595) للنظام في عملية وصفت بالأضخم من نوعها وأدت إلى تدمير 80 دبابة والسيطرة على 35 أخرى.
وأكدت "حركة أحرار الشام" آنذاك أن التنظيم قتل أبا المقدام انتقاماً لما أصاب حليفه النظام من خسائر في مستودعاته بالقلمون.
وكان أول من نشر صور مقتل أبي المقدام المرافق الشخصي لأبي أيمن العراقي المدعو أبو أسد الله البغدادي، وهو اسم حركي لشخص سوري يُدعى "عبد الله العبود".
وأوضح "الشامي" أن أبا المقدام "كان مطلوباً للنظام الذي دفع مقابل قتله أو اعتقاله ملايين الدولارات"، مشيراً إلى أن "الطريقة التي قتل فيها والتوقيت وعدم إخضاعه لمحاكمة يدل على بصمات النظام في قتله، ولكن بيد تنظيم الدولة وعلى طريقتهم بحجة أنه عنصر من الأحرار وكافر ومرتد".
وأكد محدثنا أن قاتل أبي المقدام أبو أيمن العراقي واسمه الحقيقي "مهند السويداوي" كان ضابطاً منظماً في صفوف حزب البعث العراقي أيام صدام حسين، ولكن نظام الأسد تمكّن من تجنيده في صفوف تنظيم "الدولة" لتحقيق أهدافه وقتل الشخصيات الثورية من المعارضة بحجة الكفر والردة.
وأشار إلى أن العراقي "كان لاجئاً في سوريا مثل الكثير من الضباط العراقيين الذين أمّن لهم النظام الحماية والرعاية بعد سقوط بغداد"، مردفا أن "المخابرات السورية دأبت على تجنيده للذهاب إلى العراق واختراق صفوف المقاومة الإسلامية آنذاك"، وبعد قيام الثورة السورية جاء الوقت ليرد الجميل للنظام، فتم زجّه في صفوف المجموعات الإسلامية من أجل إفشالها والقضاء على القيادات الوطنية في الثورة على طريقة تنظيم "الدولة" بذرائع من قبيل "كافر، مرتد، خبيث وصحوات"، وقُتل العراقي في الرقة من قبل طيران التحالف في مدينة الرقة منذ خمسة أشهر.