الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )

ادلب : انتحاري يقتل 12 من هيئة تحرير الشام

وفي إدلب، قتل وأصيب العشرات من عناصر "هيئة تحرير الشام"، إثر انفجار دراجة نارية مفخخة بتجمع لهم في معمل الغزل على أطراف مدينة إدلب، مساء اليوم الأربعاء.​
 

مقتل 2 من شبيحة الفوعة


قتل اثنان من عناصر قوات النظام إثر اشتباكات مع الثوار على نقاط الرباط في أطراف ثكنتي "كفريا والفوعة" المواليتين لقوات النظام.​
 
DEnZ1tuXoAAUY6h.jpg:small
 

هل يستغل النظام حساسية "السويداء –درعا" لتفجير اتفاق الجنوب؟
crop,750x427,3435502005.jpg
  • الأربعاء 12 تموز 2017​



بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ليلة الأحد، التاسع من تموز الجاري، إلا أنه تخلل الهدوء النسبي في الجنوب السوري بعض الاختراقات في المناطق التي شملها الاتفاق.

وينص الاتفاق الذي أعلن على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية بعد تفاهم بين الأميركيين والروس، على وقف العمليات القتالية في الجنوب السوري، ونشر قوات مراقبة في مناطق وقف إطلاق النار في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، تلك المحافظات التي شهدت دائما خلافات صعدت بعمليّات الخطف والخطف المضادّ بين درعا ذات الغالبية السنية والسويداء ذات الغالبية الدرزية، وهي الظاهرة التي هددت دائمًا السلم الأهليّ في المحافظتين، فقد نجح نظام الأسد بدفع الجارتين إلى الاقتتال، وفق إستراتيجيته في إنهاك المحافظات السورية، واستثمار العداوات بينهما لصالحه على الأرض.

السويداء للنظام ودرعا للمعارضة

الاتفاق الذي أبرم بين روسيا والولايات المتحدة على هامش قمة العشرين، لوقف إطلاق النار، لم تتضح آلية تطبيقه بشكل تفصيلي بعد، وهو أمر أُرجئ إلى اجتماعات لخبراء روس وأمريكيين وأردنيين، يُعتقد أنها تتم حالياً في الأردن، بغية الاتفاق على تفاصيل تطبيق الاتفاق.

يقول الصحافي السوري (إياد الجعفري) أن "هذا الاتفاق بصورة أولية، وقد يتحول مستقبلاً إلى اتفاق تهدئة دائم في المنطقة التي تشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، وهو اتفاق إن تم تنفيذه بالفعل، يعني تثبيت الأمر الواقع في تلك المحافظات اليوم، وإقراره بمعنى أن توزع النفوذ في المحافظات الثلاث المذكورة، سيبقى على حاله القائمة اليوم، وسيُقر بذلك، الأطراف الملتزمة بالاتفاق، برعاية دولية، أمريكية – روسية، وإشراف أردني".

ويبين (الجعفري) لـ"بلدي نيوز" أنه "ستبقى السويداء تحت سيطرة النظام كما هي عليه، فيما ستبقى أجزاء واسعة من درعا والقنيطرة تحت سيطرة المعارضة، وينص الاتفاق، بصورة مبدئية، على دخول المساعدات إلى المناطق التي تحتاجها، وهي تحديداً، المناطق التي تسيطر عليها المعارضة"، مستدركًا: "بالتالي، لا يوجد أي سبب لإثارة الحساسية بين السويداء ودرعا، لأن الوضع سيبقى على ما هو عليه اليوم، من حيث توزع النفوذ والقوى المسيطرة، مع وقف دائم لإطلاق النار، في حال نجاح تنفيذ الاتفاق، الذي تحيط حوله شكوك عديدة، بطبيعة الحال".

كبح جماح الطامعين

يرى الكاتب والصحفي السوري (رامي زين الدين) أن ما يميّز هذه الهدنة أنها لن تكون بالنسبة لمنفّذيها على الأرض على شكل قرارات إنما أوامر، حيث ستلتزم قوات النظام والميليشيات التابعة للأمر الصادر من موسكو، ومن جهتها ستلتزم فصائل المعارضة للتعليمات القادمة من عرفة عمليات "الموك" والتي تتحكّم فيها بدرجة كبيرة واشنطن.

ويبين (زين الدين) أنه حتى اللحظة يشوب الاتفاق الأميركي الروسي بعض الضبابية حول آلية تنفيذ وقف إطلاق النار ومساراته على الأرض، إذ يدور حديث في الأوساط المتابعة عن احتمالية نشر قوات شرطة لتكون بمثابة "قبّعات زرق" تفصل بين الأطراف المتحاربة، ولكن ما غير المعلوم حتى الآن هو هوية تلك القوات وإن كانت ترجّح بعض الأطراف تكرار سيناريو مدينة حلب بعد السيطرة عليها من النظام ونشر قوات شيشانية سنّية بإيعاز مباشر من موسكو، حسب (زين الدين).

ويوضح (زين الدين) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أنه وفقاً لما سبق لا يمكن الحديث عمّن سيحكم هذه المناطق، لكون الاتفاق لا يتضمّن انسحاب أحد الأطراف ولا حتى ترحيل فصائل معارضة كما حدث في مناطق أخرى، مضيفًا: "بالنسبة للسويداء، لن يتغيّر الكثير على المحافظة الهادئة والتي نأت بنفسها عن الصراع الدموي القائم منذ سنوات، وبطبيعة الحال العلاقة بين السويداء ودرعا رغم وصولها إلى درجّة التفجّر في بعض الفترات الحسّاسة، بيد أنّ حكمة العقلاء من الجانبين كانت تحول دون أي تصاعد لا يحمد عقباه على الجميع".

ويشير (زين الدين) إلى أنه "برغم بعض الحساسيات الطارئة التي شابت علاقة الجبل والسهل بحكم اختلاف الموقف من النظام وتحديداً بعد تحوّل الصراع إلى مسلّح، إلا أنّ طبيعة العلاقة المتوازنة والوديّة تاريخياً بين الطرفين هي التي تكبح، إلى اليوم، جماح الطامعين بإحداث فتنة ورؤية سيول من الدماء، وهذه الأطراف لا يخفى أن النظام على رأسها ومعه تلك الجماعات التي لا تؤمن بالعيش المشترك".



روابط ذات علاقة
 

مساعٍ دولية لتشكيل مجلس عسكري مع النظام.. المعارضة تنفي
==============
برزت إلى العلن مساعٍ روسية- أمريكية، لتشكيل مجلس عسكري من النظام والمعارضة، على أن يقود المرحلة الانتقالية، مع دخول مفاوضات جنيف يومها الرابع.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الخميس 13 تموز، عن مصادر في موسكو قولها، إن أمريكا وروسيا تسعيان لتشكيل مجلس عسكري مشترك يضم النظام والمعارضة السورية.

إلا أن “الهيئة العليا” للمفاوضات، المعارضة، و”منصة القاهرة” إلى جانبها، نفتا لعنب بلدي أي علم بالطرح.

وبرز الحديث عن إمكانية تشكيل مجلس عسكري مشترك، مطلع العام الحالي، لدى لقاء المعارضة بممثلين عن روسيا وتركيا في العاصمة أنقرة، كانون الثاني الماضي.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن أمس أن بلاده يمكنها العمل مع روسيا بخصوص سوريا وقضايا أخرى.

من مهام المجلس المشترك المزمع تشكيله، “قيادة المرحلة الانتقالية والتصدي للإرهاب”، وفق “الشرق الأوسط”.

وأضافت نقلًا عن مصادرها أن “التحول الجذري في التسوية السورية وإنجاز اختراقات في مسار جنيف، يرتبط إلى حد كبير بالتعاون بين موسكو وواشنطن”.

ينتظر الجميع مصير التعاون الأميركي- الروسي في سوريا، وفق الصحيفة، التي رأت أن ذلك “سيخلق تغييرات جذرية عسكرية على المشهد، ما ينعكس بدوره على جدول مفاوضات جنيف”.

عنب بلدي توجهت بالسؤال حول إمكانية تشكيل المجلس العسكري المشترك، إلى مستشار “الهيئة العليا” الإعلامي، الدكتور يحيى العريضي، وأجاب “لا علم لنا بذلك”.

كما أكد فراس الخالدي، عضو “منصة القاهرة” المعارضة، أن الأمر “لم يُطرح أبدًا في جنيف”.

ولفت عضو المنصة في حديثٍ إلى عنب بلدي، إلى أن “المرحلة الانتقالية هي مرحلة مشتركة ولم يتم نقاشها لأنه لم يحن وقتها بعد”، مردفًا “لم تبدأ المفاوضت حتى نعرف على ماذا نتفق”.

ومع وجود “الهيئة العليا” ومنصتي القاهرة وموسكو، يرى مراقبون أن المعارضة ما زالت مشتتة، وبينما تُصر “الهيئة” ومنصة القاهرة على أنه لا مستقبل للأسد في سوريا، طلبت منصة موسكو مهلة لعرض موقفها، وفق وكالات.

وعلمت عنب بلدي أن أبرز فصائل درعا، توجهت اليوم إلى الأردن، وبينما رجّحت مصادر أن يكون الاجتماع بهذا الخصوص، قلل ناشطون من إمكانية تشكيل المجلس في ظل التحديات الحالية.



وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أعرب أمس عن أمله في تكوين صورة مختلفة في سوريا قبل نهاية العام الجاري.

وتمنى دي ميستورا التقدم على الصعيد السياسي، من خلال تحضير لمؤتمر سلام في جنيف، بعد استئناف اجتماعات جنيف في آب وأيلول وتشرين الثاني المقبلين.
 

صحفي روسي يوثق خسائر الأسد على أطراف جوبر (فيديو)
=========



بثت وسائل إعلام روسية تسجيلًا مصورًا يظهر مرافقة المراسل الروسي كيريل رومانوفسكي لمجموعة من قوات الأسد أثناء هجومهم على منطقة جوبر بالقرب من دمشق.

ويظهر التسجيل الذي بثته وكالة الأنباء الاتحادية “riafan.ru” أمس، الأربعاء 12 تموز، تعرّض مجموعة من قوات الأسد إلى كمين من قبل فصائل “الجيش الحر” وسقوط عددٍ من المقاتلين بين قتيل وجريح.

كما يظهر التسجيل وصول دبابة من نوع “T72” لمؤازرة المجموعة، وتوفير تغطية لها من أجل انسحاب المقاتلين، حاملين معهم جثث القتلى والجرحى.

({});
وذكرت الوكالة أن معركة دموية اندلعت في حي جوبر، وحاول نحو 30 عنصرًا من الحرس الجمهوري الهجوم على فصائل المعارضة لكن المعلومات حول عدد المسلحين وموقع نقاط إطلاقهم غير الصحيحة حالت دون إتمام الهجوم.

وأكدت أن مقاومة كبيرة كانت لدى فصائل “الجيش الحر” حالت دون التقدم في القطاع.

وأوضحت أن أربعة أشخاص من الحرس الجمهوري قتلوا وجرح ثمانية آخرون في ست ساعات من القتال.

التسجيل يتعارض مع ما يبثه إعلام النظام السوري حول “سحق قوات الجيش العربي السوري للإرهابيين في جوبر”، وفق الرواية الرسمية، والتقدم على الجبهات والسيطرة على مناطق عديدة.

من جهته ينشر فصيل “فيلق الرحمن” التابع للجيش الحر والأبرز في المنطقة، تسجيلات عبر مكتبه الإعلامي تظهر تدمير دبابات وعربات ثقيلة وقتل وجرح عشرات العناصر من القوة المقتحمة.

وكانت قوات الأسد بدأت الهجوم، الأسابيع الماضية، على ثلاثة محاور في المنطقة، شمل المحور الأول بلدة عين ترما، والثاني حي عربين شمال جوبر، إضافةً إلى المحور الرئيسي على حي جوبر بشكل مباشر.

ويسعى النظام السوري إلى عزل جوبر عن بلدات ومناطق الغوطة الشرقية لكونها تعتبر آخر معاقل فصائل المعارضة السورية في دمشق.

وتعتبر الغوطة الشرقية من المناطق التي اتفق على “تخفيف التوتر” فيها، منذ 6 أيار الماضي، وعاشت هدوءًا نسبيًا خلال الأسابيع الماضية.


قيادي في قوات الأسد في حي جوبر – 11 تموز 2017 (riafan.ru)


دبابة تابعة لقوات الأسد تؤازر وتوفير التغطية للمجموعة المحاصرة – 11 تموز 2017 (riafan.ru)


مقاتل في قوات الأسد في حي جوبر بدمشق – 11 تموز 2017 (riafan.ru)



مقالات متعلقة

 

رواية الطيار المنشق العميد (م.ز) عن المعركة الجوية السورية الاسرائيلية 1982
====

الموضوع شهادة للعميد طيار م.ز. من سلاح الجو السوري

مقدمة:

كانت إسرائيل تفكر بغزو لبنان منذ العام 1981 , وكانت تهدف إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية وإخراج الجيش السوري من لبنان ثم المساعدة في تنصيب حلفائها على سدة الحكم في لبنان تمهيدا لفرض إتفاقية سلام على لبنان.

كانت إسرائيل تكمل إستعداداتها التي وصلت للصحافة العالمية , وكان ينقصها الحجة فقط.

في 3-حزيران-1982 تعرض السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف لمحاولة إغتيال أصيب فيها بجروح , وقد كانت المنظمة التي نفذت عملية إغتياله هي منظمة أبو نضال وهي منشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية وبينهما عداوة شديدة , ولكن إسرائيل إستعملت الموضوع كحجة للغزو والإدعاء بان منظمة التحرير خرقت وقف سابقا لإطلاق النار منذ العام 1981 .

قام الطيران الإسرائيلي في 4-حزيران-1982 بقصف بيروت الغربية وجنوب لبنان موقعا عشرات الضحايا , فرد الفدائيون الفلسطينيون بإطلاق صواريخهم الميدانية القصيرة المدى على شمال الكيان الصهيوني فقتلو إسرائيليا وجرحو أكثر من 10 آخرين.

كانت هذه الفرصة لمناحيم بيجن وأرييل شارون حتى يقوما بإرسال الطيران لقصف موسع على المخيمات الفلسطينية في لبنان من البر والبحر والجو.

وفي 6-حزيران-1982 بدأ الغزو البري وإخترق الجيش الإسرائيلي الحدود اللبنانية , وجرت معارك طاحنة مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية والميليشيا اللبنانية الحليفة لها.

بقي الجيش السوري في الأيام الثلاثة الأولى للحرب على الحياد ولم يكن حافظ الأسد يرغب في خوض المعركة , وإقتصر النشاط العسكري السوري أثناء الأيام من 6 إلى 8 حزيران على إرسال بعض الطائرات لخوض بعض الإشتباكات الصغيرة مع الطيران الإسرائيلي , وكان حافظ يحاول تحدي تفوق إسرائيل الجوي فوق لبنان منذ العام 1979 ويرسل أحيانا بعض الطائرات لإعتراض بعض من الغارات الإسرائيلية الكثيرة على مواقع الفدائيين الفلسطينيين أو عمليات الإستطلاع الجوي الإسرائيلية بطائرات الـ RF-4E (و هي نسخة الإستطلاع من الفانتوم) فوق لبنان لكسب أرصدة سياسية , وجرت أكثر من 10 معارك جوية في تلك السنوات الثلاثة كان آخرها معركتين في أواخر شهري نيسان وأيار عام 1982 , وسقطت العديد من الطائرات السورية (معظمها من طراز ميج 21) فوق لبنان في المعارك مع طائرات الإف 15 والإف 16 الموجهة من قبل طائرة الإنذار المبكر E-2C Hawkeye والتي كانت تقوم بدور الحماية للطائرات الإسرائيلية الأخرى التي تقوم بالقصف أو الإستطلاع.

وجرت بضعة معارك جوية في الأيام ما بين 6 إلى 8 حزيران خسرنا فيها 3 طائرات إعتراضية من نوع ميج 21 و3 طائرات إعتراضية أخرى من نوع ميج 23 في إشتباكات مع طائرات الإف 15 والإف 16 الإسرائيلية , وفي المقابل أسقطت طائرة ميج 23 طائرة إستطلاع إسرائيلية من دون طيار من نوع BQM-34 Firebee.

كان بيجن وشارون ينتظران حسم المعارك في جنوبي لبنان مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل خوض القتال مع الجيش السوري والذي كان بدوره يتطلب تحقيق السيطرة الجوية الكاملة على سماء المعركة.

كان لسوريا قبل الحرب 16 بطارية صواريخ سام 6 منصوبة في سهل البقاع (خلافا لإدعاءات أخرى لم يكن هناك صواريخ سام 2 و سام 3) تم إدخالها في سهل البقاع عام 1981 وقد راهنت القيادة السورية على حركيتها وصغرها ورأت أنها ستكون بذلك أكثر مناعة ضد القصف الجوي (رغم أنها وضعتها في مواقع ثابتة) بينما كان من الأفضل دعمها ببطاريات سام 3 على الأقل بعد تحصينها في خراسانات (رغم أن سام 6 أكثر تطورا ولكن سام 3 أبعد مدى إضافة إلى أن تحصينه ضمن خراسانات مسلحة سيخفف من الأضرار) اضافة لذلك فقد كانت تلك البطاريات معزولة عن شبكة الدفاع الجوي السوري الرئيسية المكلفة بحماية سوريا ولم يتم ادخال أي محطات للحرب الالكترونية معها.

SAM6.jpg

سام-6 سوري في وادي البقاع على طريق بيروت دمشق الدولي

قرر العدو الصهيوني تدمير تلك البطاريات للحصول على السيادة الجوية وكان طول تلك السنة التي سبقت الحرب يقوم باستطلاعها بشكل دوري بالطائرات المسيرة دون طيار (سكوت) التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي و(ماستيف) التابعة للجيش الإسرائيلي اضافة للطائرات RF-4E الاستطلاعية (وهي الطراز الاستطلاعي من الفانتوم).
SCOUT.jpg

الطائرة الإستطلاعية من طراز سكوت التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي

MATSIV.jpg

الطائرة الإستطلاعية من طراز ماستيف التابعة للجيش الإسرائيلي

في يوم 8 -6-1982 وقع اشتباك بري صغير بين القوات السورية والاسرائيلية في منطقة جزين نتيجة كون القوات الإسرائيلية قد إقتربت كثيرا من موقع سوري هناك فاضطرت القوة في الموقع للاشتباك معها.

في الليل دفعت القيادة السورية بعض التعزيزات للقوات في البقاع كما أرسلت 3 بطاريات سام 6 إضافية (صار العدد بذلك 19 بطارية) ولكن مع ذلك فقد بقي هناك استرخاء في حالة التأهب لأن القيادة السورية كانت قد صدقت أن الجيش الاسرائيلي سيواجه منظمة التحرير الفلسطينية فقط ولن يتجاوز مسافة ال 40 كلم عن الحدود اللبنانية كحزام آمن (وفق ما كانت تعلن اسرائيل) حتى أن حافظ الأسد صدق كلام بيجن في نفس يوم معركة جزين حين وجه إليه خطابا عبر الكنيست يدعوه فيها أن يأمر جيشه بان لا يتعرض للجيش الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي بدوره لن يقوم بمهاجمة الجيش السوري ويكرر أن هدفه فقط الوصول لمسافة 40 كلم من الحدود اللبنانية الفلسطينية لمنع صواريخ منظمة التحرير من إصابة شمال الكيان الصهيوني (لذلك فعلى ما يبدو فإن إرسال التعزيزات –والتي لم تكن أصلا بالمؤثرة في المعركة البرية- كان من باب ردع الكيان الصهيوني عن المواجهة ولكن حافظ كان مطمئنا لعدم نية اسرائيل في محاربته ولذلك لم تكن القوات السورية في وضع الجاهزية القصوى في سهل البقاع باستثناء القوات البرية الموجودة على الخط الأمامي فقط).

لكن كانت اسرائيل تفكر بشكل مختلف فقد كانت ومنذ لحظة ادخال الصواريخ السورية عام 81 وقد أعدت الخطط لتدميرها وقامت باستطلاعها طوال سنة كما ذكرنا.

اضافة الى ذلك فقد كانت القوات الإسرائيلية قد إحتلت خلال مواجهاتها مع منظمة التحرير في الفلسطينية في الأيام من 6 إلى 8 حزيران مناطق مرتفعة في جبل لبنان (في جبل الباروك ونواحيه) تطل على مواقع الدفاع الجوي السورية في سهل البقاع وأقامت لها مراصد ونصبت منصات متحركة لصواريخ أرض-أرض موجهة راكبة للإشعاع (وهي صواريخ Keres AGM-78 Standard ARM وهي نسخة إسرائيلية عن صواريخ جو-أرض من نوع ستاندارد آرم معدلة وقد عدلتها إسرائيل بحيث تنطلق من شاحنات M809 تحمل كل واحدة 3 صواريخ ) , كما نصبت مدفعية ثقيلة 155 ملم مزودة بقذائف كوبرهيد موجهة بالليزر.

KIRIS.jpg

كيريس ، النسخة الأرضية من الصواريخ الراكبة للإشعاع من طراز ستاندارد

في يوم 9 حزيران اقتربت قوة اسرائيلية برية من تشكيل سوري في عين زحلتا جنوب طريق دمشق بيروت وقد حبست القوات السورية النيران في البداية بناء على التوجيهات بعدم الإشتباك مع القوات الإسرائيلية ولكن حين إستمرت القوات الإسرائيلية بالإقتراب إضطرت القوات السورية لفتح النار عليها في تلك المنطقة وحدثت مواجهة بينهما إثر ذلك وكانت تلك الحجة التي يريدها شارون.



عملية تدمير بطاريات الصواريخ:
==============

بعد المواجهة في عين زحلتا تلقت القوات الإسرائيلية الأوامر ببدأ عملية (كريكيت 19) والتي تهدف لتدمير بطاريات الصواريخ السورية.

قبل العملية حلقت فوق سماء سهل البقاع طائرات الاستطلاع من دون طيار (سكوت – ماستيف) المزودة بكاميرات ووصلات بيانات حديثة لاعطاء صورة كاملة للمعركة ورصد مواقع الدفاع الجوي السورية في البقاع كما تحمل تلك الطائرات أجهزة لإضاءة الأهداف بالليزر لتوجيه القذائف.

في نفس الوقت حلقت فوق جبل لبنان مروحيات CH-53 سيكورسكي وهي مروحيات أعمال إلكترونية مساندة (ESM) وكانت مهمتها هي الإستخبارات الإلكترونية (ELINT\SIGINT) وتقوم بعملية مسح لموجات الرادار والإتصالات اللاسلكية لمعرفة تردداتها , كما حلقت أيضا طائرات IAI 202 Arava وهي طائرات حرب إلكترونية (ECM) مصممة لتشويش الإتصالات اللاسلكية.

بينما حلقت في الإنتظار فوق البحر وعلى طول الساحل اللبناني أكثر من 210 طائرات اسرائيلية (منها حوالي 110 طائرات فانتوم وكفير منها 20 طائرة فانتوم محملة بصواريخ جو-أرض راكبة للإشعاع بينما ال 90 طائرة الباقية كانت من طراز فانتوم وكفير محملة بقنابل وصواريخ جو-أرض أخرى إضافة ل 100 طائرة إف 15 وإف 16 مجهزة للمعارك الجوية) وعلى نفس الخط حلقت ولكن على إرتفاع عالي طائرة E-2C Hawkeye (وهي طائرة للإنذار الإستراتيجي المبكر والقيادة والسيطرة) وكانت تلك الطائرة هي التي تقود العملية وتتصل مباشرة بقائد سلاح الجو الإسرائيلي وحلقت أيضا طائرة حرب إلكترونية (ECM) من طراز بوينغ 707 وهي تحمل أجهزة ذات طاقة عالية جدا للتشويش على أجهزة الرادار.

بعد أن إتخذت القوات الجوية الإسرائيلية مواضعها المبينة بدأت العملية بإطلاق طائرات من دون طيار من طراز (سامسون) وهي طائرات لا تستعاد (أي مصممة لطلعة جوية واحدة) وتعمل كأهداف وهمية وهي مجهزة بعواكس ركنية يجعلها تظهر على شاشة الرادار ببصمة طائرة فانتوم كما هي مجهزة أيضا بمستودعات لإطلاق الرقاقات المعدنية.

SAMSON.jpg

الصاروخ الخداعي Decoy من طراز سامسون**

وقد تجمعت العشرات من تلك الطائرات على حافة المدى المجدي للصواريخ السورية وقامت بالإقتراب من البطاريات بشكل يحاكي تشكيلات هجومية تقوم بغارة جوية كما بدأت بإطلاق الرقاقات المعدنية بشكل مكثف لعمل منطقة إعاقة سلبية واسعة في سماء البقاع وعند ذلك قامت الدفاعات الجوية السورية بتشغيل أجهزة الرادار الخاصة بالإشتباك (أو المخصصة لل lock on) بطاقة عالية وتم إطلاق بضعة صواريخ سام على طائرات السامسون.

في ذلك الوقت كانت مروحيات CH-53 سيكورسكي للإستخبارات الإلكترونية ترصد موجات الرادار السورية وتقوم بتحليلها لمعرفة تردداتها وزيادة التحديد الدقيق لمواقع البطاريات بالتعاون مع طائرة ال E-2C Hawkeye وتم إرسال الترددات الخاصة برادرات الإشتباك (أو المخصصة لل lock on) والترددات الخاصة برادارات البحث (أو المخصصة لل Search ) لطائرة البوينغ 707 المخصصة للحرب الإلكترونية.

وبعدها بدأت طائرة البوينغ 707 ببث موجات تشويش على الرادار بطاقة عالية جدا وكان التشويش من نوع الإعاقة الضوضائية الموضعية المركزة (spot noise jamming) وقد أدى ذلك لتعمية رادارات البحث ورادرات الإشتباك معا وبعد ذلك إنطلقت حوالي 20 طائرة فانتوم محملة بصواريخ ستاندارد آرم (AGM- 78) الراكبة للإشعاع واصطفت بخط يقع فوق الحافة الغربية لجبال لبنان وأطلقت صواريخها على رادرات الإشتباك الخاصة بالبطاريات السورية من مسافة آمنة (من مسافة 60-80 كيلومتر تقريبا) وكانت تلك المسافة خارج المدى المجدي للصواريخ السورية وفي نفس الوقت قامت منصات صواريخ (Keres AGM-78 Standard ARM) الموجودة فوق جبل لبنان بشكل يطل على سهل البقاع بإطلاق صواريخها أيضا على الرادارات السورية وقد كان نصيب كل رادار بطارية سورية حوالي 7 صواريخ راكبة للإشعاع (4 منطلقة من طائرة فانتوم و 3 منطلقة من منصة أرضية).

نتيجة للتشويش قام بعض قادة البطاريات السورية بتشغيل الرادارات بأقصى إستطاعة ممكنة في محاولة يائسة للتغلب على التشويش وكان هذا العمل إنتحارا لهم إذ أنه سهل للصواريخ الراكبة للإشعاع الإستدلال على أهدافها في الوقت الذي لم يتمكن فيه أطقم البطاريات من رؤية تلك الصواريخ ولا الطائرات التي أطلقتها نتيجة للتشويش على رادراتهم والذي أدى للإعماء التام.

بعض قادة البطاريات تصرفوا بذكاء أكثر نسبيا فحين شعروا بعدم القدرة على مواجهة التشويش قاموا بإطفاء أجهزة الرادار حتى لا تكون هدفا للصواريخ الراكبة للإشعاع فنجت بذلك راداراتهم من التدمير مؤقتا.

وفي نفس الوقت الذي كانت فيه الصواريخ الراكبة للإشعاع تنطلق بإتجاه رادارات الإشتباك كانت المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف الكوبرهيد الموجهة بالليزر على رادارات البحث (كانت هناك بعض المواقع التي تم نصب رادارات بحث فيها للحصول على إنذار إستراتيجي مبكر) وعلى مراكز قيادة متنقلة ووحدات تحليل ومعالجة معلومات خاصة بالدفاع الجوي السوري في سهل البقاع وكانت طائرات الإستطلاع من دون طيار (سكوت – ماستيف) تقوم بإضاءة الهدف بالليزر لإرشاد القذيفة الموجهة إليه.

COPERHEAD.jpg

قذائف كوبر-هيد

بعد هذا الهجوم الأولي تضعضت قدرة الدفاع الجوي السوري في سهل البقاع بنسبة كبيرة وصار مشلولا تقريبا فإنطلقت بعد ذلك بدقائق موجة الهجوم المدمرة للطائرات الإسرائيلية نحو سهل البقاع (حوالي 90 طائرة كانت من طراز فانتوم وكفير محملة بقنابل شديدة الإنفجار وقنابل فراغية وقنابل عنقودية مضادة للدروع وصواريخ جو-أرض من طراز AGM- 65 مافريك موجهة بالليزر) وقد إنقسمت موجة الهجوم بمعدل 2-6 طائرة لكل هدف وقد قامت تلك الطائرات أثناء تحليقها في سهل البقاع بإطلاق الرقاقات المعدنية بكمية كبيرة ورافقتها عدد من الطائرات دون طيار من طراز (سامسون) التي تعمل كأهداف وهمية زيادة في الإحتياط.

كما رافقت تلك الموجة حوالي 100 طائرة إف 15 وإف 16 تهيأت للإشتباك مع المقاتلات السورية في حال حاولت التدخل في المعركة.

قامت طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية بقصف الرادارات القليلة التي نجت من التدمير نتيجة إغلاقها بصواريخ جو-أرض من طراز AGM- 65 مافريك موجهة بالليزر.

بينما قامت بقصف مقرات القيادة والسيطرة المحصنة ومراكز الإتصال ومستودعات الذخيرة بالقنابل الفراغية والقنابل الشديدة الإنفجار كما ألقت بالقنابل العنقودية المضادة للدروع على العربات المتحركة الحاملة للصواريخ سام 6 وعلى المدفعية المضادة للطائرات.

وبنهاية الهجوم كانت 17 بطارية من أصل 19 قد دمرت بالكامل فيما تضررت بطاريتين بشكل كبير ودمرت كل رادارات الإنذار المبكر في البقاع وغالبية مراكز القيادة والسيطرة لقوات الدفاع الجوي بينما لم تخسر القوات الإسرائيلية أي طائرة مقاتلة بنيران الدفاعات الجوية السورية (أسقط عدد لم نقم بإحصائه من الطائرات الإستطلاعية دون طيار من طرازي سكوت وماستيف ومن الطائرات دون طيار العاملة كأهداف وهمية من طراز سامسون ولكن لا يعتبر إسقاط تلك الطائرة الأخيرة نجاحا لأنها أصلا هدف وهمي وهي طائرة لا تستعاد ومخصصة لطلعة جوية واحدة).

 

معركة الجوية بين الطائرات السورية والإسرائيلية:
======

كانت إسرائيل قد رافقت الطائرات ال90 التي قامت بالهجوم بـ 100 طائرة مقاتلة من طرازي إف 15 وإف 16 للتصدي للطيران السوري في حال حاول التدخل.

نشرت اسرائيل طائراتها الإعتراضية في خطين:

1- الخط الأول: كان مكونا من طائرات الإف 16 وحلقت في مجموعات على ارتفاع منخفض على طرف وادي البقاع الشرقي الواقع أسفل جبال القلمون داخل الأراضي اللبنانية.

F16.jpg

اف-16 نيتز

2- الخط الثاني: كان مكونا من طائرات الإف 15 وحلقت أيضا في مجموعات على ارتفاع منخفض على طرف وادي البقاع الغربي الواقع أسفل جبال لبنان.

F15%20bazz.jpg

اف-15 باز

وبينما كانت طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية تقصف البطاريات السورية أرسلت القيادة السورية حوالي 70 طائرة ميج 21 (الطرازين MF و BIS) وميج 23 (الطرازين MF و MS) للإشتباك معها وإيقافها.

كانت طائرات الميج 21 مسلحة بالصواريخ (R60 AA-8 Aphid) كصواريخ للمواجهة القريبة (دوغ فايت) بينما كانت الميج 23 مسلحة بالصواريخ (R60 AA-8 Aphid) كصواريخ للمواجهة القريبة (دوغ فايت) والصواريخ (R23 AA-7 Apex) كصواريخ للمواجهة خلف النظر (BVR).

أما طائرات الإف 16 فكانت مسلحة بالصواريخ (AIM-9L سايدويندر) أو الصواريخ (Python-3) للمواجهة القريبة (دوغ فايت) بينما كانت الإف 15 مسلحة بالصواريخ (AIM-9L سايدويندر) أو الصواريخ (Python-3) للمواجهة القريبة (دوغ فايت) والصواريخ (AIM-7F سبارو) كصواريخ للمواجهة خلف النظر (BVR).

كانت الصواريخ (AIM-9L سايدويندر) والصواريخ (Python-3) تتمتع بمدى 15 كلم وبسرعة حوالي 3.5 ماخ وتستطيع الإقفال على الطائرة المعادية من مختلف الزوايا (بما فيها أنف الطائرة المعادية) وذات رؤوس تفجيرية قوية (تصل في . Python-3 إلى 11 كيلوغرام).

أما الصواريخ (R60 AA-8 Aphid) التي تملكها سوريا فكانت من نسختها الأولى ذات المدى 8 كيلومترات (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كانت بمدى 10 كيلومترات) وبسرعة تقارب 2.7 ماخ وتستطيع الإقفال فقط على مؤخرة الطائرة بزاوية 120 درجة (60 درجة على يمين المحرك و60 درجة على يساره) ولا تستطيع أبدا الإقفال على مقدمة الطائرة المعادية وإمكانيتها على الإقفال على أجناب الطائرة المعادية ضعيفة جدا وتتطلب توجيه أنف الطائرة إلى خلف جناح الطائرة المعادية بزاوية معينة لإلتقاط حرارة المحرك (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كانت تستطيع الإقفال على الطائرة من كل الزوايا ولكن سوريا لم تكن تملكها حينها) كما يعيب هذا الصاروخ رأسه المتفجر الصغير الذي يزن 3 كيلوغرامات (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كان رأسه يزن 3.5 كيلوغرام أي بزيادة نصف كيلوغرام عن النسخة الأولى).

بعد أن رصدت طائرة الـ E2C Hawkeye قدوم الطائرات السورية قامت طائرة البوينغ 707 المخصصة للحرب الإلكترونية بإرسال موجات التشويش على رادرات المقاتلات السورية وكان التشويش من نوع الإعاقة الضوضائية الغلالية (barage noise jamming) أو مايسمى بالإعاقة على حيز عريض من الترددات (بما أن ترددات رادرات المقاتلات السورية لم تكن قد تم تحديدها بدقة كحال رادارات بطاريات السام 6).

كما قامت طائرات الـ IAI 202 arava المخخصة للحرب الإلكترونية بالتشويش على الإتصالات اللاسلكية للمقاتلات السورية.
وكان التشويش اللاسلكي من نوع الإعاقة الغلالية (barrage jamming) وتمت على حيز عريض من الترددات تستثني حيز من ترددات الـVHF التي يعمل عليها الطيران الإسرائيلي.

وكان أثر التشويش الراداري على الطائرات السورية أن أصيبت رادارات الميج 21 بالعمى التام أما رادارات الميج 23 حيث فلاتر التشويش أفضل فقد تمت تعمية قطاعات كبيرة على شاشة راداراها إضافة لظهور نقاط وزوايا في القطاعات الأخرى (بعض طياري الميج 21 قامو بإطفاء جهاز الرادار توفيرا للطاقة الكهربائية حيث صار لا فائدة منه وإعتمدو إعتمادا تاما على الرؤية البصرية خاصة أن الصواريخ التي تحملها كلها صواريخ للمواجهة القريبة).

أما التشويش اللاسلكي فقد أدى إلى إعاقة كاملة (إخماد) للإتصالات بين المقاتلات وبين الموجهين الأرضيين إضافة إلى إعاقة قوية للإتصالات بين طياري المقاتلات المتباعدة وإعاقة ضعيفة للإتصالات بين طياري المقاتلات القريبة نسبيا (طيارين منتمين لنفس السرب مثلا).

بعد تنفيذ التشويش قامت طائرة ال E-2C Hawkeye بتوجيه المقاتلات الإعتراضية الإسرائيلية للقيام بضرب المقاتلات السورية ضمن مناطق قتل مختارة بعناية.

كانت فكرة منطقة القتل تقوم على توجيه طائرات الإف 15 للإرتفاع بمواجهة أسراب الطائرات السورية عند الخط الأول وإطلاق صواريخ (AIM-7F سبارو) من مسافة بعيدة عليها بينما تقوم أسراب طائرات الإف 16 بالإنقسام إلى قسمين وترتفع بشكل نصف دائري بحيث تصبح أعلى من أسراب الطائرات السورية على جانبيها ثم تنخفض منقضة على مجنبات الأسراب السورية وتطلق عليها الصواريخ المخصصة للمواجهة القريبة (دوغ فايت).


ما حصل عند الخط الأول نوضحه بالرسم أدناه

f16battle.jpg

وقد أدى إنقطاع الإتصالات بين الموجهين الأرضيين وطياري المقاتلات إلى حرمان المقاتلات السورية من أي تحذير من إقتراب طائرات منها وإلتفافها على أجنابها من الأعلى أو وجود طائرات تتسلق في كمين , وطبعا لم تكن المقاتلات تستطيع أن تلاحظ ذلك بنفسها خاصة أن راداراتها تستطيع الكشف بالإتجاه الأمامي فقط وهي أصلا تعاني من التشويش كما ذكرنا , أيضا فإمكانية النظر إلى الأسفل بالرؤية البصرية كانت شبه معدومة ولذلك كان الطيارون يتفاجأون بمقاتلات الإف 16 الإسرائيلية وهي تطبق على أجنابهم من الأعلى.

أحد الأسراب كان محظوظا حيث كانت ورائه مقاتلة ميج 23 متأخرة عنه وإستطاعت برادارها (الذي كان يعاني من التشويش لكن ليس لدرجة الإعماء التام) أن ترصد تسلق سرب إسرائيلي من الجانبين فإتصلت بالسرب الذي أمامها وحذرته من وجود كمين فما كان من السرب إلا أن تسلق لإرتفاع أعلى ونشر مقاتلاته بشكل متباعد ونجا بذلك من الكمين.

بالنسبة لإطلاقات صواريخ السبارو التي أطلقتها طائرات الإف 15 من خارج مدى الرؤية فقد كان أثرها شبه معدوم فمن بين عشرات الإطلاقات خلال هذا اليوم (9 حزيران) لم تسقط أي طائرة بسببه فالصاروخ إما ضل هدفه وإما إنفجر بين المقاتلات السورية وإما تخلصت المقاتلات منه بالمناورات الحادة (سقط عدد قليل بسببه في الأيام الأخرى ولكن بمعدل نجاح أقل حتى من الـ 10% من الصواريخ التي أطلقت).

ولكن الضرب من الأجناب في المعارك القريبة (دوغ فايت) كان ذو أثر مدمر وقد تمت الكمائن بحرفية عالية وتنسيق جيد بتوجيه وقيادة من طائرة الـ E2C Hawkeye , وقد كان وضع الإشتباك مناسبا جدا لطائرات الإف 16 الإسرائيلية التي حافظت في معظم الأحيان على مسافة آمنة نسبيا مستغلة التفوق في المدى بين صواريخها وصواريخ المقاتلات السورية هذا إذا أضفنا أن صواريخ المقاتلات الإسرائيلية كانت تستطيع الإقفال على المقاتلات السورية من أي زاوية بينما صواريخ المقاتلات السورية لاتقفل على المقاتلات الإسرائيلية إلا من الخلف ضمن قطاع زاوي معين.

نذكر هنا حقيقة أن الطيارين الإسرائيليين في هذا اليوم كانوا طيارين منتقين من أفضل الخبرات بينما كان الطيارون السوريون هم الطيارون الذين تصادف وجودهم في القواعد الجوية القريبة من لبنان في ذلك اليوم وتم إرسالهم بشكل مرتجل لإعتراض الطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف المواقع في سهل البقاع.

وقد كان كثير من أولئك الطيارين قليلي خبرة وبعضهم كان معتادا على تنفيذ أوامر الموجه الأرضي فقط وحين إنقطع الإتصال بالموجهين الأرضيين لم يحسنوا التصرف لإنخفاض روح المبادأة لديهم.

سقط عند الخط الأول حوالي 17 طائرة (9 ميج 23 + 8 ميج 21) في الكمائن التي نفذتها طائرات الإف 16 .

وبعد الكمائن التي حصلت عند الخط الأول تابعت أسراب المقاتلات السورية طريقها بسرعة في محاولة يائسة لإعتراض الطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف المواقع السورية ووجدت طائرات الإف 15 التي كانت عند الخط الثاني بإنتظارها لتخوض معها معارك قريبة مستغلة قدراتها المتفوقة وفي بعض الحالات قامت مقاتلات الإف 15 بتنفيذ كمائن مدروسة بالتعاون مع طائرات الفانتوم والكفير حيث أن طائرة الفانتوم والكفير ما إن تلاحظ مقاتلة سورية مقتربة حتى تهرب منها وبينما تطاردها المقاتلة السورية تنقض عليها مقاتلة الإف 15 من خلفها من الأعلى

أدت الإشتبكات بعد الوصول للخط الثاني إلى إسقاط 11 طائرة (4 ميج 23 + 7 ميج 21) بنيران طائرات الإف 15 الإسرائيلية فيما أصيبت طائرة كفير بصاروخ أطلقته طائرة ميج 21 وشوهدت وهي تشتعل وتترنح ساقطة بإتجاه المواقع التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية ,

كما أصيبت أيضا مقاتلة إف 15 بصاروخ أطلقته طائرة ميج 21 سورية وإشتعل محركها وتابعت الطيران بصعوبة نحو الكيان الصهيوني وهي تفقد إرتفاعها بسرعة والحريق يزداد فيها , ولم نعرف مصيرها وقتها لأننا لم نجد حطامها ولم يشاهد الطيار وهو يهبط بالمظلة (الإصابة كانت مسجلة على كاميرا الطيار)

وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم 15 طائرة ميج 21 (8 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 7 في معارك مع طائرات إف 15) و 13 طائرة ميج 23 (9 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 4 في معارك مع طائرات إف 15) أي بمحصلة تساوي 28 طائرة مقاتلة (كلها سقطت بإسقاط جوي) .




نشاط الطيران السوري في اليوم الثاني 10-حزيران-1982:

=============

كانت النتائج في اليوم الأول كارثية ولكن الحرب صارت أمرا واقعا ولم يعد بالإمكان التراجع ولم يكن من المعقول طبعا خروج القوات الجوية من المعركة في الوقت الذي تخوض فيه القوات البرية في البقاع معارك طاحنة مع القوات البرية الصهيونية (كانت القوات الصهيونية في محور البقاع تحت قيادة الجنرال أفيغدور بن جال) , ولذلك كان لا بد من تكيف القوات الجوية مع الأمر الواقع هذا.

قامت القيادة السورية في الليل (وكان قرارا كارثيا) بدفع 4 بطاريات سام 6 من جديد إلى سهل البقاعإلى جانب البطاريتين المتضررتين التي نجتا من هجوم اليوم السابق في محاولة لتشكيل منطقة دفاع جوي تغطي على الأقل طريق دمشق-بيروت الإستراتيجي (صار يوجد بذلك 6 بطاريات سام6 إثنتان منهما متضررتان) ولكن لم يكن في سهل البقاع وقت إدخال البطاريات أي رادرات بحث وإنذار مبكر (حيث كانت قد دمرت في اليوم السابق) ولذلك كان على البطاريات أن تعتمد على رادارات البحث الخاصة بها.

كما خططت القيادة في هذا اليوم لخوض المعركة بأسلوب مختلف بعض الشيء , فقد تقرر إبعاد مقاتلات الميج 23 الحديثة عن الإشتباكات الجوية قدر الإمكان تفاديا لمزيد من الخسائر فيها بينما تم إلقاء كامل العبئ في مواجهة الطيران الصهيوني في معارك جوية على مقاتلات الميج 21 , كما تقرر أيضا الزج الموسع بطائرات الهجوم الأرضي (ميج 23 بي إن + سوخوي 22) والمروحيات القتالية (جازيل) لمهاجمة القوات البرية الصهيونية بما تستطيع من إمكانيات في محاولة لإعاقة أعمالها القتالية.

بنيت الخطة في ذلك اليوم على تقسيم الطيران السوري إلى موجتين :
------------------------

الموجة الأولى تتألف من خطين الخط الأول منهما يتألف من أسراب مقاتلات ميج 21 بينما يتكون الخط الثاني في الوراء بمسافة معينة من مقاتلات الميج 23

وكانت مهمة مقاتلات الخط الثاني أن ترصد براداراتها (التي تعاني من تشويش ولكنه ليس تاما) أي كمائن جوية إسرائيلية وتتصل بمقاتلات الخط الأول لاسلكيا (حيث كان الإتصال نسبيا ممكن في تلك المسافة) وتحذرها من أي كمائن.

أما الموجة الثانية فكانت مؤلفة من مجموعات مختلطة من الميج 21 والميج 23 بي إن أو الميج 21 والسوخوي 22 إضافة لبعض المجموعات الأخرى من مقاتلات الميج 21 فقط.

كانت على الموجة الثانية إستغلال فوضى المعارك الجوية عند الخط الأول وإقتحام المجال الجوي اللبناني.

بعد تجاوز الخط الأول كان على المجموعات المؤلفة من الميج 21 فقط أن تحاول اعتراض الطائرات الصهيونية التي تقوم بقصف القوات البرية السورية وتقدم الدعم الجوي للقوات البرية الصهيونية , أما المجموعات المختلطة بين الميج 21 وطائرات الهجوم الأرضي فكان على طائرات الهجوم الأرضي مهاجمة الأهداف البرية الصهيونية وتحاول الميج 21 التي ترافقها أن تقوم بدور مقاتلات الحماية لها.

كما كان على مروحيات الجازيل أن تتسلل بين الوديان والأحراش مع الموجة الثانية لتهاجم القوات البرية الصهيونية.

في الصباح الباكر قام الطيران الصهيوني بمهاجمة البطاريات الستة بنفس الأسلوب المتبع في اليوم الماضي أي طائرات استطلاع دون طيار تراقب وطائرات دون طيار تعمل كأهداف وهمية وتقترب من البطاريات لاستفزازها ثم يتم التشويش على راداراتها وتقوم طائرات الفانتوم بضرب راداراتها من بعيد بصواريخ الستاندارد آرم الراكبة للإشعاع إضافة لقيام المنصات الأرضية الحاملة للستاندارد آرم بضربها ثم تطبق بعد ذلك موجة من طائرات الفانتوم والكفير وتكمل تدمير البطاريات بعد أن تكون راداراتها الخاصة قد دمرت.

وقد نجح الطيران الصهيوني بتدمير وإعطاب تلك البطاريات الستة بجهد قليل وعدد طيارات أقل بكثير من المستعمل في اليوم السابق (كون عدد البطاريات أقل من ثلث الموجودة في اليوم السابق إضافة لغياب أهداف هامة أخرى كرادارات إنذار مبكر أو محطات معالجة معلومات وقيادة وسيطرة خاصة بالدفاع الجوي), كما لم يستعمل في هذا اليوم قذائف المدفعية الموجهة (كوبرهيد) في عملية التدمير ربما لعدم وجود أهداف لها, بعد تلك العملية تم سحب ما نجا من عربات السام6 نحو سوريا ولم تتجرأ القيادة السورية بعدها على إدخال هذا السلاح مجددا إلى لبنان طول فترة الحرب (كما تأخرت في إدخال منظومات سام8 وسام9 القصيرة المدى حتى أواخر شهر تموز تقريبا).

وبينما كانت عملية التدمير تلك تجري كانت القوات الجوية السورية تتجهز في مطاراتها وتتلقى التعليمات الخاصة بنشاطها اليوم.

وبعد ذلك بحوالي ساعة تقريبا عادت طائرات الفانتوم والكفير بأعداد تفوق الـ100 طائرة بالقصف النشيط والمنظم على القوات البرية السورية بتنسيق عالي مع القوات البرية الإسرائيلية بينما كانت طائرات الإف 15 والإف 16 بعدد 100 طائرة تقريبا تقوم بتقديم الحماية لها وكل ذلك بمساندة طائرة الـ E2C Hawkeye وطائرات الحرب الإلكترونية (طائرات ايه-4 سكاي هوك الهجومية كان نشاطها صغير ومحدود في المعارك ضد القوات السورية في البقاع ولكنها شاركت بنشاط في المعارك مع منظمة التحرير الفلسطينية على المحور الغربي الساحلي الممتد من الحدود حتى بيروت وقد أسقط الفلسطينيون منها طائرة في اليوم الأول (6 حزيران) بصاروخ سام7 محمول على الكتف وتم أسر طيارها والقصة مشهورة).

كما قامت المروحيات الهجومية من طرازي AH-1 (كوبرا) و MD.500 (ديفندر) بتقديم الدعم القريب أيضا للقوات البرية الإسرائيية ضد القوات البرية السورية.

مع بدء المعارك البرية في ذلك اليوم وبدء الطيران الإسرائيلي بتقديم الدعم الجوي لقواته البرية و أقلعت الطائرات السورية من مطاراتها وفق الخطة المشروحة سابقا بعدد يصل إلى 130 طائرة تقريبا (ما بين طائرات ميج 21 وميج 23 مقاتلة وطائرات ميج 23 بي إن وسوخوي 22 للهجوم الأرضي دون إحتساب المروحيات).

وقد فعل التكتيك الجديد عمله وحد من الخسائر نسبيا على الخط الأول حيث سقطت 7 طائرات ميج 21 وطائرة واحدة ميج 23 عن طريق مقاتلات الإف 16.

ويبدو أن القوات الجوية الصهيونية انتبهت في بعض المواضع للأمر ولذلك قامت مقاتلات الإف 15 الموجودة عند الخط الثاني برمايات مركزة بصاروخ الـ AIM-7F سبارو من مسافات بعيدة على طائرات الميج 23 الموجودة خلف موجات الميج 21 بأن تضرب أكثر من صاروخ على الطائرة الواحدة وقد أدى ذلك إلى إسقاط مقاتلتين ميج 23 بتلك الصواريخ.

وفي معمعة المعركة الجوية تلك إقتحمت الموجة الثانية من الطائرات إضافة لمروحيات الجازيل الأجواء اللبنانية , وبذلك وجدت مقاتلات الإف 15 نفسها مضطرة للقيام بدور مزدوج في ذلك اليوم , فمن جهة عليها أن تقدم الحماية لطائرات الفانتوم والكفير التي تقوم بالقصف , ومن جهة أخرى عليها أن تقدم دفاعا جويا عن القوات البرية الإسرائيلية وتعترض مقاتلات الهجوم الأرضي السورية وتبحث عن مروحيات الجازيل لتدميرها في حال وجدتها.

قامت طائرات الميج 23 بي إن بحوالي 50 طلعة في ذلك اليوم وضربت الأرتال البرية الصهيونية وألحقت بها إصابات مؤثرة وقد خسرت القوات الجوية السورية 5 طائرات في ذلك اليوم أسقط 4 منها بطائرات الإف 15 الموجودة في عمق البقاع (أو ما سميناه بالخط الثاني) بينما سقطت واحدة منها بصاروخ محمول على الكتف (الصاروخ الذي كانت تملكه اسرائيل وقتها كان صاروخ ريد آي) أثناء قيام زوج من تلك الطائرات بقصف وحدة مظليين اسرائيليين في عين زحلتا حيث أطلق المظليون الإسرائيليون عدة صواريخ محمولة على الكتف أصاب واحد منها طائرة ميج 23 بي إن وأسقطها وتمكن من الهبوط بالمظلة بسلام في المواقع الواقعة تحت سيطرة القوات السورية.

أما مروحيات الجازيل فقد قامت بحوالي 50 طلعة في ذلك اليوم وقصفت الدبابات والآليات الإسرائيلية بصواريخ (هوت) ودمرت عددا منها من بينها دبابات ميركافا 1 بينما سقط لنا في ذلك اليوم 4 مروحيات منها واحدة أسقطتها طائرة إف 15 في عمق البقاع بينما سقطت إثنتين بنيران القوات البرية الإسرائيلية حيث سقطت واحدة بقذائف دبابات الميركافا 1 والأخرى سقطت بصاروخ تاو مضاد للدروع أطلقته مروحية كوبرا إسرائيلية (كانت مروحيات الجازيل تقوم بهجماتها بارتفاع يكاد يلامس سطح الأرض) بينما أصيبت واحدة منها بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة فقام الطيار بمحاولة العودة إلى سوريا ووصل بصعوبة بالغة إلى مطار المزة العسكري حيث هبط فيما يشبه الهبوط الإضطراري وتم إسعافه فور الهبوط أما المروحية فقد كانت الإضرار بها غير قابلة للإصلاح إلا باعادتها إلى المصنع الأم (كانت العلاقات وقتها متوترة مع فرنسا) ولذلك قمنا بتفكيكها وأخذ قطع الغيار الصالحة منها واعتبار الهيكل وباقي القطع خردة وتم ترقين قيد المروحية واعتبارها من ضمن الخسائر غير القابلة للإستعادة.

لم يكن هناك أي تنسيق قريب وفعال بين القوات البرية السورية وبين مقاتلات الهجوم الأرضي ومروحيات الجازيل ولذلك كانت طائرات الهجوم الأرضي يتم إرسالها سلفا إلى مناطق محددة سلفا قبل الطلعلة لتقوم بقصف القوات البرية الإسرائيلية فيها (وقد لعب التشويش اللاسلكي دورا في ذلك) أما مروحيات الجازيل فقد تم إرسال بعضها بتلك الطريقة بل إن الكثير منها كان يتم إرسالها فيما يشبه رحلة الصيد الحر لتقوم هي بنفسها بالبحث عن أهداف برية صهيونية وتدميرها.

أما طائرات السوخوي 22 فقد تم إرسال مجموعتين منهما في ذلك اليوم إلى هدفين محددين سلفا الهدف الأول كان تجمع للقوات البرية في ينطا شرق البقاع حيث كانت تجري معارك على محور هام وقد أبلت السوخوي 22 بلاءا حسنا حيث أن تصميمها الداخلي يمكنها من إحتمال طلقات المدفعية المضادة للطائرات التي تخترق بدنها , أما الهدف الثاني فكان موقع القيادة الإسرائيلية في جبل الباروك وقد كانت تلك الهجمة كارثية النتائج فقد تم إرسال 10 طائرات سوخوي 22 مع سرب حماية من الميج 21 حلق على إرتفاع متوسط لتغطيتها بينما كانت تقوم بالقصف على ارتفاع منخفض دون أي معلومات استخبارية عن طبيعة الحماية حول الهدف ودون أي استطلاع مسبق له ودون تزويد الطيارين بخطط للتعامل مع أي تهديد يصادفونه من الدفاعات الجوية الصهيونية ولم تكن الطائرات وقتها مزودة حتى ببالونات حرارية.

كان مركز القيادة الصهيوني محمي بعربات صواريخ (MIM-72 شابرال) القصيرة المدى والذاتية والحركة , أسقطت أول طائرة سوخوي 22 حين ظهر السرب في سماء الباروك بينما أسقطت طائرتان أخريان بعد إلقائهما للقنابل على الموقع وبعد ذلك إنخفضت الطائرات السبعة المتبقية على ارتفاع منخفض جدا للتهرب من تلك الصواريخ وتابعت القصف وأسقطت طائرة رابعة بعد أن قامت بالإرتفاع والإنقضاض وإلقاء القنابل بينما تحطمت 3 طائرات أخرى حين كانت متجاورة تقريبا وألقت قنابلها وهي منخفضة جدا مما أدى إلى تحطمها نتيجة إنفجار القنابل تحتها , وعادت الطائرات الثلاثة الباقية إلى قواعدها سالمة بعد أن أفرغت قنابلها في الهدف.

على الرغم من الخسائر الكارثية التي مني بها السرب (70% من طائراته) لكن الغارة كانت ناجحة إذ ألحقت دمارا هائلا بموقع القيادة الإسرائيلي في جبل الباروك.

أما بالنسبة للطائرة ميج 21 فقد كان عليها العبئ الأكبر في ذلك اليوم وقامت بمعظم الطلعات وكان عليها أن تكون القوة الأولى التي تقتحم سماء لبنان وعليها أيضا أن تحمي طائرات الهجوم الأرضي وعليها أيضا أن تحاول اعتراض طائرات الفانتوم والكفير التي تقصف قواتنا البرية في نفس الوقت.

وإضافة لطائرات الميج 21 السبعة التي أسقطت من قبل طائرات الإف 16 أثناء عبور الخط الأول سقطت منها 7 طائرات أيضا في معارك جوية مع الإف 15 الصهيونية كما سقطت واحدة بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة حيث كانت تلك الطائرة مع طائرة ميج 21 أخرى تقومان بتغطية 3 طائرات ميج 23 بي إن تقوم بقصف قوة برية إسرائيلية فقامت بطاريتي مدفعية فولكان المضادة للطائرات بفتح نيرانها على الطائرات الخمسة وسقط بالنتيجة طائرة ميج 21 هبط طيارها بالمظلة وعرف بعدها طريقه نحو القوات السورية.

وفي المقابل أسقطت مقاتلة ميج 21 بصاروخ جو-جو طائرة فانتوم كانت تقوم بقصف القوات السورية (والنتيجة مسجلة على كاميرا الطيار وقد شوهد طيارا الفانتوم وهما يقفزان بالمظلة ويبدو أنهما هربا بعدها باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات الكتائب المسيحية في جبل لبنان أو أن مروحية اسرائيلية أتت جبل لبنان غربا وأنقذتهما ذلك أن القوات السورية بحثت عنهما ولم تجدهما) كما أصابت مقاتلة ميج 21 أخرى مقاتلة إف 15 بنيران رشاشها حين هاجمتها من جانب مقدمتها ولكن مقاتلة الإف 15 استدارت نحوها وأسقطتها بصاروخ جو-جو واستشهد الطيار , وقد شاهد المعركة طيار مقاتلة ميج 21 أخرى من نفس السرب كان على اتصال مع الطيار الشهيد وشاهد طائرة الإف 15 المصابة وهي تنسحب جنوبا نحو الكيان الصهيوني ترافقها 3 مقاتلات إف 15 أخرى لحمايتها من أي هجوم آخر أثناء انسحابها وقد أدت إصابة تلك الطائرة إلى إيقاف الهجوم الذي كانت فيه 4 طائرات إف 15 تحاول مهاجمة تشكيل من طائرات الميج 21 حيث انشغلت الطائرات الثلاثة بمرافقة الطائرة المصابة المنسحبة فتم بذلك إنقاذ باقي طائرات الميج 21 , كما أسقطت مقاتلات الميج 21 طائرتي استطلاع من دون طيار أحدهما طائرة ماستيف أسقطت بصاروخ جو-جو والأخرى من طراز سكوت أسقطت بالرشاش (والنتائج مسجلة أيضا على كاميرا الطيارين).

أما مقاتلة الميج 23 المخصصة للقتال الجوي الجوي (الإم إس والإم إف) فقد أحجمت عن خوض معارك جوية إلا إضطرارا وبقيت موجودة في مناطق قريبة من الحدود السورية وكانت توجه المقاتلات الأخرى التي تعبر الحدود وحاولت في بعض الحالات جر المقاتلات الإسرائيلية إلى مناطق تقع في المدى المجدي لصواريخ الدفاع الجوي السورية الموجودة داخل سوريا.

كما قامت مروحيات (مي 8) في ذلك اليوم بما يفوق العشرين طلعة جوية نقلت خلالها وحدات من القوات الخاصة قرب خط التماس لتعزيز الوحدات المدرعة السورية ولم نخسر بفضل الله أي واحدة منها في ذلك اليوم.

===========

الخسائر السورية بذلك اليوم:

وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم 15 طائرة ميج 21 (7 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 7 في معارك مع طائرات إف 15 + 1 بنيران مدفع فولكان المضاد للطائرات)

و 3 طائرات ميج 23 (2 أسقطتها طائرات الإف 15 بصواريخ سبارو + 1 أسقطت بمعارك مع طائرات الإف 16)

و5 طائرات هجوم أرضي ميج 23 بي إن ( 4 أسقطتها مقاتلات الإف 15 + 1 أسقطت بصاروخ ريد آي المحمول على الكتف)

و7 طائرات هجوم أرضي سوخوي 22 (4 أسقطت بصواريخ شابرال + 3 دمرت بفعل شظايا القنابل التي ألقتها)

و 4 مروحيات جازيل (1 أسقطتها طائرة إف 15 + 1 أصيبت بمدفع فولكان وصارت غير قابلة للإصلاح وسجلت ضمن الخسائر + 1 بنيران دبابة ميركافا 1 + 1 بصاروخ تاو مضاد للدروع)

أي بمحصلة تساوي 30 طائرة مقاتلة (21 منها إسقاط جوي) و4 مروحيات هجومية (1 منها إسقاط جوي).


الخسائر الاسرائيلية:
===

وإضافة لطائرة الفانتوم التي أسقطت وطائرة الإف 15 التي أصيبت ونجهل مصيرها وطائرتي (سكوت) و (ماستيف) التي أسقطتا بفعل المقاتلة ميج 21 فقد خسر العدو الصهيوني 4 طائرات استطلاع من دون طيار من طرازي (سكوت) و(ماستيف) بنيران أرضية حيث أسقطت 3 منها بنيران مدافع شيلكا (ZSU-23-4) ذاتية الحركة من عيار 23 ملم بينما أسقطت الرابعة بنيران مدفع مقطور من نوع (S-60) من عيار 57 ملم كان منصوبا في موقع عسكري سوري ثابت في البقاع[3].

 

نشاط الطيران السوري في اليوم الثالث 11-حزيران-1982:
================

بعد نتائج اليوم الأول قررت القيادة السورية الإستمرار على نفس التكتيك في طريقة دخول الأجواء اللبنانية وعدم زج الميج 23 في معارك إلا إضطرارا وفي حدود ضيقة بحيث تبقى فقط لتوجيه باقي الطائرات أثناء دخولها الأجواء اللبنانية وفي حال تعرضت لهجوم عليها أن تنسحب إلى داخل المدى المجدي لصواريخ الدفاع الجوي الموجودة داخل سوريا (كان لدى الإسرائيليين معلومات عن الدفاع الجوي السوري وأماكن انتشاره وتغطيته لشريط حدودي صغير داخل لبنان ولذلك فإن الطيران الإسرائيلي رسم لنفسه خطا لم يتجاوزه طول الإشتباكات إلا نادرا ولمدد قصيرة وكان يشتبك مع الطيران السوري حال خروجه من ذلك الخط).

وقررت استمرار الميج 21 بنفس دورها السابق بينما أعطيت تعليمات لمقاتلات الهجوم الأرضي ولمقاتلات الحماية الموجودة معها بالإرتفاع ما أمكن أثناء قيامها بقصف القوات الإسرائيلية لتتفادى نيران المدفعية المضادة للطائرات ولتتمكن بشكل أفضل من الإفلات من أي صواريخ كتفية , ولكن نتيجة للكارثة التي لحقت بطائرات السوخوي 22 عند قصف مقر قيادة القوات الإسرائيلية في جبل الباروك فقد أحجمت القيادة السوري عن إرسال أي طائرة لقصف مواقع هامة ثابتة كونها لا تعرف نوع الدفاع الجوي الموجود بها ولذلك فقد قررت القيادة إعطاء السوخوي 22 نفس المهام التي تمنح لمقاتلات الميج 23 بي إن في قصف تجمعات القوات البرية الإسرائيلية.

أما مروحيات الجازيل فقد تقرر الإستمرار في نفس نشاطها السابق ولكن أعطيت تعليمات بإطلاق صواريخ (هوت) المضادة للدروع التي تستعملها من أقصى المدى المجدي وعدم الإقتراب كثيرا من القوات الإسرائيلية حتى تكون بعيدة عن تأثير نيرانها.

أما الطيران الصهيوني فكان قد تنبه للتغيير في تكتيك الطيران السوري في معارك اليوم الثاني لذلك فقد كانت الأوامر لطائرات الإف 15 أن تستهدف الميج 23 بصواريخ سبارو من المدى البعيد بينما تم قسم طائرات الإف 16 إلى قسمين ,

لقسم الأول يشكل ثلث القوة ويشغل نفس مناطق الخط الأول وعليها التركيز في كمائنها على طائرات الميج 23 المخصصة للقتال الجوي ومحاولة اسقاطها أو ابعادها عميقا باتجاه الحدود السورية لإعاقة عملها في توجيه دخول موجات الطائرات السورية وكان عليها أن لا تشتبك مع طائرات الميج 21 وهي تدخل السماء اللبنانية إلا دفاعا عن النفس ,

أما القسم الثاني ويضم ثلثي قوة طائرات الإف 16 فقد بقي في نفس المواضع مع طائرات الإف 15 وكان عليه أن يقوم بدور الحماية الجوية للقوات البرية الإسرائيلية بالتصدي لمقاتلات الهجوم الأرضي السورية (وقد يتضمن ذلك الإشتباك مع مقاتلات الميج 21 التي تحميها) وإسقاطها أو إبعادها ومنعها من تحقيق أهدافها وتبحث كذلك عن مروحيات الجازيل لتدميرها في حال وجدتها.

أما مقاتلات الإف 15 فقد تفرغت لمهمة حماية طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية أثناء قيامها بقصف القوات السورية.

مع بدء المعارك في هذا اليوم عاد الطيران الإسرائيلي لتقديم الدعم الجوي للقوات البرية الإسرائيلية , وانطلقت الطائرات السورية مجددا لدخول السماء اللبنانية للإشتراك في المعركة , عبرت الموجة الأولى بدون مشاكل لطائرات الميج 21 المشاركة بها , أما طائرات الميج 23 الإعتراضية فقد سقط منها إثنتان بصواريخ سبارو منطلقة من طائرات إف 15 , بينما سقطت إثنتان منها لاحقا في معارك دوغ فايت دخلتها معها مقاتلات الإف 16 الموجودة عند الخط الأول.

بعد تجاوز الخط الأول بدأت مقاتلات الإف 16 الصهيونية باعتراض طائرات الهجوم الأرضي السورية فور اقترابها من القوات البرية الصهيونية , وقد صارت مهمة مقاتلات الهجوم الأرضي السورية في ذلك اليوم صعبة فالكثير منها أفرغت أسلحتها بسرعة باتجاه القوات البرية الصهيونية ودون توجيه دقيق , البعض منها وجدت نفسها عاجزة عن الوصول لهدفها وعرضة لهجمات مقاتلات الإف 16 الإسرائيلية فألقت بحمولتها في مناطق خالية وتراجعت مسرعة نحو الأجواء السورية بينما كانت الميج 21 تشاغل طائرات الإف 16 لتغطية إنسحاب مقاتلات الهجوم الأرضي.

أما مروحيات الجازيل فقد بقيت فعالة وأدت نتائج طيبة في ذلك اليوم تشابه نتائج اليوم السابق دون أي خسائر نتيجة نيران أرضية , أما من الجو فلم يكن حظ الإف 16 معها بأفضل من حظ الإف 15 في اليوم السابق فلم تستطع إيجاد وإسقاط إلا مروحية جازيل واحدة.

وقد كان سلاح المروحيات الهجومية مهملا لحد ما قبل هذه الحرب , ولو كان هناك اهتمام أكبر بهذا السلاح وتنسيق أفضل للعمل مع القوات البرية لكانت النتائج أكثر من مذهلة.

الجدير بالذكر أن القوات السورية زادت من إهتمامها كثيرا بسلاح المروحيات الهجومية بعد الحرب خاصة بعد رؤية الدور الهام لذلك السلاح في حرب لبنان.

وقد أسقطت مقاتلات الإف 16 في ذلك اليوم 4 مقاتلات هجوم أرضي من نوع ميج 23 بي إن ومقاتلة هجوم أرضي واحدة من نوع سوخوي 22 كما أسقطت 4 مقاتلات ميج 21 من طائرات الحماية التي كانت تقوم بحماية مقاتلات الهجوم الأرضي , إضافة لمروحية سورية هجومية من نوع جازيل كما تكلمنا.

أما مقاتلات الإف 15 فلم تخاطر بالسماح نهائيا في هذا اليوم لمقاتلات الميج 21 السورية بأن تقترب مجرد الإقتراب من طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية , وباءت محاولات طائرات الميج 21 للإقتراب من طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية بالفشل حيث كانت تجد نفسها في معركة مع مقاتلات الإف 15 قبل أي اقتراب , وسقطت 5 طائرات ميج 21 في معارك جوية مع مقاتلات الإف 15 .

في المقابل نجح طيار ميج 21 في إسقاط طائرة استطلاع من دون طيار من طراز سكوت في ذلك اليوم بصاروخ جو- جو وقد أراد في البداية أن يقترب ويضربها برشاشه ولكنه لاحظ من مسافة بعيدة طائرة إف 15 إسرائيلية وعرف أن الإقتراب من الطائرة لضربها بالرشاش سيضعه في المدى المجدي لصواريخ الطائرة الإسرائيلية ولذلك أطلق صاروخا على الطائرة من دون طيار من مكانه.

خسائر سورية:

وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم 9 طائرات ميج 21 (4 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 5 في معارك مع طائرات إف 15) و 4 طائرات ميج 23 (2 أسقطتها طائرات الإف 15 بصواريخ سبارو + 2 أسقطت بمعارك مع طائرات الإف 16) 4 طائرات هجوم أرضي ميج 23 بي إن ( كلها أسقطتها مقاتلات الإف 16) وطائرة هجوم أرضي واحدة من نوع سوخوي 22 (أسقطتها مقاتلة إف 16) ومروحية جازيل واحدة (أسقطتها مقاتلة إف 16) أي بمحصلة تساوي 18 طائرة مقاتلة (كلها سقطت بإسقاط جوي) ومروحية هجومية واحدة (سقطت بإسقاط جوي).

خسائر اسرائيل:

أما خسائر العدو الصهيوني فإضافة لطائرة السكوت التي أسقطتها الميج 21 فقد أسقطت طائرة أخرى من دون طيار من طراز ماستيف بنيران مدفع شيلكا (ZSU-23-4) ذاتي الحركة من عيار 23 ملم , كما خسر العدو الصهيوني مروحيتين قتاليتين في ذلك اليوم بنيران دبابات تي 62 , إحداهما من نوع AH-1 (كوبرا) أصيبت بنيران الدبابات السورية قرب بلدة كفركوك واضطرت للقيام بهبوط اضطراري , وقد حاولت مروحية نقل ثقيل إسرائيلية من نوع سيكورسيكي (CH-53D) والتي يسميها الصهاينة (يسعور) رفع المروحية بعد هبوطها الإضطراري ولكن نتيجة النيران السورية التي هددت المروحية إضطرت مروحية (يسعور) إلى رمي الكوبرا على الأرض فتحطمت , أما المروحية الثانية فكانت من نوع MD.500 (ديفندر) فقد أصيبت أيضا بنيران دبابات تي 62 سورية في منطقة عين زحلتا وقامت بهبوط اضطراري , وجاءت مروحية نقل إسرائيلة موجودة قريبا من المنطقة وإنتشلت طاقم المروحية بصعوبة تحت النيران السورية.



الصدامات الجوية بعد11-حزيران حتى نهاية الحرب وإنتهاء حصار بيروت في 21- آب - 1982:
==================

تم التوصل لوقف لإطلاق النار في 11-حزيران-1982 برعاية أمريكية , أعلنته اسرائيل من جهتها , وأعلن حافظ الأسد موافقته عليه في نفس اليوم , وتوقفت بذلك المعارك في البقاع , ولكن اسرائيل خرقت إطلاق النار فورا بأن حركت قواتها في جبل لبنان على أجناب المواقع السورية ففتح الجيش الإسرائيلي عليها النار , وادعت اسرائيل بذلك أن الجيش السوري هو من خرق وقف اطلاق النار (حتى أن المبعوث الأمريكي فيليب حبيب وقتها سخر من الإسرائيليين وقال بأنه سيطلب الملحق العسكري لكي يسجل لهم براءة إختراع يدعى وقف إطلاق النار المتحرك بأن يقوم طرف بتحريك قواته فيرد الطرف الآخر باطلاق النار عليه فيدعي الطرف الأول بذلك أن الطرف الآخر خرق وقف اطلاق النار وقد قال ذلك ردا على كلام الإسرئيليين بأن الإتفاق ينص على وقف إطلاق النار لكن لم ينص على تجميد حركة القوات).

كان هذا التصرف هو حجة الإسرائيليون للوصول إلى بيروت , المعارك في المحور الشرقي (البقاع) توقفت ولكن إسرائيل استغلت ما ادعته من خرق سوريا لوقف إطلاق النار للتقدم على المحورين الأوسط (الجبل) والغربي (الساحل) وخاضت معارك عنيفة مع منظمة التحرير الفلسطينية حتى استطاعت حصار بيروت الغربية في 14 حزيران واتصلت بقوات الكتائب شمالي الجبل وفي بيروت الشرقية (كانت بيروت مقسومة إلى قسمين حيث كانت بيروت الغربية ذات الأغلبية المسلمة تقع في يد منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها من اليسار اللبناني إضافة لتواجد لواء مشاة سوري في بعض مواقعها ضمن ما سمي بقوات الردع العربي اما بيروت الشرقية ذات الأغلبية المسيحية فقد كانت بيد ميليشيا القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل والتابعة لحزب الكتائب المسيحي).

وحتى تضمن إسرائيل تحييد الجيش السوري تماما عن معركة بيروت قامت بالهجوم على مواقع القوات السورية في المحور الأوسط (الجبل) في منطقة عاليه في 23-حزيران-1982 .

وإستمرت المعارك في الجبل 3 أيام حتى 25-حزيران-1982 حيث إستطاع الجيش الإسرائيلي قطع طريق دمشق بيروت تماما من الجهة الغربية للطريق (المجاورة لبيروت) وتم إبعاد الجيش السوري مسافة 10-15 كلم عن التخوم الشرقية لبيروت , فضمنت بذلك تحييده تماما عن معركة حصار بيروت , ولم يبقى إلا لواء مشاة سوري معزول كان متواجدا داخل القسم الغربي من مدينة بيروت.

وحدثت معركة جوية في 24 أو 25 حزيران أسقطت فيها طائرتي ميج 23 في اشتباك مع مقاتلات إف 15 إسرائيلية حين حاول سرب مختلط من تلك الطائرات تخفيف وطأة القصف الجوي على القوات التي كانت تقاتل في قضاء عاليه (أوكلت وقتها إلى طائرات الميج 21 إسقاط أو إبعاد الطائرات الإسرائيلية التي تقوم بالقصف فيما أوكلت لطائرات الميج 23 الإشتباك مع المقاتلات التي تقوم بحمايتها).

في المقابل أسقطت قواتنا البرية طائرة كفير إسرائيلية بصاروخ سام 7 محول على الكتف بتاريخ 24-6-1982 وقد شوهدت وهي تسقط في المناطق التي تسيطر عليها قوات الكتائب المسيحية في قطاع جبل صنين , وشوهد الطيار وهو يهبط بالمظلة هناك.

تم التوصل بعدها لوقف إطلاق نار جديد بين سوريا وإسرائيل في 25-6-1982 , بينما إستمرت المعارك في بيروت مع منظمة التحرير الفلسطينية (كان للقوات السورية هناك قبل الحرب لواء مشاة واحد حوصر مع من حوصر من الفدائيين الفلسطينيين وقد أبقته القيادة السورية هناك لأسباب سياسية) , أما في المحورين الأوسط (الجبل) و الشرقي (البقاع) فلم تحدث أبدا بعد هذا التاريخ أي معارك برية باستثناء بعض الحالات التي حصل بها تراشق بنيران المدفعية والدبابات من مواقع ثابتة أو بعض الإشتباكات بالسلاح الخفيف , وفي بعض الحالات كان العدو الصهيوني يرسل طائراته للتدخل.

في يوم 22-تموز-1982 حدث تراشق بالمدفعية والدبابات بين القوات السورية والإسرائيلية في المحور الشرقي (البقاع) امتد ليشمل كامل خطوط التماس بين القوات السورية والإسرائيلية , فتدخل الطيران الإسرائيلي وبدأ يقصف القوات السورية.

نتيجة لذلك قامت القيادة السورية ليلا بإدخال 5 بطاريات صواريخ سام 8 أوسا (بمعدل 4 عربات إطلاق صواريخ في كل بطارية تقريبا) من عربات صواريخ سام 9 , والنوعان هما صواريخ دفاع جوي قصيرة المدى ومحملة على عربات.

وتم نشر بطاريات صواريخ الأوسا في عمق البقاع في المناطق الخلفية للقوات السورية , بينما انتشرت عربات صواريخ السام 9 على الخطوط الأمامية بين القوات السورية.

وكان وجود مثل هذه البطاريات يشكل تهديدا للطيران الإسرائيلي على إرتفاع منخفض وتشكل صواريخ السام 8 أوسا تهديدا نسبيا على بعض الإرتفاعات المتوسطة وخاصة أنها أكثر قدرة نسبيا على مقاومة التشويش إضافة لإعتمادها على أجهزة بصرية متطورة في حال التشويش الكامل على رادارها.

لذلك قرر الطيران الصهيوني تدمير بطاريات صواريخ الأوسا , فقام في يوم 24-تموز-1982 باطلاق طائراته الإستطلاعية من دون طيار من نوع سكوت إضافة للطائرات من دون طيار التي تعمل كأهداف خداعية من نوع سامسون فوق مواقع صواريخ الأوسا لإشباع المنطقة بالأهداف الوهمية.

وبعد ذلك ظهرت تشكيلات من طائرات الفانتوم على إرتفاع عالي نسبيا لضرب البطاريات , ولكن الغارة فشلت في تحقيق أهدافها فلم ينجح الطيران الإسرائيلي إلا بتدمير 3 عربات إطلاق صواريخ أوسا بالقنابل العنقودية المضادة للدروع والقنابل الفراغية , وفي المقابل سقطت له طائرة فانتوم أسر طيارها وقتل ضابط الأسلحة الذي كان عليها.

كما أسقط للعدو الصهيوني أيضا طائرتي سكوت استطلاعيتين في تلك الغارة , وتم استنزاف عدة صواريخ أوسا قامت بالرمي على 5 أهداف وهمية (طائرات سامسون) وإسقاطها.

بعد تلك الغارة التي فشلت في تحقيق أهدافها صارت الطلعات اللاحقة للطيران الصهيوني فوق القوات السورية تتم على إرتفاع عالي وتقوم بقصف غير دقيق وذو تأثير ضعيف على القوات السورية.

وقد شن الطيران الصهيوني حوالي 4 غارات تقريبا حتى نهاية الحرب لتدمير عربات صواريخ سام 9 ولكن لم تنجح تلك الغارات إلا بتدمير عربتي سام 9 فقط في يومين مختلفين (سيكون للسام 9 فيما بعد دور في إسقاط الطائرتين الأمريكيتين من طراز A-7 Corsair و A-6 Intruder التابعتين للبحرية الأمريكية حين شنتا هجوما على مواقع للجيش السوري في لبنان أواخر عام 1983 ).

حتى نهاية الحرب أسقطت القوات البرية عددا من الطائرات الإستطلاعية دون طيار إحداها كانت بصاروخ سام 9 بينما الباقي تم إسقاطه بالمدفعية المضادة للطائرات.

ولم يقم الطيران السوري في تلك الفترة بطلعات كثيرة حيث تجنبت القيادة قدر الإمكان أي معركة جوية مع الطيران الإسرائيلي, وفي شهر تموز سقطت لنا مروحية (ميل 8) بنيران مدفع مضادة للطائرات مقطور من عيار 20 ملم من نوع TCM-20, وقد كان مدفعا منصوبا في موقع عسكري إسرائيلي ثابت (مرصد أو رادار حسبما أذكر) حيث كانت الطائرة تقوم بمهمة نقل لقواتنا في المحور الأوسط (الجبل) أخطأت المروحية في المسار ومرت قريبا من الموقع في طريقها لمواقعنا في جبل لبنان.

إستمرت حرب عام 82 في لبنان بحصار دام ضربه الجيش الصهيوني على بيروت الغربية شهد قصف عنيف بالطيران والمدفعية بين الفينة والأخرى إضافة لمحاولات فاشلة لإقتحام المدينة تصدى لها الفدائيون الفلسطينيون , وتخلل الحصار أكثر من اتفاقية لوقف إطلاق النار كانت تنهار بعدها ويعود القصف , وبعد مفاوضات شاقة إنتهت الحرب في 21 – آب – 1982 بإتفاق يقضي بخروج الفدائيين الفلسطينيين بأسلحتهم الخفيفة من لبنان إلى دول عربية مستضيفة بعد تسليم سلاحهم الثقيل للجيش اللبناني , إضافة إلى خروج قيادة منظمة التحرير إلى تونس وخروج لواء المشاة السوري الموجود في بيروت الغربية نحو سهل البقاع.
 
شبكة #حلب_نيوز: سرية أبو عمارة للمهام الخاصة تتبنى التفجير الذي حصل في مبنى فرع #الحزب وسط مدينة #حلب قرب ساحة سعد الله الجابري ، الانفجار وقع في مستودع للأسلحة والذخيرة بعد ماقامت السرية بزرع عبوات ناسفة داخل المبنى وبحسب #البيان الذي اعلنته السرية عن وقع عشرات الضحايا ومقتل أمين الفرع فاضل نجار.
 
الجزيرة - سوريا | ماكرون: رحيل الأسد لم يعد شرطا ضروريا لمشاركتنا في عملية التسوية بسوريا

 
تنسيقية #دوما::
في بيان صادر عن #جيش_الإسلام أعلن حمزة بيرقدار الناطق الرسمي باسم #جيش_الإسلام الموافقة على المبادرة المقدمة من المجلس العسكري في دمشق وريفها لحل الأزمة في #الغوطة_الشرقية.

 
حي #جوبر الدمشقي .. الصامد برجاله ينفض الغبار عن جراحه ويكمل المسيرة

 
اغتصبت وقتلت مع جنينها ورضيعها..
وزوجها يقول:
"طلبتوا القصاص وأنا بدي القصاص"

 
شهيدان وخمسة جرحى من المدنيين بينهم امرأة هي حصيلة انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة #إعزاز بريف #حلب الشمالي
#شاهد اللحظات الاولى لانفجار سيارة مفخخة في مدينة اعزاز

 
جولة لعدسة مشهد مع الثوار على جبهة حوش الضواهرة في #الغوطة_الشرقية.
 
"لن تتقدموا شبرا واحداً وصامدون حتى آخر قطرة دم"
رسالة تحدي من المرابطين داخل مخيم #درعا لبشار الأسد وحلفاؤه
 
عودة
أعلى