قصة كيف استولى جيش الاسلام على صواريخ ميسلون
=====
" الوحدة 417 كيمياء " الواقعة في منطقة "أبو الشامات" بالقلمون الشرقي في البادية السورية، والتي تعتبر من إحدى الوحدات الرئيسة لتخزين السلاح الكيماوي السوري.
ويتبع لهذه الوحدة موقع تخزين سري عبارة عن نفق كبير تحت الأرض في منطقة اسمها " بئر جروة " يتسع لعشرات الأطنان من مختلف المواد الكيماوية.
لكن لهذا النفق قصة، يضيف المصدر ويرويها قائلا: "بعد أن سلم النظام محتويات هذا النفق (بئر جروة) إلى اللجنة الدولية المكلفة بنزع السلاح الكيماوي السوري في العام 2013 -2014، حيث نقلت محتويات هذا النفق وشحنت إلى ميناء اللاذقيةـ قام النظام بوضع حوالي 80 صاروخا من طراز "ام 600" أو ما يسمى (ميسلون) داخل هذا النفق، تم نقلها من مستودع الصواريخ الموجود في جبال الناصرية".
وأردف "لكن الذي حصل أنه بتاريخ 26 نيسان أبريل/ 2014 قامت (شهداء مهين –كتائب أحمد العبدو -جيش الإسلام وآخرون) بمهاجمة الكتيبة ذات الرقم (1031) وهي كتيبة دفاع جوي (ستريلا) قرب (ئر جروة) والقريبة بدورها من هذا النفق في معركة أسموها (عواصف الصحراء)، تمكن فيها الثوار من السيطرة على هذه الكتيبة،
وعند تفتيش المنطقة المحيطة بالكتيبة عثر عناصر (جيش الإسلام) المشتركين في هذه المعركة على هذا النفق (نفق جروة) وبداخله حوالي 80 صاروخ "أم 600" (ميسلون)،
حيث قام جيش الإسلام دون أن يخبر بقية الفصائل المشتركة بنقل عدد من هذه الصواريخ، وقد تمكن الجيش من نقل 18 صاروخا فقط من هذه الصواريخ (بسبب صعوبة نقلها وحاجتها لرافعات ضخمة)،
وبعد معرفة الفصائل المشتركة في هذه الغزوة بهذا الأمر نشب خلاف بينها وبين جيش الإسلام الذي أنكر بدوره إخراج أي صاروخ من النفق، ثم ما لبث أن استعاد النظام هذه المنطقة ومنها هذا النفق أيضا الذي لم يفجره جيش الإسلام بعد الخروج منه وهو الذي يحتوي 62 صاروخا "ام 600" يصل مداه ما بين 150 إلى 250 كيلو متر...!
المصدر أكد أن "جيش الإسلام" وضع هذه الصواريخ في منطقة القلمون الشرقي.... (نتحفظ عن تحديد المكان بدقة).
وأطلق "جيش الإسلام"، حسب المصدر، 4 صواريخ منها فيما أسماه (إسلام -5) حتى العام 2017، أحد هذه الصواريخ موثق ومنشور على الشبكة العنكبوتية في العام 2016، لكن الإطلاق الحقيقي للصاروخ كان في شهر أيلول سبتمبر/ 2015. ثم هناك توثيق آخر لصاروخين، وبقي لديه 14 صاروخا سلمها لنظام الأسد.. ولم يدمرها..!
وأكد المصدر أن مقارنة بالصور تثبت أن "إسلام-5" هو صاروخ "ميسلون"، وشعلة الإطلاق واحدة عبر فتحات الغاز الأربع الموجودة قرب رأس الصاروخ، مشيرا إلى أن الأرقام الموجودة على الصواريخ هي ترقيم مركز "البحوث العلمية"، مؤكدا تطابق النطاق الأصفر (مكان قشط التثبيت) وفتحات غاز الإطلاق الأربع.
كما لفت إلى أن هناك تطابقا كاملا في مؤخرة الصاروخ وتوضع الأجنحة، متهما "جيش الإسلام" بطلاء الصاروخ لاحقا وتغيير معالمه من أجل التمويه.
الصاروخ يحتاج إلى حسابات دقيقة لزاوية الرمي تتم عبر أجهزة الكمبيوتر فقط، ولا يمكن حسابها يدوياً لأنها تحتاج لحل معادلة من الدرجة 22، لذلك يقوم بهذه الحسابات المعقدة برنامج خاص تم إعداده من قبل خبراء الصواريخ في مركز البحوث العلمية وبمساعدة الخبراء الإيرانيين، وهذا البرنامج موجود فقط لدى "اللواء 156- صواريخ"، حيث الصواريخ "ميسلون".
خبير عسكري أكد لـ"زمان الوصل" أن عملية إطلاق الصاروخ بحاجة إلى قياس القيم الجوية "على ارتفاعات تربوسفيرية وستراتوسفيرية عالية جداً"، تتم هذه القياسات بواسطة محطات قياس جوية متقدمة لا يمكن أن يملكها "جيش الإسلام".
في حال تم أخذ كل القياسات المطلوبة وبدقة فإن دقة إصابة الصاروخ "ميسلون" (على اعتباره صاروخا غير موجه) على المدى الأقصى تتراوح بين 500 – 1500 متر شرود عن الهدف.
وأوضح الخبير أن خطأ مقداره درجة واحدة في قياس سرعة الريح يؤدي إلى حدوث خطأ مقداره 800 متر على الأرض، لذلك يمكن القول إن إصابة أي هدف يكاد يكون مستحيلاً في غياب الشروط السابقة، وعليه فإن إطلاق "جيش الإسلام" لهذا الصاروخ هو عمل استعراضي ليس إلا.
عمليات الإطلاق دفعت الخبير إلى التساؤل عن طريقة حصول جيش الإسلام على قاعدة إطلاق الصواريخ، مشككا بامتلاكه عناصر من ذوي الخبرة الكافية لتصنيع قاعدة مطابقة لإطلاق الصاروخ المذكور، كما وجه سؤالا للأمم المتحدة يتعلق بالتقرير الصادر عن لجنة نزع السلاح الكيماوي لدى الأسد، والذي يدعي بأنه تم إغلاق كافة منشآت إنتاج وتخزين السلاح الكيماوي وختمها بالشمع الأحمر، إذاً كيف استطاع النظام استخدام هذا الموقع مرة أخرى واستعماله لتخزين صواريخ أرض –أرض؟
حسبهم الله