نكشفها بالوثائق.. بشار يحارب مرتزقته في سلمية بأوامر روسية وبدعوى "مكافحة الإرهاب
=============
"
إيثار عبدالحق- زمان الوصل-خاص | 2017-07-03 03:06:39
تابع الوثائق أدناه ومواد سابقة متعلقة - زمان الوصل
لوائح عقابية باكثر من 160 شخصا، بينهم كبير مرتزقة سلمية وشقيق أديب سلامة
استساغ بشار الأوامر الروسية بمحاربة مرتزقته الذين أعدهم لهذا اليوم.. يوم يستخدم سجلهم شديد القذارة لتلميع نفسه
الدب الروسي بصدد غرس قدمه في "سلمية" كما غرسها في الساحل، تأكيدا لحكم هذه المنطقة عبر "الوافدين"
عندما قتل "وائل جاكيش" واحد من أخطر قيادات مليشيا الدفاع الوطني على مستوى السلمية، بل وربما سوريا، تم نعيه يوم مصرعه (5 حزيران) بوصفه "شهيد الوطن في مواجهة الإرهاب"، دون أن يعلم الكثيرون أن هذا الرجل الذي يقود جهاز استخبارات "الدفاع الوطني" في سلمية، هو نفسه مرصود من الاستخبارات الروسية وموضوع على قائمة أهداف موسكو في سوريا، باعتباره ومرتزقة آخرين "إرهابيين".
*فرعون المرتزقة
=======
"جاكيش" الذي يعد خزان أسرار خطيرة وقاتلة تمس مختلف أنشطة مرتزقة النظام في السلمية ومحيطها (نشرت زمان الوصل جزءا من هذا الأسرار)، رجح مصدر وثيق الاطلاع أن يكون قد صُفي من قبل الروس أو على الأقل دفع إلى حتفه دفعاً؛ ليبدو أنه قتل في مواجهات مع تنظيم "الدولة".
وفور مصرع "جاكيش" تواردت روايتان، الأولى مقتله بواسطة صاروخ موجه والثانية بسبب لغم، وسرعان ما غابت الرواية الأولى لصالح سيطرة الرواية الثانية، دون أن يخوض أحد في التفاصيل.
ينطلق مصدر "زمان الوصل" المطلع في حديثه وترجيحاته من معلومات وقوائم رسمية خص بها جريدتنا، توضح أن النظام فرض على مجموعة من مرتزقة سلمية المشهورين إجراء منع مغادرة "ضمانا لحقوق الدولة والمتضررين واستنادا للمادة 11 من قانون مكافحة الإرهاب"، وفق ما يظهر كتاب موجه من وزير المالية إلى عدد من الدوائر العامة، وعلى رأسها هيئة الرسوم والضرائب، التي تولت بدورها إصدار لوائح إسمية بالممنوعين من المغادرة، متضمنة أكثر من 160 شخصا.
وتظهر هذه اللوائح الرسمية بكل وضوح أسماء مرتزقة عرفوا بإجرامهم وانتهاكاتهم الخطيرة في سلمية ومحيطها، كما عرفوا لاحقا بتغولهم وتمردهم على النظام الذي سلحهم وسمّنهم وسلطهم، أو هكذا أراد النظام أن يظهروا هم متغولين وهو عاجز عن لجمهم، لغاية ستنكشف بعض جوانبها بعد حين.
وعلى رأس الذين استهدفهم النظام بقوائمه المستندة إلى "مكافحة الإرهاب" فرعون المرتزقة وصاحب السجل الحافل بالجرائم (نشرت زمان الوصل جزءا منه)، ونعني به "مصيب سلامة" شقيق لواء المخابرات الجوية "أديب سلامة".
كما ورد على اللوائح العقابية، اسم ابن مصيب (فراس سلامة)، إلى جانب عدد من كبار المرتزقة من عائلات: خلوف، عفيفة، دردر، وردة وغيرهم، ممن تورطوا منفردين أو مجتمعين بجرائم قتل وتعذيب واختطاف وترويع وسلب واغتصاب وحرق وسلخ و..، بحق سوريين كثر، من بينهم موالون، لا بل وموالون طائفيون أيضا.
ولا شك أن اللوائح التي أصدرها النظام لعقاب مرتزقته، تبدو مفاجئة وغريبة إلى حد ما، ولكن هذه الغرابة تزول تدريجيا، إذا ما اتضح سبب إصدارها، وهو ضغط الروس بل وأوامرهم الحرفية للنظام بهذا الصدد.
*خلطة التدخل
======
وفق مصدرنا الخاص، تواصل روسيا مساعيها لزيادة تغلغلها في سوريا، أفقيا وعموديا، فبعد أن ثبتت أقدامها في الساحل وباتت الناهية الآمرة فيه، امتدت أصابع الدب الروسي نحو الداخل، فوجدت ضالتها في منطقة سلمية، حيث تنتشر عصابات خطف وقتل ونهب، يقودها مرتزقة محسوبون على مختلف جهات النظام وأطرافه، وسط موجة حنق واستياء من معظم من يسكن المنطقة ويمر بها، وتزايد حالات الشكاوى ورفعها إلى أعلى المستويات (وصولا لبشار)، دون أن يجد المشتكون تجاوبا معهم أو صدى لعرائضهم.
هذا الوضع الذي يختلط فيه تجبر العصابات بتذمر الناس بعجز "الحكومة- الدولة" أو تعاجزها، شكل أرضا خصبة للتدخل الروسي، وفي نفس الوقت خلفية مهمة لإبراز موسكو بمظهر المنقذ والمخلص، فاندفعت بدون تردد لتمرير تعليماتها إلى رأس النظام مباشرة؛ ليعطي بدوره الأمر إلى "محكمة الإرهاب" حتى تتعامل مع المسألة، علما أن مثل هذه المحكمة ليست قادرة في الأحوال العادية على الاقتراب من شبيح أقل وزنا من "مصيب" وأتباعه بدرجات، ومن هنا لم يكن لها أن تتدخل لولا تعليمات "عليا"، تقي "موظفي" المحكمة عواقب غضب كبار ضباط الجيش والأمن بل وحتى القصر من المتنفذين والمستثمرين في تلك العصابات، حيث يشكل هؤلاء الضباط غطاء ودرعا حاميا لتلك العصابات.
إذن فمن جهة هي أوامر روسية صريحة، ترهن ما تبقى من قرار النظام في يد موسكو، ومن جهة أخرى هي لعبة يستسيغها بشار بل وربما يسعى وراءها، فهؤلاء الذين سلحهم النظام ومولهم وتغاضى عنهم وعن جرائمهم، إنما كان يمهلهم لهذه المرحلة من "الحرب".. المرحلة التي يظهر فيها بأن "الرئيس الدكتور" رجل صلاح وإصلاح، لايرضى بالخطأ ولا يسكت عن أي انتهاك حتى ولو جاء من قبل من "يحمون الوطن"، بل لن يدخر جهدا في محاربة كل من "يشوهون" مساعي "الدولة" نحو تحقيق "الاستقرار والأمان".
وبهذا المعنى، لم يخجل النظام ولا رأسه من إطلاق حملة تشنيع على "التشبيح" وترفضه، وهو المصطلح الذي كان النظام نفسه سابقا ينكره ويعتبره غير موجود، كما لم يخجل بشار من الخروج بخطاب تقريعي لوزرائه وضباطه وهو يوجههم بلغة رئيس مخفر لعناصره، موبخا إياهم على "مواكبهم"، في تمثيلية مكشوفة هدفها الأول والأخير القول إن الجميع سيء والجميع أساء لسوريا وساهم في خرابها، إلا "سيادة الرئيس" الذي يحمل هم الوطن والمواطن، فهو الوحيد الأوحد "الأمين والمؤتمن" والذي لا يأتيه إجرام ولا فساد من بين يديه ولا من خلفه.
وهكذا يضحي بشار مرة أخرى بمرتزقته الذين دافعوا عنه وحموه، ويعاقبهم على انتهاكات وجرائم ارتكبوها بأوامره وتشجيعه تارة، وتغاضيه تارة أخرى!، ولكن العقاب هذه المرة يأتي بأوامر روسية لا يستاء منها بشار ولا "يمانع" في تنفيذها، لأنها تخدمه كما تخدم الروس، فالروس يريدون مزيدا من مواطئ القدم داخل الأرض السورية وداخل "مؤسسات الدولة"، والنظام يريد أن يستفيد من محاربته لهؤلاء المجرمين المتغولين بعد أن لعب حيناً من الدهر بورقتهم، وحولهم إلى عتاة بلغوا منتهى السفالة (إلى درجة أن حاضنتهم لم تسلم من شرورهم)، بحيث يكون من يحاربهم ويخلص الضحايا من شرورهم "نبيلا" و"خيرا" حتى ولو كان في كبيرهم في العتو والسفالة، وهكذا يصبح داء سوريا الأول (بشار) دواء وبلسما!
أخيرا
فإن ما أماطت "زمان الوصل" عنه في هذا التقرير، من قوائم عقابية وأوامر روسية، ليس سوى مرحلة في سلسلة ما يحاك لمنطقة سلمية، سبق لجريدتنا أن تولت كشف حلقات منها، وستتابع نشر المزيد، لاسيما أن الروس عازمون على تحويل تدخلهم الخفي في سلمية ومحيطها إلى تدخل علني وملموس، عبر التوجه لإقامة قاعدة عسكرية واستخبارية في المنطقة، حسب ما يؤكد مصدرنا، ما يعني أن منطقة سلمية بموقعها الحيوي وتنوعها السكاني ستبقى وإلى أمد غير معلوم ساحة لتدخلات "الوافدين"، مرة من الطائفيين الذي قدموا من خارج حدود سلمية واستوطنوها، ومرة أخرى جديدة من أولئك الغزاة الذين قطعوا آلاف الأميال من خارج حدود سوريا كلها؛ ليفرضوا خياراتهم على السوريين بحجة مكافحة الإرهاب ومكافحة المرتزقة الذين قيل وما زال يقال إنهم يكافحون الإرهاب!
عن المخابرات الجوية... تسريب تقارير أمنية لقتل مؤيدين بيد الشبيحة وجداول بأسماء الضحايا