لقلمون الشرقي.. المصالحة مع النظام تمر عبر خط الغاز
====================
خالد محمد - القلمون - زمان الوصل | 2017-07-09 05:53:46
مصدر: تم الاتفاق على تهدئة الوضع وإنهاء كافة مظاهر التوتر بشكلٍ تدريجي في جيرود - زمان الوصل
أعادت قوات النظام السوري، فتح جميع الطرق المؤدية إلى مدن وبلدات "القلمون الشرقي" الخاضعة لسيطرة المقاومة السورية في ريف دمشق الشمالي الشرقي، وذلك بعد أن أغلقتها لثلاثة أيام متتالية على خلفية تعثر المفاوضات التي تشهدها المنطقة حاليًا، تحت رعايةٍ روسية، لإجبار أهلها على توقيع "مصالحة" جديدة مع النظام.
في هذا الشأن، قال الناشط الإعلامي "وسام عبد النور" إن قرار إغلاق الحواجز المحيطة بمدينتي "الرحيبة" و"جيرود" جاء بعد رفض المعارضة لأحد البنود التي حَمّلها وفد النظام للجنة المفاوضات عن مدينة "جيرود" والذي يتمحور في إعادة انتشار قوات "الفرقة الثالثة" المتمركزة في المنطقة، على طول "خط الغاز" القادم من "ريف حمص" إلى محطة "الناصرية الحرارية" في "جيرود" وفي بعض النقاط والمواقع الاستراتيجية الفاصلة إما بين مدن وبلدات المنطقة، أو بينها وبين منطقتي "البترا" و"الجبل الشرقي" التي تتحصن فيها فصائل المقاومة السورية.
وأضاف "عبد النور" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل": "رغم إعطاء المعارضة موافقتها المبدئية على جميع البنود التي طرحها وفد النظام خلال جلسات التفاوض، إلا أن النظام يُصر على نشر قواته على الخط المذكور بحجة تأمينه من المعارضة، لحرمان الأخيرة من استخدام هذه الورقة في الضغط على النظام من أجل التوقف عن قصف مدن "ريف دمشق"، مشيرًا إلى أن سماح المعارضة لقوات النظام بالتواجد على طول "خط الغاز" ولا سيما في ملاحة "جيرود" المحاذية لمنطقة "البترا" يعني حصرها والحدّ من نشاطها الميداني في الجبال الشرقية من "القلمون الشرقي".
حول الإجراءات العقابية التي اتخذها النظام لإجبار المعارضة على تقديم تنازلات والقبول بتوقيع "المصالحة"، أوضح "عبد النور" أن منطقة "القلمون الشرقي" تعاني في الوقت الراهن من حصارٍ إنساني، إذ يمنع النظام من حينٍ إلى آخر، دخول المواد الغذائية والتموينية والأدوية والخضار إلى المنطقة التي يقطن فيها حوالي 250 ألف مدني، نصفهم تقريبًا من النازحين، ويعيشون بمجملهم ظروفًا معيشية قاسية، في حين يخشى أهالي المنطقة على أبنائهم من الاعتقالات التي ستنفذها قوات النظام، في حال توقيع "المصالحة" ودخولها إلى مدن وبلدات المنطقة، كما فعلت سابقًا في مناطق المصالحات الأخرى في مدن "التل"، "الهامة" و"قدسيا".
على صعيدٍ متصل، صرّح مصدرٌ في "مجلس القيادة الثوري" لمدينة "جيرود"-فضّل عدم الكشف عن اسمه- لـ"زمان الوصل" بأنه تمّ التواصل مباشرة مع الطرف المفاوض عن النظام، والاتفاق على تهدئة الوضع وإنهاء كافة مظاهر التوتر بشكلٍ تدريجي، وسريع والعودة لاستئناف عملية التفاوض من جديد، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة للتفاوض تشمل "منطقة القلمون الشرقي" بالكامل، وليس مدينة "جيرود" فقط، على أن يتم تحديد المكان والزمان في وقتٍ لاحق.
ووفقًا لما أشار إليه المصدر، فإن ورقة المبادرة التي طرحها النظام منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي، على مدينة "جيرود" تضمنت عدة بنود وهي: خروج المسلحين غير الراغبين بالتسوية مع سلاحهم الخفيف والمتوسط، تسوية أوضاع المسلحين وغير المسلحين من أبناء المدينة، تهيئة الظروف المناسبة لعودة رموز الدولة والمؤسسات وضمان استقرارها، تأمين عودة الموظفين والمسرحين للعمل، تسوية أوضاع المطلوبين أمنيًا من أبناء هذه المنطقة، عسكريين أو مدنيين، ومنح المتخلفين منهم تأجيلًا لمدة 6 أشهر للالتحاق بالخدمة الإلزامية، حماية مدينة "جيرود" من قبل "الفرقة الثالثة".
يحاول النظام السوري، وبدعمٍ روسيٍ مطلق، استكمال مخططه الرامي إلى توسيع الحزام الأمني حول العاصمة "دمشق" عبر إنهاء أي وجود لقوى المعارضة في محيطها، ليطال مناطق أخرى من ريف دمشق، ومنها "منطقة القلمون الشرقي" التي يحاصرها النظام منذ أواسط العام 2013، وتضم مدنًا كبيرة مثل "الرحيبة، جيرود، الضمير، الناصرية، العطنة".
تحظى "منطقة القلمون الشرقي" بأهميةٍ بالغة لدى النظام السوري، لكونها تقع على مقربةٍ من طريق "دمشق- حمص الدولية" التي يستخدمها النظام استخدامًا رئيسًا في تنقلاته البرية، العسكرية والتجارية، كما تُعّد البوابة الرئيسة "للبادية السورية" حيث يتواجد تنظيم "الدولة الإسلامية"، فضلًا عن محاذاتها للطريق الدولية "دمشق- بغداد" ومطار ي "الضمير" و"السين" الحربيين