هذه قصة "عميل الأسد" الذي سلّم مناطق في الغوطة للنظام (فيديو)
اعترف (بسام ضفدع) الذي عمل سابقاً في المكتب الشرعي لفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، والعائد لـ "حضن الوطن" مؤخراً، بأنه كان يعمل على إنجاز "المصالحة" مع نظام الأسد، كما وصف (ضفدع) بشار الأسد بأنه "درع الأمة" وأن "محبته لم تتغير في قلبه بل زادت"، وفق ما قاله في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتشرت مقاطع فيديو لـ (بسام ضفدع) أثناء خروجه من بلدة كفربطنا (القطاع الأوسط من الغوطة) إلى العاصمة دمشق، حيث قال في عدة مقاطع نشرت له عقب خروجه "إن ماجرى في سوريا كان تحريضاً وليس ربيعاً عربياً وإن الغرض كان هو تخريب البلاد العربية وبقينا على هذا الموقف وكنا نوعّي الناس في الغوطة وكنا متمسكين برأينا وإن الأحداث أثبتت هذه الحقيقة"، وفق زعمه.
وأكد (ضفدع) كذلك أنه قاد عدداً من المقاتلين في الغوطة للسعي في المصالحة مع نظام الأسد، مردفاً أنه وصل إلى ذلك، كما قال مخاطباً بشار الأسد "سيدي الرئيس لكم الفضل في بناء الوطن وحمايتنا، كنا نتوقع أن النصر سيكون حليفكم وأنكم على حق وقد حصل"، موضحاً كذلك بالقول "أنا قمت بواجبي الذي ينبغي علي القيام به"، وفق تعبيره.
بدوره قال مراسل أورينت نت، إن (ضفدع) هو شيخ معروف في كفربطنا، وكان موجوداً منذ بداية الثورة السورية، ولكن خلال فترة الحملة العسكرية الأخيرة للنظام وحليفته روسيا على الغوطة، عمل على تجنيد مجموعة أشخاص انشقوا عن فيلق الرحمن وهم من تلاميذه، وقاموا بتشكيل عصابة وكانوا ينتظرون دخول النظام إلى كفربطنا، مشيراً إلى أن مصادر رجّحت تواصله وتعامله مع النظام منذ بداية الثورة.
من جهته قال (محمود المعراوي) ناشط من ريف دمشق، في تصريح لأورينت نت، إن (بسام ضفدع) هو شيخ المصالحة في كفربطنا، حيث عاد إلى النظام برفقة حوالي 400 عنصر من فيلق الرحمن الذين انشقوا عنه.
وأوضح (المعراوي) أنه منذ تقدم النظام إلى بلدة جسرين عمل على إنشاء وفد بغرض المصالحة، مشيراً إلى أن فيلق الرحمن حاول اعتقالة لكنه لم يتمكن، بسبب حمايته من قبل المجموعة التي انشقت عن الفيلق.
وأشار (المعراوي) إلى أن (ضفدع) عمل على إفراغ بلدة كفربطنا من عناصر فيلق الرحمن، مؤكداً أن هؤلاء العناصر لعبوا دوراً كبيراً في سيطرة النظام على وادي عين ترما، في وقت كان النظام يركّز معاركه في المثلث بين حمورية وحزة وسقبا، بينما جماعة (ضفدع) كانو يرابطون في أراضي "الزور" المتصلة مع وادي عين ترما، كونهم يعرفوا نقاط الضعف في تلك المنطقة، وبالتالي استطاعوا تحويل الحملة من وسط الغوطة لوادي عين ترما.
وبعد قرابة أكثر من شهر من العمليات العسكرية والقصف المركز بشتى أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً تمكنت روسيا من تهجير الآلاف من مدنيي الغوطة الشرقية بعد أن أدار المجتمع الدولي ظهره لهم وتقاعس عن نجدتهم وإيقاف الجرائم المرتكبة بحقهم.
ورغم خروج مئات العوائل من (حمورية وسقبا ودوما وكفربطنا) ومدن أخرى قبل أيام بضمانات روسية إلا أن الأخيرة قامت بتسليم المدنيين إلى ميليشيات النظام التي قتلت عدداً منهم على أبواب حمورية واعتقلت آخرين، حيث وثق ذلك عناصر النظام بجملة من الصور، في حين زُج بمن تبقى على قيد الحياة في مراكز زعمت موسكو عبر منصاتها أنها "مراكز إيواء" إلا أن حقيقة الأمر أظهرت عكس ذلك عبر الصور والفيديوهات التي ينشرها إعلام النظام متفاخراً بعملية إذلال المحتجزين.