الجولة الأخيرة بين الشعب الفلسطيني وبين الدولة الثكنة، بما في ذلك النهاية المعلومة التي انتهت إليها عملية فرار الأسرى الأحرار من سجن جلبوع، تقع في خانة التكتيكي. أما الاستراتيجي فهو أننا باقون هنا، كائنون هنا، واقفون هنا، خالدون هنا. بكلمات بسيطة جدا، لا نزال نُخيف إسرائيل، ولا تزال إسرائيل تخاف منا. نحن الطرف الأضعف، بلا شك، لكننا عصيّون على الابتلاع. في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، وفي الضفة وغزة والقدس والشتات، هناك شعب متعيّن مادياً ومعنوياً اسمه الشعب الفلسطيني، لم تستطع إسرائيل ولا تستطيع ولن تستطيع محوه. فارق القوة بيننا وبينها فادح، يشبه الفارق بين الأرنب والأفعى. لكن الأفعى الإسرائيلية تعرف أن هناك حدودا لأنيابها وسمّها، وأنها قد تختنق إذا حاولت ابتلاعنا، ونعرف بدورنا أن قوتنا مفتوحة إلى لا حدود. هذا هو الاستراتيجي والثابت، وكل ما عداه تكتيكي وعابر، بما في ذلك سلطة العار العبّاسية.

 
عودة
أعلى