قد تكون الصورة الثانية، القادمة من VST، أفضل صورة على الإطلاق للعنقود النجمي الكرويّ المعروف بأوميغا قنطورس (Omega Centauri). يُعتبر هذا العنقود النجمي الكرويّ جزء من كوكبة قنطورس؛ وهو أكبر عنقود نجمي كرويّ في الفضاء. وبالاعتماد على المشهد واسع الحقل للتلسكوب VST، وكاميرته القوية (OmegaCAM)، كان بالإمكان شمل حتى المناطق الخارجية الخافتة من هذا الجسم الفضائي المذهل. ويتضمن هذا المشهد 300000 نجم؛ وتمت معالجة البيانات بواسطة النظام VST-Tube، الذي طوره غرادو (A. Grado) ومتعاونين معه من مرصد INAF-Capodimonte. وبقي أن نذكر أن هذا العنقود يقع على بعد 17000 سنة ضوئية من الأرض.
هذه صورة لمجرة قنطورس أ (NGC 5128) المميزة؛ وهي ملتقطة بواسطة المصور واسع الحقل، الموجود على متن تلسكوب MPG/ESO ذو الفتحة 2.2 متر، والواقع في مرصد لاسيلا–تشيلي. بإجمالي زمن تعريض وصل لأكثر من 50 ساعة، تُعتبر هذه الصورة الأكثر تركيزاً وعمقاً لأكثر الأجسام الفضائية جمالاً وإذهالاً. ويُذكر أن مجرة قنطورس عبارة عن مجرة بيضاوية هائلة تمتلك في مركزها ثقب أسود تفوق كتلته كتلة شمسنا بمليار مرة، وتعد أوضح مجرة راديوية في السماء وخامس أوضح مجرة في السماء بشكل عام. تقع هذه المجرة على بعد حوالي 12 مليون سنة ضوئية من الأرض باتجاه كوكبة قنطورس.
التُقطت هذه الصورة، الواضحة المعالم لسديم "كارينا" وهي منطقة تجمّعات نجميّة ضخمة تظهر في السماء الجنوبية، بالاعتماد على الأشعة تحت الحمراء وباستخدام كاميرا HAWK-I المثبتة على التلسكوب الكبير جداً التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي. ويظهر في هذه الصورة العديد من التفاصيل الرائعة، التي لم تكن ملحوظة سابقاً؛ بالإضافة إلى مناظر سماوية خلابة من الغاز والغبار، والنجوم حديثة الولادة. وبقي أن نذكر أن هذه المنطقة تقع على بعد حوالي 7500 سنة ضوئية وفي اتجاه كوكبة كارينا.
تم إلتقاط هذه الصورة بتفاصيل دقيقة ورائعة لمنطقة تشكُّل النجوم فائقة الكتلة والموجودة في سديم "كارينا" المذهل؛ واُستخدم من أجل ذلك تلسكوب المسح الفلكي VLT الموجود في المرصد الأوروبي الجنوبي الواقع في بارانال. التقطت هذه الصورة بمساعدة "Sebastián Piñera" - الرئيس التشيلي- خلال زيارته للمرصد في الخامس من حزيران عام 2012، وتم نشر هذه الصور بمناسبه افتتاح مشروع التلسكوب الجديد في نابولي في السادس من كانون الأول عام 2012. وبقي أن نذكر أنّ هذا السديم يبعد عن الأرض حوالي 7500 سنة ضوئية
تقع المنطقة المحيطة بالعنقود النجمي NGC 2467 في الكوكبة الجنوبية مؤخرة الحصان (Puppis)؛ وبعمرها البالغ بضعة ملايين السنين، تُعتبر هذه المنطقة حاضنة نجمية نشطة جداً حيث تتشكل فيها نجوم جديدة بشكلٍ مستمر داخل سحب كبيرة من الغاز والغبار. تحتوي الصورة، التي تظهر على شكل شبحٍ كوني ملون أو ميمون سماوي عملاق، عناقيد نجمية هي هافنر 18 (في المركز) وهافنر 19 (في وسط اليمين: يقع داخل المنطقة الوردية الأصغر –العين السفلية للميمون)، بالإضافة إلى مناطق واسعة من الغاز المؤين. النجم اللامع، الموجود في مركز المنطقة الوردية الأكبر ضمن قاع الصورة، هو HD 64315، وهو نجمٌ فائق الكتلة وشاب، وساعد هذا النجم في تشكيل بنية كامل المنطقة السديمية. وبقي أن نذكر أن هذا المشهد يقع على بعد حوالي 13000 سنة ضوئية من الأرض.
نشاهد في هذه الصورة الأجزاء المركزية من مجرتنا درب التبانة كما تمت مراقبتها بالاعتماد على الأشعة القريبة من تحت الأحمر، وذلك باستخدام جهاز NACO الموجود على متن التلسكوب العملاق التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي. من خلال تعقب حركات النجوم المركزية على مدار أكثر من 16 سنة، تمكن علماء الفلك من تحديد كتلة الثقب الأسود فائق الكتلة الموجود هناك. بقي أن نذكر أن هذا المشهد يقع على بعد 25000 سنة ضوئية من الأرض وفي اتجاه كوكبة القوس.
تم إنشاء هذه الصورة الملونة لمنطقة تُعرف بـ NGC 2264، وهي منطقة من السماء تتضمن فقاعات زرقاء جميلة من عنقود شجرة الميلاد وسديم المخروط (Cone)، بالاعتماد على البيانات القادمة من أربعة مرشحات مختلفة (B، وV،وR وH-alpha) موجودة في المصور واسع الحقل، الموجود بدوره على متن مرصد لاسيلا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، الذي يقع على ارتفاع 2400 متر في صحراء آتاكاما في تشيلي ضمن جبال الانديز. توضح الصورة منطقة من الفضاء تتمتع بعرض يبلغ حوالي 30 سنة ضوئية. تقع NGC 2264 على بعد حوالي 3000 سنة ضوئية في اتجاه كوكبة الحصان وحيد القرن.
توضح الصورة الثانية بين صور مشروع الصور الكبيرة للمجرات العملاقة، الذي يرعاه المرصد الأروبي الجنوبي، مشهداً مذهلا للأجزاء المركزية من مجرتنا العملاقة؛ ويحتوي هذا المشهد القادم من تلسكوب فيستا على 340 مليون بكسل، وهي صورة بأبعاد 34∗20 درجة. تقدم لنا هذه الصورة مشهداً ألفه الفلكيون الهواة من جميع أنحاء العالم؛ وتستفيد هذه الصورة، التي التقطها ستيفان غويزارد (Stéphane Guisard)، وهو مهندس في المرصد الأوروبي الجنوبي ومصور فلكي معروف عالمياً، بشكلٍ مباشر من السماء الصافية الموجودة فوق بارانال -واحد من أفضل السماوات في الأرض. توضح الصورة منطقة من السماء تمتد من كوكبة القوس (Sagittarius) إلى كوكبة العقرب (Scorpius)؛ وتظهر لنا المناطق الملونة لقلب العقرب (Antares) ورو الحواء (Rho Ophiuchi) بشكلٍ بارز إلى اليمين من الصورة، بالإضافة إلى المناطق الأكثر عتمةً، مثل سدم الأنبوب (Pipe) والأفعى (Snake). تجري الممرات الغبارية لمجرتنا درب التبانة بشكلٍ منحرف على طول الصورة؛ وهذه الممرات منقطة بالسدم اللامعة، التي يميل لونها للأحمر، مثل سدم البحيرة (Lagoon) والسديم الثلاثي (Trifid)، بالإضافة إلى كل من NGC 6357 و NGC 6334. وتُعتبر هذه الممرات أيضاً موطناً لمركز مجرتنا، حيث يتواجد ثقب أسود فائق الكتلة. تم الحصول على هذه الصورة بواسطة الرصد باستخدام تلسكوب (10-cm Takahashi FSQ106Ed f/3.6)، وكاميرا SBIG STL CCD، وقمة NJP 160. وجُمعت بالاعتماد على ثلاث مرشحات لونية مختلفة (BوV وR) ليتم بعد ذلك جمعها معاً. تم تركيب هذا الموزاييك باستخدام 52 حقل سماوي مختلف صُنعت باستخدام حوالي 1200 صورة منفردة بزمن تعريض إجمالي وصل إلى 200 ساعة، وامتلكت الصورة النهائية أبعاداً بلغت 24403∗13973 بيكسل.
توضح الصورة التي يتم نشرها للمرة الأولى وبشكلٍ لا سابق له منطقة التشكل النجمي المذهلة ميسيه 17، والمعروفة أيضاً بسديم أوميغا (Omega Nebula)، أو سديم البجعة (Swan Nebula). تقع هذه المنطقة الواسعة والمكونة من الغبار، والغاز، والنجوم الشابة الساخنة في قلب مجرة درب التبانة وباتجاه كوكبة القوس (Sagittarius). وهذا المشهد الذي تم تصويره بوساطة VST كبير جداً بحيث يسمح لنا برؤية كامل السديم، بما في ذلك الأجزاء الخارجية الأكثر خفوتاً –وتحتفظ الصورة بذلك بحدتها الرائعة في كامل تفاصيلها. تمت معالجة البيانات باستخدام نظام البرمجيات Astro-WISE، الذي تم تطويره من قبل E.A. Valentijn ومتعاونين من غرونينغن وأماكن أخرى. وبقي أن نذكر أن هذا السديم يبعد عنا حوالي 5500 سنة ضوئية.
تم إنشاء هذه الصورة الملونة لسديم الحلزون (NGC 7293) باستخدام صور تم الحصول عليها باستخدام المصور واسع الحقل (WFI)، وهو كاميرا فلكية موجودة على متن تلسكوب ماكس بلانك 2.2-متر، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي والموجود في مرصد لاسيلا في تشيلي. يَنتج التوهج الأخضر الموجود في مركز الحلزون عن ذرات الأكسجين التي تُشع جراء تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية القادمة من النجم المركزي، الذي يتمتع بدرجة حرارة تبلغ 120000 درجة سيلسيوس، بالإضافة إلى تلك الأشعة القادمة من الغاز الساخن. إلى الخارج من النجم المركزي وخلف حلقة العقد، يبدو الضوء الأحمر الناتج عن الهيدروحين والنتروجين أكثر بروزاً؛ وتكشف نظرة دقيقة على القسم المركزي من هذا الجسم ليس فقط عن وجود العقد وإنّما عن وجود العديد من المجرات البعيدة التي يمكن رؤيتها عبر الغاز المتوهج والمنتشر بسماكات قليلة. تم إنشاء الصورة بالاعتماد على صور التقطت بواسطة المرشحات الحمراء، والخضراء والزرقاء، مع زمن تعريض إجمالي وصل إلى 12 دقيقة، و9 دقائق، و7 دقائق على التوالي. وبقي أن نذكر أن هذا السديم يقع في كوكبة الدلو وعلى بعد حوالي 700 سنة ضوئية.
اُلتقط هذا المشهد واسع الحقل لسديم أورايون (ميسيه 42)، الذي يقع على بعد 1350 سنة ضوئية بوساطة تلسكوب المسح بالأشعة تحت الحمراء (VISTA)، الموجود في مرصد بارانال التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي. يسمح لنا الحقل الملون في هذا المشهد بتصوير السديم مع محيطه ضمن صورة واحدة، كما تسمح لنا الأشعة تحت الحمراء بالإبحار عميقاً ضمن المناطق الغبارية المدفونة وتسمح أيضاً باكتشاف النجوم المتشكلة حديثاً والنشطة جداً هناك. أُنشئت هذه الصورة بالاعتماد على المرشحات Z، J وKs العامل في المجال القريب من تحت الأحمر؛ استمر زمن التعريض لعشر دقائق من أجل كل مرشح؛ وتُغطي الصورة منطقة من الفضاء تمتد على حوالي 1.5 درجة. وبقي أن نذكر أن هذا السديم على بعد 1400 سنة ضوئية من الأرض.
تمَّ نشر هذا المشهد للحاضنة النجمية المذهلة IC 2944 للاحتفال بقفزة جديدة: 15 عام من العمل للتلسكوب الكبير جداً. وتوضح هذه الصورة أيضاً مجموعة من سحب الغبار السميكة والتي تُعرف بكريات ثاكيري (Thackeray)، الموجودة ضمن خلفية من الغاز المتوهج باللون الوردي. تتعرض هذه الكريات لقصفٍ شديد من قبل الأشعة فوق البنفسجية القادمة من النجوم الشابة والساخنة القريبة منها؛ وفي الوقت نفسه تتعرض هذه الكريات للتآكل والتقسيم بشكلٍ مشابه لما يحصل للزبدة عندما يتم وضعها في مقلاة ساخنة. ومن المرجح أن تُدمر كريات ثاكيري قبل أن تتمكن من الانهيار ثقالياً وتشكيل نجوم جديدة.
التُقطِت أول صورة لوادي مارينر Valles Marineris الكبير الموجود على سطح المريخ بواسطة مركبة الفضاء مارينر 9. هذا الوادي عبارة عن مجموعة من المُنخفضات (depressions) والصُدوع السحيقة (chasms) التي تمتد لمسافة 4,000 كيلومتر على طول خط الاستواء المريخي. عند النظر باتجاه الشمال فوق المناطق الوسطى من الوادي نجد صدع ميلاس Melas Chasma المُظلم الواقع في واجهة هذه الصورة المُذهلة. خلف ميلاس تماماً نجد صدع كاندور Candor Chasma وكذلك الجدران الشاهقة لصدع أوفير Ophir Chasma قُرب الأفق. ويبدو أن التصدعات والانهيارات السطحية والانزلاقات الأرضية تُشكّل جزءاً من التاريخ الجيولوجي المُعقّد لهذه التضاريس، كما وُجِدت ترسبات على شكل طبقات داخل ذلك الوادي. سُجِّلت هذه الصورة عام 2004، وهي تُمثّل مجموعة من البيانات التي حصلت عليها الكاميرا المُجسّمة عالية الدقة High Resolution Stereo Camera الموجودة على متن المركبة الفضائية مارس إكسبرس Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ESA. يبلغ عرض ميلاس، وكاندور، وأوفير حوالي 200 كيلومتر، ويبلغ عُمق كل واحدٍ منها بين 5 إلى 7 كيلومترات.
تقع المجرة الحلزونية المسماة NGC 2841 في الجزء الشمالي من كوكب الدب الأكبر Ursa Major، وتبعد عنا مسافة تُقدر بحوالي 46 مليون سنة ضوئية، كما أنها تعتبر إحدى أكثر المجرات المعروفة ضخامة في كوننا.
تبدو هذه الجزيرة الكونية الرائعة في هذا المشهد الواضح وكأنها تتباهى بمنظر نواتها الصفراء وقُرصها المجرّي. وتحتوي الأذرع الحلزونية المُلتفة ذات الألوان المختلطة على قنواتٍ من الغبار ومناطق صغيرة وردية اللون تتشكّل داخلها النجوم، بالإضافة إلى عناقيد نجمية زرقاء اللون حديثة التشكّل. في المقابل، تمتلك المجرات الأخرى أذرعا كبيرة هائلة تحتوي على مناطق واسعة تتشكّل فيها النجوم.
يبلغ قُطر المجرة NGC 2841 حوالي 150,000 سنة ضوئية تقريباً، وهي بذلك أكبر حتى من مجرتنا درب التبانة. وقد تم إنتاج هذه الصورة من خلال تركيب الصور التي التقطها تلسكوب هابل الفضائي الذي يبلغ قطر مرآته 2.4 متر وتلك التي التقطها تلسكوب سوبارو الأرضي Subaru Telescope الذي يبلغ قطر مرآته 8.2 متر.
وتُشير صور أشعة إكس الناتجة إلى أن الرياح والانفجارت النجمية تخلق أعمدة من الغاز الساخن، والتي تمتد بدورها لتشكّل هالة حول المجرة NGC 2841.
مجموعات الغبار الكونية هذه أكبر بكثير من تلك التي تجدها متراكمة تحت سرير غرفتك. تقع كريات ثاكيري في حقول النجوم الغنية وغاز الهيدروجين المُتوهج، وهي عبارة عن غيومٍ من الغبار والغاز ما بين النجوم، وهي كبيرة لدرجة أنها قادرة على تشكيل النجوم. تُعرف المنطقة التي تحوي هذه الغيوم باسم IC 2944، وهي عبارة عن حاضنة نجوم ساطعة تقع على مسافة 5,900 سنة ضوئية من الأرض باتجاه كوكبة القنطور Centaurus. ويُعتقد أن أكبر هذه الكريات المُظلمة، والتي رصدها لأول مرة عالم الفلك الجنوب إفريقي إيه. دي. ثاكيري عام 1950، مُكونة من غيمتين متداخلتين يبلغ عرض كل واحدة منهما حوالي سنة ضوئية واحدة. وإلى جانب البيانات الأخرى التي وصلتنا حول هذه المنطقة، تُشير الصورة الملونة الموضحة أعلاه، والتي التقطها تلسكوب بلانكو (البالغ قطره 4 أمتار) Blanco Telescope 4-m في سيرو تولولوCerro Tololo في تشيلي، إلى أن كريات ثاكيري مُتشقّقة وتتحرك بعُنف نتيجة الأشعة ما فوق البنفسجية الشديدة الآتية من النجوم الشابة الساخنة التي تقوم بتنشيط وتسخين السديم الإشعاعي الساطع. من المعروف أن هذه الكريات المُظلمة وغيرها ترتبط غالباً بمناطق تشكيل النجوم، وقد تتبدد في النهاية بسبب ما تُمارسه عليها بيئتها العدائية من تأثيرات قوية، تماماً كما تتبدد الزُبدة وتذوب داخل مقلاة ساخنة.
في هذا المشهد السماوي الليلي المذهل يظهر الجزء المركزي من مجرتنا درب التبانة وهو يلوح في السماء فوق صخرة أولورو/أيرز Uluru/Ayers Rock في أستراليا. ويظهر في هذه الصورة الملتقطة في 13 يوليو/تموز توهجٌ جويٌ خافتٌ على طولِ الأفق يُضيءُ الصخرة التي تعتبر واحدة من أشهر التضاريس في القارة الاسترالية. كذلك تظهر غيوم الغبار الكونية المُظلمة في مجرتنا كظلالٍ على شكل شُقوقٍ مُظلمةٍ مُمتدةٍ على طول التجمعات النجمية الخافتة في المجرة.
وفوق منطقة مركز للمجرة تتقارب أنهارٌ من الغبار الكوني وتتجمع حول النجم العملاق الفائق ذي اللون الأصفر اللامع المعروف باسم قلب العقرب Antares. وإلى يساره يُشرق زحل في سماء الليل.
تمكنت المركبة نيوهورايزنز من إتمام تحليقها بالقرب من بلوتو بسلام، واستأنفت إعادة إرسال الصور والبيانات، كما أرسلت المركبة الفضائية الروبوتية التقارير في الوقت المحدد، حيث كانت جميع الأنظمة على متنها تعمل بشكل ممتاز، كما تبين أنها قامت بتخزين الكمية المتوقعة من البيانات.
صورة بلوتو هذه هي أكثر صور بلوتو دقةً، حيث التقطتها نيوهورايزونز قبل وصولها إلى أقرب نقطة لها من الكوكب، وهي صورة تُظهر بلوتو أكثر وضوحاً. للوهلة الأولى، يبدو بلوتو مائلاً إلى الحمرة مع العديد من الفوهات على سطحه.
وإذا ما نظرنا إلى أسفل الصورة فسنُدهُش لرؤية منطقة مضيئة عديمة التضاريس تشبه شكل القلب، هذا وتظهر تضاريس جبلية في أسفلَ يمين الصورة. هذه الصورة، على أي حال، هي ليست سوى البداية حيث ستتدفق المزيد من الصور والبيانات اليوم وخلال الأسبوع القادم وعلى مدار السنة المقبلة، ما سيساعدنا على الأرجح على تكوين فهم أفضل عن بلوتو وأقماره.
هل تساءلتَ ما هذا الكوكب الغريب الظاهر في الصورة؟ إنه كوكب الأرض بالطبع. التُقِطت هذه الصورة من المحطة الفضائية الدولية، ويظهر فيها كوكبنا وهو مغمور بوهجِ الشفق القطبي. وحتى المحطة الفضائية -نفسها- واقعة ضمن نطاق وهج الشفق في هذه الصورة، ذلك أنها تُحلِّق فوق الكوكب على ارتفاع 400 كلم (أي ما يُعادل 250 ميل). كذلك تمت مُشاهدةُ الشفق القطبي من على سطح الأرض في الثالث والعشرين من شهر يونيو/حزيران. يتميز الشفق القطبي باحتوائه على ألوانٍ مُتعددةٍ ناتجةٍ عن عملية إثارة الجزيئات والذرات في المناطق ذات الكثافة المنخفضة والموجودة على ارتفاعاتٍ شاهقةٍ في الغلاف الجوّي. هذا ويُسيطر الوهجُ الأخضرُ الصادرُ عن جزيئات الأكسجين على المنظر في هذه الصورة، إلا إنه يُمكن أيضًا رُؤيةُ حِزامٍ من الشفق القطبي الأحمر في الأفق والناتج عن الأكسجين الذري. وقد حدثت هذه العاصفة الجيومغناطيسية بسبب اصطدام أحد الانبعاثات الإكليلية الكتلية (Coronal Mass Ejection) الصادرة عن الشمس بالغلاف المغناطيسي للأرض.
هل ستخرج مركبة نيو هورايزنز الفضائية سالمةً من لقائها بكوكب بلوتو وتنجح في إرسال الصور والبيانات المفيدة حوله؟ هذا ما سنعرفه في غضون بضع ساعات. من جهةٍ أخرى، وبغضِّ النظر عن مدى نجاح عمل المركبة، سوف تُجبِر السرعةُ الهائلةُ نيو هورايزنز على المرور بشكل خاطف فوق بلوتو وأقماره اليوم، حيث ستقوم المركبة بتنفيذ أقرب تحليقٍ لها فوق بلوتو الساعة 11:50 ظهرًا (حسب التوقيت العالمي) (الساعة 7:50 صباحًا حسب التوقيت الصيفي الشرقي). هذا وقد تمت برمجة المركبة مُسبقًا وقطعُ تواصلها مع الأرض بشكل مقصود من أجل تمكينها من التقاط الصور وجمع البيانات بشكل أفضل. وسيستمر انقطاع التواصل معها حتى الساعة 1:00 فجرًا (حسب التوقيت العالمي) يوم 15 يوليو/تموز (وهذا يعادل الساعة 9:00 مساءً حسب التوقيت الصيفي الشرقي يوم 14 يوليو/تموز). هذا وسيراقب الكثير من الناس حول العالم وضعَ المُهمة طوال هذا اليوم أملاً في أن تُعاود المركبة الفضائية الاتصال مجددًا بالمحطات الأرضية. ونأمل أن تبدأ مركبة نيو هورايزنز في ذلك الوقت بإرسال بيانات جديدة مُثيرة حول ذلك العالم الذي بقي بعيدًا عن الأنظار وغامضًا منذ أن تم اكتشافه قبل 85 عامًا. تُظهِر الصورةُ المُركَّبَةُ أعلاه -والتي التقطتها نيو هورايزنز قبل 3 أيام- كلاً من القمر شارون (إلى اليسار) وكوكب بلوتو (إلى اليمين) بتفاصيل لم يسبق لها مثيل.