النعيمي: لماذا ينبغي علينا خفض الإنتاج؟.. والنفط يهوي 5% قرب 60 دولارا للبرميل
هوت أسعار النفط الخام بما وصل إلى خمسة في المئة اليوم الأربعاء لينزل الخام الأمريكي إلى أقل مستوى في خمسة أعوام قرب 60 دولارا للبرميل بعدما أظهرت بيانات ارتفاعا في المخزونات الأمريكية وبعد تأكيد وزير البترول السعودي على عدم وجود خطط لخفض الإنتاج. وانخفض سعر خام برنت القياسي العالمي لنصف قيمته تقريبا منذ بلوغه أعلى مستوياته فوق 115 دولارا للبرميل في يونيو حزيران إذ ساهم ارتفاع الانتاج الأمريكي وضعف الطلب في زيادة المعروض لم ترغب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في التصدي لها. ومن المحتمل وقوع المزيد من الخسائر إذا تراجعت أسعار الخام الأمريكي عن حاجز الستين دولارا.
وتجاهل وزير البترول السعودي علي النعيمي تلميحات إلى أن المملكة أكبر مصدر للخام في العالم قد تخفض الانتاج لوقف انهيار الأسعار وتمسك بما قاله قبل نحو أسبوعين في فيينا بأن السوق ستترك لتصحح نفسها. وتراجع سعر خام برنت بواقع 2.60 دولار أو 3.9 بالمئة إلى 64.24 دولار للبرميل عند التسوية بعدما هوى السعر إلى أقل مستوياته منذ يوليو تموز 2009 عند 63.56. وانخفض الخام الأمريكي 2.88 دولار أو 4.5 بالمئة عند التسوية إلى 60.94 دولار للبرميل بعد تراجعه إلى 60.43 دولار مقتربا من أقل مستوى له في خمسة أعوام ونصف العام.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه سيكون من الضروري خفض الانتاج قبل اجتماع أوبك القادم المقرر في يونيو حزيران قال "لماذا ينبغي لنا خفض الانتاج؟ لماذا؟" جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر سنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في ليما عاصمة بيرو.
وتصريحات النعيمي هي الأولى بشأن السوق منذ اجتماع أوبك في 27 من نوفمبر تشرين الثاني الماضي حين قاوم دعوات لخفض الانتاج. وتمسك النعيمي بما أعلن في السابق وهو أن السوق ستترك لتوازن نفسها دون تدخل المملكة. ويمثل هذا تحولا في سياسة السعودية التي طالما تدخلت في السوق. ورغم تراجع أسعار النفط أكثر من عشرة دولارات منذ اجتماع فيينا لم يبد النعيمي أي قلق. وقال إن انتاج المملكة بلغ 9.6-9.7 مليون برميل يوميا في نوفمبر وهو رقم يتسق مع تقديرات أكتوبر تشرين الأول. وقال "لن يتغير هذا إلى أن يطلب زبائن آخرون مزيدا من النفط."
وعند سؤاله هل تعاني السوق من تخمة في المعروض رد قائلا "يمكنك أن تعرف من السعر." واضاف "أنتم من بلدان رأسمالية. تعلمون ما تفعله السوق. بالنسبة لأي سلعة .. ماذا تفعل؟ إنها ترتفع وتنخفض .. ترتفع وتنخفض." وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالقلق بشأن أسعار النفط قال "هل رأيتموني قلقا قط؟" ووسعت أسعار النفط خسائرها المستمرة منذ شهور عقب اجتماع أوبك وهوت اليوم الأربعاء لأقل مستوى في أكثر من خمس سنوات دون 65 دولارا للبرميل.
كما أكد النعيمي أن الاتفاقية المناخية الجديدة المزمع إبرامها في عام 2015م يجب أن تبنى على مبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي وعلى وجه الخصوص مبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة لجميع الدول. جاء وفي كلمة وزير البترول الذي يرأس وفد المملكة العربية السعودية للدورة العشرين " لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي" المنعقد في ليما عاصمة بيرو، حيث استعرض معاليه رؤية المملكة فيما يتعلق بسبل التعاون لمواجهة مخاطر التغير المناخي، مؤكداً أهمية تحفيز ومساعدة الدول النامية في تحقيق أهدافها بدلاً من فرض الإجراءات عليها، على أن تأخذ الدول المتقدمة الريادة في ذلك.
وأوضح النعيمي أن معالجة القضايا التنموية الرئيسية كتباطؤ النمو الاقتصادي، والقضاء على الفقر، ومسائل الأمن الغذائي، يجب أن تتم من خلال تعزيز إجراءات التكيف مع آثار التغير المناخي، بالتوازي مع العمل على تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة. وقال : "إن التكيف هو الحافز الرئيس لتحقيق التنمية المستدامة، وهو كذلك الوسيلة المثلى لتخفيف انبعاثات غازات الدفيئة, ونتفق مع شركائنا في الدول الصناعية على أن التخفيف له دور أساسي في معالجة ظاهرة التغير المناخي، ولكننا نرى أيضا أنه من الحكمة أن يؤدي التكيف دوراً مماثلاً للتأكد من جاهزية الدول لمواجهة الآثار السلبية في حالة عدم مقدرة المجتمع الدولي على تحقيق طموحاته بهذا الخصوص".
واختتم كلمته متحدثاً عن الخطوات العملية التي تتخذها المملكة في إطار التكيف والتنويع الاقتصادي والمنافع المشتركة للتخفيف من الانبعاثات، وذلك استجابة لقرار التنويع الاقتصادي الذي تم اتخاذه في الدوحة، حيث أشار إلى عدد من الإجراءات التي تتخذها المملكة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، بما فيها رفع كفاءة الطاقة، واستغلال طاقة الشمس والرياح، وبرنامج احتجاز الكربون وتخزينه (CCUS)، ومشروع الاستخلاص المعزز للنفط عبر حقن ثاني أكسيد الكربون، والتحويل من الوقود السائل إلى الغاز، فضلاً عن برامج المملكة للبحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة.
من جانب آخر، ترأس وزير البترول اجتماعاً للوزراء العرب ورؤساء وفود الدول العربية، عُقد على هامش مؤتمر الأطراف العشرين، دعا خلاله إلى توحيد مواقف الدول العربية وتنسيق الجهود فيما بينها لتحقيق أهدافها.
المصدر :
http://www.aleqt.com/2014/12/10/article_913687.html