وزير العمل الإيراني: أكثر من 40٪ من السكان تحت خط الفقر
محمد المذحجي
لندن – «القدس العربي»:: تحدث وزير العمل والرفاه الاجتماعي الإيراني، علي ربيعي، عن تحديد أكثر من 12 مليون فقير إلى الآن، فضلاً عن معاناة أكثر من 8 مليون إيراني من سوء التغذية.
ووفقاُ لوكالة مهر نيوز للأنباء الإيراني، أعلن وزير العمل والرفاه الاجتماعي الإيراني عن خطة حكومة حسن روحاني لمكافحة الفقر المتزايد وسوء التغذية، وقال إن أكثر من 8 مليون شخص يعانون من سوء التغذية بحيث تم تقديم الدعم لهم ضمن برنامج «الأمن الغذائي».
وكشف علي ربيعي عن تحديد هذه الوزارة لأكثر من 12 مليون فقيراً آخر في أنحاء البلاد بمساعدة مركز الإحصاء الإيراني حتى الآن، وأكد أنه يجب تقديم الدعم اللازم لهؤلاء الفقراء ضمن برنامج «الأمن الغذائي».
ويختلف الخبراء والمسؤولون حول مبلغ خط الفقر وعدد الأشخاص الذين لديهم دخل أقل من هذا المبلغ. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، صرح رئيس مركز الإحصاء الإيراني، عادل آذر، أن متوسط التكلفة الشهرية في ربيع هذا العام للأسر التي تسكن المدن، يعادل 18 مليون و220 ألف ريال إيراني. وبينما، أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن تكلفة المعيشة للعوائل الإيرانية ازدادت بنسبة 25.4 في المئة خلال عام واحد فقط، وارتفع هذا المبلغ من 164 مليون و281 ألف ريال إيراني في عام 2012 إلى مبلغ 205 مليون و982 ألف ريال إيراني لعام 2013، بعد فترة طويلة من عدم تحديد مبلغ تكلفة الحياة للعوائل في إيران.
وتتناقض تصريحات رئيس مركز الإحصاء الإيراني مع إحصائيات المركز نفسه بإعطاءه مبالغ لتكلفة الحياة في العام الحالي أقل من عام 2013، بينما الحكومة ترفع أسعار الخدمات والسلع بشكل رسمي في بداية كل عام. ووفقاً لهذه المبالغ وتحديد الحكومة الإيرانية مبلغ 6 مليون و900 ألف ريال إيراني كالحد الأدنى للأجر الشهري للعام الحالي، تعيش نسبة كبيرة من العوائل الإيرانية تحت خط الفقر.
ويقول أستاذ جامعة الزهراء في طهران وخبير الاقتصاد الإيراني، حسين راغفر، إن خط الفقر لعائلة من 5 أشخاص في طهران هو 25 مليون ريال إيراني وفي أدنى مستوى للعوائل التي تسكن القرى هو 10 ملايين ريال إيراني، للعام الحالي.
وأضاف حسين راغفر أنه كان ما يقارب 40 في المئة من سكان إيران يعيشون تحت خطر الفقر في عام 2012، وأن هذه النسبة ازدادت بشكل غير مسبوق نظراً لنسبة التضخم الكبيرة خلال العامين الماضيين.
وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلن وزير العمل والرفاه الاجتماعي الإيراني، أن 7 مليون إيراني يعيشون في حالة الفقر المدقع في إيران، وأكد أن الأمن الغذائي لهؤلاء في حالة خطيرة إذ لم يتمكنوا من توفير الطعام الكافي.
ووفقاً لإحصائية البنك المركزي الإيراني انخفض متوسط الاستهلاك السنوي من المواد الغذائية بنسبة 30 في المئة خلال السنوات الـ10 الماضية لدى الإيرانيين. وأفاد تقرير البنك المركزي الإيراني أن انخفاض يقدر بـ 27 إلى 37 بالمئة في نسبة استهلاك جميع العناصر الأساسية في السلة الغذائية من اللحوم والأرز والبيض، فضلاً عن انخفاض 37 بالمئة في استهلاك الخبز الذي يعتبر العنصر الرئيسي في السلة الغذائية الإيرانية والأرخص في الوقت ذاته. والموضوع المثير للاهتمام في هذه الإحصائية هو أن استهلاك الحليب، الطعام الذي ليس له بديل، انخفض بنسبة 31 في المئة خلال فترة السنوات الـ10 الماضية.
وتظهر دراسات وزارة الصحة والتعليم الطبي الإيرانية أن 47 مليون إيراني لا يتناولون الطعام الكافي أو المناسب، وقد أدى ذلك إلى ازدياد مشكلة نقص فيتامين D بين الإيرانيين بنحو 6 اضعاف خلال السنوات الـ10 الماضية، بحيث إن 91 بالمئة من النساء الحوامل و76 في المئة من المراهقين لديهم أعلى معدلات نقص فيتامين D.
ووفقاً لتقرير مركز إحصاء الإيراني، استهلك ما يقارب 30 في المئة من سكان إيران أقل من 2100 سعر حراري يومياً خلال السنوات الماضية، وهذا العدد هو أقل بنسبة 16 في المئة من المعدل المطلوب اليومي لكل شخص، وذلك يعني معاناة نسبة 30 في المئة من الإيرانيين من سوء التغذية. ويستهلك ما يقارب نصف سكان إيران البروتين بين 23 إلى 63 في المئة أقل من المعدلات المطلوبة لكل شخص.
وحسب دراسات منظمة الصحة العالمية، انخفاض 30 في المئة في نسبة استهلاك الحليب واستبدال اللحوم بالبقول تعتبر من أبرز تغييرات في السلة الغذائية للأسر في إيران.
http://www.alqudsalarabi.co.uk/?p=142933