الثلج المشتعل".. تحدٍ جديد يواجه أسواق الطاقة
الثلاثاء 12 جمادي الأول 1436هـ - 3 مارس 2015م
بحر العرب يحوي 6.4 ترليون طن من غاز الميثان
العربية.نت
يبدو أن أسواق الطاقة تواجه حدثاً جديداً يضاف إلى ثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة الأميركية ألا وهو هيدرات الغاز أو الثلج المشتعل نسبة لغاز الميثان الذي يحتويه.
وبحسب تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره العاصمة البريطانية لندن فإن بعض الدول ستتمكن، من الاستفادة تجارياً من هيدرات الغاز الموجودة في أعماق البحار لتوليد الطاقة وعلى رأسها اليابان في السنوات القادمة.
وتتشكل هيدرات الغاز من خليط بلوري مكون من غاز الميثان والماء موجودة في رواسب الحواف الخارجية للقارات تحت ضغط عالي ودرجات حرارة منخفضة، حيث يشكل مخزونها مصدرا مستداما للطاقة.
وتتركز الكميات النشيطة من هذا الغاز في أطراف المحيط الهادئ على طول القارة الأميركية، وكذلك في اليابان وتايوان وإندونيسيا وبحر العرب.
ويقدر المخزون العالمي من هيدرات الغاز في جميع أنحاء العالم بمعدل 700 ألف ترليون قدم مكعبة حيث يحتوي كل قدم مكعبة واحد من هيدرات الميثان على قرابة 164 قدماً مكعبة من الغاز الذي يعتبر مصدراً بديلاً للغاز الطبيعي.
تغير في خارطة الطاقة
تقرير المركز العالمي يتحدث عن تغير جذري في خارطة الطاقة عالمياً في السنوات القليلة القادمة. فالدول الآسيوية المستوردة للطاقة وعلى رأسها اليابان والصين و الهند قد تتحول إلى دول مصدرة للغاز في حال تمكنت تلك الدول من الاستفادة من الكميات الهائلة المخزونة في أعماق البحار.
وبحسب التقرير ستكون الدول المنتجة للنفط والغاز أمام تحد جديد لا يقل خطورة عن ثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة الأميركية.
فاليابان التي فقدت ثلث مصادر الطاقة بعد إغلاق مفاعلاتها النووية إثر كارثة فوكوشيما، زاد اعتمادها مؤخراً على الغاز الطبيعي المسال المستورد من الشرق الأوسط إلى 45%، وذلك بزيادة قدرها 20%.
وتدفع اليابان قرابة 15 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في حين أن السعر في الولايات المتحدة يتراوح من 4-5 دولار و في أوروبا 10 دولارات.
أبحاث تجارية
ولذلك أنفقت اليابان 700 مليون دولار على برنامج أبحاث خاص بهيدرات الميثان وحددت جدولاً زمنياً صارماً للاستفادة تجارياً من هذا الغاز في العام 2018، حيث نجحت بالفعل في استخراج 120 ألف متر مكعب من غاز الميثان.
ويوضح التقرير أن دولاً أخرى تسعى للاستفادة من هيدرات الميثان تجارياً كالصين والهند وماليزيا. فالصين التي تمتلك احتياطياً كبيراً من هيدرات الغاز في شمالي بحر الصين الجنوبي، سوف تبدأ باختبار هيدرات الغاز في العام 2017، والاستفادة تجارياً منه بحلول عام 2030 .
أما الهند فقد حددت منتصف هذا العام 2015، للاستفادة تجارياً من هيدرات الغاز لذا فهي تعمل على تطوير معدات تمكنها من استغلال ودائع هيدرات الغاز في المحيط الهندي والتي تعادل 1500 مرة احتياطي غازها الطبيعي.
إيران من جهتها سارعت للدخول إلى هذا المجال الجديد من الطاقة بالإعلان عن خطط للاستفادة من هيدرات الميثان خاصة وأن بحر العرب في جزئه الشرقي يحوي كميات تقدر بـ6.4 ترليون طن من غاز الميثان في قاع البحر.
صعوبات و مخاوف بيئية
ويصطدم من يرغب باستخراج هيدرات الغاز بالكلفة العالية لاستخراجه وبعض المخاوف البيئية إذا ما قورن ذلك مع سهولة ورخص استخراج النفط والغاز التقليديين وأيضاً الغاز الصخري.
كما أن الاهتمام المتزايد في الغاز الصخري وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي أضعف القدرة التنافسية لهيدرات الميثان. وقد دفع هذا الأمر كندا للتوقف عن تجارب استخراج هيدرات الميثان بعد أن أنفقت قرابة 16 مليون دولار.
لكن هذا الأمر لا ينطبق على كل الدول فالبعض يرى في الاستفادة من هيدرات الميثان فرصة للمستقبل على غرار ما جرى مع ثورة الغاز الصخري. فالولايات المتحدة تنظر إلى هذا الأمر على أنه مزيد من التنويع في مصادر إمدادات الطاقة. وكذلك الأمر بالنسبة لليايان التي تجد أنه أمر استراتيجي يوفر الطاقة لها لمدة 100 عام مقبلة.
وبحسب تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية فإن الاستفادة من هيدرات الميثان سيؤدي إلى تغيرات جيوسياسية واضحة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الدول المستوردة للطاقة والمصدرة لها. فاليابان سيقل اعتمادها على غاز الشرق الأوسط والغاز الروسي كما أن العلاقة بين الصين واليابان ستكون أكثر تنافسية. هذا بالإضافة لعلاقات دبلوماسية جديدة قد تنشأ بين قدامى المصدرين وعلى رأسهم دول الشرق الأوسط وزبائن جدد قد يقل عددهم في أسواق الطاقة.