تقرير | #عامان_من_الحزم. #الإخبارية #اليمن #المملكة
"إنني أتوجه إليكم أيها الأخوة مناشدا دولكم للوقوف – كما عهدناكم - إلى جانب الشعب اليمني لحماية بلاده، وأطلب منكم تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر".. هذه كانت رسالة الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي والتي وجهها للمملكة والخليج والدول العربية، والتي لاقت حزما وعزما بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وملوك وأمراء ورؤساء الدول المشاركة في التحالف العربي، لكبح الخطورة الاستراتيجية لترسيخ موضع قدم لأحلام الفرس في مهد الحضارة العربية وموطن وأصل العرب اليمن.
انطلاق عاصفة الحزم
في 26 مارس عام 2015، انطلقت عمليات عاصفة الحزم بقيادة المملكة ومشاركة 11 دولة. وذكر بيان انطلاق عاصفة الحزم أنها جاءت بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن بعد محاولات متكررة إقليمية ودولية للتوصل إلى حل سلمي يمكن من خلاله إنقاذ اليمن وشعبه، إلا أن هذه المساعي فشلت بسبب رفض الانقلابيين الحوثيين وإصرارهم على مواصلة أعمالهم العدوانية.
وجاء إعلان إطلاق عاصفة الحزم عندما كان الحوثيون وحلفاؤهم يحشدون استعدادا لحملة على الجنوب للتحرك باتجاه لحج وعدن، ومواصلة احتلالهم للمؤسسات الحكومية، والتوسع نحو مناطق جديدة رغم مطالب مجلس الأمن المتكررة كما يوضح البيان.
وتهدف العملية ليس فقط لإنقاذ اليمن وإنما المنطقة كلها كما قال بيان التحالف عن طريق مواجهة النشاط العسكري الإيراني المتزايد في المنطقة لبسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة.
تبخر الحلم الإيراني
انتفض اليمنيون بأمل أعيد إلى أرواحهم مع إطلاق التحالف العربي بقيادة المملكة عاصفة الحزم، لمواجهة أسوأ مليشيا طائفية انقلابية في تاريخهم سرعان ما كشفت وجهها القبيح خلال فترة وجيزة بارتكاب كافة أشكال وأساليب الانتهاكات، وحولت اتباعها إلى آلات للقتل والتدمير تحت شعار يتقدمه الموت لا الحياة، ويتوارى خلفه أجندات إقليمية مشبوهة، نفخت في وهم الطامحين للسلطة وصنعت من غبائهم وغطرستهم حلما سرعان ما تبخر، أمام أنياب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وبعثرت معها ركام أوهام ترسيخ نظرية ولاية الفقيه والتجربة الإيرانية الفاشلة والعقيمة في اليمن.
المبادرة الخليجية
جاءت المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، لتلبي طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح مع الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، واحتواء الأزمة إقليميا وعربيا وعدم تدويلها، حيث أصبحت المبادرة أحد المرجعيات الثلاث الرئيسة للحل.
واستهدفت المبادرة الخليجية التي أعلنت في نوفمبر 2011، تشكيل حكومة "مناصفة" بقيادة المعارضة، وإخراج اليمن من أزمته عبر عدة خطوات، بيد أن المخلوع صالح وتحت عباءة الحوثيين قاد انقلابا على السلطة والرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وتمت السيطرة بالقوة المسلحة على العاصمة صنعاء، وبقية مؤسسات الدولة.
وفي هذا الإطار أكد الكاتب السياسي اليمني نصر طه مصطفى أن المبادرة الخليجية كانت مفتاحا مهما لإنقاذ اليمن، ويجب أن تصل هذه المبادرة إلى هدفها النهائي بالاستفتاء على الدستور، وإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، لافتا إلى أن هذه استحقاقات لا تقبل العبث بها، أو الالتفاف عليها كما فعل بعض الذين حاولوا تأسيس صراعات وحروب مذهبية لا تنتهي.
وأكد أن اليمن لن يقبل أي نفوذ إيراني فيه مهما طال الصراع، كما أنه لن يستقر ويعود إليه أمنه إلا بعلاقات عميقة متجذرة مع جيرانه الخليجيين، ومثل هذا الهدف لن يتم إنجازه إلا برؤية يمنية سعودية خليجية مشتركة، برعاية مباشرة من دول مجلس التعاون الخليجي وليس غيرهم.
قرار شجاع واستراتيجي
أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو قرار شجاع واستراتيجي لا ينقذ اليمن فقط بل ينقذ المنطقة ككل من براثن المد الفارسي، مشيراً إلى أن القرار عجل في الكشف عن المخطط الفارسي وكشف أوراق إيران أمام جميع دول العالم وألغى الحلول الطائفية في اليمن تماماً.
وأشار الرئيس اليمني إلى أنه ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم كان الموقف والصوت العربي واحدا وبإجماع ليس له نظير في دعم اليمن وشرعيته الدستورية ضد الفعل الانقلابي الغاشم وتأييد ومباركة جهود دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم.
أذيال إيران تسقط
أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر أن عاصفة الحزم قضت على المشروع الإيراني وخطط طهران في إيجاد موضع قدم لها في اليمن لتهديد دول مجلس التعاون الخليجي واستهداف أمنها واستقرارها، إضافة إلى ابتزاز المجتمع الدولي بتهديد سلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
وقال رئيس الوزراء اليمني: "إن عاصفة الحزم جسدت بأبهى صورها المعنى الحقيقي للأخوة الصادقة والتلاحم الاستثنائي في مرحلة مفصلية كان المستهدف فيها الهوية العربية برمتها".
وأضاف قائلاً إن أذيال وأدوات إيران في اليمن، ممثلة في ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، لم تعد قادرة على فرض مشروع طهران بعد الهزائم الموجعة التي تلقتها من الجيش الوطني وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية والمقاومة الشعبية.
ميليشيا تستهدف المدينيين وتحالف يحميهم
ارتكبت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح «مجازر جماعية» بحق مدنيين عُزل في عدة محافظات يمنية، وذلك بقصف الميليشيا التجمعات السكنية والأسواق الشعبية بشكل عشوائي بالمدفعية وقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، فيما أن التحالف لم يستهدف أي مدنيين أو يوجه ضربات لمناطق سكنية مأهولة، وعلى الرغم من توفر المعلومات الكافية لدى قياداته عن وجود أسلحة وذخائر في مناطق سكنية امتنع التحالف عن قصف تلك المناطق حفاظاً على أرواح الأبرياء، واعتمد في عملياته العسكرية على استخدام القنابل الموجهة بنسبة 90%، تجنباً لأي خسائر في الأرواح المدنية.
وحرص التحالف على الحفاظ على أخلاقيات الحرب، وعدم انتهاك الحقوق الإنسانية أو المعايير الدولية، وقد شكّل بناءً على ذلك فريقاً مشتركاً لتقييم الحوادث يتكون من 14 عضواً من ذوي الخبرة والاختصاص في الجوانب العسكرية والقانونية، يضم الفريق في عضويته أعضاء من المملكة العربية السعودية، والكويت، واليمن، وقطر، والبحرين، والإمارات، للتحقيق في تلك الاتهامات.
التقدم على الأرض
تقدمت الحكومة اليمنية الشرعية على الأرض بمساندة التحالف العربي وحققت نجاحا بتطهير 80% من المساحة الجغرافية اليمنية، خففت من استمرار الانتهاكات التي كانت تمارسها الميليشيا الحوثية والمخلوع صالح ضد المدنيين في تلك المناطق، وبدأت القوات الحكومية بالزحف نحو معاقل الحوثيين بمحافظات صنعاء ومأرب وشبوة وتعز.
وأكد نائب وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر أن "الحكومة اليمنية تبذل جهوداً مثمرة في تطوير وتأهيل موانئ عدن، والمكلا، والمخا، لاستقبال السفن التجارية والمساعدات الإنسانية، وبين أن الحكومة ومنذ عودتها للعمل، عملت على «تطبيع الأوضاع، وافتتاح مطاري عدن وسيئون لاستقبال الرحلات التجارية وتسهيل مرور المسافرين من المحافظات كافة، وعملت على نقل البنك المركزي للعاصمة الموقتة عدن للحفاظ على العملة الوطنية ودفع رواتب الموظفين في كل المحافظات حتى تلك المتبقية تحت سيطرة الانقلابين».