إعلاميون أكدوا أن أحداث اليمن واستشهاد جنودنا أفرزا ملحمة وطنية
الإعلام الإماراتي حوّل خيام عزاء الشهداء إلى أماكن للعزة والفخر
التاريخ:: 05 نوفمبر 2015
المصدر: أحمد بن درويش ــــ دبي
أكّد مشاركون في الجلسة الثانية من منتدى الإعلام الإماراتي الثالث تحت عنوان «الإعلام الإماراتي وموقفه المسؤول من أحداث اليمن»، أن الإعلام الإماراتي لعب دوراً مهماً في تحويل الشعب من حالة الحزن والأسى والصدمة إلى الفخر والاعتزاز وحب الوطن والالتفاف حول القادة، وأسهم في تحويل خيام العزاء إلى خيام للعزة والفخر.
حالة فريدة
أوضح مدير مركز «أخبار شبكة قنوات دبي»، علي عبيد الهاملي، أن «اسستشهاد جنودنا البواسل أوجد حالة فريدة في الإمارات، فعلى مدى نصف قرن منذ تأسيس الاعلام الإماراتي، وجدنا أنفسنا أمام حدث غير مسبوق، وهو استشهاد جنودنا، ومنذ سقوط الشهيد الأول رأينا حالة فريدة من الالتفاف المجتمعي حول القيادة، وكانت هناك ثلاثة عوامل رئيسة أدت إلى تسهيل دور الإعلام، أولاً التعامل التلقائي من جانب القيادة الإماراتية مع الحدث، بما في ذلك زيارة الجرحى ومواساة أسر الشهداء، أما العامل الثاني فكان موقف أسر الشهداء من الحدث، فالعديد من أسر الشهداء كانوا يحاولون رفع روحنا المعنوية، ويتمنون استشهاد المزيد من أبنائهم في الحرب، أما العامل الثالث فهو شعب الإمارات الذي أثبت أنه شعب وفيّ لوطنه وقيادته»، وأكد أن وسائل الإعلام لعبت دوراً متميزاً في هذا الحدث، كان بطولياً ومشرفاً يرتقي إلى مستوى الحدث.
وتفصيلاً، قال رئيس جمعية الصحافيين، محمد يوسف، إن ما وقع في الإمارات من استشهاد عدد من جنودنا البواسل ودخول الدولة للمرة الأولى في حرب عسكرية، أصاب وسائل الاعلام بحالة من الذهول والارتباك في أول ساعتين من تلقّي الخبر، إلا انها استطاعت بفضل قيادات المؤسسات الإعلامية أن تنتقل بهذا الحدث من مرحلة الحزن والمأساة إلى مرحلة من الفرح والاعتزاز، واستطاعت أن تتجاوز السلبية في الحادثة إلى حالة من الإيجابية.
وأضاف أن تحرك القيادة السياسية المباشر فعّل الدور الايجابي لوسائل الإعلام، لافتاً إلى أن القيادة السياسية استطاعت منذ اللحظة الاولى بتصريحات متتالية إنجاح مهام الإعلام في التعامل مع الحدث.
فيما أشار رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، سامي الريامي، إلى أن استشهاد هذا العدد من أبناء الإمارات شكل صدمة داخلية أحدثت إرباكاً في بادئ الأمر، نظراً لأن الحدث جديد على الدولة، إذ لم تشهد منذ قيامها حرباً عسكرية مباشرة بهذه الطريقة، لافتاً إلى أنه «لم نعتد مشاهدة جثامين الشهداء ملفوفة بعلم الإمارات، إذ إن هذا المشهد رهيب ومهيب، ما أعطانا مسؤولية كبيرة في تحويل حالة الصدمة إلى حالة فخر واعتزاز وإيجابية».
وأضاف أن «هناك مرتكزات استند إليها الإعلام في تحويل النظرة من حالة الحزن والأسى والصدمة إلى حالة الفخر والاعتزاز وحب الوطن والالتفاف حول القادة، أولها بث مفهوم أن هدف هذه الحرب تحقيق الانتصار، ولكنها قد تسبب خسائر، والثاني هو توضيح التساؤل المتعلق بسبب ذهابنا للحرب في اليمن، إذ كانت وسائل الإعلام حريصة على الرد بشكل صريح وواضح على هذا التساؤل، والمرتكز الثالث هو أن الإعلام لم يكن بحاجة إلى البحث عن دور بطولي، لأن المشهد كان يفرض نفسه من تضحيات عديدة».
وأشار إلى أن «هناك مشهداً رائعاً ومؤثراً، وهو تقبيل رؤوس الجرحى من قبل قادتنا خلال زياراتهم للجرحى بشكل يومي وبعفوية وبحب شديد، إذ كان مشهداً تلقائياً أفرز ملحمة رائعة من تماسك الشعب مع قيادته»، لافتاً إلى أن «الإمارات أفرزت في هذه الأزمة نماذج نحتاج إلى سنوات للحديث عنها، فهناك خنساء حقيقية ظهرت في الإمارات عندما التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع امرأة إماراتية كبيرة في السن ذهب ليقدّم واجب العزاء في ابنها الشهيد ولما شاهدته أجهشت في البكاء، فقال لها: (خالتي لا تبكين اعتبريني أنا ابنج)، فقالت له (طال عمرك أنا لا أبكي لاستشهاد ابني لكني أبكي لأن هذا ولدي الوحيد وعندي أربع بنات كنت أتمنى أن الأربع بنات يكونوا رجال من أجل أن يستشهدون مثل أخيهم)»، مؤكداً أن هذه نماذج وقصص كنا نسمعها في الروايات والقصص القديمة لكنها حدثت في أرض الإمارات.
من ناحيته، أوضح المدير التنفيذي لتلفزيون أبوظبي، عبدالهادي الشيخ، أن الشفافية التي كان يتعامل بها الإعلام مع الحدث أسهمت في تلاحم الشعب مع قيادته، وإن إدراك المجتمع الاماراتي لتفاصيل الحدث كان أمراً مهماً لتوضيح الأمور وإرسال إشارات إيجابية للمجتمع، لافتاً إلى أن أبناء الدولة الذين استشهدوا قاموا بأداء مهم وبطولي وبملحمة وطنية ملهمة للجميع.
http://www.emaratalyoum.com/local-section/other/2015-11-05-1.837414
الإعلام الإماراتي حوّل خيام عزاء الشهداء إلى أماكن للعزة والفخر
التاريخ:: 05 نوفمبر 2015
المصدر: أحمد بن درويش ــــ دبي
-
- المشاركون أكدوا أن القيادة السياسية تعاملت مع أزمة الشهداء بتصريحات سهلت مهمة الإعلام.
أكّد مشاركون في الجلسة الثانية من منتدى الإعلام الإماراتي الثالث تحت عنوان «الإعلام الإماراتي وموقفه المسؤول من أحداث اليمن»، أن الإعلام الإماراتي لعب دوراً مهماً في تحويل الشعب من حالة الحزن والأسى والصدمة إلى الفخر والاعتزاز وحب الوطن والالتفاف حول القادة، وأسهم في تحويل خيام العزاء إلى خيام للعزة والفخر.
حالة فريدة
أوضح مدير مركز «أخبار شبكة قنوات دبي»، علي عبيد الهاملي، أن «اسستشهاد جنودنا البواسل أوجد حالة فريدة في الإمارات، فعلى مدى نصف قرن منذ تأسيس الاعلام الإماراتي، وجدنا أنفسنا أمام حدث غير مسبوق، وهو استشهاد جنودنا، ومنذ سقوط الشهيد الأول رأينا حالة فريدة من الالتفاف المجتمعي حول القيادة، وكانت هناك ثلاثة عوامل رئيسة أدت إلى تسهيل دور الإعلام، أولاً التعامل التلقائي من جانب القيادة الإماراتية مع الحدث، بما في ذلك زيارة الجرحى ومواساة أسر الشهداء، أما العامل الثاني فكان موقف أسر الشهداء من الحدث، فالعديد من أسر الشهداء كانوا يحاولون رفع روحنا المعنوية، ويتمنون استشهاد المزيد من أبنائهم في الحرب، أما العامل الثالث فهو شعب الإمارات الذي أثبت أنه شعب وفيّ لوطنه وقيادته»، وأكد أن وسائل الإعلام لعبت دوراً متميزاً في هذا الحدث، كان بطولياً ومشرفاً يرتقي إلى مستوى الحدث.
وتفصيلاً، قال رئيس جمعية الصحافيين، محمد يوسف، إن ما وقع في الإمارات من استشهاد عدد من جنودنا البواسل ودخول الدولة للمرة الأولى في حرب عسكرية، أصاب وسائل الاعلام بحالة من الذهول والارتباك في أول ساعتين من تلقّي الخبر، إلا انها استطاعت بفضل قيادات المؤسسات الإعلامية أن تنتقل بهذا الحدث من مرحلة الحزن والمأساة إلى مرحلة من الفرح والاعتزاز، واستطاعت أن تتجاوز السلبية في الحادثة إلى حالة من الإيجابية.
وأضاف أن تحرك القيادة السياسية المباشر فعّل الدور الايجابي لوسائل الإعلام، لافتاً إلى أن القيادة السياسية استطاعت منذ اللحظة الاولى بتصريحات متتالية إنجاح مهام الإعلام في التعامل مع الحدث.
فيما أشار رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، سامي الريامي، إلى أن استشهاد هذا العدد من أبناء الإمارات شكل صدمة داخلية أحدثت إرباكاً في بادئ الأمر، نظراً لأن الحدث جديد على الدولة، إذ لم تشهد منذ قيامها حرباً عسكرية مباشرة بهذه الطريقة، لافتاً إلى أنه «لم نعتد مشاهدة جثامين الشهداء ملفوفة بعلم الإمارات، إذ إن هذا المشهد رهيب ومهيب، ما أعطانا مسؤولية كبيرة في تحويل حالة الصدمة إلى حالة فخر واعتزاز وإيجابية».
وأضاف أن «هناك مرتكزات استند إليها الإعلام في تحويل النظرة من حالة الحزن والأسى والصدمة إلى حالة الفخر والاعتزاز وحب الوطن والالتفاف حول القادة، أولها بث مفهوم أن هدف هذه الحرب تحقيق الانتصار، ولكنها قد تسبب خسائر، والثاني هو توضيح التساؤل المتعلق بسبب ذهابنا للحرب في اليمن، إذ كانت وسائل الإعلام حريصة على الرد بشكل صريح وواضح على هذا التساؤل، والمرتكز الثالث هو أن الإعلام لم يكن بحاجة إلى البحث عن دور بطولي، لأن المشهد كان يفرض نفسه من تضحيات عديدة».
وأشار إلى أن «هناك مشهداً رائعاً ومؤثراً، وهو تقبيل رؤوس الجرحى من قبل قادتنا خلال زياراتهم للجرحى بشكل يومي وبعفوية وبحب شديد، إذ كان مشهداً تلقائياً أفرز ملحمة رائعة من تماسك الشعب مع قيادته»، لافتاً إلى أن «الإمارات أفرزت في هذه الأزمة نماذج نحتاج إلى سنوات للحديث عنها، فهناك خنساء حقيقية ظهرت في الإمارات عندما التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع امرأة إماراتية كبيرة في السن ذهب ليقدّم واجب العزاء في ابنها الشهيد ولما شاهدته أجهشت في البكاء، فقال لها: (خالتي لا تبكين اعتبريني أنا ابنج)، فقالت له (طال عمرك أنا لا أبكي لاستشهاد ابني لكني أبكي لأن هذا ولدي الوحيد وعندي أربع بنات كنت أتمنى أن الأربع بنات يكونوا رجال من أجل أن يستشهدون مثل أخيهم)»، مؤكداً أن هذه نماذج وقصص كنا نسمعها في الروايات والقصص القديمة لكنها حدثت في أرض الإمارات.
من ناحيته، أوضح المدير التنفيذي لتلفزيون أبوظبي، عبدالهادي الشيخ، أن الشفافية التي كان يتعامل بها الإعلام مع الحدث أسهمت في تلاحم الشعب مع قيادته، وإن إدراك المجتمع الاماراتي لتفاصيل الحدث كان أمراً مهماً لتوضيح الأمور وإرسال إشارات إيجابية للمجتمع، لافتاً إلى أن أبناء الدولة الذين استشهدوا قاموا بأداء مهم وبطولي وبملحمة وطنية ملهمة للجميع.
http://www.emaratalyoum.com/local-section/other/2015-11-05-1.837414