الرئيس اليمني يدعو لنقل جلسات الحوار إلى مكان آمن
أفادت مصادر حاضرة في حوار القوى السياسية بصنعاء، والذي استؤنف مساء الأحد لقناة "العربية" بأن الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي وضع عدة شروط لاستمرار الحوار والخروج من الأزمة الحالية. وأوضحت المصادر أن المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر أكد أن هادي أبلغه في اتصال هاتفي من عدن أنه متمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني كمرجعية أساسية لحل الأزمة. وأضافت أن هادي تحفظ على الحوار في صنعاء ودعا إلى ضرورة نقل جلساته إلى مكان آمن يتوافق عليه الجميع.
إلى ذلك، أضافت المصادر أن الرئيس اليمني أبدى ترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير. وأوضحت أن القضايا التي طرحها الرئيس هادي على المبعوث الأممي لليمن يتم نقاشها حاليا بين القوى السياسية المتحاورة.
هادي يترأس أولى الجلسات الرسمية من عدن
وكان الرئيس اليمني ترأس اجتماعا مشتركا للقيادات المحلية والعسكرية الأمنية لمحافظات إقليم عدن جنوب البلاد والذي يضم أيضا أبين ولحج والضالع إضافة إلى قيادات المنطقة العسكري والأمنية واللجان الشعبية الجنوبية والتي أصبحت شريكا أساسيا في تأمين عدن، وذلك في أول خطوة له بعد وصوله إلى عدن ولتأكيد تمسكه بخيار الأقاليم وبناء دولة اتحادية.
وأكدت مصادر يمنية أن الاجتماع كُرس لبحث ترتيب أوضاع الإقليم الأمنية والعامة بما يحافظ على استقراره، ويعد هذا أول اجتماع رسمي للرئيس هادي بعد وصوله إلى عدن وإعلانه رفض كل ما ترتب من إجراءات على انقلاب الحوثيين منذ الحادي العشرين سبتمبر الماضي.
ويأتي هذا الاجتماع بعد مضي أقل من 24 ساعة على دعوة هادي الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار للاجتماع في عدن وذلك في إطار متابعة العملية السياسية المستندة على المبادرة.
وكانت دعوات أطلقت من قبائل مأرب والجوف والبيضاء وبعض محافظات الشمال والوسط إضافة إلى المحافظات الجنوبية طالبت هادي بإعلان صنعاء عاصمة محتلة ونقل العاصمة بصفة مؤقتة إلى عدن.
وخرجت مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات اليمنية خصوصا في تعز تأييدا لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي تطالب بإعلان عدن عاصمة مؤقتة.
ويبدو أن نجاح هادي في الخروج من صنعاء إلى عدن يأتي في إطار مشروع تتفق عليه قوى سياسية كشف عنها المؤتمر الوطني الموسع ضد الانقلاب الذي احتضنته عدن قبل أسبوع من خروج هادي بمشاركة نواب وأعضاء حوار وقيادات سياسية ومحلية من محافظات شمالية وجنوبية طالبت فيه بأن تكون عدن عاصمة مؤقتة وأكدت تمسكها ببناء دولة اتحادية من ستة أقاليم.
ويرى مراقبون في صنعاء أن خروج هادي بتلك الطريقة من العاصمة إلى عدن يلقي بظلاله على خريطة التحالفات السياسية وعلى الحوار الذي رعاه الأمم المتحدة على فرضية أن استقالة هادي كانت قد أصبحت أمرا واقعا.
الحوثيون يختطفون ابن شقيق الرئيس اليمني
قالت مصادر خاصة لـ"العربية" إن مسلحي الحوثي اختطفوا اليوم الأحد، ناصر أحمد منصور هادي ابن شقيق الرئيس هادي يوم أمس في منطقة يسلح المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء وذلك أثناء خروجه من صنعاء متجها إلى مدينة عدن.
وأضاف المصدر أن الحوثيين اقتادوا ناصر أحمد هادي إلى جهة مجهولة وحمل المصدر جماعة الحوثي سلامته.
ويعمل ناصر أحمد منصور هادي في الديوان الرئاسي اليمني.
وتمكن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، من مغادرة صنعاء بعد أسابيع من قرار الحوثيين وضعه تحت الإقامة الجبرية.
ووصل هادي، أمس السبت، إلى منزله في منطقة خور مكسر بعدن، مروراً بتعز، حسب ما أكدته مصادر عدة. وبعد مغادرة هادي قصره في صنعاء، اقتحمه الحوثيون ونهبوه.
ترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اجتماعا مشتركا للقيادات المحلية والعسكرية الأمنية لمحافظات إقليم عدن جنوب البلاد والذي يضم أيضا أبين ولحج والضالع إضافة إلى قيادات المنطقة العسكرية والأمنية واللجان الشعبية الجنوبية والتي أصبحت شريكا أساسيا في تأمين عدن وذلك في أول خطوة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد وصوله إلى عدن ولتأكيد تمسكه بخيار الأقاليم وبناء دولة اتحادية.
اليمن.. مظاهرات تطالب الرئيس بإعلان عدن عاصمة مؤقتة
خرجت مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات اليمنية تأييدا لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتعبيرا عن رفضهم الانقلاب الحوثي على سلطات الدولة، معتبرين أن صنعاء عاصمة محتلة من قبل ميليشيات جماعة الحوثي.
كما أعلن المتظاهرون الذين رفعوا صور هادي عن تأييدهم للبيان الذي أصدره مساء أمس من مدينة عدن، والذي أعلن فيه أن إجراءات ما بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء كلها باطلة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب الرئيس هادي بإعلان عدن عاصمة مؤقتة حتى يتم تحرير صنعاء من الحوثيين، كما طالبوا الرئيس هادي بالإسراع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وإعلان الدولة الاتحادية.
ورفعت صباح اليوم في شوارع مدينة تعز صور كبيرة وصغيرة للرئيس هادي تعبيرا عن عودة الشرعية.
وتمكن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، من مغادرة صنعاء بعد أسابيع من قرار الحوثيين وضعه تحت الإقامة الجبرية.
ووصل هادي، أمس السبت، إلى منزله في منطقة خور مكسر بعدن، مروراً بتعز، حسب ما أكدته مصادر عدة. وبعد مغادرة هادي قصره في صنعاء، اقتحمه الحوثيون ونهبوه.
"برادة" يكشف أجندة السلاح ودعم "الباسيج"..ويؤكد: "داعش والقاعدة" يتأهبان صفقة طهران والحوثيين.. مخلفات حرب وكتب "الخميني" والمقابل دولة كاملة
"الباسيج" الإيراني وحزب الله يقدمان الاستشارات للحوثيين للهيمنة بالسلاح
المؤشرات والدلائل المتاحة تؤكد عجزهم التام عن إدارة دولة بحجم اليمن
استمرار الأزمة يوقف الدعم الدولي ومساعدات الخليج.. والضحية الشعب
كل ما يستطيعون تقديمة المزيد من الجوع والعوز والفقر.. ولا عزاء لليمنيين
شواطئ اليمن مصدر لتطوير "القاعدة" من عملياتها و "داعش" ستستغلها
أعمال "الحوثي" ستفكك الدولة.. وأول بشائرها سيكون انسحاب اليمن الجنوبي!
عبد الله البارقي- سبق- أبها: أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور فؤاد برادة، في تصريحات لـ "سبق"، أن الجمهورية اليمنية تشهد حالياً أزمة سياسية عارمة بعدما أوصلتها مجموعة الحوثيين وأعوانهم إلى حافة الهاوية، مشيراً إلى أن الباسيج الإيراني وحزب الله يقدمان الاستشارات للحوثيين للهيمنة بالسلاح، ومع ذلك فالمؤشرات والدلائل المتاحة تؤكد عجزهم التام عن إدارة دولة بحجم اليمن.
وأوضح أن "طهران" لم تقدم لهم سوى أسلحة مخلفات الحرب العراقية وكتب "ثورة الخميني"، فلا يستطيعون تقديم إلا الجوع والعوز والفقر لليمنيين، منبهاً إلى أن شواطئ اليمن ستكون مصدراً لتطوير "القاعدة" من عملياتها و "داعش" ستستغلها، وأن أعمال "الحوثي" ستفكك الدولة، وأول بشائرها سيكون انسحاب اليمن الجنوبي، مؤكداً أن استمرار الأزمة يوقف الدعم الدولي وربما مساعدات الخليج وسيكون الضحية الشعب.
الواقع والاضطرابات
وشرح "برادة" الواقع اليمنى قائلاً: "بدأت الإضرابات السياسية في اليمن عام 2011، وكانت الحشود تطالب برحيل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة، وقد أثمرت الاحتجاجات تلك عن إزاحة الرئيس "جزئياً" عن المشهد السياسي، وكان ذلك بفضل المبادرة الخليجية التي قدمتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي كمساهمة منها في حل الأزمة بين الفئات المتصارعة في اليمن".
وأضاف: "انعقدت بعد ذلك جلسات "الحوار الوطني اليمني" في مارس 2013، وعول عليها لإيجاد حلول لمشاكل اليمن العالقة، وقد استمر ذلك الحوار قرابة عشرة أشهر، واختتم في 25 يناير 2014 بالتوقيع على الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وكان من المتوقع أن يتم إقرار الدستور الجديد لليمن في عام 2015م ".
السيطرة والهيمنة
وبين: "الحوثيون شعروا بأن الأوضاع السياسية تسير في غير صالحهم وأن والطرق الدستورية والقانونية لن تأتي لهم بالسيطرة والهيمنة على الدولة وعلى الشعب اليمني المكافح من أجل الحياة الكريمة والتقدم الاقتصادي والتعليمي والصحي والحياة الدستورية العادلة التي تكفل له العيش الكريم".
وتابع: "شعر الحوثيون وأعوانهم داخلياً وخارجياً أن الأمور السياسية في ظل يمن مستقر سياسياً وقانونياً وفي ظل مؤسسات سياسية دستورية لن تكون في صالحهم، وبالتالي فإن طموحاتهم في الهيمنة على مقدرات الشعب اليمني ستكون بعيدة المنال "لأنهم فئة بسيطة" واحدة في مكونات الشعب اليمن البالغ 25 مليون نسمة حسب إحصائية الأمم المتحدة".
وأوضح: "الحوثيون قرروا تنفيذ الأجندة الإيرانية صدقة، والاستحواذ على السلطة بالقوة وتهديد السلاح، فنشروا ميليشياتهم المسلحة في الشوارع خصوصاً العاصمة صنعاء وبعض المدن الأخرى.
ماذا يريدون؟
وأجاب "برادة" عن سؤال: ماذا يريد الحوثيون ومن معهم من اليمن؟ حيث قال: "الجواب بكل بساطة هو أن كافة المؤشرات والدلائل تشير إلي إن الهم الأول والأخير للحوثيين ومن معهم هو تنفيذ السياسيات والأهداف التي تمليها عليهم طهران ومدينة قم في فارس وهم يرغبون في الهيمنة بقوة السلاح على الحياة السياسية والاقتصادية في اليمن، مقتدين في ذلك بما فعله حزب الله في لبنان بأي ثمن كان وبأي شكل كان، فهذه بكل بساطة حدود طموحاتهم ومساعيهم".
دور حاسم!
واستكمل: "الحوثيون ومن خلال تصرفاتهم وإعلاناتهم يطمحون لأن يكون لهم دور حاسم ومفصلي في رئاسة الدولة وفي رئاسة الوزراء وفي الوزارات الهامة: "الدفاع، الداخلية، المالية، والوظائف الهامة وفي الضرائب وغيرها، وهذا بطبيعة الحال لن يأتي لهم في ظل محدودية عددهم ومكونهم السياسي؛ حيث إنهم لا يشكلون سوى نسبة بسيطة من مكونات الشعب اليمني، وهذا الوضع غير مريح لهم ولا يتماشى مع طموحاتهم وأوامر أعوانهم في إيران".
"الباسيج" وحزب الله
وقال: "يبقى السؤال الهام: هل يستطيع الحوثيون السيطرة على دولة بحجم اليمن؟ رغم قلتهم سكانياً وضعفهم اقتصادياً وحتى عسكرياً ورغم وجود المستشارين في "الباسيج" الإيراني وعناصر من حزب الله اللبناني، وفي ظل ضحالة تفكيرهم السياسي وقصر نظرهم العملي، وعدم وجود التأييد الشعبي لهم من كافة القوى السياسية الأخرى في اليمن باستثناء بعض الفرقاء من أعوان الرئيس السابق علي عبد الله صالح".
لن يتحقق نهائياً
وشدد "برادة" على أن كل المؤشرات والدلائل وحتى التاريخ السياسي -القديم والحديث- لليمن يؤكد أن ذلك لن يتحقق للحوثيين نهائياً، فلا الشعب اليمني المكون من العديد من القبائل سوف يسمح لهم بذلك، ولا المكون الجنوبي في اليمن سوف يسمح لهم أيضاً، فكيف ستتمكن قلة قليلة من الشعب لا تتمتع بأي صفة دستورية أو شرعية أو قانونية أن تحكم دولة بحجم اليمن، ومن أين سيأتي الحوثيون بالدعم الاقتصادي الدولي لهم في ظل سحب أو إيقاف دول العالم المانحة للمساعدات عن اليمن، وسحب سفاراتها وتعليق أعمالها في اليمن، وأين هو هذا النفط والغاز "الضئيل جداً" وغير المطور حتى الآن في اليمن والذي سيمكنهم من إدارة الدولة.
العجز والجوع
واستطرد: "كل المؤشرات والدلائل المتاحة والموجودة في اليمن تؤكد عجز الحوثيين التام عن إدارة دولة بحجم اليمن، وكل ما يستطيع الحوثيون تقديمه للشعب اليمني وللأسف الشديد هو المزيد من الجوع والعوز والفقر، فالشعب اليمني الذي عانى لسنوات طويلة من الفقر والجوع والعوز جدير بحياة سياسية مستقرة واقتصادية، وبتقدم صناعي وزراعي وتعليمي وصحي لائق وكريم وهذا ما لا يستطيع الحوثيون تقديمه لهم، ولا أعوانهم في طهران.
"الملالي" ومخلفات الحرب
ووالى برادة حديثه قائلاً: "كل ما يستطيع "الملالي" في إيران -وهذا من باب السخرية الحقيقة- تقديمه للشعب اليمني والحوثيين، هو بعض "أجهزة الطرد المركزي" الخربة والصدئة مع قليل من الأسلحة ومخلفات الحرب العراقية الإيرانية، بالإضافة إلى بعض الكتيبات الصغيرة عن تصدير الثورة لآية الله الخميني وبعض نصائح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خاماني عن المعارضة والممانعة.
اليمن لا يحتاج إلى أسلحة
ولفت "برادة" إلى أن الشعب اليمني بحاجة لتقدم اقتصادي وزراعي وصناعي وتعليمي وصحي ومشروعات حيوية والتي هي امس ما يحتاجه، وليس في حاجة إلى المزيد من الأسلحة ومخلفات الحروب والمتفجرات بأنواعها، فهذه ليست مطالب الشعب اليمني الذي خرج في عام 2011 للمطالبة بأبسط حقوقه بعيداً عن العوز والفاقة، وبعيداً حتى عن المساعدات الخارجية.
الخليج ينظر لليمن
وأوضح أن دول الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة دائماً وأبداً ينظرون إلى اليمن كدولة عربية شقيقة، فاليمن وشعبها هم ضمن النسيج الاجتماعي المكون لسكان شبة الجزيرة العربية، وأواصر الود والمحبة ثابتة ومؤكدة عبر مئات السنين وهي ليست بحاجة إلى براهين أو أدلة، فالتراث مشترك اللغة والدين، وليس من المعتاد في سياسيات دول الخليج أو المملكة العربية السعودية أن تستخدم الضغوط السياسية أو المساعدات الخارجية لتوجيه أحداث معينة بعينها خصوصاً بين الأشقاء لان مثل هذه السياسيات لو استخدمت سوف يكون المتضرر والأخير منها هو الشعب اليمني نفسه وليس من هم في السلطة، والشعب اليمني يستحق دون منة أو تمنن كل مساعدة ودعم.
وقف المساعدات
واستكمل: "الدعم الاقتصادي سوف يكون مهدداً بالتوقف أو التعليق إذا استمر الحوثيون في الهيمنة على السلطة بقوة السلاح في اليمن لأنه لا توجد ضمانات في أن تتحول تلك المعونات والاستثمارات الضخمة التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات إلى يد الحوثيين ويستغلونها لتحقيق أطماعهم على حساب الشعب اليمني الشقيق، فبدون شك إذا استمر الحوثيون في الإصرار على مواقفهم الحالية والمعلنة، فمن المؤكد أن تلجأ دول الخليج وغيرها من دول العالم والسعودية إلي تعليق أو إيقاف أو إلغاء كافة المساعدات والاستثمارات الموجودة والقائمة الآن في اليمن باستثناء المعونات الإنسانية الملحة كالغذاء والدواء فقط، وهذه لو حدثت لا سمح الله، سوف تشكل أوضاعاً كارثية على الشعب اليمني وهي أوضاع لا تفضلها ولا تسعى لها دول الخليج ولا ترغب في وجودها أصلاً.
تفكيك اليمن
وبيّن "برادة" أنه "دون أدنى شك الأعمال والتصرفات التي أقدم عليها الحوثيون وأعوانهم في اليمن حتماً سوف تؤدي إلى تفكك الدولة اليمنية وانهيارها التام إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن، وأول هذا التفكك الذي سيظهر هو انسحاب "اليمن الجنوبي" من لوحة اليمن، وتفكك بقية اليمن، وانقسامه إلى عدة دويلات متحاربة ومتصارعة.
القبلية اليمنية والدولة
وحول المجتمع القبلي في اليمن وتأثيره في الأحداث أشار "برادة"، قائلاً: "لقد سعى الرئيس "الحمدي" السابق في اليمن إلى تحويل المجتمع القبلي اليمني إلى دولة مؤسسات ولكن محاولاته تلك لم يكتب لها النجاح لعدة أسباب لا مجال لذكرها، كما أن مدة حكمه لليمن كانت قصيرة نسبياً فلم يتحقق الكثير في ذلك الاتجاه وعندما أتى الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى السلطة قبل 30 عاماً لم يسع بأي شكل من الأشكال إلى تحويل اليمن لدولة مؤسسات وبقي اليمن على حاله.
الحرب الأهلية
وأضاف: "التاريخ السياسي للقبائل في اليمن يؤكد أن ما أقدم عليه الحوثيون لن يكون مقبولاً من بقية مكونات الشعب اليمني وبالتالي فإن الأوضاع في اليمن ستتحول إلى حرب أهلية بين القبائل، وربما يكون الذي أخر وقوف القبائل في اليمن حتى الآن في وجه تصرفات الحوثيين غير الشرعية هو افتقار تلك القبائل للخيارات السياسية القبلية لها؛ حيث إن القيادات التقليدية لتلك القبائل في ظل حكم علي عبد الله صالح كانت منشغلة طيلة فترة سلطته في تكديس الأموال والسلاح لدى تلك الزعامات، وكانوا بعيدين كل البعد عن المعاناة اليومية الحياتية للشعب اليمني ما أفقد أفراد القبائل الثقة في قياداتهم التقليدية".
مرتع للإرهاب
وأشار "برادة"، إلى أن الأوضاع السياسية المضطربة في اليمن وفي ظل غياب الدولة ومؤسساتها خاصة الأمنية، سوف تكون مرتعاً خصباً للفئات المتطرفة في كل أنحاء العالم لإقامة تنظيمات إرهابية على أرض اليمن وخصوصا أن لليمن شواطئ طويلة تمتد لمئات الكيلومترات على خليج عدن والبحر الأحمر وسوف تتمكن القاعدة من تطوير عملياتها الإرهابية داخل اليمن كما أن تنظيم داعش سوف يدخل في اليمن المساحة الفارغة لكي ينشئ لنفسه قاعدة جديدة في اليمن والدخول في تحالفات أخرى مع الجماعات الإرهابية لتجعل من أرض اليمن منطلقاً لمشروعاتها الإرهابية.
المفاوضات والانهيار
واختتم قائلاً: "اليمن يمر بأسوأ أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وسكانية في تاريخه المعاصر، فالدولة منهارة تماماً، والمؤسسات السياسية والدستورية الهشة غائبة أو مغيبة بفعل الحوثيين والمستقبل القريب لا يبدو فيه حالياً ضوء مشرق في نهاية النفق، ولكن تبقى الآمال معقودة على العقلاء في اليمن وأصحاب الحكمة في أبناء القبائل المتعلمين والطبقة الوسطى وطلاب الجامعات وبعض القيادات السياسية والعسكرية المعتدلة بالمشاركة مع أبناء الجنوب اليمني لرص الصفوف وإقناع بقية فئات الشعب اليمني أن تصرف الحوثيين مرفوض ويجب عدم السكوت عليه، وأن البديل الوحيد لخروج اليمن من أزمته الحالية سليماً هو العودة إلى طاولة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، وتطبيق كافة القرارات السابقة الموقعة بين الأطراف اليمنية وأهمها اتفاق السلم والشراكة بين القوى السياسية في اليمن.
FEB 23, 2015 الحوثيون يهددون بإحالة الوزراء الرافضين لـ”تصريف الأعمال” إلى النيابة ويمنعون الزيارة عن وزير الخارجية اليمني صنعاء/علي عويضة/الأناضول- هددت جماعة “أنصار الله”، المعروفة بـ”الحوثي” الاثنين، بإحالة الوزراء الرافضين للقيام بمهام تصريف الأعمال إلى النيابة بتهمة “الخيانة”، بحسب مصادر إعلامية تابعة للجماعة.
وقالت قناة المسيرة التابعة للجماعة، في خدمتها الإخبارية التي تبثها عبر الجوال، إن “اللجنة الثورية (تابعة للجماعة) تهدد بإحالة الوزراء الرافضين لمهام تصريف الأعمال إلى النيابة بتهمة الخيانة”.
من جانبها قالت صفحة “شباب الصمود” المقربة من الجماعة على صفحتها بـ”فيسبوك”، إن ” 16 وزيراً (من إجمالي 35) في حكومة بحاح (خالد بحاح) المستقيلة وافقوا على تكليف اللجنة الثورية لها بتصريف الأعمال لحين تشكيل الحكومة الانتقالية”، دون ذكر أسماء الوزراء.
ونقلت الصفحة عن مصادر في اللجنة الثورية عن نيتها “إحالة الوزراء الرافضين إلى النيابة العامة لمحاكمتهم بتهمة الخيانة الوطنية، وسيتم تكليف نوابهم بدلاً عنهم”.
ونشرت وكالة سبأ الحكومية التي تسيطر عليها الجماعة، خبراً قالت فيه “إن اللجنة الثورية العليا تناقش وضع الوزراء في الحكومة المستقيلة”، خلال اجتماع لها اليوم في القصر الجمهوري بصنعاء برئاسة عضو اللجنة “طلال عقلان” .
وجرى خلال الاجتماع “مناقشة وضع الوزراء في الحكومة المستقيلة الذين لم يستجيبوا إلى التكليف بتصريف الشئون العامة للدولة لحين تشكيل الحكومة الانتقالية”، بحسب الوكالة.
وأصدرت اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، مساء أمس، قراراً قضى بتكليف الحكومة المستقيلة بتصريف الشئون العامة للدولة لحين تشكيل الحكومة الانتقالية.
وكانت اللجنة الثورية التي يرأسها محمد الحوثي، أعلنت في القصر الجمهوري بصنعاء، يوم 6 فبراير/شباط الجاري، ما أسمته “إعلانا دستورياً”، يقضي بتشكيل مجلس وطني مكون من 551 عضواً يتم عن طريقه انتخاب مجلس رئاسي مكون من 5 أشخاص يكلفون شخصا بتشكيل حكومة انتقالية.
الى ذلك منعت جماعة أنصار الله المعروفة بجماعة الحوثي، الإثنين، الزيارة عن وزير الخارجية اليمني “عبدالله محمد الصايدي” في منزله بالعاصمة صنعاء، بحسب مصدر مقرب من الوزير.
وقال المصدر، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، للأناضول، إن “الحوثيين منعوا اليوم الزيارة عن الوزير الصايدي”، الموضوع قيد الإقامة الجبرية، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكانت وزيرة الإعلام في الحكومة اليمنية المستقيلة “نادية السقاف”، أكدت في تغريدة لها بموقعها على “تويتر”، أمس الأول، أن هناك تشديد للحراسة حول منزلي رئيس الوزراء “خالد بحاح”، ووزير الخارجية “عبد الله الصايدي”، بعد تمكن الرئيس عبد ربه منصور هادي من مغادرة منزله في صنعاء والوصول إلى عدن جنوبي البلاد.
كان الرئيس اليمني وصل عدن السبت الماضي بعد تمكنه من مغادرة منزله بصنعاء وكسر حالة الحصار المفروضه عليه من قبل الحوثيين منذ استقالته في 22 يناير/كانون الأول الماضي.
وبعد ساعات من وصوله، أعلن هادي تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، وأكد أن “كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر/أيلول (تاريخ سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء) باطلة ولا شرعية لها”.
خطوة مهمة لتأكيد الشرعية التي يرفضها الحوثيون "التعاون الخليجي" يرحب بخروج الرئيس اليمني من صنعاء
رحب مجلس التعاون الخليجي بمغادرة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء ومباشرته لمسؤولياته من مدينة عدن الجنوبية، كما دعا الشعب اليمني للالتفاف حول رئيس الجمهورية ودعمه في ممارسة مهامه الدستورية.
جدة: أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي عن ترحيبها بخروج رئيس الجمهورية عبد ربه هادي من الإقامة الجبرية المفروضة عليه في العاصمة صنعاء، وانتقاله إلى مدينة عدن الجنوبية.
وطالبت دول المجلس الحوثيين برفع الإقامة الجبرية المفروضة على رئيس الوزراء الدكتور خالد بحاح.
ودعت أبناء الشعب اليمني والقوى السياسية للالتفاف حول رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ودعمه في ممارسة مهامه الدستورية.
كما طالب مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه أمن واستقرار اليمن.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد استمر، الاثنين، بممارسة مهامه رئيسا للدولة لليوم الثاني على التوالي، وعقد ثاني اجتماع علني مع مسؤولين في الدولة منذ كرس الإقامة الجبرية.
وطالب مجلس التعاون اليمنيين و"كافة القوى السياسية والاجتماعية إلى الالتفاف حول" الرئيس، و"دعمه في ممارسة كافة مهامه الدستورية من أجل إخراج اليمن من الوضع الخطير الذي أوصله اليه الحوثيون".
وأكد دعم الدول الخليجية لـ"دفع العملية السياسية السلمية، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني".
وطالب الأمين لمجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه أمن واستقرار اليمن، من خلال دعم الشرعية ورفض إجراءات الحوثيين.
إجلاء دفعة ثانية من المصريين العالقين في ليبيا مصر تغلق سفارتها وتجلي بعثتها الدبلوماسية في اليمن
أجلت مصر صباح الاثنين بعثتها الدبلوماسية، واغلقت سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء بسبب "سوء الأوضاع الأمنية في اليمن"، حسب ما نقل الاعلام الرسمي.
القاهرة: أغلقت مصر سفارتها في صنعاء وأجلت بعثتها الدبلوماسية بسبب سوء الأوضاع الأمنية. ويأتي هذا القرار على خلفية الفوضى التي يشهدها اليمن منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء واحتجاز الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي المدعوم من الغرب لاحقًا قيد الاقامة الجبرية قبل ان يتمكن من الهرب إلى مدينة عدن الجنوبية السبت الفائت.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية "إن البعثة الدبلوماسية المصرية في صنعاء برئاسة السفير يوسف الشرقاوى عادت إلى القاهرة في ساعة مبكرة صباح اليوم (الاثنين) بسبب سوء الأوضاع الأمنية في اليمن".
كما أشارت إلى أنّ "السفارة المصرية بصنعاء اغلقت أبوابها بعد مغادرة البعثة". وكان الحوثيون الذين يعتبرون المرتفعات الشمالية مقرهم التقليدي، قد سيطروا على العاصمة صنعاء بدون مواجهة مقاومة في ايلول (سبتمبر).
والشهر الماضي سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي وحاصروا مقر اقامة هادي، ما دفعه إلى الاستقالة. وفي أول تصريح له بعد خروجه من صنعاء، اعتبر هادي السبت في بيان له أن كل القرارات التي اتخذها الحوثيون "باطلة ولا شرعية لها" وحض الدول العربية والمجتمع الدولي على "رفض الانقلاب وعدم شرعنته".
ودعا هادي المؤسسات المدنية والعسكرية السبت إلى "الخضوع لقرارات السلطة الدستورية وحمايتها وخاصة القوات المسلحة وقوات الامن".
واليوم الاثنين، اكدت مصادر سياسية يمنية أن الرئيس عبدربه منصور هادي الذي تمكن من الافلات من الاقامة الجبرية، وعاد ليمارس مهامه من مدينة عدن الجنوبية، يؤيد الحوار للخروج من الازمة ولكن خارج صنعاء التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون الشيعة.
إجلاء دفعة ثانية من المصريين العالقين في ليبيا
إلى ذلك، استقبل مطار القاهرة الدولي الطائرة الثانية القادمة من تونس، وعلى متنها 303 ركاب، الاثنين، وذلك في إطار الجسر الجوي الذي تسيره مصر لإعادة مواطنيها الفارين من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.
وقالت مصادر بمطار القاهرة إن الطائرة الثانية كانت تقل 303 ركاب من النازحين من ليبيا عبروا الحدود التونسية، وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة اتخذت إجراءات مشددة لمراجعة هويات العائدين، لإحباط أية محاولة لتسلل أي من العناصر المطلوبة أمنيًا.
يأتي ذلك فيما وصل العدد الإجمالي للمصريين العائدين عبر منفذ السلوم البري على الحدود المصرية الليبية إلى 11 ألفًا و567 مواطناً، منذ بداية الأزمة وحتى الآن، منهم 3 آلاف و107 مصريين وصلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لما قاله مدير منفذ السلوم البري، الأحد.
يذكر أن السلطات المصرية طلبت من مواطنيها العاملين في ليبيا بضرورة العودة إلى أرض الوطن، وذلك لاستهدافهم من قبل عناصر إرهابية، في أعقاب قيام تنظيم داعش الإرهابي بذبح 20 مصرياً، الأحد الماضي.
الرئيس هادي مطالب بإيقاف القنوات التي اغتصبوها صحافيون يمنيون لمحاصرة الحوثيين إعلاميا
حضّ صحافيون ونشطاء في اليمن، الرئيس عبد ربه منصور هادي، على العمل على قطع ترددات القنوات التي اغتصبها الحوثيون عند استيلائهم على العاصمة صنعاء.
صنعاء: طالب عدد من النشطاء والصحافيين في اليمن ب تحرك عاجل من الرئيس هادي من أجل محاصرة الحوثيين إعلاميا.
وقال هؤلاء الصحافيون بحسب موقع (مأرب برس) بالقيام بأول تحرك والتواصل مع اقمار العربسات والنايلسات لإيقاف تردد القنوات الرسمية التي تقع حاليا تحت سيطرة الحوثيين.
وعندما نفذ الحوثيون انقلابهم على الدولة في اليمن، وسيطروا بالسلاح على العاصمة صنعاء، قاموا فورا بالسيطرة على قنوات رسمية وهي: "قناة اليمن الفضائية"، وقناة "الإيمان" وقناة "سبأ".
وطالب صحافيون بنقل مقرات تلك القنوات إلى مدينة عدن للبث بتردد جديد يكون خارج سيطرة الحوثيين.
وأشاد النشطاء بخطوة الرئيس هادي التي أمر بها الأحد، والتي تمثلت في إطلاق موقع رسمي جديد باسم وكالة أنباء عدن واعتماده كمصدر رئيسي ورسمي لأخبار اليمن بدلاً عن وكالة "سبأ" للأنباء التي باتت تحت قبضة جماعة الحوثي.
وقال مسؤول في السكرتارية الإعلامية للرئيس اليمني في تصريحات صحافية إن منصور هادي أصدر توجيهاته إلى محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور بمتابعة الأمر المتعلق بإطلاق موقع وكالة أنباء رسمية باليمن، على أن يكون موقعا مؤقتا، "بدلاً من وكالة أنباء سبأ الحكومية الرسمية التي يديرها القيادي في حركة الحوثيين محمد عبد القدوس ويرأس مجلس إدارتها طارق الشامي".
ويأتي هذا التوجّه بعد أن تمكنت قناة "عدن" الفضائية من الحصول على تردّد جديد لها على قمر النيلسات بدلًا عن التردّد الذي سيطرت عليه جماعة الحوثي في صنعاء منذ أكثر من شهر.
وأشار المسؤول الإعلامي إلى أنّ وكالة الأنباء اليمنية الرسمية باتت تحت قبضة جماعة الحوثي في صنعاء حيث تقوم الجماعة ببثّ أخبارها عبر الموقع الرسمي "سبأ نت " منذ سقوط صنعاء بأيدي الجماعة والتحكم بوسائل الإعلام الرسمية بشكل كلي، وهو الأمر الذي حتم على القائمين على الإعلام في عدن ضرورة إنشاء موقع جديد سيحمل اسم "وكالة أنباء عدن الرسمية".
وقال المسؤول إن هناك "دعوات كبيرة لعودة العاملين في وكالة أنباء عدن وترتيب أوضاعها الجديدة خصوصًا مع عودة الرئيس منصور هادي إلى عدن وتوقعات بأن تبث بيانات وكلمات متلفزة خلال الـ24 ساعة القادمة".
وقال شهود عيان إن مسيرة حاشدة انطلقت من شارع جمال وسط مدينة تعز وجابت عدد من شوارعها للتعبير عن تأييدها لشرعية هادي.
وسعى الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستئناف مهامه كرئيس للدولة يوم الأحد، وعقد أول اجتماع علني مع مسؤولين بالدولة منذ فراره من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء التي فرضها عليه الحوثيون الذين يهيمنون على النصف الشمالي من البلاد.
واجتمع هادي بمحافظي عدد من محافظات الجنوب والقادة العسكريين بمنتجع رئاسي في العاصمة الاقتصادية عدن في اجتماع اذيع على قناة تلفزيون محلية بالمدينة.
وكان هادي قدم استقالته الشهر الماضي بعد استيلاء المسلحين الحوثيين على القصر الرئاسي وفرض الإقامة الجبرية عليه في صنعاء في صراع على السلطة بعد اشهر من التوتر بسبب خلافات حول مسودة الدستور.
لكن البرلمان اليمني لم يجتمع لقبول الاستقالة حتى تصبح نافذة طبقا للقوانين اليمنية.
ويبدو أن هادي سحب استقالته يوم السبت بعد فراره من صنعاء قائلا في بيان انه مازال الرئيس. وعدن خارج سيطرة الحوثيين تماما.
وقالت مصادر في الاجتماع ان هادي أكد مجددا التزامه بالمبادرة الخليجية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2011 لنقل السلطة والتي سمحت لسلفه علي عبد الله صالح بالتنحي بعد أشهر من الاحتجاجات.
مصادر : محاولات روسية - إيرانية لإنقاذ الحوثيين من ور
سفير موسكو يلتقي صالح لرأب الصدع في التحالف
تسارعت التطورات في اليمن عقب نجاح الرئيس عبدربه منصور هادي في مغادرة منزله في صنعاء، إذ كان الحوثيون يحاصرونه، ووصوله إلى مدينة عدن الجنوبية أول من أمس، وإعلانه البيان الرئاسي الذي أكد خلاله، أن كل القرارات الصادرة من جماعة الحوثي المتمردة منذ سيطرتها على صنعاء باطلة ولا شرعية لها، إذ كشفت مصادر يمنية لـ"الوطن"، عن تحركات روسية- إيرانية، يقودها السفير الروسي في صنعاء فلاديمير ديدوشكين لرأب الصدع بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي عقب الفشل الذريع والانهيار الذي برز في صفوف الجماعة جراء تمكن الرئيس هادي من الإفلات أول من أمس من الإقامة الجبرية التي فرضت قبل شهر.
وأوضحت المصادر أن السفير الروسي التقى الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر علي عبدالله صالح وناقش معه تطورات الأوضاع وطبيعة الخلافات بينه وبين جماعة الحوثي التي هددت بتصفية صالح وأقربائه وقيادات في الحزب، بعد ما لوحت بما يسمى "الإعلان الدستوري" والمضي بحكم اليمن انفراديا، رافضة مقترحات صالح بتعيين نجله "أحمد" رئيسا للمجلس الرئاسي.
وأشارت المصادر إلى أن الدور الروسي يسعى إلى إبرام مصالحة بين حزب المؤتمر والحوثيين للعودة إلى التحالف السابق لكن السفير الروسي لم يخرج بأي نتيجة تذكر.
وكان الرئيس هادي، الذي سبق له أن قدم استقالته من منصبه ولم يجتمع البرلمان لقبولها وفقا للقوانين اليمنية، أعلن أول من أمس تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، في أول بيان صادر عنه عقب مغادرته صنعاء "متخفيا" إلى عدن أول من أمس.
من ناحية ثانية، قالت مصادر يمنية إن هادي اجتمع أمس بمحافظي محافظات الجنوب، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة بعدن اللواء الركن ناصر الطاهري، وعدد من القيادات العسكرية، لبحث التطورات السياسية في البلاد.
وأضافت أن الرئيس هادي أكد خلال الاجتماع على شرعيته رئيسا للدولة وأهمية الحفاظ على الشرعية الدستورية، لافتة إلى أن هادي أعلن تمسكه بالعملية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لإخراج اليمن من أزمته السياسية، وأكد التزامه بمخرجات الحوار الوطني الشامل ومسودة الدستور لليمن الاتحادي الجديد.
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس هادي وجه برفع اليقظة الأمنية والعسكرية، وتشديد الإجراءات حول عدن ومحافظات الجنوب، مشيرة إلى أن التوجيهات قضت بتهيئة مكاتب وفروع الوزارات في محافظتي لحج وعدن للبدء في تنفيذ عمل مؤسسي ينطلق منها، إذ يتوقع أن يدعو هادي كل الموظفين في العاصمة صنعاء للانتقال إلى مدينة عدن وإدارة العمل من تلك المؤسسات بما فيها وزراء حكومة بحاح، وكذا السفارات والقنصليات التي علقت عملها خلال الأيام الماضية وغادرت صنعاء للعودة إلى عدن.
في غضون ذلك، خرجت أمس مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات اليمنية تأييدا لشرعية الرئيس هادي، وتعبيرا عن رفضهم الانقلاب الحوثي على سلطات الدولة، عادّين أن صنعاء عاصمة محتلة من قبل ميليشيات جماعة الحوثي.
كما أعلن المتظاهرون الذين رفعوا صور هادي عن تأييدهم للبيان الذي أصدره مساء أول من أمس من مدينة عدن، وأعلن فيه أن إجراءات ما بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء كلها باطلة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب الرئيس هادي بإعلان عدن عاصمة موقتة حتى يتم تحرير صنعاء من الحوثيين، كما طالبوا الرئيس هادي بالإسراع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وإعلان الدولة الاتحادية.
ورفعت صباح أمس في شوارع مدينة تعز صور للرئيس هادي تعبيرا عن عودة الشرعية.
من جانبها، رحبت قبائل مأرب بالخطوة التي قام بها الرئيس هادي للخروج من صنعاء إلى عدن، معلنين وقوفهم إلى جانبه، داعية عبر متحدثها الرسمي الشيخ صالح الأنجف، الرئيس هادي أن يعلن عدن عاصمة موقتة، ومطالبا جميع الأحزاب بالدعوة إلى حمل السلاح ضد الحوثي.
.. والجماعة تختطف نجل شقيق هادي
واصلت جماعة الحوثي المتمردة أمس، إجراءاتها التعسفية ضد الحكومة الشرعية وعدد من المقربين من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عقب تمكنه من فك الحصار الذي فرضته الجماعة عليه، وخروجه إلى عدن لممارسة مهماته الرئاسية.
وقالت مصادر إن مسلحين حوثيين فرضوا حراسة مشددة على منزلي رئيس الحكومة ووزير الخارجية، مشيرة إلى اختطاف ميليشيات حوثية لنجل شقيق الرئيس هادي الذي خرج من صنعاء أول من أمس، أثناء قيادته سيارة تقل نساء وأطفالا وألقي القبض عليه في منطقة الرضمة بمحافظة إب وسط اليمن في إحدى النقاط الحوثية، كما لا يزال السكرتير الصحفي يحيى العراسي وطبيب الرئيس، رهن الاختطاف الحوثي .
وعلى الصعيد الأمني، تعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية في اليمن إلى اعتداء تخريبي أمس في منطقة الجدعان في محافظة مأرب، ما أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة، فيما أشار مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء، إلى أن العمل جارٍ لإعادة المحطة إلى الخدمة.
وفي محافظة حضرموت قالت مصادر أمنية، إن ثمانية مسلحين ملثمين يرجح انتماؤهم إلى تنظيم القاعدة كانوا يستقلون سيارات اقتحموا بنك اليمن الدولي بالقطن، ونهبوا أكثر من 50 مليون ريال ولاذوا بالفرار
هادي يتراجع رسمياً عن استقالته ليمارس مهامه من عدن وصف الإجراءات التي اتخذها الحوثيون "بالباطلة" ولا شرعية لها
صرح أحد مساعدي الرئيس اليمني أن عبدربه منصور هادي غيّر موقفه وتراجع رسمياً عن استقالته بعد إفلاته من الحوثيين الذين يحاصرون مقر إقامته في صنعاء.
وكان هادي استقال في يناير بعد مواجهات استمرت أياماً في صنعاء هاجم خلالها الحوثيون القصر الرئاسي وطوقوا مقر إقامته. ونجح في الفرار السبت وأعلن استئنافه مهامه ووصف الإجراءات التي اتخذها الحوثيون "بالباطلة" ولا شرعية لها.
وكان هادي الذي يواصل من عدن ممارسة مهامه رئيساً للدولة، عقد اجتماعاً ثانياً معلناً مع مسؤولي محافظات إقليم حضرموت.
ومن المقرر أن يوسع الرئيس اليمني تحركاته في التواصل مع المحافظات الشمالية التي أعلنت تمسكها بشرعية الرئيس، في حين خرجت مسيرة حاشدة في صنعاء وباقي المدن لدعم الرئيس والتنديد بالانقلاب الحوثي.
وكان هادي كتب في رسالة إلى البرلمان "أود أن أبلغكم أنني تراجعت عن استقالتي".
وأضاف: "نأمل منكم أيها الإخوة النواب أن تتعاونوا معنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جميع محافظات الجمهورية وإنجاز ما جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتطبيقها على الأرض".
وهادي هو أصلاً من الجنوب رغم أنه أمضى نحو ثلاثة عقود في الشمال حيث عمل وزيراً للدفاع ونائباً للرئيس قبل أن يتولى الرئاسة في 2012 عندما أجبر الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التخلي عن السلطة بعد ثورة دموية استمرت عاماً.