بعد سيطرتها على 5 عواصم بالشرق الأوسط
فورين بوليسي: "الناتو العربي" قوة ردع لأطماع إيران
المتحدث باسم عاصفة الحزم (فورين بوليسي)
الإثنين 13 أبريل 2015 / 23:42
24- فاطمة غنيم
رأى عميد كلية فليتشر للقانون والشؤون الدبلوماسية في جامعة تفتس الأمريكية جيمس ستافريديس، في مقال له نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية اليوم الإثنين، أن الأزمات والصراعات المتداخلة والمتشابكة التي تقض مضجع منطقة الشرق الأوسط ليست بجديدة، معرباً عن إعجابه إزاء رد الفعل الجماعي الصادر عن دول المنطقة. وأشار الكاتب إلى إعلان جامعة الدول العربية عن تشكيل "قوة ردع" جديدة تضم نحو 40 ألف جندي متمرس من مجموعة متنوعة من الدول، ومن المقرر اعتماد هذه القوة رسمياً خلال القمة المقبلة بعد بضعة أسابيع.
تطور مهم وكبيروأوضح الكاتب أنه على الرغم من أن هذه القوة لن تضاهي حلف شمال الأطلسي (الناتو) في قدراته الاحترافية، فإنها تعد تطوراً كبيراً ومهماً في أكثر المناطق اضطراباً في العالم.
وتتكون معظم هذه القوة المبدئية من مصر والأردن والمغرب والمملكة العربية السعودية والسودان، وسيكون مقرها في مصر، وسيقودها مسئول عسكري سعودي في إطار هيكل قيادة منظم ودائم.
ولفت الكاتب النظر إلى أن هدف هذه الفكرة هو تجميع قوة متعددة الجنسيات تكون على استعداد للرد على الأزمات في المستقبل، بنفس الطريقة التي تنفذ بها العديد من الدول العربية حالياً عمليات عسكرية في اليمن.
وعلى غرار هيكل قيادة حلف شمال الأطلسي، ستمتلك هذه القوة العربية عناصر قتالية محددة "قوات جوية وبحرية وبرية، وقوات خاصة"، وستتلقى هذه القوات رواتبها من بلدانها، وسيتم تمويل هيكل القيادة من قبل مجلس التعاون الخليجي.
قوة لمواجهة إيرانوعزا الكاتب أسباب تشكيل هذه القوة إلى الأحداث الجارية في اليمن ومواجهة الخطر الإيراني، إذ تخشى الدول العربية السنية عودة طهران إلى الساحة العالمية ورفع العقوبات المفروضة عليها، ما سيؤدي إلى تدفق المليارات من الدولارات إلى خزائن إيران.
وأكد الكاتب أن إيران ستمتلك موارد وفيرة عقب الانتهاء من صياغة الاتفاق النووي، وأنها ستستخدمها في دفع أجندتها الدينية الشيعية ورعاية الإرهاب الموجه ضد السنة، وتعزيز قواتها المسلحة.
وبحسب الكاتب، يتمثل هدف القادة الإيرانيين الذين يهيمنون بالفعل على 5 عواصم في الشرق الأوسط (طهران ودمشق وبيروت وبغداد وصنعاء)، في نشر أيديولوجيتهم الدينية والتقليل من مكانة ووضع معارضيهم السنة، خاصة السعودية والبحرين ودول الخليج.
تحذير من الحرب الطائفيةوحذر الكاتب من أن منطقة الشرق الأوسط ستُقدم على حرب هائلة بين السنة والشيعة تُهدر فيها أرواح كثيرين، ما لم تسود بعض الآراء والمواقف المعتدلة.
وأكد الكاتب مجدداَ على أن القوة العربية المشتركة تعد تطوراً جديداً ومذهلاً وامتداداً للبرنامج الدفاعي الضخم الذي ركزت السعودية ودول الخليج الأخرى على بنائه خلال العقدين الماضيين، إذ أنها تملك معدات عسكرية وتكنولوجية هائلة، خاصة في الجو والبحر، وستستطيع بمساعدة القوات المصرية شن حملة برية موسعة.
ويرى الكاتب أنه يجب على الولايات المتحدة دعم هذا التحالف السني الناشئ، ليس على الصعيد الاستخباري واللوجستي فحسب، ولكن أيضاً من ناحية الهجمات الإلكترونية وتدريب القوات الخاصة والمركبات دون طيار، والأنظمة الأخرى التي يمكن تقديمها دون نشر قوة بشرية كبيرة.
التعاون بين الناتو والقوة العربية
كما أكد الكاتب على أن الولايات المتحدة بحاجة لمواصلة برامج المساعدة العسكرية في شكل منح لمصر وصفقات أسلحة إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج وتعزيز برامج التدريب والتبادل العسكري.
ويشير الكاتب إلى أن حلف شمال الاطلسي يتمتع بعلاقات دافئة مع العديد من الدول السنية كجزء من مبادرة إسطنبول للتعاون، ومن ثم يجب أن يكون مستعداً لتزويد القوة العربية الجديدة بالمشورة والتدريبات المشتركة والمعلومات الاستخباراتية والدعم المادي وغيرها من المساعدات.
http://24.ae/article/151147/39/فورين-بوليسي-الناتو-العربي-قوة-ردع-لأطماع-إيران.aspx