أتفق معك في طرحك إلى حد كبير ، وأصلا التبجح روسيا بأنها ليست في حاجة إلى الأسواق الأوروبية لتسويق نفطها وغازها وأنها ستعوض هذه الأسواق الأوروبية المقفلة أمامها بتصدير غازها ونفطها إلى الصين والهند هو تبجح مضحك إلى حد بعيد ، لأن الصين والهند مهما توسعوا في إستيراد النفط والغاز الروسيين ( الذي يباع لهم بأسعار مخفضة جدا ) فإنهما يظلان محكومان بالقدرة الإستيعابية لهما والحوجة الفعلية الإستهلاكية الداخلية لمصانعها ومحطات الطاقة للكهرباء والتدفئة وغير ذلك ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشتريا كل الإنتاج الروسي المتاح للتصدير ، أضف إلى ذلك أن المستودعات والقدرات التخزينية لكلا الدولتين محكومة بسعة معينة لا يمكن تجاوزها ، كما أن الأنظمة المتبعة بين الدول في توريد الطاقة وخصوصا في مجال الغاز تكون محكومة بعقود وتعاقدات طويلة الأمد - قد تصل في بعض الأحيان لعشرات السنوات - بين الدول والشركات لا يمكن النكوث بها ( بمجرد أنك عثرت على مورد آخر لك يعطيك أسعار أفضل ) وأي تغيير في شروط التعاقد أو إخلال بأحد البنود يعرضك لتحكيم دولي وغرامات تصل لمليارات الدولارات ، والصين والهند لديهما موردين تتعامل معهم من قبل حرب أوكرانيا وملتزمة معهم بعقود طويلة الأمد ، كما أن هذه الدول قد أنفقت مليارات الدولارات في بنى تحتية وشبكات خطوط أنابيب مع دول أخرى تخدم تعاقداتها تلك ( ولا يمكن أن تقذف بكل إستثماراتها تلك إلى المجهول من أجل عيون بوتين وحروبه العبثية ) . وكل التعامل الحالي في النفط والغاز بين روسيا والصين والهند هو في حدود الهامش المسموح به ولا يضر بإلتزامات الصين والهند مع الدول الأخرى ، وحسب فجوات الإستهلاك المتاحة بين الحوجة الفعلية لهما والكميات المتاحة التي بين يديهما .
حاليا دب روسيا الأحمق بوتين يحرق غازه الذي كان يصدر سابقا ولا يجد له مشتري حاليا ويخسر يوميا مئات ملايين الدولارات ( ويبدد ثروات الأجيال القادمة الروسية ) . حسب معلوماتي المتواضعة ( التي أرجو تصحيحها من أحد المختصين إن كنت على خطأ فيها ) فإن آبار الغاز بمجرد بدء الإنتاج فيها لا تترك أمامك غير خيارين وهما :
1. تصديرها أو إستهلاكها داخليا .
2. حرق كميات الغاز الخارجة منها للتخلص منها .
فلا يمكن لك ببساطة أن تقفل بئر الغاز وتوقف الإنتاج منها بعد بدء تدفق الغاز ( ومجددا لو كنت على خطأ أرجو تصحيحي مشكورا )