الازمة هذه غيرت ميزان وطبيعة العلاقات الدولية مرة اخرى وقد تكون الى الابد هذه المرة ,,,,منذ نهاية الحرب الباردة و سقوط الاتحاد السوفياتي ,,,,,كانت روسيا تتجه تدريجيا نحو الغرب سواء عن طريقة سياسية الاحتواء التي مارسها الغرب اتجاه روسيا ودول اوربا الشرقية او من خلال سياسة الانفتاح على الغرب التي مارستها روسيا بوتين ,,,,وفي فترة من الفترات الغير البعيدة كان يتحدث الاوربين عن التقارب الروسي الاوربي الكبير وافاقه وميزاته الكبيرة لطرفين و الحديث عن السبل التي من شانها تشجيع روسيا اكثر واكثر على استمرار في هذا النهج عن طريق الوثوق بطرف الاوربي والاستمرار في الانفتاح وضرورة ايجاد الميزات التي من شانها تشجيع الروس على التوجه غربا حضاريا وسياسيا واقتصاديا بدل من الذهاب شرقا اتجاه الصين والقوى الاسيوية الناشئة ,,,,,,بل حتى خيال بعض السياسين الاوربيين والروس كانو يدور في امكانية انظمام روسيا في يوم من الايام الى المنظومة الاوربية وتوحيد القارة الاوربية ضمن كيان سياسي واقتصادي واحد يقف في وجه الهيمنة الامريكية على القارة العجوز والعالم ,,,,,لكن الواقع يبدو انه لا يزال في اوربا من لا يزال يخشى من ماضي الامبراطورية السوفياتية ومن شبح استبدال الهيمنة الامريكية الغربية بالهيمنة الروسية الشرقية او انه ببساطة امريكا من تتخوف وتعمل ضد ذالك ,,,,,,لكن ما يبدو واضحا هو ان الغربيين لا يفكرون في الروس فعليا كشركاء حقيقين بل مرحلة الشراكة هذه هي مرحلة فرضتها معطيات وظروف ومصالح اقتصادية للطرفين ,,,مصالح لم تستطيع اقتلاع فكرة ضرورة انهاء التهديد الروسي لاوربا والقوى الغربية ,,,,,,الامر الذي ربما سيفهمه الروس جيدا هذه المرة و الذي سيعيد صياغة التوجه الروسي الخارجي مرة واحدة والى الابد هذه المرة نحو شركائها الصاعدين في القوة في دول شرق اسيا وجنوبها ,,,,ونتائجه الاكثر تاثيرا ووضوحا ستكون انسلاخ روسيا من محيطها الحضاري الاوربي نحو البديل الاسيوي وهو الامر الذي سيعزز ويبرز عمق الخلاف بين مفهوم القوى الشرقية والغربية