حوار مع الشيخ الدكتور جعفر إدريس

عبدَ الله

<b><font color="#FF00FF">فرسان النهار</font></b>
إنضم
5 يناير 2008
المشاركات
559
التفاعل
6 0 0
د. جعفر إدريس: المذهب الشيعي يتراجع في عقر داره وأهل السنة بخير


16 - 8 - 2008



98e18105162b18aa2e0d3da543e4801a.

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]أجرى الحوار: أسامة الهتيمي [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]ليس سهلاً، أن أحاور شخصية بقدر الدكتور جعفر شيخ إدريس المفكر الإسلامي السوداني، فالرجل ليس مجرد باحث أكاديمي يمكن أن تحاوره حول بعض القضايا أو الإشكاليات العلمية المجردة؛ إذ يجمع بين العلم والحركة التي مارسها لسنوات طويلة في بدايات نشأة الحركة الإسلامية السودانية، كذلك منحته ظروف الانتقال والحياة في العديد من البلدان إلى استيعاب وإدراك حقيقة واقع الإسلام والمسلمين، فضلاً عن احتكاك الرجل بالوسط الثقافي والإعلامي، وهو ما أكسبه قدرة تفنيد وردِّ ما يمكن أن يثار حول المشروع الإسلامي بجملته.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]التقى "لواء الشريعة" الدكتور جعفر شيخ إدريس بالقاهرة، وكان لنا معه هذا الحوار.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* أنتم من أبناء الحركة الإسلامية في السودان ومع ذلك توجهون لها نقدًا شديدًا.. ما أسباب ذلك؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** أنا لم انتقد الحركة نقدًا شديدًا، لكن ربما ولطول المدة التي يمكثها الإنسان في حركة إسلامية يطلع على عيوبه، فإذا كبرت سنه تكون معرفته بعيوبه أكثر، وكذلك معرفته بعيوب من اتصل بهم، وأنا طالت صلتي بالحركة الإسلامية، لذلك أعرف من عيوبها مالا يعرفه الآخرون، لكنني أقدر أيضًا مكانتها وما قامت به، وإذا كنت انتقدها فاعترف في الوقت نفسه بفضلها جدًا على الأمة الإسلامية.[/FONT]


[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* البعض يرى أن الحركة الإسلامية في السودان، وبعد أن وصلت للحكم، هي تجسيد لفكرة التشرذم التي تعاني منها الحركات الإسلامية؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** السودان كبلد بحمد الله، تعالى، فيه خصائص كبيرة جدًا تجعل فرصة نجاح الحركة الإسلامية فيه أكبر بكثير من غيرها من البلاد الأخرى.. وأنا ما انتقدت وصول الحركة الإسلامية للحكم في السودان، بل كنت بحمد الله من أوائل الناس الذين كتبوا للحركة الإسلامية السودانية، وأنه ينبغي أن يكون هدفها هو الوصول لتحقيق حكم الشريعة الإسلامية، وما ترددت في هذا أبدًا حتى كنت أرد على بعض الإخوان الذين يقولون: إنهم لا يسعون إلى الحكم، بأنه فعلاً لا يجب أن نسعى للحكم، لكن ينبغي أن نفرق بين أن يكون هذا السعي شخصيًا أو أن يكون هدفًا للحكم بالشريعة الإسلامية ولتحقيق الإسلام، فالمسألة الثانية واجبة والأولى ممنوعة. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* يجمع بينكم وبين الترابي أنكم كنتم من شباب الصحوة الإسلامية بالسودان في بداياتها .. ما الذي فرَّق بينكما؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** أولاً الترابي ما كان من أوائل الذين أسسوا الحركة الإسلامية في السودان، بل إنه دخلها بعد سنين من دخولنا، وإن كان قد اشتهر أكثر منا، ولكني لا أعده من الذين أسسوا الحركة، ولا كان هو أصلاً في فكره أن يمثلها أبدًا فهو شخص استغل الحركة الإسلامية بما أعطاه الله من مواهب خطابية مع أنه لم يكن يحب الحركة ولا فكرتها.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif] الترابي الذي لا يعرفه كثير من الناس، لا يؤمن بشيء اسمه الدولة الإسلامية ولا رموز الحركة الإسلامية لا في العالم العربي ولا في الخارج، وهذا اتضح الآن، وصار يقول: إنه لا مانع من أن يكون رئيس الدولة شخص غير مسلم.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif] إذن فلم يكن الترابي ممثلاً للحركة الإسلامية، وقد اتضح أمره الآن للناس.. فما ينتقده الناس عليه الآن هو شيء قديم، وكل الذي حدث أنه لم يكن معروفًا فعُرف، ومشكلتي أنني كنت أعرفه من البداية، ولذلك عندما تكلمت عنه استنكر الناس ذلك استنكارًا شديدًا، بل وأوذيت بسبب هذا، لكني كنت على يقين بأن الرجل ليس معنا في الحقيقة، والحمد لله صبرنا إلى أن اتضح الأمر لكل الناس.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* لكن على الرغم من ذلك، فإن الرجل قدَّم إسهامات لمشروع الدولة السودانية التي تعتبر الإسلام مرجعيتها الأساسية؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** ما الذي قدمه الترابي؟ لقد كان رجلاً مضطربًا، كان رئيس الحركة نعم.. لكن كان معه ناس آخرون، وأنا في اعتقادي من الناحية العملية أن هؤلاء قدموا أكثر منه.. لكني لا أعرف شيئًا إيجابيًا من الناحية الفكرية للترابي.. فإذا كان الرجل لا يؤمن بفكرة الدولة الإسلامية فماذا يقدم؟ وللأسف فقد كان الناس ينسبون إليه كل نجاح للحركة الإسلامية في السودان، والناس هكذا دائمًا يحبون أن ينسبوا الأشياء إلى الأفراد، فكل نجاح للحركة نسبه الناس إلى الترابي، ولم يكن هذا حقيقة أبدًا.
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* لماذا لم تتوحد قيادات الحركة الإسلامية الواعية لتقديم النصح للترابي، والحد من شطحاته وسلوكه غير المقبول من الناحية الإسلامية؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** الجماعة الذين كانوا معه، والذين كانوا يحسنون الظن به كلموه كثيرًا، ما من شك في هذا، فقد كانت الحركة التي استطاعت الوصول للحكم في السودان أكبر حركة مقارنة ببقية الحركات، ومنها حركة الإخوان المسلمين الذين كانوا أصلا جزءًا من الحركة، فلما رأوا انحرافًا تركوا الحركة، وأنا انتقدتهم في هذا، وقلت لهم: إنكم كمثل إنسان دخل بيته لص، فترك هذا الرجل البيت للص. إذ صار الإخوان جماعة صغيرة بالنسبة للجماعة الكبيرة. [/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif] وقد أكثر العقلاء حول الترابي نصحه، لكن الرجل سيطرت عليه فكرة أنه لابد أن يكون هو الحاكم.. حتى الرئيس عمر البشير كان من الذين يثقون به ثقة شديدة، حتى قيل أنه لم يُقبل رأس إنسان في حياته إلا الترابي، ولا رأس والده، فكونه يفقد أناسًا مثل هؤلاء معناه أن لديه مشكلة.. إذ هدفه أن يكون هو الحاكم، فلما فشل في تحقيق هذا صار عدوًا لدودًا للسلطة.. هذا غير متوقع، إذ لو كان إنسان يريد فعلاً وصول الحركة للحكم.. لما فعل هذا، حتى لو لم يكن هو الحاكم، فإما أن يؤيدها أو أن يصمت، لا أن يتحول إلى عدو لها فلا يوجد مخلص يعمل عملا كهذا. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* لكن لماذا حظي الترابي بهذا الدعم والتأييد من كل الإسلاميين خارج السودان؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** إذا كان الناس في السودان كانوا مع الترابي، فمن البديهي أن يكون الآخرون معه.. وأنا أعرف أن حالة من الانبهار كانت تسيطر على الكثير من هؤلاء تجاه الترابي، وقد نصحناهم وما استمعوا لنا أبدًا، بعضهم ولا أحب أن أذكر أسماء كانوا معجبين به إعجابًا شديدًا، وهذا الإعجاب يدل على أن الرجل كان فيه شيء جذاب، لكن هذا الشيء الجذاب لا علاقة له بصدقه في تحكيم الشريعة.[/FONT]


[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* إن لم يكن الترابي صادقًا في طرحه الإسلامي، فإلى أي شيء كان يهدف؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** الترابي كان يهدف إلى نفسه فقط.. الترابي للترابي، ولما فشل صار عدوًا. شخص كان زعيمًا للحركة الإسلامية لما يقرب من 40 عامًا، الآن يتهم بأنه كان على علاقة بالتمرد الأخير في السودان، وحتى لو كان بريئًا، فمجرد اتهامه دلالة على شيء بعينه، وتطرح علامة استفهام.

وقد كلمني بعض الناس أن بعض أتباعه تركوه بعد أن حدثت هذه الشبهة.. طبعًا أنا أقول: حسنًا فعلوا. وكنت دائمًا أقول للناس: إذا انتقدتم الترابي فانتقدوه في الأساس لا في أمور ثانوية، فهو يقول كلامًا يشكك في أصل الدين.. وأذكر أن اثنين من إخواننا وكلاهما من مصر كانا في السعودية، والترابي زار السعودية في عام 1973، وألقى محاضرة هناك، وأنا ذهبت هناك في 1974 فوجدتهم ساخطين عليه سخطًا شديدًا؛ بسبب المحاضرة التي شكك فيها في السنة حتى قال لي أحد المصريين: إنه تكلم مع الترابي، وقال له: يا دكتور، إذا كنت أنت لست مستقرًا على شيء في أمر السنة فإلي ما تدعو.
فنصيحتي أن تبعد عن هذا الأمر، وعليك أن تفكر في ماهية هذا الدين إذا كان عندك شك في أصل من أصوله هو سنة الرسول . فانظر يا أخي هذا الكلام من عام 1973.
[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif] ومثال آخر.. وهو المصري الثاني وقد سمع مثل ذلك، وقال للترابي كلامًا أشد من الشخص الأول، ومع ذلك لم نستطع لا أنا ولا هو ولا غيرنا أن نقنع الإخوان الآخرين بالموقف الصحيح من الترابي.. لكن بالطبع بعضهم غير رأيه الآن في الترابي.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* لماذا ادَّعى الترابي ـ منذ البداية ـ أنه صاحب مشروع إسلامي؟
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** لأنه رأى أن هذا أقرب طريقة للوصول إلى الحكم وكانت فكرته – وكان من الممكن أن تنجح - أن يكون رئيسًا للحركة الإسلامية، وهناك الصادق المهدي أخو زوجة الترابي وصاحب حزب كبير، وربما أكبر من الحركة الإسلامية، فكانت فكرته أن يتحد الحزبان، وبهذا يصل للحكم ويكون له نصيب، فإذا صار المهدي رئيسًا للوزراء، يصير هو نائب الرئيس، لكن المشروع لم ينجح؛ لأن النميري قام بانقلاب أفشل الخطة، والمهدي نفسه غيَّر رأيه، واختلف مع الترابي بعد ذلك.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* تعاني الحركة الإسلامية من خلافات شديدة يدور أغلبها حول فهم النصوص وإنزالها على الواقع ما هي ضوابط التعاطي مع هذه المشكلة؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** اختلاف الناس في النصوص وفهمها مسألة قديمة.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* أنا أتحدث عما هو مرتبط بأولويات الحركة الإسلامية؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** طبعًا إذا قلنا الحركة الإسلامية فهي أنواع، غير أن الحركة الإسلامية التي تمثل جماهير المسلمين في مصر وغيرها من والبلاد العربية وغير العربية فمنهجها هو العمل السياسي بطريقة سلمية.. ومع ذلك ما كانت تقف من مسألة الانقلابات موقف مبدئي، لأنه في مرحلة بعينها كان هناك شيوعيون وبعثيون، فكثيرًا من الإسلاميين كانوا يرون أنه إذا كان البعثيون والشيوعيون يقومون بانقلابات، فهل هي محرمة علي الإسلاميين فقط فكان بعضهم يفكر في عملية الانقلاب.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif] وانقلاب الإسلاميين بالسودان، مثلاً، لو كان تأخر أسبوع واحد كان سيحدث الانقلاب بيد الشيوعيين، غير أن الإسلاميين هناك كانوا يعرفون بانقلاب الشيوعيين المزمع قيامه كما عملوا على اختراق صفوف هؤلاء وتقدموا على الشيوعيين بأيام؛ لينجح انقلابهم ويصلوا إلى الحكم، حتى إن بعض الدول التي كانت تعرف بانقلاب الشيوعيين سارعت وأيدت انقلاب الإسلاميين على اعتبار أنه انقلاب الشيوعيين![/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* ألا ترون أن مثل هذه الخلافات القائمة بين الاتجاهات والحركات الإسلامية داخل الإطار السني تقوي من الموقف الشيعي.. على اعتبار أن السنة لا يشغلهم إلا الخلاف؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** الشيعة أيضًا يا أخي يختلفون اختلافات شديدة.. فالشيعة كمذهب يتراجع، والسنة تمثل جماهير الناس، لكن الذي أعرفه الآن، من خلال حديث الكثير من الناس الذين زاروا إيران، أن الشيعة لها دعاية في الخارج، لكنها تتقلص في داخل إيران، ويقل التزام الناس هناك بالدين وتقل الصلوات في المساجد.. وكثير من الشيعة يتحولون إلى ملحدين وعلمانيين، غير أن هؤلاء يربطهم مجرد الانتماء إلى إيران، ويقولون: نحن إيرانيون، بل إنه من الممكن أن يقبلوا بحكم علماني فقط؛ ليجمعهم ويجعلهم يحققون بعض هذه الأشياء.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* لكنني أتحدث عن انعكاس هذه الخلافات على الآخر وقوته؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** لا يوجد حركة إسلامية سنية حدث داخلها انقلاب، لكن جاء أناس آخرون وقالوا: إن هؤلاء طريقتهم ليست صحيحة فأسسوا حركات أخرى، والكثير منها لم ينجح في الحقيقية، ونموذج الجماعات الإسلامية هنا في مصر شاهد على عدم هذا النجاح. فهم قالوا: إن الإخوان المسلمين ليسوا على صواب وجربوا فوجدوا أن طريقتهم ليست الصحيحة.. أنا لا أبرئ بالطبع حركة الإخوان من الأخطاء، لكن هؤلاء لم يأتوا ببديل أحسن.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif] طبعًا، الشيء الذي أراه في ذهني هو شيء أحسن من الحركات القائمة السنية.. أنا أريد حركة تجمع بين العقيدة السليمة وتكون حركة علمية يقودها علماء وتجمع بين العلم بالدين ومعرفة الواقع السياسي.. هذه هي الحركة المثالية لكننا لا نجدها الآن.. كانت تتمثل في بعض الأفراد من الجماعات الإسلامية كالمودودي وحسن البنا والهضيبي وسيد قطب، لكن هذه كانت نجاحات فردية ما صارت سمة للجماعات، فأنا أريدها أن تكون سمة للجماعات.. ومن الحركات التي كانت ناجحة جدًا هي ما يسمى بالحركة الوهابية، فقد قامت على علم، لكن العلم لم يقتصر على المؤسس، وإنما استمر جيلاً بعد جيل، فإلى الآن تجد بعض الناس كأنهم كانوا مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالأمس.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* لكننا نتحدث عن الحركات ذات الهياكل التنظيمية؟
** حركة ابن عبد الوهاب وصلت إلى الحكم .[/FONT]


[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* الشيعة لهم مرجعية واحدة، في حين يختلف السنة، ووصلت حدة الاتهامات بينهم إلى التخوين والتكفير والعمالة؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** هذه مبالغة. [/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* لكن تأثير الشيعة يزداد يوما بعد يوم؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** هم مؤثرون بالفعل؛ لأن الحكومة الإيرانية وراءهم، فالناس إذا وجدوا حكم يساعدهم بالمال والسلاح والثقافة يتحركون، وهذا أمر لا شك فيه، فقبل الحكومة الإيرانية لم يكن هناك تأثير للشيعة، خاصة وأن الحكومة أعلنت أنها حكومة شيعية. وأنا أتفق معك على أن ما تفعله الحكومة يصب في صالح الشيعة، لكن تأثيرهم في الخارج، أما في الداخل فلا تأثير لهم، فهم كالمسيحية الغربية يدعون الناس إلى المسيحية وبناء الكنائس، وفي أوروبا كنائسهم تباع أو لا يدخلها الناس.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* اعتبر البعض أن ما فعله حزب الله مؤخرًا في لبنان بمثابة كشفًا للمستور وفضحًا لحقيقة هذا الحزب الطائفي.. هل ترون أن الحزب غير قادر فيما بعد على استعادة ثقة الجماهير المسلمة لدعمه وتأييده؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** بالطبع الجماهير تتأثر بالشيء المباشر الذي تراه، فعندما رأوا عمل حزب الله ضد إسرائيل تأثروا بذلك وهذا طبيعي، ولو أنهم كانت لهم قيادات توجههم، وتقول لهم حقيقة الموقف، وأن هناك حقائق أخرى غير واضحة فلا تتطرفوا في التأييد لكان الأمر مختلفًا.

الناس انتظروا حتى حدث شيء واضح للعيان.. نعم هناك كتابات لكنها اعتبرت أقليات واعتبر الذين كتبوها؛ إما وهابيين أو غير مدركين للواقع أو ليس لديهم تحليل علمي أو أنهم مدفوعون بالعاطفة.
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* على خلفية الهجمة الشرسة التي شنها البريطانيون، حكومة ومعارضة، على كبير أساقفة كانتربري الذي دعا إلى أن يتضمن القانون البريطاني بعض أحكام الشريعة الإسلامية كي يتحاكم إليها المسلمون في بريطانيا.. ما تفسيركم لذلك، على الرغم من أن الرجل ابن للكنيسة والحضارة الغربية؟
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** بالمناسبة.. أنا كنت هناك أثناء هذه المحاضرة وقد نشرت المحاضرة في اليوم الثاني، وكان كلام الرجل فيه الكثير من العقل، فهو يقول أنا ضربت مثلاً بالمسلمين، لكن يمكن أن أقول نفس الكلام على اليهود، وهؤلاء بريطانيون فلماذا نفرض عليهم قوانين لا تتماشى مع دينهم؟ لماذا لا نتركهم في بعض هذه المسائل الجزئية؟ والضجة التي حدثت في اعتقادي أن الرجل نفسه لم يكن يتوقعها.. ومع ذلك فقد امتدحه البعض بأنه رجل ثابت ولم يغير موقفه وتكلم ثانية للتعبير عن رأيه.. وكانت بعض الردود سخيفة. فرئيس الوزراء قال: ينبغي أن تحكمنا القيم البريطانية، وزعيم المعارضة انتقده، والبعض قال: هذا ليس مسيحيًا، والبعض طالب باستقالته، لكن كانت فعلا صدمة لكثير من البريطانيين وغير البريطانيين، بالرغم من أن الرجل في الترتيب السادس في الدولة، وهو عضو كبير في مجلس العموم البريطاني.
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif] وتفسير ذلك.. أن الأشياء دائمًا تكون مخفية ويوجد ظواهر وبواطن، فتأتي بعض الحوادث فتنزع الغطاء الخارجي ويتبين الناس على حقيقتهم .[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* هل تكشف لنا مثل هذه الأحداث تهاوي دعاوي الحوار مع الغرب.. أم أن الدعوة للحوار لها اعتبارات أخرى؟
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** الحوار نوعان: فيوجد حوار مستمر لا ينقطع منذ جاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى الآن، وهو حوار أفراد مع أفراد، وهذا هو سبب دخول الناس في الإسلام، وهي الدعوة. وأقول للذين ينكرون الحوار إذن اتركوا الدعوة، لأنك إذا دعوت لابد أنك تتحاور، تقول لواحد: محمد رسول الله، فيقول لك: ما الدليل؟ فهل تقول له اذهب لا أريد أن أكلمك ؟ بالطبع لا.. فلابد من أن ترد عليه وأن تقنعه، فهذا حوار وهذا مستمر بحمد الله.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
أما الثاني.. فربما يكون عليه علامات استفهام، وهو الحوار الرسمي الذي تتبناه الحكومات أو جماعات، وقد جربته وفي كثير من الأحيان لا ينجح؛ لأن كلا الفريقين لا يمثل كل الناس... وقد شاركت في حوار مع مندوبين من الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا، فأدخلونا في مكان مغلق ومنعوا الصحافيين، وكنا نتوقع أن يسمعنا الكل كما كان كل المتحاورين معنا قساوسة متعصبين لدينهم وما يحبون الحوار في أصل الدين، ويقولون حوارنا في الأشياء المشركة كمسألة الفقر وغيرها، فقلت لهم: إن هذه الأمور يمكن أن نتعاون فيها حتى مع غير المتدينين.[/FONT]


[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* في مرحلة زمنية سابقة كانت ثمة هيمنة ثقافية لليسار والناصريين، والآن تمكن الإسلاميون مع ثورة الاتصالات من تخفيف حدة هذه الهيمنة بعض الشيء.. ما تقييمكم لهذه الجهود الثقافية؟[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** أنا عشت تلك الفترة التي كان لليسار الهيمنة، وجزء من الأسباب أن الحركة الإسلامية كانت مبتدئة، فكنا إما في المدارس الثانوية أو طلاب في الجامعات وهؤلاء سبقونا، وكانت وراءهم دولة كبيرة. فأذكر في السودان كان هناك مراكز ثقافية سوفيتية وكانوا متهمين بأنهم يمولون ماديًا من الاتحاد السوفيتي، فكان عندهم إمكانيات.[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif] غير أن الضربة الكبيرة جاءتهم من خرتشوف عندما جاء وتكلم عن ستالين، لأن الشيوعيين في العالم كله كانوا عباد لستالين فتكلم عنه خرتشوف أسوأ كلام، وهذا يحطم من روحهم المعنوية، ثم جاء جورباتشوف، ثم انتهت الشيوعية باعتبارها دولة، وهذا كان في الوقت الذي كانت فيه الحركة الإسلامية تتنامى وتزداد عملاً وتجربة، كما أن من رحمة ربنا أن رحمنا بالإنترنت والفضائيات إلى حد ما.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* هل أنت راضٍ إذن عن دور الإسلاميين الثقافي؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]** نعم إلى حد ما. [/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* يُتهم الشباب المسلم المتدين بقصور ثقافته وعلمه عند حد الإلمام بفقه العبادات وبعض الأمور المتعلقة بالدين دون محاولة الإلمام بالواقع والأحداث، وهو ما يؤثر على سلوكه وتفاعله مع المجتمع.. ما تعليقكم؟ وكيف يمكن تصحيح هذا المسار؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** الحكم العام بهذه الطريقة ليس صحيحًا؛ لأن معظم هؤلاء الشباب هم من خريجي الجامعات ودرسوا ما درسه غيرهم من الطلاب من العلوم، فلا تستطيع أن تقول هذا الكلام عنهم، لكن ربما يكون اهتمام بعضهم بهذا، وكما أن بعضهم قصر في هذا الجانب فكذلك بعض الذين عرفوا الواقع قصروا أيضًا في تعلمهم للدين، والدعوة لا تنجح إلا بالأمرين، فلابد أن يكون هناك أناس يعرفون الدين ويعرفون الواقع.[/FONT]


[FONT=arial,helvetica,sans-serif]* يعول الكثير من المحللين والمراقبين على الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، ويعتقد البعض أن الملف العراقي مرهون بتغيير الرئيس الأمريكي.. ما قولكم في هذا؟ وماذا تتوقعون بشأن هذا الملف؟[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]
** المسألة ليست مسألة رأي، فالحزب الديمقراطي أعلن أنه سينسحب من العراق لكن بمراحل، ولكننا لا ندري عندما يأتي للحكم، ويرى الواقع ويسمع الجيش فهل سيستطيع أن يفعل؟ أما إذا نجح ماكين فسيبقى الوضع على ما هو عليه؛ لأنه استمرار لبوش وبالتالي ليس جديدًا[/FONT]
 
عودة
أعلى