ويكيليكس: المغرب طالب بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي لأن ذلك سيشجع الجزائر على امتلاكه
ويكيليكس: المغرب طالب بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي لأن ذلك سيشجع الجزائر على امتلاكه
كمال زايت:
2010-12-03
افادت صحف مغربية ان موقع ويكيليكس على شبكة الانترنت يتوفر على حوالي 2000 وثيقة عن المغرب من ضمن الوثائق التي تحصل عليها من وزارة الخارجية الامريكية.
وقالت هذه الصحف ان موقع 'ويكيليكس' يتوفر على 1861 وثيقة تهم المغرب، 245 منها تهم ملف الصحراء الغربية. وتوزعت الوثائق بين 1365 مراسلة من السفارة الأمريكية بالرباط، و232 مراسلة أرسلت من قنصلية أمريكا بالدار البيضاء، بالاضافة الى ورود مراسلات من أماكن أخرى في العالم ورد فيها الحديث عن المغرب.
وتقوم يومية 'اخبار اليوم' وموقع 'لكم' الالكتروني بنشر جزء من هذه الوثائق التي تتحدث عن قضايا تتعلق بالارهاب او نزاع الصحراء او علاقات المغرب الاقليمية والدولية. وتضمنت مئات الوثائق ما ورد عن سفارة أمريكا بالرباط من معطيات مرتبطة بالأسرة الملكية الحاكمة وضيوفها وأداء الحكومة زيادة على معطيات أخرى تهم كافة المجالات الحياتية بالمملكة، خاصة الفوسفات والتعاملات المغربية الفرنسية، وأفصح عن مواقف مسؤولين مغاربة تجاه دول وأحداث عالمية. وقالت برقية دبلوماسية أمريكية سرية ان مائير داغان الذي كان إلى ما قبل بضعة أيام رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) ابلغ في اجتماع حول الارهاب مع فرانسيس فراغوس تاونسند مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون أمن الوطن ومكافحة الإرهاب ان المغرب يتكيف بشكل أفضل مع قضايا الإرهاب 'رغما عن الملك' الذي يبدو أنه لا يعير اهتماماً للحكم. وتشير الوثائق إلى أن المغرب قطع علاقته مع إيران في منتصف سنة 2009 بإيعاز من العربية السعودية بعد أن اعتبر الملك محمد السادس نشاط السفارة الإيرانية في المغرب اعتداء على شخصه وعلى سلطته كأمير للمؤمنين. كما تكشف الوثائق أن المغرب يعارض بشكل مطلق حصول إيران على السلاح النووي، وطلب من المجموعة الدولية استعمال كل الوسائل المتاحة لها والمقبولة قانونيا للحيلولة دون حصول إيران على القنبلة النووية، لأن ذلك سيشجع الجزائر على الحصول عليها أيضا.
وأضافت الوثائق أن المغرب يشك في امتلاك الجزائر برنامجا نوويا عسكريا سريا منذ سنوات، وأنه أبلغ الدبلوماسيين الأمريكيين بذلك. وتضمنت وثيقة دبلوماسية أمريكية بتاريخ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 هذه المعلومات التي أرسلت بعد خمسة أيام من لقاء جمع الأمين العام لوزارة الخارجية المغربية عمار هلال والسفير الأمريكي في الرباط بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
وجاء في الوثيقة أن أمين عام وزارة الخارجية هلال أبلغ السفير الأمريكي أن حصول إيران على السلاح النووي يعتبر كارثة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وخاصة بالنسبة للمغرب، لأن ذلك سيفجر سباقا نحو التسلح ويعجل بمواصلة ما وصفه المسؤول المغربي بالبرنامج النووي العسكري الجزائري. وفي وثيقة أخرى مخصصة للمغرب ورد في مراسلة السفارة الأمريكية بالرباط أن محاكمة بلعيرج لم تكن عادلة.
وجاء في إحدى الوثائق أن الخارجية المغربية كشفت أن النيجر طلبت من المغرب في 2007 أسلحة وأجهزة للتصدي للجماعات الإسلامية 'الإرهابية' في منطقة الساحل.
كما ورد في وثيقة الدور الذي لعبه المغرب في انتقال الحكم العسكري في غينيا بعد أن لجأ الحاكم العسكري لهذا البلد الإفريقي إلى المغرب السنة الماضية بعد محاولة اغتياله، وأشارت الوثيقة إلى أن الجنرال بناني لم يكن له علم بتواجد الجنرال العسكري الغيني كمارا سيكوبا بالمغرب. وقد طلب الأمريكان من الرباط بقاء الجنرال الغيني في المغرب لمدة أطول، حتى يتم انتقال السلطة في غينيا.
ساركوزي نجم
وبحسب وثيقة طويلة، فان الرئيس الفرنسي ساركوزي قام بزيارة ناجحة للمغرب بين 22 و24 تشرين الاول/أكتوبر 2009، وقالت الوثيقة المرسلة من السفارة الامريكية في الرباط ان زيارة ساركوزي للرباط كانت زيارة نجم وقدم فيها البيان الفرنسي الأكثر صراحة حتى الآن في دعم خطة الحكم الذاتي كأساس للتوصل إلى تسوية تفاوضية للنزاع حول الصحراء. كما أثار ساركوزي فقدان فرنسا لصفقة بيع طائرات ''رافال'' الفرنسية بسبب وجود عرض أفضل قدم إلى المغرب يشمل طائرات إف 16 الأمريكية، كما تمكن ساركوزي والوفد المرافق له من إبرام ما يقرب من 3 مليارات يورو من الصفقات التجارية والمبيعات العسكرية خلال الزيارة، بما في ذلك فرقاطة تابعة للبحرية.
ونقلت الوثيقة تقليل السفير الفرنسي من البعد التجاري للزيارة مركزا على ما هو سياسي كمشروع الاتحاد من أجل المتوسط ودعم الإصلاحات الديموقراطية والسياسية في المغرب.
أما الفقرة الثانية من التقرير فقد خصصت لموضوع الصحراء حيث أشارت لوصف ساركوزي في يومية ''لوماتان'' لمشروع الحكم الذاتي بأنه ''جاد وذو مصداقية''، وعزز ذلك بموقفه في خطاب بالبرلمان أكد فيه الدعم الفرنسي بوضوح لخطة المغرب واعتبرها خطوة أخرى إلى الأمام، واصفا إياها بأنها ''عنصر جديد'' في عملية وصلت الى طريق مسدود طويل، وذلك باستخدام صياغة وكيل الأمين العام أنه ''يمكن ان يخدم كأساس للتفاوض في البحث عن تسوية معقولة لقضية الصحراء الغربية ''.
وعلق محرر التقرير من السفارة الأمريكية بالرباط ''ولهذا نحن نفهم احتجاج قيادة البوليزاريوعلى تصريحات ساركوزي''.
وانتقل التقرير ليعرض خلاصات عامة حول قضايا الاتحاد من أجل المتوسط وإيران وعملية السلام.
وكشف التقرير أن السفير الفرنسي السابق جان فرنسوا تيبولت شرح لمسؤول السفارة الأمريكية بالرباط روبرت جاكسون بمعية أعضاء آخرين من البعثة الدبلوماسية بالرباط في لقاء عقد بعد يومين من زيارة ساركوزي للرباط، أهم الحيثيات والخلاصات المرتبطة بالزيارة، حيث أكد أهميتها رغم تقليله من أبعادها التجارية، وتوقف التقرير ليقدم ملخصا لتفاصيل هذه الأبعاد ولا سيما ما تعلق بمشروع القطار الفائق السرعة بكلفة 2 مليار أورو نصفها سيذهب للشركات الفرنسية أليستوم وهيئة السكك الحديدية الفرنسية وشبكة فرنسا. وكشف التقرير وجود انشغال فرنسي عميق بفقدان صفقة الطائرات العسكرية الفرنسية مع المغرب بسبب العرض الذي قدم من الأمريكيين.
ونقل التقرير ملخصين لأهم المواقف التي صدرت في الإعلام المغربي تجاه الزيارة، حيث أحال على كل من يومية 'المساء' التي وردت بالاسم وكتبت أن الدبلوماسية الفرنسية ''لا تزال تحكمها المفاهيم التقليدية'' وأن ساركوزي جاء ليقدم '' شهادة حسن سلوك' للنظام. والثانية هي يومية 'التجديد' (إسلامية) والتي قدمت باعتبارها اليومية العربية المرتبطة بحزب العدالة والتنمية، حيث نددت بخطاب ساركوزي الذي اتهم فيه الإسلام السياسي بتوليد العداء للآخر. واعتبرت ذلك بمثابة صفعة في وجه النواب الاسلاميين الموجودين ضمن المستمعين.
وقال سفير أمريكا بالرباط ان الرئيس ساركوزي نال غضب الملك المغربي أثناء إحدى الزيارات بعدما جلس بطريقة غير سوية واضعا رجلا فوق رجل في تناف مع البروتوكول الملكي الصارم.
مبعوث امريكي
في وثيقة أخرى صدرت عن السفارة الامريكية بالرباط أنه تم عقد لقاء بين مبعوث أمريكي ومحمد أزروال المفتش العام بوزارة الخارجية بتاريخ 19 حزيران/يونيو 2009 حول دور المغرب في جامعة الدول العربية والدفع به للعمل من أجل تعزيز جهود السلام ومناقشة خطاب أخير لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو واعتباره خطوة إيجابية من طرف الرئيس أوباما.
المسؤول المغربي كان فاترا ولم يكثرت بالعرض الأمريكي واعتبر خطاب الرئيس الإسرائيلي رقصا وخطوة إلى الوراء، وأنه في ضوء اللغة المستخدمة في خطاب نتنياهو سيكون من الغباء أن يقدم هذا العرض لشركائه العرب، وقال ان عددا من الدول العربية تنتقد خطاب الرئيس أوباما، وتريد أن ترى الإجراءات وليس الكلمات وأن إسرائيل يجب ان تتخذ الخطوة الأولى. آنذاك تدخل المبعوث الأمريكي وشدد على أهمية خطاب الرئيس أوباما والتزامه لنهج الشفافية الواردة فيه.
واعتبر أزروال وهو سفير سابق في طهران أنه لا ينتظر شيئا من المرشد الإيراني خامنئي على خلفية خطابه المتشدد الذي ألقاه في وقت متأخر من نفس اليوم.
السعودية تضمن تدفق النفط
وفي وثيقة مؤرخة بتاريخ 6 نيسان/أبريل 2009 جاء أن المغرب قد قطع علاقته مع إيران بإيعاز من السعودية حسب مسؤول دبلوماسي مصري يدعى طارق دروك والذي كان وسيطا بين الملك المغربي والرياض التي التزمت بضمان استمرار تدفق النفط للمغرب ومساعدته في مجال الاستثمار. كما أن طهران حاولت توظيف سفارتها في المغرب من أجل نشر المد الشيعي في السنغال ومالي، وأن من شأن الحملة التي دشنها المغرب ضد الأقلية الشيعية وتم القبض فيها على ستة مواطنين مغاربة على علاقة بالشيعة أن توقف زحف بعض الأحزاب الإسلامية خصوصا في الانتخابات البلدية. وورد كذلك أن الملك محمد السادس غضب من نشاطات السفارة الإيرانية المتزايدة وأراد أن يصطاد عدة عصافير بحجر واحد ويحافظ على مكانته الدينية كأمير للمؤمنين سنة وشيعة وطالب أمريكا بالعمل على إزاحة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، كما فضح بأن المغرب قد طالب عددا من الدول بمنع إيران من الحصول على قنبلة ذرية خوفا من أن تليها الجزائر في التوفر على هذا السلاح الفتاك.
التعامل علنا مع اسرائيل
ونسب لوزير الخارجية المغربي تأكيده، على هامش قمة جامعة الدول العربية عام 2009، عزم المغرب التعامل علنا مع الكيان الإسرائيلي تحت غطاء الاتحاد من أجل المتوسطي الذي كانت فرنسا نيكولا ساركوزي حريصة على إخراجه للنور.
واهتمت وثيقة أمريكية أخرى بقضية شبكة يتزعمها بلجيكي من اصل مغربي اطلقت عليها السلطات اسم شبكة بلعيرج، وقالت السفارة الامريكية أنه تمت محاكمة المعتقلين الذين تتهمهم السلطات بالضلوع باعمال ارهابية ومن بينهم ستة ناشطين سياسيين وسط محاكمة لم تكن عادلة ومطبوخة سلفا حسب تصريحات يوهان جاكوب الدبلوماسي اليهودي البلجيكي المستشار بالسفارة البلجيكية بالرباط، وأكدت أن الأحكام كانت جاهزة ومسبقة لعدم إمكانية القاضي التوصل للأحكام في 12 ساعة وفي حق 35 متهما، زيادة على وجود خروقات شكلية في ترجمة الوثائق المعروضة باللغتين الفرنسية والهولندية وتمت الإشارة لمحتوياتها شفويا فقط.
محاكمة ظالمة
تلخص الوثيقة الصادرة عن السفارة الأمريكية بالرباط بتاريخ 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 مجالات العمل والتعاون بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وتشمل الحوارات الأمنية الثنائية ومناقشة مراقبة الحدود والمسائل المرتبطة بمجال التسليح والعسكر كتبادل المعلومات الاستخبارية، المبيعات العسكرية الخارجية، وخطط التعاون الأمني، وبرامج التدريب التي تعتزم الولايات المتحدة توفيرها للمغرب حتى يمكن الحفاظ على قوة الجيش المغربي ومواصلة تطويره من أجل المشاركة في مجال عمليات حفظ السلام. ويختم السفير كابلان مراسلته بأن المغرب يظل شريكا مثاليا في الحرب ضد الإرهاب، ولا بد من تطوير مجالات التعاون العسكرية والسياسية حتى يبقى حليفا مستقرا ورائدا في منطقة شمال أفريقيا.
في وثيقة أرسلت بتاريخ 9 حزيران/يونيو 2009 تم التطرق لتصريحات لياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات العامة المعروفة بالمخابرات الخارجية في حوار جمعه بكودل بور عضو مجلس الشيوخ الأمريكي قال فيها ان المغرب مرتاح لحالة الاستقرار بالجارة موريتانيا وحريص على استمرار الأجواء الديمقراطية. وأكد المنصوري أن النزاع حول الصحراء مع الجزائر والبوليزاريو ثنى المغرب عن محاصرة توسع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وبتاريخ 4 كانون الثاني/يناير 2010 نشر تقرير سري أن زيارة القائد الأول لقيادة القوات الدولية في افريقيا (أفريكوم) في نهاية كانون الاول/ديسمبر 2009 للمغرب عرفت توقيع اتفاقات عسكرية مع المفتش العام للقوات المسلحة المغربية الجنرال عبد العزيز بناني، من أجل تسليح وتطوير أداء القوات الجوية الملكية المغربية. كما أشارت نفس الوثيقة إلى وجود ترخيص مغربي للطائرات العسكرية الأمريكية بمرورها عبر الأجواء المغربية ضمن عمليات منطقة الساحل في إطار محاربة تنظيم القاعدة.
وتشير وثائق 'ويكيليكس' إلى أن المدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الخارجية المغربية يوسف عمراني حمّل الحكومة الجزائرية مسؤولية بروز تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، موضحة أن دبلوماسياً أمريكياً بالرباط دافع عن موقف الجزائر، مؤكدا أن تحالف الجماعة السلفية للدعوة والقتال مع تنظيم القاعدة، جاء بعد نجاح الحكومة الجزائرية في تهميش الجماعة السلفية. وذكرت وثائق السفارة الأمريكية أن خالد زروالي المكلف بأمن الحدود المغربية في وزارة الداخلية لم يتجرع حديث المسؤولين الأمريكيين عن الجزائر بوصفها 'مثالا' في مجال مكافحة الإرهاب، وأنه عقب على ذلك قائلا: 'المغرب أكثر استقرارا وأمنا، في حين من الصعب السفر بين الجزائر العاصمة ووهران دون مخاوف'.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\03qpt92.5.htm&arc=data\2010\12\12-03\03qpt92.5.htm