
رغم التطور الكبير الذي شهدته القوات الجوية الملكية السعودية، وخاصةً بامتلاكها طائرات سيادة جوية من الطراز الثقيل مثل F‑15SA، إلا أن هناك فجوة واضحة لم تُسد حتى اليوم: غياب مقاتلة خفيفة متعددة المهام.
وهنا يبرز سؤال منطقي:
لماذا لم تتجه السعودية حتى الآن لشراء طائرة FA-50 الكورية؟
رغم أنها خيار واضح لتقوية الذراع الجوية في المهام اليومية والضربات الأرضية منخفضة التكلفة.
الحاجة الحقيقية وليست رفاهية عسكرية
السعودية تواجه تحديات ميدانية متعددة تتطلب:
- دوريات جوية مستمرة في المناطق الحدودية.
- ضربات جو-أرض دقيقة في أماكن منخفضة التهديد مثل اليمن.
- احتياج لطائرات دعم سريع من قواعد متقدمة.
هل من المنطقي أن تستخدم F‑15SA لهذه المهام؟
التكلفة التشغيلية للطائرة الواحدة تتجاوز 50,000 دولار للساعة، بينما يمكن لطائرة FA‑50 تنفيذ نفس المهمة بدقة مقبولة وبسعر لا يتجاوز 8,000 دولار للساعة.
ما الذي يجعل FA-50 خيارًا ذكيًا؟
- سعر الشراء منخفض (30–35 مليون دولار فقط).
- تكلفة التشغيل والصيانة قليلة، ما يتيح استخدامها اليومي بلا استنزاف.
- تحمل أسلحة موجهة بدقة مثل JDAM وPaveway.
- نسخة Block 20 القادمة تتيح تزويدها برادارات حديثة وصواريخ جو-جو وجو-أرض متقدمة.
- قابلة للتجميع المحلي والتطوير الصناعي السعودي لاحقًا.
الدول التي سبقتنا
- بولندا: وقعت أكبر صفقة للطائرة بـ 48 طائرة، وبدأت فعليًا في تشغيلها.
- الفلبين، إندونيسيا، ماليزيا، وحتى أمريكا اللاتينية بدأت مفاوضات لاقتنائها.
- هذه الدول ليست أغنى من السعودية، لكنها فهمت الحاجة إلى توازن القوة والكفاءة والتكلفة.
صحيح أن القوات الجوية السعودية من بين الأفضل في العالم العربي، وربما الآسيوي، لكن الذكاء العسكري لا يقاس بحجم الطائرات فقط، بل بمدى تنوعها وكفاءتها في المهام.
FA‑50 ليست بديلة عن F‑15، بل مكملة لها، تحمي عمرها وتوفر ميزانية الدولة، وتخلق قاعدة تدريبية وقتالية مرنة.
بل يمكن استخدام FA‑50 لتدريب الطيارين الجدد، وإعدادهم على طائرات قتالية حقيقية
الخلاصة
إن إدخال طائرات FA‑50 إلى سلاح الجو السعودي:
- يعالج فجوة واقعية في هيكل القوة الجوية.
- يقلل التكاليف بشكل كبير.
- يفتح باب التصنيع المشترك لاحقًا مع كوريا.
- ويمنحنا قدرة مرنة على الرد والدفاع في أي وقت دون إنهاك مواردنا الاستراتيجية.
آن الأوان أن نرى FA‑50 بألوان العلم السعودي في سماء الجنوب والشمال والشرق، تحمل رسالة واضحة:
السعودية لا تنقصها القوة، بل تختارها بعقل.