الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين، ورحمة الله للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , اما بعد
تعد القوات الجوية الجزائرية (AAF) قوة جوية بارزة في القارة الافريقية، وتواصل تحديث قدراتها العسكرية باستثمارات ضخمة. ومع ذلك، يكشف التحليل الدقيق عن نقاط ضعف جوهرية قد تؤثر على فعاليتها العملياتية ومرونتها الاستراتيجية. تشمل هذه النقاط تحديات مستمرة في تحديث الاسطول القديم، وعدم اليقين والمشكلات الفنية المتعلقة باقتناء الطائرات المتقدمة مثل السو-57، والاعتماد الكبير على روسيا في الدعم اللوجستي والصيانة، مما يجعلها عرضة لاضطرابات سلسلة التوريد بسبب العقوبات. كما تبرز فجوات ملحوظة في قدرات القيادة والتحكم والاتصالات والحواسيب والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (C4ISR). علاوة على ذلك، يمثل تدريب الطيارين وساعات الطيران المحدودة تحديا، إلى جانب نقاط ضعف في الامن السيبراني. هذه التبعيات والقيود الجيوسياسية، خاصة في مواجهة المنافسين الاقليميين الذين يتبنون استراتيجيات تنويع المصادر، تضع علامات استفهام حول القدرة الكلية للقوات الجوية الجزائرية في سيناريوهات الصراع عالية الكثافة
في هذا التحليل، سنتناول هذه النقاط بشكل احترافي وموضوعي
تعرف القوات الجوية الجزائرية على نطاق واسع بانها واحدة من اكثر الاذرع الجوية قوة في افريقيا، حيث تمتلك مخزونا كبيرا من الطائرات القتالية وانظمة الدفاع الجوي المتطورة. وقد تعزز هذا الموقع بفضل حملة التحديث المستمرة التي اكتسبت زخما كبيرا منذ عام 2020. مدفوعة بمزيج من الطموحات الاقليمية والمخاوف الامنية الملحة، بما في ذلك التوترات طويلة الامد مع المغرب والتهديد المستمر للجماعات الارهابية في منطقة الساحل وليبيا، التزمت الجزائر بإنفاق دفاعي كبير. وقد وصل ميزانيتها العسكرية الى رقم قياسي بلغ 25 مليار دولار في عام 2025، مما يعزز مكانتها كخامس اكبر مستورد للاسلحة عالميا والرائد في افريقيا. وقد تم دعم هذا الالتزام المالي الكبير بزيادة الايرادات من صادرات النفط والغاز.
على الرغم من حجم مشترياتها المثير للاعجاب ومكانتها الاقليمية، يكشف الفحص الدقيق والمتعمق ان القوات الجوية الجزائرية تواجه العديد من نقاط الضعف المتاصلة والناشئة. هذه النقاط، اذا لم يتم معالجتها، يمكن ان تؤثر بشكل كبير على الفعالية العملياتية للقوات الجوية، ومرونتها الاستراتيجية، وموقف الامن القومي العام. يهدف هذا التقرير الى تقديم تحليل شامل ومهني ومستند الى الادلة لهذه الثغرات المحددة، وتقديم تفاصيل دقيقة ومناسبة لمنشور عسكري متخصص وقرائه المطلعين.
ان التقييم الاولي للقوات الجوية الجزائرية، بناء على انفاقها العسكري المرتفع ومشترياتها المتقدمة، يقدم صورة للقوة القوية والهيمنة الاقليمية. ومع ذلك، فان الغوص الاعمق في التفاصيل يكشف عن تفاعل معقد من العوامل التي تشير الى ان هذه القوة الظاهرة قد تخفي هشاشة اعمق. على سبيل المثال، تواجه القوات الجوية الجزائرية تحديات في دمج الانظمة الجديدة بشكل فعال، وتعتمد بشكل كبير على مورد رئيسي واحد، وهو روسيا، وهناك قصور فني موثق في بعض المنصات المكتسبة. هذا يعني انه بينما تنجح الجزائر في ابراز قوتها العسكرية من خلال المشتريات عالية القيمة، فان الاطر العملياتية واللوجستية والبشرية الاساسية قد لا تتطور بنفس الوتيرة. وبالتالي، فان القوة المتصورة قد تخفي، في بعض المجالات الحيوية، نقاط ضعف اعمق يمكن ان تظهر بشكل واضح تحت ضغط عملياتي مستمر او في صراع عالي الكثافة
تعرف القوات الجوية الجزائرية على نطاق واسع بانها واحدة من اكثر الاذرع الجوية قوة في افريقيا، حيث تمتلك مخزونا كبيرا من الطائرات القتالية وانظمة الدفاع الجوي المتطورة. وقد تعزز هذا الموقع بفضل حملة التحديث المستمرة التي اكتسبت زخما كبيرا منذ عام 2020. مدفوعة بمزيج من الطموحات الاقليمية والمخاوف الامنية الملحة، بما في ذلك التوترات طويلة الامد مع المغرب والتهديد المستمر للجماعات الارهابية في منطقة الساحل وليبيا، التزمت الجزائر بإنفاق دفاعي كبير. وقد وصل ميزانيتها العسكرية الى رقم قياسي بلغ 25 مليار دولار في عام 2025، مما يعزز مكانتها كخامس اكبر مستورد للاسلحة عالميا والرائد في افريقيا. وقد تم دعم هذا الالتزام المالي الكبير بزيادة الايرادات من صادرات النفط والغاز.
على الرغم من حجم مشترياتها المثير للاعجاب ومكانتها الاقليمية، يكشف الفحص الدقيق والمتعمق ان القوات الجوية الجزائرية تواجه العديد من نقاط الضعف المتاصلة والناشئة. هذه النقاط، اذا لم يتم معالجتها، يمكن ان تؤثر بشكل كبير على الفعالية العملياتية للقوات الجوية، ومرونتها الاستراتيجية، وموقف الامن القومي العام. يهدف هذا التقرير الى تقديم تحليل شامل ومهني ومستند الى الادلة لهذه الثغرات المحددة، وتقديم تفاصيل دقيقة ومناسبة لمنشور عسكري متخصص وقرائه المطلعين.
ان التقييم الاولي للقوات الجوية الجزائرية، بناء على انفاقها العسكري المرتفع ومشترياتها المتقدمة، يقدم صورة للقوة القوية والهيمنة الاقليمية. ومع ذلك، فان الغوص الاعمق في التفاصيل يكشف عن تفاعل معقد من العوامل التي تشير الى ان هذه القوة الظاهرة قد تخفي هشاشة اعمق. على سبيل المثال، تواجه القوات الجوية الجزائرية تحديات في دمج الانظمة الجديدة بشكل فعال، وتعتمد بشكل كبير على مورد رئيسي واحد، وهو روسيا، وهناك قصور فني موثق في بعض المنصات المكتسبة. هذا يعني انه بينما تنجح الجزائر في ابراز قوتها العسكرية من خلال المشتريات عالية القيمة، فان الاطر العملياتية واللوجستية والبشرية الاساسية قد لا تتطور بنفس الوتيرة. وبالتالي، فان القوة المتصورة قد تخفي، في بعض المجالات الحيوية، نقاط ضعف اعمق يمكن ان تظهر بشكل واضح تحت ضغط عملياتي مستمر او في صراع عالي الكثافة
تحديث الأسطول والثغرات التكنولوجية
يظل مخزون القوات الجوية الجزائرية مزيجا غير متجانس من المنصات المتقدمة المكتسبة حديثا وعدد كبير من الطائرات القديمة من الحقبة السوفيتية. في حين خضعت بعض المنصات القديمة، مثل طائرات سو-24 ام/ام كيه/ام ار، للتحديث الى صيغة ام2/ام ار2 في اواخر عام 2020، وحتى طائرات ميج-25 التي اعيدت للخدمة بشكل مثير للجدل في اواخر عام 2022 بعد تقاعد قصير، لا يزال جزء كبير من الاسطول، بما في ذلك طرازات ميج-29 القديمة وطائرات سو-24 العامة، يعتبر متقادما.
ان طائرات ميج-29، حتى في طرازاتها ام/ام2 المحدثة، تظل في الاساس منصة من الجيل الرابع. وقد تفتقر الطرازات الاقدم ضمن الاسطول بشكل حاسم الى الكترونيات الطيران المتقدمة وانظمة الرادار الحديثة والقدرة المتزايدة على حمل الوقود التي تميز المقاتلات متعددة المهام المعاصرة، مما يحد من فعاليتها في بيئات القتال الجوي الحديثة. وبالمثل، في حين تشكل طائرات سو-30 ام كيه ايه العمود الفقري لاسطول المقاتلات الثقيلة للقوات الجوية الجزائرية وتعتبر قادرة، فان طلباتها الاولية تعود الى عام 2006، ويعكس اعتمادها على مزيج من التقنيات الروسية الاساسية مع بعض شاشات العرض الفرنسية امكانية وجود تعقيدات في التكامل او قيود في الترقيات المستقبلية.
Su-30MKA العمود الفقري للقوة الجوية الجزائرية و Su-35 تطور طبيعي
يظل مخزون القوات الجوية الجزائرية مزيجا غير متجانس من المنصات المتقدمة المكتسبة حديثا وعدد كبير من الطائرات القديمة من الحقبة السوفيتية. في حين خضعت بعض المنصات القديمة، مثل طائرات سو-24 ام/ام كيه/ام ار، للتحديث الى صيغة ام2/ام ار2 في اواخر عام 2020، وحتى طائرات ميج-25 التي اعيدت للخدمة بشكل مثير للجدل في اواخر عام 2022 بعد تقاعد قصير، لا يزال جزء كبير من الاسطول، بما في ذلك طرازات ميج-29 القديمة وطائرات سو-24 العامة، يعتبر متقادما.
ان طائرات ميج-29، حتى في طرازاتها ام/ام2 المحدثة، تظل في الاساس منصة من الجيل الرابع. وقد تفتقر الطرازات الاقدم ضمن الاسطول بشكل حاسم الى الكترونيات الطيران المتقدمة وانظمة الرادار الحديثة والقدرة المتزايدة على حمل الوقود التي تميز المقاتلات متعددة المهام المعاصرة، مما يحد من فعاليتها في بيئات القتال الجوي الحديثة. وبالمثل، في حين تشكل طائرات سو-30 ام كيه ايه العمود الفقري لاسطول المقاتلات الثقيلة للقوات الجوية الجزائرية وتعتبر قادرة، فان طلباتها الاولية تعود الى عام 2006، ويعكس اعتمادها على مزيج من التقنيات الروسية الاساسية مع بعض شاشات العرض الفرنسية امكانية وجود تعقيدات في التكامل او قيود في الترقيات المستقبلية.
Su-30MKA العمود الفقري للقوة الجوية الجزائرية و Su-35 تطور طبيعي
Su-30MKA العمود الفقري للقوة الجوية الجزائرية مزودة برادار N011M Bars من نوع PESA (Passive Electronically Scanned Array)، وهو نفس الرادار المستخدم في Su-30MKI الهندية، ويعد من الجيل السابق مقارنة بالرادارات الغربية الحديثة. وفقا للمواصفات الرسمية، يستطيع رادار Bars كشف هدف جوي بمقطع راداري 3 متر مربع من مسافة تصل الى 350 كم، لكن هذا الرقم يتحقق فقط في ظروف مثالية، وفي زاوية ضيقة من المسح. في الواقع العملياتي، وضمن بيئة قتال مليئة بالتشويش والعوائق، ينخفض هذا المدى الى حوالي 150-200 كم كحد اقصى, و عند مقارنتها ب Su-35 التي تعتزم الجزائر إدخالها والتي ينظر إليها على أنها تطوير طبيعي للـ Su-30MKA فان Su-35 مزودة من طراز N035 Irbis-E محسن عن الذي في Su-30، والذي يصنف هو الاخر ضمن فئة PESA. تروج روسيا لهذا الرادار بقدرة كشف تصل الى 400 كيلومتر ضد اهداف ذات مقطع راداري تقليدي (3 م²)، الا ان الواقع العملياتي يختلف كثيرا عن هذه الارقام النظرية. فمدى الكشف الفعلي في سيناريوهات القتال العادية، حيث تتواجد التشويشات والاجراءات المضادة، لا يتجاوز عادة 200 كيلومتر، وقد ينخفض اكثر حسب طبيعة الهدف وظروف الاشتباك.
اما من حيث مدى الاشتباك، فان الرادار Irbis-E يواجه كذلك حدودا واضحة، حيث لا يتجاوز اقصى مدى لاطلاق الصواريخ الموجهة - حتى ضد اهداف كبيرة الحجم كقاذفات B-52 - حاجز 250 كيلومترا، ما يحد من تفوقه المفترض في المعارك الجوية بعيدة المدى. تجدر الاشارة ايضا الى ان احد اختبارات الطيران اظهر ان الرادار تمكن من رصد هدف على مسافة 268 كيلومترا، لكنه لم يتمكن من تحقيق تتبع فعال له الا عندما اقترب الهدف الى 100 كيلومتر، وذلك رغم ان السيناريو شمل هدفا وحيدا بدون اي تشويش او تعقيد في البيئة المحيطة.
وعند الانتقال الى مهام الهجوم الارضي، تظهر القيود بوضوح اكبر, فرغم امتلاك الرادار نمط تصوير ارضي باستخدام تقنية SAR (الرادار الفتوح الاصطناعي)، الا ان مداه العملي محدود للغاية: لا يستطيع التعامل مع مدمرة بحرية من مدى يتجاوز 100 كيلومتر، ولا مع حاملة طائرات من اكثر من 200 كيلومتر. في المقابل، توفر مقاتلات غربية مثل F-16 المجهزة برادار AESA من طراز APG-83 قدرة على انشاء خرائط عالية الدقة من مسافة تصل الى 300 كيلومتر باستخدام SAR، ما يمنحها تفوقا واضحا في مهام الاستطلاع والهجوم الارضي.
كما ان دقة التصوير الراداري لدى Irbis-E لا تتجاوز تقريبا ما قدمه رادار APG-70 الموجود على مقاتلات F-15E منذ الثمانينات، حيث تبلغ دقة الخرائط حوالي 3 امتار، وهو ما لا يتناسب مع متطلبات القتال الحديث. والاهم من ذلك، ان محدودية النطاق الترددي لرادار Irbis-E تجعله اكثر عرضة للتشويش من قبل انظمة الحرب الالكترونية الغربية المتقدمة، ما يضعف قدرته على العمل بكفاءة في بيئات مليئة بالاشارات المعادية والتقنيات المضادة.
ام في صواريخ BVR تعتمد Su-30MKA الجزائرية على صواريخ RVV-AE (النسخة التصديرية من R-77) في الاشتباكات بعيدة المدى. لكن هذه النسخة تعاني من مدى اشتباك عملي محدود يتراوح بين 50 الى 80 كم فقط، مقارنة بالنسخة الروسية R-77-1 (اكثر من 110 كم) او R-77M (قد تصل الى 180-200 كم).
هذا يضع المقاتلة الجزائرية في موقف ضعف نسبي امام صواريخ مثل AIM-120D او Meteor، التي تتفوق في مدى الاشتباك بنسبة تزيد عن 60%، وتتمتع بقدرات ECCM عالية تعزز من فاعليتها في بيئة مشوشة.
بالنسبة نظام IRST تستخدم Su-30MKA نظام بحث وتتبع بالاشعة تحت الحمراء من نوع OLS-30، وهو نظام IRST قديم نسبيا. ورغم انه يسوق كنظام مضاد للتخفي، الا انه يستخدم مستشعر غير تصويري (Non-Imaging IR)، ولا يمكنه تتبع اكثر من 4 اهداف في آن واحد.
بالمقارنة، تمتلك انظمة IR تصويرية مثل PIRATE على Typhoon قدرة على تتبع عشرات بل مئات الاهداف بشكل متزامن، مع قدرة على التصنيف والتمييز بدقة اعلى.
اما في القتال القريب (WVR)، فتعتمد Su-30MKA على صواريخ R-73E، وهي جيدة من الناحية الحركية، لكنها لا تستخدم Imaging IR Seeker، مما يحد من قدرتها على الاشتباك الجانبي (Off-boresight) الى زاوية من 40° الى 60°.
صاروخ على ميغ-29 جزائرية
في المقابل، تستخدم صواريخ غربية مثل AIM-9X او ASRAAM انظمة توجيه متقدمة تسمح بزوايا اشتباك تصل الى 90° واكثر خصوصا عند دمجها بخوذة التوجيه مثل HMS او JHMCS، مع قدرات محسنة للتعامل مع التشويش البصري واعاقة الاشعة تحت الحمراء (IRCM).
ضعف دمج البيانات الحسية (Sensor Fusion) في Su-30MKA الجزائرية و على عكس مقاتلات مثل Rafale (التي تستخدم معمارية MDP) وF-16 (التي تستخدم MMC)، فان Su-30MKA تفتقر الى وحدة دمج مركزية للبيانات. تعتمد على عرض كل مستشعر بشكل منفصل، مما يعني ان الطيار يجب ان يحلل بنفسه المعلومات القادمة من رادار N011M Bars و نظام OLS-30 IRST و نظام التحذير من الرادارات (RWR) RWS-50.هذا التوزيع غير المدمج للمعلومات يزيد من العبء الذهني على الطيار ويقلل من سرعة الاستجابة في بيئة قتال متعددة التهديدات.
اما بالنسبة لقدرات Su-30MKA في الاستهداف الارضي على الرغم من تصنيفها كمقاتلة متعددة المهام، تواجه المقاتلة الروسية Su-30MKA و حتى نفس مشكلة بالنسبة ل Su-35 قصورا كبيرا في قدرات الاستهداف الارضي الدقيق، لا سيما في مهام الدعم الجوي القريب (CAS) ومهام منع الاختراق في ساحة المعركة (battlefield interdiction). يعود هذا النقص الى عدة عوامل فنية وتكتيكية، تتضح جليا عند مقارنتها بالطائرات الهجومية المتخصصة وحتى بنظيراتها الغربية. بينما تعتمد الطائرات الهجومية المتخصصة مثل Su-34 على نظام استهداف بصري Platan القابل للسحب، والذي يتميز بقدرة تحديد ليزري، الا انه يعاني من زاوية رؤية محدودة تقتصر على الامام والاسفل فقط، ويفتقر الى قدرة التصوير الحراري (Thermal Imaging)، مما يجعله غير فعال في الليل او في الظروف الجوية السيئة.
تزداد هذه المشكلة سوءا في انظمة اخرى مثل SOLT-25 المستخدم في Su-25SM3 و Kaira-24 في Su-24M، حيث تعاني هذه الانظمة من زوايا رؤية اسوأ. ورغم ان SOLT-25 يمتلك قدرة الاشعة تحت الحمراء، الا ان جميع انظمة الاستهداف البصرية الروسية تفتقر الى الثبات البصري وقدرات التكبير (Zoom) المماثلة لتلك الموجودة في حاضنات الاستهداف (Targeting Pods) الغربية مثل Sniper XR او Litening. هذا القصور يجعل اكتشاف الاهداف بدقة ومن مسافة امنة تحديا كبيرا للطيارين الروس.
يعد الوضع اكثر تعقيدا بالنسبة للمقاتلات متعددة المهام مثل Su-35 وSu-30، حيث تفتقر هذه الطائرات الى حاضنات استهداف متكامله او حتى انظمة استهداف مدمجه فعاله. يضطر الطيارون في هذه الحالات الى الاقتراب بشكل خطير من الهدف جوا، مستخدمين مستشعرات الصاروخ نفسه (مثل Electro-Optical او IR Seekers) لاكتشاف الهدف وتحديده. هذا الاسلوب يعرض الطائرة لمخاطر كبيره بسبب تاثير على دقه تحديد الاهداف الصغيره او المتحركه, تاثير الاهتزازات على وضوح الصوره، محدودية المستشعرات مقارنه بانظمة الاستهداف المخصصه، عدم كفايتها لتمييز التفاصيل الدقيقه من مسافه امنه
كمثال شهدت العمليات في سوريا سيناريو مختلفا، حيث تمكنت الطائرات الروسية من التحليق على ارتفاع متوسط خارج مدى انظمة الدفاع الجوي المحمولة (MANPADS)، والبحث عن الاهداف دون خطر كبير او وجود عدو جوي حقيقي. ومع ذلك، اعتمدت معظم الذخائر المستخدمة على القنابل غير الموجهة (Unguided Bombs)، وكانت الاهداف في الغالب مواقع ثابتة.
اما في اوكرانيا، فقد فشلت القوات الجوية الروسية في تدمير انظمة الدفاع الجوي الاوكرانية المتنقلة مثل Buk, S-300, IRIS-T، مما اجبر الطائرات على الابتعاد عن خطوط القتال الامامية. في الوقت نفسه، يصبح الطيران على ارتفاعات منخفضة هدفا سهلا لـ MANPADS.
هذه الظروف جعلت تنفيذ الضربات الدقيقة امرا شبه مستحيل، خاصة بدون وجود حاضنات استهداف (Targeting Pods). ونتيجة لذلك، اصبحت Su-35 تعتمد كليا على المعلومات الاستخباراتية المسبقة او احداثيات GPS لضرب اهداف ثابتة فقط. وتكشف الحرب الجارية في اوكرانيا بوضوح القيود التقنية لمقاتلات Su-30 او Su-35 . على الرغم من التفوق العددي والتكنولوجي الظاهري للقوات الجوية الروسية، الا انها لم تتمكن من تحقيق التفوق الجوي الكامل (Air Superiority).
انتقال الى مقاتلات الجيل الخامس
اعربت الجزائر علنا عن طموح كبير لاقتناء طائرات شبحية من الجيل الخامس، حيث كانت الطائرة الروسية سو-57 فيلون نسخة تصديرية هي الهدف الاساسي. اشارت التقارير في اوائل عام 2025 الى ان الطيارين الجزائريين كانوا بالفعل يتلقون تدريبا في روسيا على طائرة سو-57، مع توقع تسليم الدفعة الاولية المكونة من ست وحدات بحلول نهاية عام 2025. وهذا من شانه ان يضع الجزائر كاول مشغل اجنبي لطائرة سو-57 اي.
ومع ذلك، فقد عانت برنامج سو-57 من نكسات. وتشمل هذه النكسات تاخيرات مستمرة في الانتاج، وتحديات فنية كبيرة (مثل محرك ازديلي 30 غير المكتمل)، واضطرابات في سلسلة التوريد تفاقمت بسبب الصراع المستمر في اوكرانيا والعقوبات المرتبطة به. اعتبارا من اوائل عام 2025، كان لدى روسيا نفسها عدد محدود فقط من طائرات سو-57 في الخدمة - حوالي اثني عشر طائرة وفقا لبعض التقارير او 19 وحدة وفقا لتقارير اخرى - مما يثير شكوكا كبيرة حول جدوى وتوقيت عمليات التسليم الكبيرة للتصدير.
وقد سلط المحللون الضوء على العديد من اوجه القصور الفنية في النسخة الحالية من سو-57، بما في ذلك نظام تحكم طيران غير ناضج، والكترونيات طيران، وعدم وجود رادار ايسا (مزودة نظريًا وعمليًا برادار AESA (N036 Byelka).لكن مستوى جاهزيته وكفاءته العملياتية الكاملة لا يزال محل تساؤل، خصوصًا عند مقارنته بنظرائه مثل AN/APG-81 في F-35 أو Captor-E في Eurofighter)، وعدم وجود دمج للمستشعرات، ونظام تحكم محرك خاطئ. ويلاحظ ان الطائرة مزودة حاليا برادار ايربيس-اي بيسا من الحقبة السوفيتية وشاشات عرض قمرة القيادة الخاصة بسو-35، ويقال انها تفتقر الى نظام عرض حديث مثبت على الخوذة. علاوة على ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بين الخبراء بشأن ادائها الشبح، خاصة عدم قدرتها على الوصول الى معايير التخفي المنخفضة مثل اف-22 او اف-35.
ومع ذلك، فقد عانت برنامج سو-57 من نكسات. وتشمل هذه النكسات تاخيرات مستمرة في الانتاج، وتحديات فنية كبيرة (مثل محرك ازديلي 30 غير المكتمل)، واضطرابات في سلسلة التوريد تفاقمت بسبب الصراع المستمر في اوكرانيا والعقوبات المرتبطة به. اعتبارا من اوائل عام 2025، كان لدى روسيا نفسها عدد محدود فقط من طائرات سو-57 في الخدمة - حوالي اثني عشر طائرة وفقا لبعض التقارير او 19 وحدة وفقا لتقارير اخرى - مما يثير شكوكا كبيرة حول جدوى وتوقيت عمليات التسليم الكبيرة للتصدير.
وقد سلط المحللون الضوء على العديد من اوجه القصور الفنية في النسخة الحالية من سو-57، بما في ذلك نظام تحكم طيران غير ناضج، والكترونيات طيران، وعدم وجود رادار ايسا (مزودة نظريًا وعمليًا برادار AESA (N036 Byelka).لكن مستوى جاهزيته وكفاءته العملياتية الكاملة لا يزال محل تساؤل، خصوصًا عند مقارنته بنظرائه مثل AN/APG-81 في F-35 أو Captor-E في Eurofighter)، وعدم وجود دمج للمستشعرات، ونظام تحكم محرك خاطئ. ويلاحظ ان الطائرة مزودة حاليا برادار ايربيس-اي بيسا من الحقبة السوفيتية وشاشات عرض قمرة القيادة الخاصة بسو-35، ويقال انها تفتقر الى نظام عرض حديث مثبت على الخوذة. علاوة على ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بين الخبراء بشأن ادائها الشبح، خاصة عدم قدرتها على الوصول الى معايير التخفي المنخفضة مثل اف-22 او اف-35.
الجاهزية العملياتية وتحديات الاستدامة
قضايا الصيانة والجاهزية للخدمة و عمر هيكلي
قضايا الصيانة والجاهزية للخدمة و عمر هيكلي
تعتمد الفعالية العملياتية للطائرات الجزائرية المتقدمة، وخاصة منصاتها روسية الصنع، بشكل حاسم على بروتوكولات الصيانة الصارمة وتوفر الكوادر الفنية الماهرة. ومع ذلك، فقد افيد بان قدرة روسيا على توفير الدعم الفني وقطع الغيار بشكل ثابت وفي الوقت المناسب قد تراجعت بسبب مشكلات سلسلة التوريد المتعلقة بالعقوبات الناجمة عن الحرب في اوكرانيا. وهذا يؤثر بشكل مباشر على توفر المكونات الحيوية والدعم اللوجستي لاسطول القوات الجوية الجزائرية.
بينما تشير التقارير الى ان اسطول سو-30 ام كا الجزائري يحافظ على معدل جاهزية مرتفع نسبيا يتراوح بين 70-75% بسبب عقود الصيانة القوية وعبء العمليات الاقل، الا ان هذه المعلومة المحددة مستقاة من تقرير يركز في المقام الاول على طائرات سو-30 اس ام اي في ميانمار، و ايضا كما يتضح من تجربه سلاح الجو الهندي مع مقاتلات Su-30MKI، وهي نسخه معدله من Su-30 تنتج بموجب ترخيص. ورغم مكانتها كعنصر رئيسي في الاسطول الجوي الهندي مثل الجزائر ، واجهت هذه الطائرات سلسله من التحديات المستمره، منها تدن في معدلات الجاهزيه في بعض الفترات، لم تتجاوز نسبه الجاهزيه التشغيليه للطائره 50 الى 55%، حسب تقارير رسميه صادره عن وزاره الدفاع الهنديه. وهذا يعني ان نصف الاسطول تقريبا كان غير قادر على تنفيذ مهامه في اي وقت محدد, تكاليف صيانه مرتفعه التي تعاني منها الهند من اعباء ماليه ضخمه لتغطيه صيانه هذه الطائرات، الى جانب تأخيرات متكرره في تسليم قطع الغيار، خاصه في ما يتعلق بالمحركات والانظمه الهيدروليكيه, مشاكل تقنيه في الانظمه و الاعطال متكررة في الانظمه الالكترونيه وانظمه الاستهداف اثر بشكل مباشر على قدره الطائره في اداء المهام المتعدده بدقه وكفاءه.
و بالنسبة للعمر الهيكلي و تكاليف صيانة مرتفعة لطائرة تشير البيانات التقنيه المتوفره الى ان المقاتله الروسيه Su-35 (الامر لا يقتصر على Su-35 فحسب، اذ ينسحب الوضع ذاته تقريبا على Su-30، التي تنتمي الى نفس الجيل وتشارك في بنيه تصميميه وانظمه تقنيه متشابهه) لا يتجاوز عمرها الهيكلي المعلن 6,000 ساعه طيران، وهو رقم يعد متواضعا مقارنه بما توفره نظيراتها من الطائرات الغربيه الحديثه. فمثلا، تتميز مقاتلات من طراز F-16V Block 70 بهياكل معدله تتيح لها بلوغ 12,000 ساعه طيران، اي ضعف العمر التشغيلي تقريبا لما توفره Su-35. هذا الفارق الكبير يطرح اشكالات عمليه تتعلق بمتطلبات الصيانه، اذ ان طائرات من طراز Su-35 ستكون معرضه بشكل اكبر لدخول مراحل الصيانه الثقيله بشكل متكرر، مما ينعكس سلبا على جاهزيتها العملياتيه ويزيد من التكاليف التشغيليه طويله الامد. الواقع الميداني عزز من هذه المخاوف النظريه.
ان التعقيد المتاصل والتكاليف الباهظة للصيانة المرتبطة بالطائرات الروسية المتقدمة، مثل سو-35، يمكن ان يفرض ضغطا كبيرا ومتزايدا على ميزانية الدفاع الجزائرية بمرور الوقت. ان مشكلة ندرة قطع الغيار وتراكم الصيانة هي تحد منتشر للعديد من القوات الجوية على مستوى العالم، كما يتضح من حالة القوات الجوية لجنوب افريقيا (ساف)، التي تواجه توقفا واسع النطاق للطائرات بسبب نقص التمويل، وتاخيرات الصيانة، ونقص قطع الغيار. وفي حين ان هذا لا يتعلق بالجزائر بشكل مباشر، الا انه يوضح مشكلة عالمية من المرجح ان تتفاقم بالنسبة للقوات الجوية الجزائرية بسبب اعتمادها على مورد رئيسي يخضع للعقوبات.
بينما تشير التقارير الى ان اسطول سو-30 ام كا الجزائري يحافظ على معدل جاهزية مرتفع نسبيا يتراوح بين 70-75% بسبب عقود الصيانة القوية وعبء العمليات الاقل، الا ان هذه المعلومة المحددة مستقاة من تقرير يركز في المقام الاول على طائرات سو-30 اس ام اي في ميانمار، و ايضا كما يتضح من تجربه سلاح الجو الهندي مع مقاتلات Su-30MKI، وهي نسخه معدله من Su-30 تنتج بموجب ترخيص. ورغم مكانتها كعنصر رئيسي في الاسطول الجوي الهندي مثل الجزائر ، واجهت هذه الطائرات سلسله من التحديات المستمره، منها تدن في معدلات الجاهزيه في بعض الفترات، لم تتجاوز نسبه الجاهزيه التشغيليه للطائره 50 الى 55%، حسب تقارير رسميه صادره عن وزاره الدفاع الهنديه. وهذا يعني ان نصف الاسطول تقريبا كان غير قادر على تنفيذ مهامه في اي وقت محدد, تكاليف صيانه مرتفعه التي تعاني منها الهند من اعباء ماليه ضخمه لتغطيه صيانه هذه الطائرات، الى جانب تأخيرات متكرره في تسليم قطع الغيار، خاصه في ما يتعلق بالمحركات والانظمه الهيدروليكيه, مشاكل تقنيه في الانظمه و الاعطال متكررة في الانظمه الالكترونيه وانظمه الاستهداف اثر بشكل مباشر على قدره الطائره في اداء المهام المتعدده بدقه وكفاءه.
و بالنسبة للعمر الهيكلي و تكاليف صيانة مرتفعة لطائرة تشير البيانات التقنيه المتوفره الى ان المقاتله الروسيه Su-35 (الامر لا يقتصر على Su-35 فحسب، اذ ينسحب الوضع ذاته تقريبا على Su-30، التي تنتمي الى نفس الجيل وتشارك في بنيه تصميميه وانظمه تقنيه متشابهه) لا يتجاوز عمرها الهيكلي المعلن 6,000 ساعه طيران، وهو رقم يعد متواضعا مقارنه بما توفره نظيراتها من الطائرات الغربيه الحديثه. فمثلا، تتميز مقاتلات من طراز F-16V Block 70 بهياكل معدله تتيح لها بلوغ 12,000 ساعه طيران، اي ضعف العمر التشغيلي تقريبا لما توفره Su-35. هذا الفارق الكبير يطرح اشكالات عمليه تتعلق بمتطلبات الصيانه، اذ ان طائرات من طراز Su-35 ستكون معرضه بشكل اكبر لدخول مراحل الصيانه الثقيله بشكل متكرر، مما ينعكس سلبا على جاهزيتها العملياتيه ويزيد من التكاليف التشغيليه طويله الامد. الواقع الميداني عزز من هذه المخاوف النظريه.
ان التعقيد المتاصل والتكاليف الباهظة للصيانة المرتبطة بالطائرات الروسية المتقدمة، مثل سو-35، يمكن ان يفرض ضغطا كبيرا ومتزايدا على ميزانية الدفاع الجزائرية بمرور الوقت. ان مشكلة ندرة قطع الغيار وتراكم الصيانة هي تحد منتشر للعديد من القوات الجوية على مستوى العالم، كما يتضح من حالة القوات الجوية لجنوب افريقيا (ساف)، التي تواجه توقفا واسع النطاق للطائرات بسبب نقص التمويل، وتاخيرات الصيانة، ونقص قطع الغيار. وفي حين ان هذا لا يتعلق بالجزائر بشكل مباشر، الا انه يوضح مشكلة عالمية من المرجح ان تتفاقم بالنسبة للقوات الجوية الجزائرية بسبب اعتمادها على مورد رئيسي يخضع للعقوبات.
تدريب الطيارين والخبرة و تمارين دولية
يتطلب الانتقال الى تشغيل طائرات الجيل الجديد، وخاصة منصات الجيل الخامس مثل سو-57، دورات تدريبية مكثفة ومعقدة للطيارين "يمكن ان تستغرق سنوات". ويفيد بان الطيارين الجزائريين يخضعون لهذا التدريب في روسيا على طائرة سو-57، ويفترض ايضا على طائرات سو-35 التي تم تسليمها حديثا.
بينما تتمتع القوات الجوية الجزائرية بتقاليد عريقة في تدريب الطيارين، مع برامج تاريخية في دول مثل مصر وسوريا والعراق والصين والاتحاد السوفيتي، ومدارسها الخاصة، فان جودة وكثافة التدريب المستمر امر بالغ الاهمية. وقد ادت حوادث حديثة، مثل تحطم طائرة سو-30 تابعة للقوات الجوية الجزائرية في مارس 2025، الى "تدقيق في بروتوكولات التدريب وموثوقية المعدات". ويؤكد خبراء الطيران ان اداء المنصات المتطورة مثل سو-30 "يعتمد على الصيانة الدقيقة والتعامل الماهر".
يبلغ متوسط ساعات الطيران السنوية المبلغ عنها لطياري القوات الجوية الجزائرية 150 ساعة سنويا. وللتوضيح، تهدف القوات الجوية لحلف الناتو عادة الى 180 ساعة طيران سنوية كحد ادنى لطياري المقاتلات العملياتيين.
تعد قلة مشاركة سلاح الجو الجزائري في المناورات والتمارين الدولية نقطة ضعف واضحة تؤثر سلبا على جاهزيته القتالية وتطوره التقني. فهذه المناورات تعد فرصة ثمينة لاكتساب خبرات ميدانية، وتبادل التكتيكات مع جيوش اكثر خبرة، والتاقلم مع بيئات تشغيل مختلفة. كما تساهم في اختبار المعدات في ظروف واقعية، وتعزيز التنسيق في العمليات المشتركة، وهو ما يعتبر عنصرا حيويا في الحروب الحديثة. غياب الجزائر عن مثل هذه التمارين قد يترك طياريها واطقمها الفنية بمعزل عن التطورات العملية، ويقلص فرص التقييم الموضوعي لقدراتها مقارنة بالقوى الجوية الاخرى.
الخلاصة
تظهر القوات الجوية الجزائرية، على الرغم من استثماراتها الهائلة في التحديث ومكانتها كقوة اقليمية بارزة، نقاط ضعف جوهرية ومتعددة الاوجه. ان استراتيجيتها الحالية التي تجمع بين الاحتفاظ بالمنصات القديمة والسعي وراء احدث التقنيات الروسية، تخلق "عبء تحديث" يرهق الموارد ويحد من التشغيل البيني. كما ان طموحها في اقتناء طائرات الجيل الخامس، مثل سو-57، محفوف بالمخاطر بسبب مشكلات الانتاج الروسية المستمرة والقصور الفني للطائرة.
في النهاية، تظهر تجربة سلاح الجو الجزائري ان التوازن بين الطموح والواقعية في بناء القوة العسكرية امر بالغ الاهمية. فامتلاك اسطول متنوع من طائرات لا يكفي ما لم يرافقه اصلاح هيكلي، وتكامل تشغيلي، واستقلالية استراتيجية، مما يجعل من دروس التحديث غير المتوازن عبرة لكل دولة تسعى لبناء قوة جوية فعالة ومستدامة
تظهر القوات الجوية الجزائرية، على الرغم من استثماراتها الهائلة في التحديث ومكانتها كقوة اقليمية بارزة، نقاط ضعف جوهرية ومتعددة الاوجه. ان استراتيجيتها الحالية التي تجمع بين الاحتفاظ بالمنصات القديمة والسعي وراء احدث التقنيات الروسية، تخلق "عبء تحديث" يرهق الموارد ويحد من التشغيل البيني. كما ان طموحها في اقتناء طائرات الجيل الخامس، مثل سو-57، محفوف بالمخاطر بسبب مشكلات الانتاج الروسية المستمرة والقصور الفني للطائرة.
في النهاية، تظهر تجربة سلاح الجو الجزائري ان التوازن بين الطموح والواقعية في بناء القوة العسكرية امر بالغ الاهمية. فامتلاك اسطول متنوع من طائرات لا يكفي ما لم يرافقه اصلاح هيكلي، وتكامل تشغيلي، واستقلالية استراتيجية، مما يجعل من دروس التحديث غير المتوازن عبرة لكل دولة تسعى لبناء قوة جوية فعالة ومستدامة