يقول الإمام الفخر رضي الله عنه في فساد عقيدة الجهة العدمية ما يليوقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" يُقَالُ لِمَنْ نَفَى الْجِهَةَ: أَتُرِيدُ بِالْجِهَةِ أَنَّهَا شَيْءٌ مَوْجُودٌ مَخْلُوقٌ؟ فَاَللَّهُ لَيْسَ دَاخِلًا فِي الْمَخْلُوقَاتِ . أَمْ تُرِيدُ بِالْجِهَةِ مَا وَرَاءَ الْعَالَمِ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ مُبَايِنٌ لِلْمَخْلُوقَاتِ .
وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِمَنْ قَالَ : اللَّهُ فِي جِهَةٍ: أَتُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ؟ أَوْ تُرِيدُ بِهِ أَنَّ اللَّهَ دَاخِلٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ؟ فَإِنْ أَرَدْت الْأَوَّلَ فَهُوَ حَقٌّ ، وَإِنْ أَرَدْت الثَّانِيَ فَهُوَ بَاطِلٌ " .
هل تتفق مع هذا ؟
: ((وأما بيان فساد القسم الثاني [=الجهة العدمية]: فهو من وجهين:
• أحدهما: أن العدم نفي محض، وعدم صرف، وما كان كذلك امتنع كونه ظرفا لغيره وجهة لغيره.
• وثانيهما: أن كل ما كان حاصلا في جهة فجهته ممتازة في الحس عن جهة غيره، فلو كانت تلك الجهة عدما محضا لزم كون العدم المحض مشارا إليه بالحس!، وذلك باطل)) [مفاتيح الغيب (260/ 14)].
وقال أيضا: ((فإن قيل: الحيز والجهة ليس بأمر موجود حتى يقال ذات الله تعالى مفتقرة إليه ومحتاجة إليه؟.
فنقول: هذا باطل قطعا؛ لأن بتقدير أن يقال إن ذات الله تعالى مختصة بجهة “فوق”؛ فإنما نميز بحسب الحس بين تلك الجهة وبين سائر الجهات، وما حصل فيه الامتياز بحسب الحس: كيف يعقل أن يقال إنه عدم محض ونفي صرف؟!، ولو جاز ذلك لجاز مثله في كل المحسوسات، وذلك يوجب حصول الشك في وجود كل المحسوسات، وذلك لا يقوله عاقل))