السبب ان نظرتك الى فكرة التوحيد ومعنى فكرة الله يختلف بين المتصوف عنك بشكل كلي
فالمتصوف يرى الله في كل شيء فهو بحر لا ساحل له والخلق قطرات في داخل البحر ، اما انت ترى الخلق مستقلين كلياً عن الله وكائنات موجودة بشكل مستقل
وهنا الفرق الجوهري فالمتصوف يخاف من افشاء سر التوحيد ومعناه كلمة توحيد من وحّد اي جمع الاسماء والصفات في الله وبين الحجاب او اسلام العوام حتى وصل الى مرحلة ضاع سر التوحيد ورفع العلم واصبح الاغلب فلوكلور بدون روح
فهنا يدخل بالنية فلو قال يا محمد وهو يتصور ان محمد صور من صور الحق فهو موحد اما لو قال يا محمد واعتقد مثلك ان محمد مستقل كلياً في حوله وقوته عن الله فهو مشرك
وهذا شرك لا بأس به ف 99.99% من الناس تؤمن مثلك والآه هاته الناس يسمى اله المعتقد وليس الله على حقيقته فقال تعالى ( وقضى ربك ان لا تعبدوا الا الله ) قضاء ابدياً سرمدياً فمهما عبدت من اي ما تتخيله فلن تعبد على التحقيق الا الله ولذلك قوله لا اله الا الله معناه لا يوجد اله يعبد الا هو الله على الحقيقة ولكن تفسير عوام المسلمين يختلف وهو لا يضر ابداُ حيث قال تعالى ثلة من الاولين
وقليل من الآخرين
ولذلك كفّرت الحلاج حيث قال ما في الجبة الا الله وكفرت غيره الكثير بسبب الحجاب عن ادراك حقيقتك من ايه وسببه التفرّد وهي صفة الاهية في كل تجلي + مقام الربوبية يغار فلو ادرك التوحيد لانتفت الربوبية وبقت الالوهية ، فلم يعد هناك رب ولا عبد
والقرآن مليىء بهاته الايات التي تظهر التوحيد بشكل ولا اوضح مثل وما رميت ولكن الله رمي - فأنك بأعيننا - وحملناه في اليم
فلو قلت الحوت او محمد او ... الخ صدقت ولو قلت الله حمله صدقت فهي تأتي من الوجهين ولذلك التشببيه والتنزيه عين الكمال ، حيث قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير حيث نزه في القسم الاول وشبه بالمسمع والبصر حتى حرف كا هو للتشبيه
ولعلمك اغلب المتصوفة في حجاب وهم في شرك فعلي مثلك تماماً ولكن كما قلت لك من لم يدرك المعرفة لا يلام
فما ضرّ عين الشمس وهي بارزة - ان لم ترى انوارها العمياء
وهذا التوحيد يخترق كافة الاديان وكافة الشعوب ولذلك قيل الاسلام يصلح لكل زمان ومكان لانه شامل للكل في الكل بالكل