منصة أوروبية تطرح الملكية الدستورية حلا لاستعادة الاستقرار في ليبيا
رأى تقرير أوروبي أن استعادة الملكية الدستورية في ليبيا قد تكون إحدى المسارات القابلة للتطبيق التي تفضي إلى الاستقرار السياسي في البلاد، منتقدا إصرار الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على اتباع استراتيجية وصفها بـ«الفاشلة» لإنهاء الأزمة في ليبيا.
وقال تقرير نشرته منصة «مراسل الاتحاد الأوروبي» (eureporter)، أمس الجمعة، إن المجتمع الدولي، بقيادة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تجاهلا بشكل واسع احتمالات استعادة الملكية الدستورية في ليبيا كإحدى الحلول الممكنة لاستعادة الاستقرار في البلاد.
كما اعتبر أن «إصرار أوروبا على التركيز على نماذج جمهورية وعسكرية معيبة لحل الأزمة في ليبيا،
على الرغم من فشلها المستمر والمتوقع، أدى إلى نفور الليبيين الذين ينظرون إلى الجهات الخارجية بوصفها عقبة أمام تحقيق الاستقرار وليسوا شركاء».
جلسات حوار ليبية تحت رعاية محمد الحسن الرضا
لهذا أكد تقرير المنصة الأوروبية أن استعادة نظام الحكم الملكي الدستوري في ليبيا لم يعد
مجرد فكرة هامشية، مشيرا إلى سلسلة من الحوارات الوطنية التي أجريت في الفترة الأخيرة بقيادة ليبية خالصة تحت رعاية الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي، نجل ولي العهد إبان الحكم الملكي في ليبيا، وهي لقاءات وضعت النظام الملكي في قلب النقاشات حول مستقبل البلاد.
وقال: «شارك آلاف الليبيين من مختلف الفصائل والأطياف في جلسات الحوار تلك، مما أظهر القوة الموحدة للملكية التي يمكن أن تقدم رؤى مصممة لتناسب تماما الوضع في ليبيا».
وأضاف: «على الرغم من ذلك، تصر أوروبا والأمم المتحدة على اتباع استراتيجيات فاشلة، بينما حان الوقت لإعادة التفكير بشكل جذري، لأن المخاطر المحدقة لا يمكن أن تكون أعلى».
وفي خضم ما وصفه التقرير بـ«المستنقع السياسي»، يشعر الليبيون بغضب متنامٍ بسبب جهود الوساطة المدمرة للأطراف الخارجية
لهذا يتجهون إلى النظام الملكي الذي كان قائما منذ عقود للتوصل إلى حل عملي للأزمة، بحسب التقرير.
مزايا الملكية الدستورية
أكمل التقرير موضحا: «قدمت الملكية التاريخية، التي تأسست بالعام 1951 في عهد الملك إدريس، نموذج الحكم الوحيد الموحد الذي أكد
بنجاح الهوية الوطنية والاستقرار.
وعلى النقيض من التجارب العسكرية أو الجمهورية، قدمت الملكية إطارا ليبيا متجذرا في التقاليد والتاريخ».
تابع التقرير: «اليوم يمثل محمد السنوسي، الوريث الشرعي للملكية، هذا الإرث، ومن الممكن أن توفر زعامته الجسر الضروري لتحقيق الاستقرار في البلاد، وإعادة بناء مؤسساتها الديمقراطية».
وعدد التقرير ما قال إنها مزايا يحملها النظام الملكي الدستوري، أبرزها أنه نظام جرى اختباره بالفعل، ويحمل شريعة متأصلة وقدرة على توحيد ليبيا.
كما أن الملكية ليست متورطة في الإخفاقات والفساد الذي شهدته العقود الماضية. علاوة على ما توفره الملكية الدستورية كإطار ديمقراطي يشكل بديلا عمليا وثقافيا للمناقشات الدستورية التي لا تنتهي.
أوروبا تلجأ إلى الملكية لإرساء الاستقرار
أشار التقرير إلى الدور التاريخي الذي لعبته الأنظمة الملكية الدستورية في إرساء الاستقرار السياسي بعد عقود من الفوضى بدول أوروبا.
وأوضح: «الأنظمة الملكية الدستورية لعبت تاريخيا دورا في إرساء الاستقرار بأوقات الأزمات الوطنية في عديد الدول الأوروبية، ولا سيما فرنسا التي عادت إلى الملكية بهدف الاستقرار في أعقاب فوضى الثورة الفرنسية، بينما أعادت إيطاليا إحياء نظامها الملكي، لتجاوز الاضطرابات السياسية في أوائل القرن العشرين».
تقرير أوروبي يعيد إحياء الجدل بشأن إمكانية استعادة النظام الملكي الدستوري في ليبيا لحل الأزمة السياسية.
alwasat.ly