انقلاب يبيض الوجه
وارد..لكن حتى لو حصل لن يحل المشكلة
التحليلات الغربية اللي بتشوف المشكلة في روسيا متمثلة في نظامها السياسي هي تحليلات متفائلة ناهيك عن كونها سطحية وتافهة. استرجاع تجربة روسيا في التسعينات بعد سقوط الاتحاد السوفيتي مهمة مش بس في فهم الظروف اللي أنتجت نظام بوتين - ذا الملامح العالم ثالثية الأقرب لجاموسة برأس تنين- إنما كذلك في فهم عدم القدرة في دمج روسيا في التقسيم العالمي للعمل من خلال التجارة والاستثمار بما كان له أن يمهد الظروف أمام روسيا أكثر صداقة للغرب وأكثر اندماج معه بدل من أن تكون مجرد مصدر للمواد الخام ورؤوس الأموال المهربة من قبل الأوليجاركية الحاكمة.
عقد التسعينات كان مهم للغاية لأنه حمل تجربة حقيقية في روسيا بالتحول الثلاثي: اقتصاديا نحو نظام سوق حرة منفتح على الاقتصاد العالمي، وسياسيا نحو نظام أكثر تعددية ذي ملامح ديمقراطية( تمثيلية نعم بس كان ممكن للتجربة أن تختمر وتنتج فعلًا حياة سياسية حرة-وعلى مستوى الدولة إلى دولة قومية فيدرالية ... التحولان الاقتصادي والسياسي نحو السوق الحرة والديمقراطية انتهى نهاية مريرة في1998 بانهيار الاقتصاد الروسي وسطو مجموعة محدودة من الأوليجاركية على أصول القطاع العام سابقا وعلى الدولة نفسها ...الترتيبين انتهيا بتنحية يلتسين وعودة الأجهزة الاستخباراتية سوفيتية الجذور للحكم والتخلص من الأوليجاركية القديمة لصالح أوليجاركية جديدة أكثر خضوعا للسادة الجدد..
المحصلة كانت العجز عن الاندماج بشروط إيجابية في الاقتصاد العالمي أو بناء اقتصاد تنافسي متصل من خلال شبكات إنتاج وتوريد وتدفقات استثمارية مباشرة مع أوروبا الغربية..الفشل لم يكن روسيا صرف لأن صندوق النقد والبنك الدولي كان طرف حاضر بشدة في الدفع باتجاه برامج الخصخصة والتحرير في مطلع التسعينات ... وفي المقابل الغرب كان متعاطف في النصف الأول من التسعينات مع الحركات الجهادية في وسط آسيا والقوقاز (خاصة الشيشان) التي كانت تنذر بتفكك الاتحاد الروسي نفسه بعد تفكك الاتحاد السوفيتي قبل أن يوجه المجاهدون سلاحهم تجاه الولايات المتحدة في نهاية التسعينات..
الموضوع أكبر من بوتين ومن نظام بوتين ومن اللحظة الراهنة حتى وإن رجعناها ل2014، الموضوع له علاقة بمسارات معقدة ومُركبة من اول التسعينات
خلاصته الله يولي من يصلح