لا والله
بس هذا كان حاله بالفعل الرومان حولوه لاسطبل حمير ومكب نفايات
على فكرة الرومان تعمدوا فعل ذلك لإهانة الموقع لأنه كان أقدس موقع يهودي وقبلة اليهود ومصلاهم واليه يحجون وكل ذلك بعد تهجير اليهود من ايلياء
يعني أنا فقط ذكرت لك معلومة عن واقع ما فعله الرومان بأقدس بقعة عند اليهود والذي بالصدفة أنت تقدسه
والمسلمون فرحوا بتحويل القبله للمسجد الحرام لأن اليهود كانوا يقولون لهم انتم تصلون تجاه قبلتنا .. فهذا دليل علي ان القبلة الأولي هي موضع المسجد الأقصي قبلة اليهود .
أول ما نسخ من القرآن الكريم القبلة وذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود فأمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرًا.
وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو إلى الله وينظر إلى السماء فأنزل الله (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) فارتابت من ذلك اليهود وقالوا:
(سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) وقال: (فأينما تولوا فثم وجه الله) وقال تعالى (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ ).
روي البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلى إلي بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته تجاه البيت، وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان يصلي معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن يتحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر مانقول فيهم، فأنزل الله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ).
وقبل الحديث عن سر وحكمة تحويل القبلة فلا بدّ من تذكّر ما يلي:
أولاً: أننا نحن المسلمين إذا أتانا الأمر من الله وجب علينا قبوله والتسليم له - وإن لم تظهر لنا حكمته - كما قال تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم … ) الأحزاب 36 .
ثانياً : أن الله سبحانه وتعالى لا يحكم بحكم إلا لحكمة عظيمة - وإن لم نعلمها - كما قال تعالى : (ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم) الممتحنة 10، وغيرها من الآيات.
ثالثاً: أنّ الله سبحانه وتعالى لا ينسخ حكماً إلا إلى ما هو أفضل منه أو مثله، كما قال تبارك وتعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) . سورة البقرة 106.
إذا تبين ذلك فإن في تحويل القبلة حِكَما منها:
1- امتحان المؤمن الصادق واختباره ، فالمؤمن الصادق يقبل حكم الله جل وعلا، بخلاف غيره، وقد نبّه الله على ذلك بقوله: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله …) البقرة 143.
2- أن هذه الأمة هي خير الأمم، كما قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس … ) آل عمران 110، وقال تعالى في ثنايا آيات القبلة: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً … ) البقرة 143 . والوسط: العدول الخيار.
فالله عز وجل اختار لهذه الأمة الخير في كل شيء والأفضل في كلّ حكم وأمر ومن ذلك القبلة فاختار لهم قبلة إبراهيم عليه السلام .
وقد روى الإمام أحمد في مسنده ( 6/134-135 ) من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أهل الكتاب: (إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين).
المصدر: كتاب بدائع الفوائد لابن القيّم رحمه الله (4/157-174 ) .