طيب هات الادله, و بعدين سب براحتك
صدقني انك تسبح في موية بطيخ, التأصيل الذي اتحدث عنه بمعيار يرتضيه ابسط اركيولوجي غير متوفر حاليا. اليهود انفسهم كما تفضلت لا يسمحون لانفسهم ان يقولوا ان تل الهيكل مثبت ( على الاقل في ادبياتهم الرصينه, انصحك بالاطلاع على اعمال اسرائيل فنكلستاين بهذا الخصوص ), بل يتجاوزون هذا وصولا لمسلمات تهدم الديانه اليهودية من الاساس ( كقولهم ان احداث سفر الخروج لا تملك اي ادله ) بامانه شغلهم محترم جدا و علمي الطابع.
اذا كان الموقع على تل الهيكل مشكوك فيه لليهود, فهذا يساوي انه مشكوك فيه للمسلمين كموقع المعراج. المفترض انك تكون ممتعض من عدم قدرة اليهود على ايجاد ادله اركيولوجيه لان هذا بالتبعيه يعنى ان موقع المسجد الاقصى غير معروف.
بس الشكوى لله, ربك الوهاب و الناس قدرات.
كنت اريد التعقيب على هذه المشاركة من فترة لكن للأمانة ماكانت الظروف مواتية.. فقمت بحفظها ضمن الاشارات المرجعية للعودة إليها لاحقًا ( ميزة جميلة, اشجع الاعضاء على استخدامها )
عودة على المشاركة هي لا تقصدك شخصًا او مشاركتك بالتحديد ولكنها مدخل اريد به الرد على أشخاص أيضًا لاتحضرني مشاركاتهم , الحقيقة انا ابغى اعلق على مسألة هامة وهي توجه او نظرة للأسف بدأت تنتشر مؤخرًا وهي التركيز المادي البحت في النظر الى التاريخ متمثلًا في الأركيولوجيا خصوصًا في مجال Biblical Archelogy .. وهذه النظرة او التوجه قاصر من كل النواحي عقليًا ومنطقيًا اذا نظرنا لها .. واذا نظرنا لجوانب قصور الاركيولوجيا حتى من قبل العاملين عليها! ..
فمن جهة علم الاركيولجيا وقصوره احب ان استحضر قول الدكتور سامي العامري في كتاب جدل البحث الاركيولوجي " نحن إذن امام قلة باقية من قلة مستخرجة من قلة راجعة الى قلة... فليس كل ماكان قد حفظ وليست كل ارض تضم بقية من الحضارات القديمة قد درست, وليست كل ارض مسحت تمت فيها الاحافير, وليست كل المناطق التي نبشت نشر ما كشف فيها "
لذلك فيجب الحذر اشد الحذر عند نقد التوراة لمجرد النقد . فالتوراة وان كنا نقر بفساد كثير مما فيها وان كنا نقر بالشك في اصالتها و التحريف فيها لكن فيها العديد من الاحداث التاريخية التي استمات حولها بعض الاركيولوجيين في نفيها ثم اثبت لاحقًا صحتها بل ان بعض الاركيولوجيين يتحدثون عن انه يبدوا ان العهد القديم يتم ادانته مسبقًا!
و القران في هذه الحالة ادق من التوراة اذ تحدث في مسائل كثيرة ذكرها كما ذكرتها التوراة و اثبتت .. و و مسائل اخطأ فيها التوراة وسكت عنها القرآن متفاديًا الخطأ .. ومسائل ذكرها القرآن منافية/معكاسة لما ذكرتها التوراة واثبتت صحة القران فيها ..
وهذا ليس مجرد امعان في الحديث الانشائي الرغبوي .. فإذ تذكر النصوص اليهودية أن عدد بني اسرائيل الذين خرجوا من مصر 2 مليون بني آدم وهو مايستحيل عقلًا ( لانه لم يكن لبني اسرائيل ان يتكاثروا في هذا الوقت القصير ليصبح عددهم 2 مليون ) وان خروج عدد ضخم مثل هذا لهو ملفت للنظر فإن من يقدرون قوات المصريين العسكرية آنذاك يقدرونها في اقصى احوالها بـ30,000-20,000 جندي .. وهذه مثلبة للكثيرين في صدق ان اي من احداث سفر الخروج قد حدثت اصلًا ... بناء على اتهام بعض الناس الذين لازالوا يؤمنون بنظريات المؤامرة التي بثها بعض المستشرقين ان الاسلام ينقل من التوراة و الانجيل العديد من القصص .. كان لابد انه اذا ذكر القران اي تلميح عن عدد بني اسرائيل ان يحاكي ماروي في الرواية التوراتية اليس كذلك؟ الحقيقة ان الامر معاكس تمامًا .. فيقول الله سبحانه وتعالى على لسان فرعون : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) سورة الشعراء.
عودة لقصة موسى وسفر الخروج.. لابد ان نعي مسألة مهمة.. فبني اسرائيل هنا جماعة قليلة مستضعفة حسب الرواية القرآنية فلا يُتخيل ان هذه الجماعة قد تترك من الآثار شيء مؤثر واذا لجأنا لعدوهم ( المصريين ) فلا يمكننا ان نستقر على رواياتهم فهي ليست تأريخ منصف بل في غالبها سرديات تمجد لحكامهم لاتسرد هزائمهم .. يقول ريتشارد فروند

( ليست قصة الخروج نفسها هي التي تثير الجدالات عند علماء الاركيولوجيا الكتابية. إن الامر هو انه ليس لدينا مادة مقارنة من الأدلة الاركيولوجية لمناقشة الدقة التاريخية لهذه القصة... لذلك تعلمت الاول من البحث عن التاريخ في شواهد التاريخ المصري. أحذر مما تجده ومما لاتجده))
المشكلة الحقيقة ان البعض يتصور ان صمت الآثار منحصر على احداث سفر الخروج .. الحقيقة اان عالم المصريات هوفماير يقول

( لم تقدم لنا دلتا النيل حيث يقول الكتاب المقدس إن الاسرائيليين القدماء عاشوا أي وثائق تاريخية او ادارية قد تسلط الضوء على أي فترة )) ويستطرد عالم المصريات كنث كتشن: ((بخصوص تحديد موقع العبرانيين الذين تم ذكرهم في الكتاب المقدس وتحركاتهم على الارض في مصر فنحن محدودون بمنطقة شرق الدلتا من الناحية الجغرافية. تفرض هذه الحقيقة حدودًا شديدة عن كل تساؤل في الموضوع. الدلتا هي مكان مليئ بالطمي المترسب هناك عبر آلالاف السنين بواسطة فيضان النيل سنويًا. وليس بها مصدر حجري إنها طين. طين وتعريشات وأبنية من الطوب المصنوع من الطين وهي ذات استمرارية و استعمال محدودين وتهدم وتستبدل تكرارًا وكثير ما تختلط بطين الحقول, لذلك هؤلاء الذين يجعجعون من وقت لآخر : ((لم يعثر على آثار للعبرانيين أبدًا )) وبالتالي فلا خروج بالطبع! يضيعون أنفاسهم بلا طائل فإن الأكواخ الطينية لعبيد حقول الطوب والمزارعين المتواضعين مر عليها الكثيرا منذ عادت لأصولها في الطين. ولن تُرى ثانيةً أبدًا. حتى المباني الحجرية التي نجت مثل المعابد. في تباين مذهل مع المواقع في الوادي المحاط بجرف صخري في وادي صعيد مصر في الجنوب. الحجر كله نقل قديمًا بالسفن من الجنوب.ويعاد استخدامه مرارًا وتكراراً ...))