رد: نقاش: خسائر مصر الجوية في حرب أكتوبر ..
انا لم اقل ان القوي العظمي لم تكن هي المسئولة عن وقف اطلاق النار ، ولكنني هنا اتحدث عن الموقف المصري ، قيام مصر بطلب المساعدة العسكرية من القوي العظمي لا يعني سوي ان جيشها لم يعد بامكانه تنفيذ مهمته . بالاضافة لان التعاون الدولي لحل الازمة لم يحدث الا بعد التهديد السوفيتي بالتدخل العسكري والتهديد الاميركي المضاد ، هذا الموقف المشتعل هو ما اجبر اسرائيل على وقف اطلاق النار بالبداية ودفع القوي العالمية للوصول لتفاهم بعد ذلك .
الجيش المصري لم يكن قادرا على تدمير قوات بحجم 3 فرق في يومين أو حتى في اسبوع ...مواجهة قوة بهذا الحجم تحتاج لفترة إعداد و حشد ...لا تنسي أن اسرائيل لم تكن قادرة على توجيه هجوم مضاد للفوات العربية في أول الحرب إلا يوم 8 أكتوبر أي بعد يومين كاملين في حالة التعبئة العامة لقوات موجودة بالفعل ..فما بالك بقوات قادمة حديثا ؟
حسنا ..كان الموقف المصري صعبا لحين وصول المساعدات و هذا كما نعلم ليس براعة من اسرائيل ولا فشل من مصر كا ما في الأمر أن مصر و اسرائيل استهلكا الاحتياطي فاستعاضته اسرائيل و لم تستعضه مصر
...و لكن المساعدات وصلت يوم 27 أكتوبر و توالت المساعدات بعدها و صار لدي المصريين القدرة على تقدير الحجم الحقيقي للقوات و تحجيم القوات الاسرائيلية و منع الجيب الاسرائيلي من التوسع لحين تنفيذ الحشد العسكري الكافي كما تعلمه العسكريون في الكليات الحربية .
فهذه الاتفاقات لم تكن سوي حبر على ورق والدليل على هذا ان اميركا واصلت دعم اسرائيل عسكريا بعد ذلك كما انها لم تعترض على خرقها المتواصل لوقف اطلاق النار ، بل على العكس فعندما وصل كيسنجر لاسرائيل يوم 22 عند وقف اطلاق النار ، قال للاسرائيلين "انه سيتفهم الامر لو انفلتت ساعات قليلة من وقف اطلاق النار بينما هو عائدا بطائرته لوشنطن" ، وعندما وصلته رسالة الرئيس السوفيتي بعلمهم بخرق اسرائيل لوقف اطلاق النار وانهم سيتقدمون بمشروع قرار لمجلس الامن لاجبار القوات المتحاربة على العودة لخطوط 22 اكتوبر ، اتصل كيسنجر باسرائيل وابلغهم ان اميركا لن تتمكن من الاعتراض على مشروع قرار كهذا ولذا فهو اقترح عليهم في هذه الحالة ان تنسحب قوات اسرائيل بضعة مئات من الياردات وتقول هذا هو خط 22 ، ثم قال بسخرية كيف يمكن لاي شخص ان يعرف خط 22 في الصحراء ؟؟
بعد كل هذا فمن الواضح ان التفاهم بين القوتين العظميتين قبل التهديد السوفيتي كان مجرد تفهم شكلي ، وان التفاهم الحقيقي لم يحدث الا بعد التهديد وتدخل الامم المتحدة بشكل اكثر فاعلية بعد تطور الموقف بين اميركا والسوفيت .
أشكرك على النص الذي كنت قد نسيته ..
و هذه الرسالة من كينسنجر لإسرائيل تدل على ما قلناه من قبل أن اسرائيل كانت تحتاج لأن تلعب خارج قرارات مجلس الأمن و تطيل القتال لساعات لكي تنجح في تحقيق و لو
هدف واحد من أهدافها غرب القناة و لأن القرارات التي أصدرها مجلس الأمن ووافق عليها القطبين الكبيرين لم يتم تنفيذها من قبل اسرائيل حليفة أمريكا فسيصعد السوفييت تهديدهم ..و هنا سيلعب كيسنجر كالعادة سياسة حافة الهاوية مع الروس ...سيصعد الأمر أكثر منهم ثم يمنحهم الفرصة للتراجع بوقف لإطلاق للنار على الحدود الحالية مع الوعد بالعودة لحدود 22 اكتوبر (بشرط التفاوض المباشر مع مصر ).
هنا كانت مصر مضطرة لقبول هذا الوقف لسببين
الأول :هو عدم وصول اي مساعدات عسكرية منذ بداية الحرب حتى قبل نهايتها بيوم واحد
الثاني:هو اضطرار مصر للاعتماد على قبول ما يقبله الاتحاد السوفييتي خشية فقدان حليفها الأهم و ممولها الرئيسي من السلاح .
مصر لم تكن جاهزة لتنفيذ الخطة شامل الا بعد شهرين كاملين من وقف اطلاق النار ، كما انه كيف يمكنها حشد قوات مدرعة على مستوي الفرق في هذا الوقت القياسي الذي تتحدث عنه ؟؟ هذا يعني 250 دبابة فيما فوق للفرقة الواحدة !!
المشكلة ليست في الأفراد لقيادة الدبابات و لا الضباط بل كانت المشكلة في الدبابات نفسها ...كان فقط وصولها هو المشكلة ...و لم يكن هناك حاجة لإعادة التشكيل لإنها كان فقط المفروض أن تدفع للوحدات التي فقدت قدرتها القتالية بفقدانها أعداد كبيرة من الدبابات ..فلم يكن هناك مشكلة تنظيمية بقدر ما كانت المشكلة في وصول الدبابات فقط .
بمعنى أن الألوية و الفرق التي انخفض مستواها القتالى لعدم قدرتها على تعويض الدبابات ستعود كما كانت قادرة على القتال مرة أخرى و لن تحتاج الدولة لإنشاء وحدات جديدة و إعادة هيكلتها .
هذه الاشتباكات المكلفة لم تحدث الا بالاسماعلية والسويس ، والسبب الوحيد لعدم سقوط المدينتين هو وقف اطلاق النار ايضا ، فلو استمر القتال لم يكن هناك امام المدينتين مفر من التسليم نتيجة لحصارهما ومنع الامدادت عنهم .
مرة أخرى هذا يؤكد كلامي أن وقف القتال كان ضمن الخطة الاسرائيلية و ليس معرقلا لها ..بمعنى أن اسرائيل كانت تنوي القتال و الوصول للسويس يوم 18 أكتوبر و يصدر بعدها قرار لوقف إطلاق النار ثم مساومات بترك المدن مقابل العودة لخطوط ما قبل القتال
..ةلكن ما حدث هو تأخر القوات الاسرائيلية حتى وصلت السويس في يوم 24 أكتوبر أي بعد يومين من صدقرار مجلس الأمن الأول 338 .
و كانت المفاجأة أن القوات الاسرائيلية المهاجمة للإسماعيلية قد خسرت و تراجعت في يوم 23 أكتوبر حين حاولت دخول قطاع الجيش الثاني الميداني ..بينما نجحت اسرائيل في حصار مدينة السويس و لكن المفاجأة الأكبر هي مدى صمود المقاومة الشعبية و قدرتها على دفن كتيبة ميكانيكية كاملة مدعمة بوحدات من المظليين في أخر المعارك الكبرى في الحرب .
و بعدها ظلت السويس تحت الحصار لمائة يوم كاملة و
لم تسلم ..و أرجو منك قراءة مذكرات
الشيخ حافظ سلامة إمام و خطيب مسجد الشهداء بالسويس((بغض النظر عن تقييمنا لاتجاهه الديني إلا أنه أحد معاصرى الأحداث )) لنعرف كيف نجحت المدينة في تجاوز الحصار و توفير الإمدادات من الماء و الطعام بل و الكهرباء لمن فيها .
أما الاسماعيلية فقد كانت الأوضاع بالجيش الثاني أفضل منها في الجيش الثالث لطبيعة الأرض الزراعية ووجود ترعة الاسماعيلية كمانع مائي يسهل للمصريين التحكم فيه .
و معذرة
الفترة الوحيدة التي كانت اسرائيل تقدر فيها على انتزاع تلك المدن من مصر هي الفترة التي هاجمت فيها هذه المدن حيث كانت مصر غير قادرة على توفير الدعم المدرع لوقف الدبابات الاسرائيلية و هذا الأمر انتهى بأيام قليلة تالية ، يعني لو كان شارون عاود الكرة بعد يوم 23 أكتوبر بأسبوع واحد لما وجد أمامه أفراد صاعقة و مدفعية فقط ليعطلوه حدث في أبو سلطان ..كلا كان سيجد أفراد صاعقة و مدفعية و أيضا دبابات قادرة على وقفه قبل مهاجمة الاسماعيلية .
بالنسبة للدفاع الجوي فيا اخي باعتراف الشاذلي وجمال حماد ، القوات الجوية الاسرائيلية كانت لدليها حتي اخر يوم في القتال ، تفوق جوي تام وسيطرة تامة على المجال الجوي للقتال خصوصا عند الجيش الثالث ، اي ان القوات الجوية المصرية لم يكن بامكانها على الاطلاق الدفاع عن مطاراتها في مواجهة نظيرتها الاسرئيلية ، ولا تنس ان السبب الرئيسي لتحديد العمليات في اول 13 كم من الضفة الشرقية للقناة هي تجنب بقدر الامكان وضع الطيار المصري في مواجهة نظيره الاسرائيلي دون وجود دعم من الدفاع الجوي .
أنا لم و لن أدعي أن القوات الجوية المصرية كانت أقوى من نظيرتها الاسرائيلية في حرب أكتوبر و لكن لنتكلم بصراحة ...القواعد الجوية المصرية لم يتم مهاجمتها في أكبر سوى في الهجمات يومي 14 - 15 أكتوبر و بعدها توقفت الهجمات الكبرى لفشل اسرائيل في هاتين العمليتين .فكيف كانت القواعد الجوية المصرية تحت رحمة الطيران الاسرائيلي ؟
ثم إن تلك القواعد الجوية لديها وحدات دفاع جوي خاصة بها و هذه الوحدات لم يتم تدميرها طوال فترة الحرب .
كل ما كنت قوله أن الفرقة 16 مشاة و الفرقة 21 مدرعة كانتا بحاجة لإعادة بناء قدراتهما العسكرية التي استنزفت طوال فترة القتال لكي ينسقا هجوما ضد اللواء المدرع الاسرائيلي الذي كان يحرس الممر الاستراتيجي للقوات الاسرائيلية و هي المسافة التي بين رأس الكوبري الموحد للفرقتين و بين البحيرات المرة و هي عشرة كيلومترات كان من الممكن تغطيتها بوحدات دفاع جوي تضاف لرأس الكوبري الموحد شرق القناة ..و هنا سيكون القتال في منطقة مربعة لا يزيد طول ضلعها عن عشرة كيلومترات و كان من السهل تغطيتها جويا عن طريقوحدات دفاع جوي في مناطق تحت السيطرة المصرية لغلق المعبر الاسرائيلي من شرق القناة .