تحليل نقلا عن الاستاذ علاء عوض
جولة في لعبة الصراع الدولي علي مواني البحر الاحمر و لماذا قريبا ميلاد تحالف عسكري يضم مصر والسودان وجيبوتي وكينيا ؟
لمن اراد ان يفهم اكثر
عن اتجاه بوصلة لعبة صراع النفوذ علي مواني البحر الاحمر بين امريكا وروسيا والصين
منذ يومين اكد رئيس أركان الجيش السوداني محمد عثمان الحسين، أن بلاده بصدد مراجعة اتفاق مع روسيا، لبناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر
وصباح اليوم المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا يعلن بكل ثقة
إنه لا وجود لاتفاق بين السودان وروسيا على إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان على البحر الأحمر...
هذا التصريح رسالة امريكية واضحة لروسيا ومن خلفها الصين واثيوبيا واريتريا والامارات عنوانها ممنوع التمدد واستعدوا للرحيل
وانه جاري تطويق طريق الحرير الصيني في شرق افريقيا وكل المشاريع الاخري التي تضر بالمصالح الامريكية
عبر اغلاق المنافذ البحرية في وجه الخصوم و وضع اثيوبيا تحت الضغوط الدولية وتلوين حكومتها وتحالفتها
باللون الاحمر وانهم خطر يجب التخلص منه في اسرع وقت
وبوضع التحركات المصرية الاخيرة في القرن الافريقي في سياق مايحدث و الذي يتقاطع مع مشكلة مصر الكبري سد النهضة
نجد ان تحالف عسكري يضم مصر والسودان وكينا وجيبوتي وبورندي ورواندا و اوغند في طريقه الي الميلاد و الظهور برعاية امريكية وهدفه تطويق و كبح جماح المشروع الامبراطوري لاثيوبيا واريتريا والصومال في القرن الافريقي وعنوانه الهيمنة السياسية والاقتصادية برعاية وتمويل صيني ودعم روسي.
بالفعل بين جيبوتي واريتريا صراع حدودي وكينيا تدرك جيدا ان المشروع الاثيوبي خطر علي مصالحها وانها ستربح اكثر عندما يتخذها الغرب وامريكا بوابة لافريقيا بدلا من اثيوبيا التي اصبحت بوابة صينية للحزام والطريق الصيني بامتياز
واصبحت علي المحك كدولة موحدة بسبب الحماقة السياسية للنخبة الحاكمة هناك
والكثير من دول حوض النيل لديها قلق من الصراعات العرقية وعدم الاستقرار والهيمنة السياسية التي تحاول كلا من اثيوبيا واريتريا فرضها علي منطقة شرق افريقيا وحوض النيل في ظل وضعها الهش عرقيا هي الاخري
لذلك لابديل امامها لتجنب الاخطار الا دعم التحالف المصري السوداني الكيني الجيبوتي...
تعويم اثيوبية بحريا ركن مهم في مشروعها الامبراطوري
الذي يحقق الاهداف الصينية والاماراتية والروسية
فتعلن الحبشة عن انشاء قوات بحرية رغم انها دولة حبيسة
فاين سيكون اسطولها ؟ اريتريا او ارض الصومال
الامارات تحاول ايجاد موضع قدم لاثيوبيا علي البحر عن طريق ربطها بميناء بربرة في ارض الصومال الخاضع لنفوذ الامارات لمدة ٣٠ عام لماذا تفعل ذلك؟
تعتقد ان المستقبل لاثيوبيا فتريد ان تقوي علاقتها بها بشكل يسمح لها بالسيطرة علي ضفتي مضيق باب المندب
فمن يسيطر علي تلك المنطقة يتحكم في ١٧% من تجارة العالم
..
في هذه الحالة تصبح جيبوتي تحت حصار ثلاثي مع اكبر اعدائها اريتريا من الشمال واثيوبيا من الغرب وارض الصومال جنوبا .
ادركت جيبوتي ان الامارات خطر لذي اسرعت بالغاء اتفاقها البحري معها بحجة
.السيادة الوطنية والاستقـلال الاقتصادي للبلاد
هذا يفسر بقوة سر التقارب المصري الجيبوتي الاخير وادراكها ان الهدف تقسيم ارضها بين اريتريا واثيوبيا ولها فيما يحدث في تيجراي دليل وعبرة وعظة
وكما تخلصت جيبوتي من نفوذ الامارات في ارضها قريبا سوف تكرر الامر مع الصين وتغلق قاعدتها البحرية هناك
امريكا لا تعترف بهذا العبث الذي نمي وكبر وتمدد في القرن الافريقي في عهد ترامب واصبح يشكل خطر وتهديد كبير لمصالحها ونفوذها السياسي والاقتصادي
فتفعل الان خطط طرد الامارات والصين وروسيا من مواني البحر الاحمر ومضيق باب المندب وافشال المشروع الاثيوبي الاريتري..
تصريح اليوم للمتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا كاشف للعبة الصراع علي مواني البحر الاحمر والقرن الافريقي والهدف منها
ويؤكد ان تحالف عسكري مصري سوداني جيبوتي كيني برعاية امريكية اوشك علي الظهور