بما ان الموضوع في الشق البري
@Road Runner من ضمن ارشيف مشاركاتك المتكررة والمعتادة والغير جديدة
مثل قائمة الممنوعات الامريكية في التسليح لمصر
ذكرت مرارا وتكرارا ان الجيش المصري لا يستطيع لوجيستيا تشغيل وتحريك جحافل الدبابات والمدرعات المصرية
حتي ظهرت فيديوهات الشؤن المعنوية وظهر عمليا انتشار وتحريك وجاهزية غير مسبقة للقوات البرية
واختفيت بعدها مع تلك المعلومة
وياريت رأي استاذنا انور بما انة معانا في الموضوع
A @anwaralsharrad
في الحقيقة إستاذي ولهذا الموضوع أنا تعليقاتي محصورة في الشق الصناعي وليس القتالي والتنظيمي !!! قبل يومين كنت أقرأ ملف إسرائيلي يتحدث برعب عن تنامي القوة المصرية (هكذا وردت الجملة في التقرير الإسرائيلي) كما أن لدي بحث عن تدريبات أطقم الدبابات المصرية مقارنة بنظيرتها الإسرائيلية !!! المصريين لديهم خبرة عملياتية في الحرب وما من شك أن لديهم قادة قادرين على إدارة شؤون الحرب بكفاءة لا تقل عن الآخرين !!!! في كتابي الجديد كتبت عن إنجازاتهم في حرب أكتوبر وتحديدا معركة العبور (جزء من رد الجميل لإستاذنا الراحل الشاذلي طيب الله ثراه) لكنني بطبعي ضد التهويل والمبالغة في توصيف الأمور !!! عموما الفقرة طويلة وقد سجلتها في كتابي المعنون "قتال الدبابات في التضاريس الحضرية.. دور الأسلحة المضادة للدروع" ..
يذكر لنا التاريخ خطورة الثقة الزائدة التي يمكن أن تنشأ عن المناعة الظاهرة للعقبات apparent impregnability كما صور الأمر في بداية حرب أكتوبر العام 1973. حيث امتدت حدود إسرائيل الغربية على طول قناة السويس وشكلت هذه القناة مانع طبيعي بالتأثير الأعظم. مع ذلك، بدا الإسرائيليون غير راضين عن مستوى الحماية هذا، فعمدوا على أية حال لتعزيز جانبهم من القناة مع حائط أو جدار رملي بارتفاع 15-21 م وبعرض كبير جداً، مع زاوية انحدار لنحو 45-65 درجة. طول الجدار العازل بلغ نحو 160 كيلومتراً على طول قناة السويس، باستثناء البحيرة المرة Bitter Lake (حيث كان عبور القناة مستبعد بسبب عرض البحيرة). الجدار الرملي والذي وصف من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك "موشي دايان" Moshe Dayan بأنه أحد أفضل الخنادق المضادة للدبابات في العالم والدفاعات المشيدة في الموقع سميت في مجموعها بخط بارليف Bar-Lev Line وكانت رائعة التصميم في الحقيقة، لكنها لسوء الحظ أثارت إعجاب الإسرائيليين أكثر مما أثارت خصومهم المصريين!!
خطة تجاوز هذه العقبة أو العائق بدأت عندما أقترح ضابط برتبة مقدم في سلاح الهندسة المصري استخدام خراطيم المياه ذات الضغط المرتفع high pressure hoses لجرف رمال الجدار الرملي، مما حقق وأنجز كلتا المفاجآت الاستراتيجية والتكتيكية. الجدار الرملي ودعاماته الخرسانية كانت كفيلة كما قرر مصمموه منع وإعاقة أي وحدات مسلحة أو برمائية من الإنزال على الضفة الشرقية لقناة السويس بدون تحضيرات هندسية مسبقة. وقدر المخططون الإسرائيليون بأنه كان يتطلب من المصريين قضاء ما بين 24 إلى 48 ساعة كاملة لاختراق وعمل ثغرة في حائط الرمل وتأسيس جسر متحرك عبر القناة.. هكذا ساهمت الاتكالية الإسرائيلية Israeli dependence والاعتماد على مميزات الجدار في تقنين عوامل وأدوات التغطية النارية في الوقت الحرج والحاسم لهذا الموقع الدفاعي تجاه هجوم المشاة المصري، والذي أنجز يوم السادس من أكتوبر العام 1973. واستطاع سلاح المهندسين المصري سوية مع استخدام الأدوات التقنية البسيطة على نحو بارع، استطاع تمهيد الطريق أمام الفرق المدرعة المصرية للعبور الآمن والتقدم بشكل جزئي في صحراء سيناء Sinai Desert.