عمد العثمانيون الجدد كما فعل اسلافهم الى تلفيق وتزوير التاريخ لصالح افكارهم والتى تبنى على اعادة مجد دولتهم الزائله والتى قامت على احتلال الغير عسكريا ونهب ثرواتهم و مقدراتهم
منذ بداية الدوله العثمانيه وهى تسعى دائما الى اختلاق تاريخ يلائهم طموحاتهم حتى لو لم يكن له من الحقيقه نصيب
من ضمن ما تم اختلاقه كان تاريخ جدهم " ارطغرل " و زاد العثمانيون الجدد الامر وقاحه بتزوير امجاد لم تكن تخطر على بال المرتزق الاول يوما ما
ما هى الحقيقه ؟ وما هى الادله ؟
بينما يقوم المزورون الجدد بعمل دراما ضخمه عن ارطغرل ، يقول لنا التاريخ ان المعلومات الحقيقيه عنه قليله للغايه وانه لولا انه وجدت عمله يرجح انها تعود لعصر ابنه عثمان وذكر فيها انه ابن ارطغرل ، لشك الكثيرون فى وجوده من الاساس
مكانة ارطغرل
لا يوجد ذكر لارطغل تقريبا فى اى كتاب تاريخى معاصر لزمنه لا عند البيزنطيين ، ولا عند المسلمين ، بل ولا يذكر عند المؤرخين العرب المسلمين الذين جاءوا بعد ذلك مثل ابن بطوطه ما يشير الا انه لم يكن ذو شأن يذكر حتى يأت ذكره باى حال ، طبعا على عكس ما يتم الترويج له كذبا وهو ما حدا المؤرخين المعاصرين مثل البروفسور يلمز اوزتونا المؤرخ التركى المعروف و استاذ من التاريخ العثمانى الشهير ان يذكر صراحة انه لم يكن من الامراء الكبار ولم يعامل كذلك ابدا وانه لم يكن مرتبطا بشكل قوى بالقادئ السلجوقى الذى يعمل لديه هو وعشيرته ( الصغيره العدد ) ولهذا كانت الاقطاعيه الممنوحه له صغيره المساحه وحدوديه وهى عادة سلجوقيه يضع فيها الامير من لا يهمه امرهم كثيرا او لا يثق فيهم بشكل كافى فى تلك الاماكن الحدوديه المواجهه للعدو حتى اذا هاجم البيزنطيين مثلا قاتلوا تلك العشيره ، فان اوقفتهم العشيره فخير ، وان افناهم البيزنطيون ، فما خسر السلاجقه شيئا
الانتساب لقبائل الاوغوز
يهوى المزورون الجدد ايضا نسب اصولهم العثمانيه الى قبائل الاوغوز والسبب فى هذا ان هناك اسطوره قديمه تقول ان ابناء تلك القبيله سيحكمون العالم ويغزون الارض كلها ، وكانت تلك الاسطوره سببا فى هجمات المغول التتار قديما ، لانهم من ابناء هذه القبيله ، ولمن لا يعلم فان العثمانيين والتتار ينتمون لاصل متقارب وهو قبائل الترك فى وسط اسيا
المهم ان هذا الانتساب العثمانى لقبائل الاوغوز مزور بلا شك و كان سبب التزوير اللاحق ، هو محاولة ادعاء شرف الانتساب للقبيله العظيمه ، وللاستفاده من النبوءه المذكوره من اجل تحقيق اطماعهم الامبراطوريه ولمخاطبة قبائل الترك فى وسط اسيا للاستسلام لهم باعتبارهم اصحاب حق ومن نسب الاوغوز
يقول الباحث أحمد عبدالرحيم مصطفى فى كتابه " أصول التاريخ العثمانى " ... دار الشروق ... الطبعه الاولى 1982م
ان انتساب العثمانيين لقبائل الاوغوز هى من (( اختلاق المؤرخين ))
وان هذه الاساطير وضعت فى وقت لاحق بالقرن الخامس عشر ( لاضفاء هالة من الاحترام ورفع شأن العثمانيين بين القبائل التركيه )
وان اكبر دليل على كذب واختلاق هذا النسب ، هو كم التضارب والتناقض فى قصص المؤرخين ، لتدل على محاولاتهم ( اختلاق ) نسب غير صحيح
اى ان الواقع التاريخى يقول اننا امام مجموعه مجهولة النسب والاصل ، تمت وبشكل مستميت ، محاولات لاضفاء نسب شريف اليهم وتلفيق اسماء فى السلاله ، وتغيير فى ديانة بعض هؤلاء الاجداد ، من اجل تحقيق اغراض توسعيه
ويمتد الامر واهميته لكى تفهم الى الفتره الت حصل فيها صراح بين العثمانيين والتتار المسلمين وقتها ، بقيادة تيمور لنك ، اذ ان تيمور لنك خاطبهم بانه احق منهم بالملك باعتباره من نسل تلك القبائل العظيمه على عكسهم فهم من عشائر صغيره لا قيمة لها بين القبائل التركيه ، ولهذا انضم اغلب الامراء الاتراك الى تيمور لنك ضد العثمانيين وبالفعل سحق تيمور لنك قوات العثمانيين واسر قادتهم وسلطانهم بايزيد الاول
ما هو الفارق بين العثمانين والاتراك ؟
لا بد ان نفهم الفارق بين العثمانيين والاتراك
فالاتراك هم قبائل من وسط اسيا ، واسعة الانتشار ولا تزال تنتشر الى اليوم فى دول جنوب روسيا مثل تركمنستان وكازاخستان واوزبكستان واذربيجان و ايران و غيرها
وتمتد شرق الى شرق الصين و غربا الى الاناضول والتى وصلوها متأخرا بعض الشىء
كما ان الاتراك كانوا موجودين فى الدوله العباسيه كجنود
وكانوا من ضمن الاعراق الاساسيه المكونه للدوله المملوكيه
وكل التتار تقريبا اتراك
وعندما نتكلم عن الاتراك تاريخيا ، فاننا لا نعنى ( الدوله التركيه ) الحاليه ولا مواطنوها قطعيا
وانما نتحدث عن عرق كما ذكرنا يمتد فى مساحه جغرافيه واسعه
وتاريخيا يذكر الاتراك فى التاريخ الاسلامى مقصودا بهم الجند المنتمى لهذا العرق سواء مع العباسيين او المماليك او السلاجقه فيما بعد
السلاجقه تحديدا كانوا يوصفوا بانهم من ( الروم ) ولم يفكر احد بوصفهم بشىء اخر
العثمانيون وهم من العرق التركى وصفوا ايضا من قبل المؤرخين المسلمين بانهم من ( الروم ) ووصف سلطانهم سليم الاول بانه ،سلطان ( الروم ) لدى المؤرخين المعاصرين كما يذكر ابن اياس فى تاريخه الشهير بدائع الزهور فى وقائع الدهور
محمد الفاتح ايضا كان يوصف بهذا ويفتخر به
وعليك ان تتذكر هذا دائما فى قراءاتك لاحاديث اخر الزمان التى تشير الى معارك ملحميه مع ( الروم ) تنتهى بفتح القسطنطينيه لكن لهذا حديث اخر
ما هو النسب الحقيقى لارطغرل ؟
كما اراد العثمانيون الجدد الالتصاق بالنسب الكبير للاغوز زورا ، فانهم زوروا نسب جدهم ارطغرل ايضا
فهم يقولون عنه ان اسمه ارطغرل بن سليمان شاه
والفائدة من هذا التزوير تعود الى شقين
الاولى القول بانه مسلم من سلالة مسلمة وهو ما يخدم تلفيقات اخرى سنذكرها لاحقا فى هذا المقال ما يضفى شرفا للعائله
الثانى هو ما يصفه يلمز اوتونا بانه ذكرى باقيه من مؤسس دولة السلاجقه فاتح الاناضول الاول ، وهو طبعا لا يمت بصلة قرابه من قريب او بعيد للعثمانيين ، لكنها محاوله بائسه قام بها بعض المؤرخين من اجل اضفاء شرف للعائله المجهوله النسب ، و من اجل اضفاء صوره لهم ، كانهم الوريث الشرعى لدولة السلاجقه وليسوا مجرد مغتصب للعرض
الحقيقه المؤكده ان اسم والد ارطغرل هو كندز الب ، وهو نفس الاسم المذكور على العمله التى سبق ان اشرنا اليها ، وهو كما ترى اسم تركى عادى لا يحقق لهم مرادهم
هل حقا انقذ ارطغرل جيش السلاجقه ؟
تنتشر الروايه الشهيره والتى استخدمتها الدراما التركيه حديثا
قول المؤرخ التركى يلمز اوزتونا فى كتابة "تاريخ الدولة العثمانية " ترجمة عدنان سلمان طبعة 1988م
ان القائد السلجوقى علاء الدين كيكباد دعا محاربين كثر للانضمام للجيش ( وليس كما تقول الرواية الاسطوريه انه رأى جيشين يتقاتلان وعلم ان المسلمين سينهزمون فانضم اليهم ونصرهم ) ، الحقيقه ، ان هذه اسطوره ساذجه ، لان فى الحروب ، اى جيش سيرى افرادا اغراب يدخلون المعركه ، فانهم سيقاتلهم دون تردد ، بمعنى ان الجيشين سيفترضان انها خدعه او جزء من جيش العدو
المهم يقول المؤرخ التركى ايضا ، ان ارطغرل وعشيرته انضموا للسلاجقه و انضووا تحت لواء جيشهم وشاركوا فى معركه مهمه ، وقد نالوا اجر هذا القتال ( مثل اى مرتزقه ) باقطاعيه صغيره شمال غرب الاناضول على حدود بيزنطه ويصفه بانه لم يعامل كأمير كبير مهم ، لان الاقطاعيه كانت صغيره جدا
ويصف يلمز اوزتونا الاسطوره المنتشره بانها ( حكاية موضوعه ) لاكساب العثمانيين ( شرف الانضمام للسلاجقه وتأمين انتصارهم ) طبعا على غير الواقع
هل كان ارطغرل مسلما من الاساس؟
بعد كل هذه الاكاذيب التى كشفناها بالادله من المراجع التاريخيه نجد الصدمه الكبرى فى ان المؤرخين لا يعتقدون ان ارطغرل كان مسلما من الاصل
المعتقد انه كان على الديانه الوثنيه القديمه التى تدين بها اغلب القبائل التركيه انذاك
وان اول من دخل الاسلام هو ابنه عثمان ، ومعه دخلت القبيله فى الاسلام
- ذكر هذا جيبونز و ذكره نقلا عنه فى كتاب " أصول التاريخ العثمانى " لأحمد عبدالرحيم مصطفى ... دار الشروق ... الطبعه الاولى 1982م
ستجد ان الكلام واضحا للغايه ولا يحتمل اى تأويلات
يقول ايضا يلمز اوزتونا
هل تريد شيئا اوضح من هذا التصريح ؟
يتساءل البعض لماذا اذن سمى ابنه عثمان ؟ وهو اسم اسلامى ؟
الحقيقه انك اذا نظرت لاسماء ابناء ارطغرل
غندوز ألب
وسارو باطو صاووجي
وعثمان
فاذا اردت ان تستدل على اسلامه باسم عثمان ، فكيف تفسر الاسمين الاخرين ، بمعنى اذا كان تسمية الابن عثمان يدل على ان الاب مسلم ، فلا شك ان تسمية ( ولدين ) بالاسماء التى رأيتها ، هى اقوى دلاله على ديانته السابقه
النقطه الثانيه لا احد يعلم على وجه اليقين هل عثمان كان الاسم الاصلى ام لا ، فربما هو تصحيف لاسم تركى خاصة ان عثمان نفسه اسمى ابنه ( اورخان ) وهو ايضا اسم تركى ، ويعتقد البعض ان الاسم الاصلى هو ( اوز مان ) و تم تصحيفه فيما بعد الى عثمان تسهيلا نظرا لتشابهه مع الاسماء الاسلاميه
يرى البعض ايضا ان ارطغرل سمى ابنه عثمان تقربا من السلاجقه ، كما فعل عثمان نفسه وسمى ابنه الثانى ( علاء الدين ) بعد ان سمى الاول ( اورخان ) و ان علاء الدين هذا كان تيمنا باسم القائد السلجوقى علاء الدين كيكباد الذى اقطعهم الاماره التى عاشوا فيها
اريدك ان تفهم ايضا ان عثمان ليس اسما اسلاميا حصريا ، فقد كان موجودا فى العرب مثلا قبل الاسلام ، وتذكر ان عثمان بن عفان مثلا اسلم وهذا اسمه فى الجاهليه ولا نعلم اصل الاسم يقينا خاصة ان عثمان واسرته كانوا تجارا كثيرى الترحال والاسم قليل التردد بين العرب اساسا
تذكر ايضا ان من عادات هذا الزمان ان يتسمى الناس باسماء الحكام ، وكان فى مصر مثلا يتسمى الى وقت قريب بعض المسيحيين باسم عبدالله
الخلاصه انك ترى تعقيدا شديدا فى مساله الاسماء ومدلولاتها لديهم ، لكن امامك تصريح واضح من المؤرخين على اصل ارطغرل وديانته ، فلماذا نترك التصريح ونسير فى بحر التأويلات بلا دليل ؟
منقول
منذ بداية الدوله العثمانيه وهى تسعى دائما الى اختلاق تاريخ يلائهم طموحاتهم حتى لو لم يكن له من الحقيقه نصيب
من ضمن ما تم اختلاقه كان تاريخ جدهم " ارطغرل " و زاد العثمانيون الجدد الامر وقاحه بتزوير امجاد لم تكن تخطر على بال المرتزق الاول يوما ما
ما هى الحقيقه ؟ وما هى الادله ؟
بينما يقوم المزورون الجدد بعمل دراما ضخمه عن ارطغرل ، يقول لنا التاريخ ان المعلومات الحقيقيه عنه قليله للغايه وانه لولا انه وجدت عمله يرجح انها تعود لعصر ابنه عثمان وذكر فيها انه ابن ارطغرل ، لشك الكثيرون فى وجوده من الاساس
مكانة ارطغرل
لا يوجد ذكر لارطغل تقريبا فى اى كتاب تاريخى معاصر لزمنه لا عند البيزنطيين ، ولا عند المسلمين ، بل ولا يذكر عند المؤرخين العرب المسلمين الذين جاءوا بعد ذلك مثل ابن بطوطه ما يشير الا انه لم يكن ذو شأن يذكر حتى يأت ذكره باى حال ، طبعا على عكس ما يتم الترويج له كذبا وهو ما حدا المؤرخين المعاصرين مثل البروفسور يلمز اوزتونا المؤرخ التركى المعروف و استاذ من التاريخ العثمانى الشهير ان يذكر صراحة انه لم يكن من الامراء الكبار ولم يعامل كذلك ابدا وانه لم يكن مرتبطا بشكل قوى بالقادئ السلجوقى الذى يعمل لديه هو وعشيرته ( الصغيره العدد ) ولهذا كانت الاقطاعيه الممنوحه له صغيره المساحه وحدوديه وهى عادة سلجوقيه يضع فيها الامير من لا يهمه امرهم كثيرا او لا يثق فيهم بشكل كافى فى تلك الاماكن الحدوديه المواجهه للعدو حتى اذا هاجم البيزنطيين مثلا قاتلوا تلك العشيره ، فان اوقفتهم العشيره فخير ، وان افناهم البيزنطيون ، فما خسر السلاجقه شيئا
الانتساب لقبائل الاوغوز
يهوى المزورون الجدد ايضا نسب اصولهم العثمانيه الى قبائل الاوغوز والسبب فى هذا ان هناك اسطوره قديمه تقول ان ابناء تلك القبيله سيحكمون العالم ويغزون الارض كلها ، وكانت تلك الاسطوره سببا فى هجمات المغول التتار قديما ، لانهم من ابناء هذه القبيله ، ولمن لا يعلم فان العثمانيين والتتار ينتمون لاصل متقارب وهو قبائل الترك فى وسط اسيا
المهم ان هذا الانتساب العثمانى لقبائل الاوغوز مزور بلا شك و كان سبب التزوير اللاحق ، هو محاولة ادعاء شرف الانتساب للقبيله العظيمه ، وللاستفاده من النبوءه المذكوره من اجل تحقيق اطماعهم الامبراطوريه ولمخاطبة قبائل الترك فى وسط اسيا للاستسلام لهم باعتبارهم اصحاب حق ومن نسب الاوغوز
يقول الباحث أحمد عبدالرحيم مصطفى فى كتابه " أصول التاريخ العثمانى " ... دار الشروق ... الطبعه الاولى 1982م
ان انتساب العثمانيين لقبائل الاوغوز هى من (( اختلاق المؤرخين ))
وان هذه الاساطير وضعت فى وقت لاحق بالقرن الخامس عشر ( لاضفاء هالة من الاحترام ورفع شأن العثمانيين بين القبائل التركيه )
وان اكبر دليل على كذب واختلاق هذا النسب ، هو كم التضارب والتناقض فى قصص المؤرخين ، لتدل على محاولاتهم ( اختلاق ) نسب غير صحيح
اى ان الواقع التاريخى يقول اننا امام مجموعه مجهولة النسب والاصل ، تمت وبشكل مستميت ، محاولات لاضفاء نسب شريف اليهم وتلفيق اسماء فى السلاله ، وتغيير فى ديانة بعض هؤلاء الاجداد ، من اجل تحقيق اغراض توسعيه
ويمتد الامر واهميته لكى تفهم الى الفتره الت حصل فيها صراح بين العثمانيين والتتار المسلمين وقتها ، بقيادة تيمور لنك ، اذ ان تيمور لنك خاطبهم بانه احق منهم بالملك باعتباره من نسل تلك القبائل العظيمه على عكسهم فهم من عشائر صغيره لا قيمة لها بين القبائل التركيه ، ولهذا انضم اغلب الامراء الاتراك الى تيمور لنك ضد العثمانيين وبالفعل سحق تيمور لنك قوات العثمانيين واسر قادتهم وسلطانهم بايزيد الاول
ما هو الفارق بين العثمانين والاتراك ؟
لا بد ان نفهم الفارق بين العثمانيين والاتراك
فالاتراك هم قبائل من وسط اسيا ، واسعة الانتشار ولا تزال تنتشر الى اليوم فى دول جنوب روسيا مثل تركمنستان وكازاخستان واوزبكستان واذربيجان و ايران و غيرها
وتمتد شرق الى شرق الصين و غربا الى الاناضول والتى وصلوها متأخرا بعض الشىء
كما ان الاتراك كانوا موجودين فى الدوله العباسيه كجنود
وكانوا من ضمن الاعراق الاساسيه المكونه للدوله المملوكيه
وكل التتار تقريبا اتراك
وعندما نتكلم عن الاتراك تاريخيا ، فاننا لا نعنى ( الدوله التركيه ) الحاليه ولا مواطنوها قطعيا
وانما نتحدث عن عرق كما ذكرنا يمتد فى مساحه جغرافيه واسعه
وتاريخيا يذكر الاتراك فى التاريخ الاسلامى مقصودا بهم الجند المنتمى لهذا العرق سواء مع العباسيين او المماليك او السلاجقه فيما بعد
السلاجقه تحديدا كانوا يوصفوا بانهم من ( الروم ) ولم يفكر احد بوصفهم بشىء اخر
العثمانيون وهم من العرق التركى وصفوا ايضا من قبل المؤرخين المسلمين بانهم من ( الروم ) ووصف سلطانهم سليم الاول بانه ،سلطان ( الروم ) لدى المؤرخين المعاصرين كما يذكر ابن اياس فى تاريخه الشهير بدائع الزهور فى وقائع الدهور
محمد الفاتح ايضا كان يوصف بهذا ويفتخر به
وعليك ان تتذكر هذا دائما فى قراءاتك لاحاديث اخر الزمان التى تشير الى معارك ملحميه مع ( الروم ) تنتهى بفتح القسطنطينيه لكن لهذا حديث اخر
ما هو النسب الحقيقى لارطغرل ؟
كما اراد العثمانيون الجدد الالتصاق بالنسب الكبير للاغوز زورا ، فانهم زوروا نسب جدهم ارطغرل ايضا
فهم يقولون عنه ان اسمه ارطغرل بن سليمان شاه
والفائدة من هذا التزوير تعود الى شقين
الاولى القول بانه مسلم من سلالة مسلمة وهو ما يخدم تلفيقات اخرى سنذكرها لاحقا فى هذا المقال ما يضفى شرفا للعائله
الثانى هو ما يصفه يلمز اوتونا بانه ذكرى باقيه من مؤسس دولة السلاجقه فاتح الاناضول الاول ، وهو طبعا لا يمت بصلة قرابه من قريب او بعيد للعثمانيين ، لكنها محاوله بائسه قام بها بعض المؤرخين من اجل اضفاء شرف للعائله المجهوله النسب ، و من اجل اضفاء صوره لهم ، كانهم الوريث الشرعى لدولة السلاجقه وليسوا مجرد مغتصب للعرض
الحقيقه المؤكده ان اسم والد ارطغرل هو كندز الب ، وهو نفس الاسم المذكور على العمله التى سبق ان اشرنا اليها ، وهو كما ترى اسم تركى عادى لا يحقق لهم مرادهم
هل حقا انقذ ارطغرل جيش السلاجقه ؟
تنتشر الروايه الشهيره والتى استخدمتها الدراما التركيه حديثا
قول المؤرخ التركى يلمز اوزتونا فى كتابة "تاريخ الدولة العثمانية " ترجمة عدنان سلمان طبعة 1988م
ان القائد السلجوقى علاء الدين كيكباد دعا محاربين كثر للانضمام للجيش ( وليس كما تقول الرواية الاسطوريه انه رأى جيشين يتقاتلان وعلم ان المسلمين سينهزمون فانضم اليهم ونصرهم ) ، الحقيقه ، ان هذه اسطوره ساذجه ، لان فى الحروب ، اى جيش سيرى افرادا اغراب يدخلون المعركه ، فانهم سيقاتلهم دون تردد ، بمعنى ان الجيشين سيفترضان انها خدعه او جزء من جيش العدو
المهم يقول المؤرخ التركى ايضا ، ان ارطغرل وعشيرته انضموا للسلاجقه و انضووا تحت لواء جيشهم وشاركوا فى معركه مهمه ، وقد نالوا اجر هذا القتال ( مثل اى مرتزقه ) باقطاعيه صغيره شمال غرب الاناضول على حدود بيزنطه ويصفه بانه لم يعامل كأمير كبير مهم ، لان الاقطاعيه كانت صغيره جدا
ويصف يلمز اوزتونا الاسطوره المنتشره بانها ( حكاية موضوعه ) لاكساب العثمانيين ( شرف الانضمام للسلاجقه وتأمين انتصارهم ) طبعا على غير الواقع
هل كان ارطغرل مسلما من الاساس؟
بعد كل هذه الاكاذيب التى كشفناها بالادله من المراجع التاريخيه نجد الصدمه الكبرى فى ان المؤرخين لا يعتقدون ان ارطغرل كان مسلما من الاصل
المعتقد انه كان على الديانه الوثنيه القديمه التى تدين بها اغلب القبائل التركيه انذاك
وان اول من دخل الاسلام هو ابنه عثمان ، ومعه دخلت القبيله فى الاسلام
- ذكر هذا جيبونز و ذكره نقلا عنه فى كتاب " أصول التاريخ العثمانى " لأحمد عبدالرحيم مصطفى ... دار الشروق ... الطبعه الاولى 1982م
ستجد ان الكلام واضحا للغايه ولا يحتمل اى تأويلات
يقول ايضا يلمز اوزتونا
هل تريد شيئا اوضح من هذا التصريح ؟
يتساءل البعض لماذا اذن سمى ابنه عثمان ؟ وهو اسم اسلامى ؟
الحقيقه انك اذا نظرت لاسماء ابناء ارطغرل
غندوز ألب
وسارو باطو صاووجي
وعثمان
فاذا اردت ان تستدل على اسلامه باسم عثمان ، فكيف تفسر الاسمين الاخرين ، بمعنى اذا كان تسمية الابن عثمان يدل على ان الاب مسلم ، فلا شك ان تسمية ( ولدين ) بالاسماء التى رأيتها ، هى اقوى دلاله على ديانته السابقه
النقطه الثانيه لا احد يعلم على وجه اليقين هل عثمان كان الاسم الاصلى ام لا ، فربما هو تصحيف لاسم تركى خاصة ان عثمان نفسه اسمى ابنه ( اورخان ) وهو ايضا اسم تركى ، ويعتقد البعض ان الاسم الاصلى هو ( اوز مان ) و تم تصحيفه فيما بعد الى عثمان تسهيلا نظرا لتشابهه مع الاسماء الاسلاميه
يرى البعض ايضا ان ارطغرل سمى ابنه عثمان تقربا من السلاجقه ، كما فعل عثمان نفسه وسمى ابنه الثانى ( علاء الدين ) بعد ان سمى الاول ( اورخان ) و ان علاء الدين هذا كان تيمنا باسم القائد السلجوقى علاء الدين كيكباد الذى اقطعهم الاماره التى عاشوا فيها
اريدك ان تفهم ايضا ان عثمان ليس اسما اسلاميا حصريا ، فقد كان موجودا فى العرب مثلا قبل الاسلام ، وتذكر ان عثمان بن عفان مثلا اسلم وهذا اسمه فى الجاهليه ولا نعلم اصل الاسم يقينا خاصة ان عثمان واسرته كانوا تجارا كثيرى الترحال والاسم قليل التردد بين العرب اساسا
تذكر ايضا ان من عادات هذا الزمان ان يتسمى الناس باسماء الحكام ، وكان فى مصر مثلا يتسمى الى وقت قريب بعض المسيحيين باسم عبدالله
الخلاصه انك ترى تعقيدا شديدا فى مساله الاسماء ومدلولاتها لديهم ، لكن امامك تصريح واضح من المؤرخين على اصل ارطغرل وديانته ، فلماذا نترك التصريح ونسير فى بحر التأويلات بلا دليل ؟
منقول