قرأت مداخلات الأخوة الكرام، والأخوة أثاروا نقطة أن الأمير تركي الفيصل ضد الغاء الاتفاق النووي مع إيران،
في الحقيقة علينا أن نعرف أن هناك ثغرات خطيرة في الاتفاق النووي مع إيران والمعروفة بـ "خطة العمل المشترك الشاملة" JCPA، وللأسف الاعلام العربي لا يتكلم عنها ولا يتم إثاراتها بالطريقة المطلوبة، لا أعرف هل هذا القصور بقصد أو بدون قصد؟!،
من وجهة نظري، الاتفاق النووي مع إيران مثل "تقشير طبقات البصل"، كلما قشرت طبقة من طبقات البصل كلما زادت نتانتها وخرجت رائحتها الكريهه،
هناك تقارير كشفت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA أبرمت اتفاق سري مع إيران والاتفاق يشمل على بنود خطيرة جداً، وهذه التقارير كُشفت للعلن بعد اعلان إدارة أوباما عن الانتهاء من "الاتفاق النووي مع إيران" في عام 2015، ووقتها أثارت عاصفة في الكونغرس، والعديد من نواب الكونغرس شعروا بالامتعاض لأن أخفيت عنهم جوانب هامة من الاتفاق النووي الإيراني،
وعدد من نواب الكونغرس طالبوا إدارة أوباما الإفراج عن رسائل سرية لحكومات أجنبية (وفي الغالب المقصود بالحكومات الأجنبية هي الدول الغربية المشاركة في خطة العمل المشترك الشاملة) وهذه الرسائل السرية تؤكد لهم أنهم لن يعاقبوا قانونياً على التعامل مع الحكومة الإيرانية،
لكن، من وجهة نظري، الاتفاق السري الذي أبرمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غاية الخطورة، وسبق أطلعت على بعض بنودها التي نشرتها التقارير في تلك الفترة، وبموجب الاتفاقية السرية هناك بند يسمح لإيران باستخدام مسئولين إيرانيين من ضمن العاملين لديها والخاصيين بها للتحقق في المواقع العسكرية المشتبه بقيامها أنشطة نووية محظورة، والبند يعطي الحق للعاملين أو الموظفين الإيرانيين بأن يقدموا الصور ومقاطع الفيديو والعينات البيئية من مجمع بارشين العسكري إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هذا الترتيب غير المسبوق لتحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأنشطة الإيرانية المتعلقة بتطوير رؤوس حربية نووية هي مهزلة وتوحي لنا بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكأنها مجرد مكتب "علاقات عامة" لا أكثر.
وكما يعلم الجميع أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك وكالات الاستخبارات الأميركية والإدارات الأميركية المتعاقبة نفسهم لديهم شكوك منذ فترة طويلة في إن العلماء الإيرانيين أجروا اختبارات لتفجيرات شديدة الإنفجار للرؤوس الحربية النووية في مرافق بارشين، وهناك صور التقطتها الأقمار الصناعية طوال العقد الماضي توضح أن إيران قامت بتدمير مباني وتجريف طبقات من الأرض في مرافق بارشين، وهو ما فسر بأن طهران تخفي أدلة أنشطة سابقة قامت بها في مجال الأسلحة النووية.
والمثير حقاً أن تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي بدأ قبل وقت طويل من توقيع اتفاق إدارة أوباما النووية مع إيران أصبحت جزء أساسي من الصفقة التي تعرف بـ "خطة العمل المشترك الشاملة"، وهذه التحقيقات للوكالة فيها الكثير من الشك والريبة،
التنازلات البغيضة التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الماضي، والتي تسمح للأفراد الإيرانيين بجمع الأدلة الممكنة بشأن تجارب الأسلحة النووية الإيرانية السابقة، تشكل سابقة خطيرة بالنسبة لعمليات التفتيش النووية، والأدهي ادخالها ضمن بنود "خطة العمل المشترك الشاملة" وهذا يزعزع من مصداقية هذه الخطة أو الصفقة، لأن السماح لإيران بمثل هذا الدور البارز في التحقيق هو بحد ذاته مهزلة وكأن المجتمع الدولي عيّن الثعلب ليقوم بدور الحراسة على قفص الدجاج.
وعلاوة على ذلك، هناك مآخذ كثيرة على بنود الاتفاق النووي مع إيران أو ما تسمى بـ "خطة العمل المشترك الشاملة"، منها على سبيل المثال:
1 - طبيعة القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم هي مؤقتة تنتهي معظمها بعد 10 إلى 15 سنة؛ أي أن هذه القيود بمثابة جرعات تخديرية فقط لا غير، وعند انتهاء المدة ستكون إيران حققت طفرة اقتصادية مهولة نظراً لتخفيف العقوبات عنها أو رفع العقوبات عنها، واستطاعت أن تمتلك نظم وأجهزة ومعدات متطورة ومتقدمة وقد تستخدمها مستقبلاً في المرافق النووية، وعندها سترجع حليمة إلى عادتها القديمة وسنسمع مرة أخرى عن تخصيب اليورانيوم في المرافق النووية الإيرانية وعن وعن وعن ... الخ،
2 - إخفاق الصفقة في تفكيك أي عناصر هامة من البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم رغم أن بموجب الصفقة بدأت خطوات تخفيف العقوبات تدخل حيز التنفيذ، كان ينبغي ألا تخفف العقوبات إلا بعد تفكيك العناصر الخطيرة من البرنامج النووي الإيراني،
3 - المكافأة الضخمة التي حصلت عليها طهران من جراء هذا الاتفاق هي تخفيف العقوبات ومن ثم رفعها والتي من خلالها سوف تستخدم المداخيل المالية لتمويل الإرهاب أو الحشد العسكري أو لبناء طموحاتها النووية المستقبلية،
4 - الآلية المتبعة لتفتيش المواقع النووية الإيرانية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير مجدية بل هي مهزلة وأم المهازل،
5 - في اليوم الذي تم التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، قال باراك أوباما بأن "كل طريق يؤدي إلى سلاح نووي أصبح مقطوعاً"، ولكن بعد 15 عاماً ستكون ايران حرة فى تعزيز جهودها لتخصيب اليورانيوم.
هذه بعض ملاحظاتي، وبالطبع هناك نقاط أخرى.