تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)
تتوجه الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ عشر خطوات، بغية الاعتراف الدبلوماسي بمناطق شرق الفرات، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.
ووفق ما ذكرت الصحيفة اليوم، الأحد 7 كانون الثاني، فإن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، من المتوقع أن يتخذ عشر خطوات عسكرية وسياسية ودبلوماسية، بخصوص مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
تحضيرات للخطوات
ودعمت أمريكا “قسد” في معاركها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسيطرت خلال العام الماضي على كامل محافظة الرقة، والمناطق الشرقية من محافظة دير الزور، وصولًا إلى شمال مدينة البوكمال.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقع منتصف كانون الأول الماضي، قرارًا يقضي باستمرار تسليح “قسد”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمادها، ورفع أعداد مقاتليها من 25 إلى 30 ألفًا.
وفي أيار من العام الماضي اتفقت واشنطن وموسكو على اعتبار نهر الفرات خطًا فاصلًا بين قوات الأسد و”قسد”، وتلاه لقاء بين ترامب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في تشرين الثاني الفائت، واتفقا على استمرار التنسيق العسكري وترك غرب الفرات لروسيا وحلفائها.
الصحيفة نقلت عن مسؤول غربي قوله إن الإدارة الأمريكية بصدد إقرار استراتيجية جديدة تخص سوريا، وإن المؤسسات قدمت خيارات، عقب اجتماع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، مع نظرائه الـ 18، من حلفاء المعارضة في نيويورك نهاية العام الماضي.
واعتمد المسؤول على حديث وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، وقال سابقًا إن واشنطن سترسل دبلوماسيين إلى مناطق “قسد” للعمل إلى جانب الخبراء العسكريين.
ويجتمع عسكريون من “الجيش الحر” في واشنطن حاليًا، وقال رئيس المكتب السياسي في لواء “المعتصم”، مصطفى سيجري، إنه “سيكون هناك تغيرات مهمة”، مضيفًا “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الغطرسة الروسية والإرهاب الإيراني الذي يتعرض له شعبنا”.
عشر خطوات أمريكية مقبلة
تتلخص الخطوات العشر بزيادة الدعم العسكري لـ”قسد”، وهذا ما سيأتي مخالفًا لوعود ترامب لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، التي تضمنت إيقاف تسليح القوات الكردية بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
كما تعمل أمريكا على تدريب “قسد” مع تحويلها إلى “جيش نظامي”، يحافظ على استقرار المنطقة، إضافة إلى تدريب عناصر شرطة وضبط الأمن في تلك المناطق.
وتتوجه لدعم المجالس المحلية المدنية التي تحكم هذه المناطق، كمجالس الرقة والطبقة ودير الزور المدنية، التي تشكلت خلال العام الماضي.
إعادة الإعمار في المنطقة في خطة الولايات المتحدة، من خلال دعوات لتوفير الموارد المالية والبشرية لإعمار المدن والقرى والبلدات المدمرة، وخاصة في الرقة.
ومن ضمن الخطوات تعزيز الخدمات والبنية التحتية، والإفادة من الموارد الطبيعية التي تشمل النفط والغاز والزراعة والمياه، بعد أن سيطرت “قسد” خلال المعارك على عشرات الحقول أبرزها “التنك، الجفرة، كونيكو، والرميلان”.
وتعمل أمريكا لتدريب الأجهزة الحكومية والقضائية، وفق المسؤول.
كما تتجه واشنطن إلى توفير حماية جوية لتلك المناطق، والإبقاء على القواعد الخمس العسكرية في سوريا، ويعمل فيها قرابة ألفي عسكري وخبير أمريكي، وتنسق مع “قسد” من خلال غرف عمليات مشتركة.
وعقب ذلك تعترف الولايات المتحدة الأمريكية دبلوماسيًا بالمناطق.
وبحسب المسؤول الغربي فإن واشنطن ستضغط لإشراك ممثلي “قسد” في العملية السياسية بـ “جنيف”، الأمر الذي ترفضه المعارضة السورية وتركيا.
الخطوة التاسعة تتمثل بدعم العملية الانتخابية في مناطق “الفيدرالية”، التي أقرتها “الإدارة الذاتية” خلال الفترة الماضية، وكان من المقرر إجراؤها في 19 كانون الثاني الجاري، إلا أنها تأجلت إلى موعد لاحق دون تحديده.
وستتعامل أمريكا مع ما يسمى “إقليم شرق الفرات”، وتوفر له الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي، إلى جانب عفرين ومنبج في مكان الانتشار الروسي.
مازالت واشنطن تنشر مقاتليها وتدير قاعدتها في التنف بالبادية السورية، بينما تسعى لمواجهة إيران بشكل غير مباشر من خلال عدم قبولها النفوذ الإيراني في المنطقة، ومحاولات توسيع سيطرة “قسد” إلى البوكمال، التي تديرها ميليشيات إيرانية إلى جانب قوات الأسد.
–
خريطة تظهر مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية – 7 كانون الثاني 2018 (Livemap)