خيارات واشنطن محدودة:
ترامب يسمح للأسد بالبقاء في الحكم حتى عام 2021
================
كتبت "روبن رايت" في مجلة "نيو يوركر" أنه رغم وفاة ما يقرب من نصف مليون شخص، وقتل منهم العشرات بالأسلحة الكيميائية، في الحرب السورية، فإن إدارة ترامب مستعدة الآن لقبول استمرار بشار الأسد في الحكم حتى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في سوريا في عام 2021، وفقا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين.
وقالت الكاتبة إن القرار الأمريكي يعكس الخيارات المحدودة لإدارة ترامب والواقع العسكري على الأرض ونجاح حلفاء سوريا وإيران وحزب الله في دعم نظام الأسد المحاصر. وفى زيارة مفاجئة لسوريا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، انتصارا ضد كل من الجهاديين والثوار المدعومين من الغرب. ويعتبر قرار روسيا في عام 2015 بدعم الأسد بالقوة الجوية للأسد نقطة تحول مركزية للنظام، الذي يتحدى الآن الخلافات الحادة حول استمراره.
وتدخلت واشنطن أيضا في سوريا، إلا أنها ركزت، في المقام الأول، على محاربة "تنظيم الدولة". ومنذ عام 2014، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 14 مليار دولار، أي بمعدل يزيد على 13 مليونا يوميا في حملتها الجوية ضد مقاتلي ومواقع التنظيم، كما نشرت ألفي جندي أمريكي لتقديم المشورة لـ"قوات سوريا الديمقراطية".
ومع ذلك، وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أدت الحقائق على الأرض إلى أن تقبل إدارة ترامب بأن الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا منذ ما يقرب من نصف قرن، قد يستمر في الحكم إلى أربع سنوات أخرى. وتسيطر سوريا الآن على غالبية الأراضي، ومنها حواضة مهمة مثل دمشق وحماة وحمص واللاذقية وحلب.
ومنذ أكتوبر الماضي، تحول التركيز الدولي، بعد الاستيلاء على أكثر المناطق التي كان يسيطر عليها "تنظيم الدولة"، والتي امتدت إلى ما يقرب من ثلث سوريا، إلى الانشغال بالحرب السورية وكيفية إنهائها. وقد تمكن الأسد من الفوز، بسبب حلفائه وبشكل افتراضي، جزئيا، ولأن جماعات المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة لم تكن فعالة، فقد تشابكوا فيما بينهم وانقسموا إلى فصائل. ورأت الكاتبة الأمريكية أنه لم تظهر أي قيادة قوية بديلة منذ ما يقرب من سبع سنوات، منذ اندلاع انتفاضة الربيع العربي في عام 2011، ومطلب المعارضة بتنحي الأسد، شرطا مسبقا للعملية الانتقالية، أصبح غير واقعي على نحو متزايد، وفقا لما كتبته.
وقد هُمَشت واشنطن، دبلوماسيا، من قبل الثلاثية القوية المكونة من روسيا وإيران وتركيا، التي تسيطر الآن على عملية المفاوضات، ولم تحرز عدة جولات من المحادثات برعاية الأمم المتحدة في جنيف أي تقدم.
وانطلاقا من الحقائق السياسية والعسكرية، تقول الكاتبة الأمريكية، فقد انتهى المسؤولون الأمريكيون الآن إلى أن أي انتقال للسلطة سيعتمد على انتخابات ذات مصداقية تجريها الأمم المتحدة في سوريا اليوم يبدو صعبا. فقد دمرت الحرب مساحات واسعة من المدن وعددا هائلا من المنازل والأعمال التجارية والمدارس ومرافق الرعاية الصحية والبنية التحتية مثل شبكات الكهرباء والطرق، وهرب أكثر من 5 ملايين من سكان سوريا البالغ عددهم نحو 22 مليون شخص من البلاد،. وقال دبلوماسيون إن احتمال إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا سيكون تحديا غير مسبوق، وسوف يستغرق الأمر أيضا وقتا لظهور معارضة سورية جديدة وأكثر مصداقية.
وتقول إدارة ترامب إنها لا تزال تريد عملية سياسية تنطوي على احتمال رحيل الأسد، بيد أنها خلصت إلى أن الأمر قد يستغرق حتى عام 2021، موعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وتقول الكاتبة إنه اعتمادا على نتائج انتخابات الولايات المتحدة عام 2020، يمكن للأسد أن يظل في السلطة بعد ترك ترامب منصبه. ولا يخفي مسؤولون أمريكيون قلقهم من أن الأسد قد يفوز بالانتخابات السورية عام 2021، بطريقة أو بأخرى، ويبقى في السلطة لسنوات قادمة.