الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )


كيلومترات تفصل تنظيم “الدولة” عن الحدود الإدارية لإدلب
=============
تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل مفاجئ خلال الساعات الماضية، وسيطر على عشرات القرى شرقي حماة، عقب انحسار رقعة سيطرته ضد “هيئة تحرير الشام”.

وعلمت عنب بلدي من مصادر ميدانية مطلعة اليوم، الأحد 26 تشرين الثاني، أن تنظيم “الدولة” سيطر على ثلاث قرى جديدة شرقي حماة، ما جعله يقترب من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب لمسافة تقدر بخمسة كيلومترات.

وتواصلت عنب بلدي مع “هيئة تحرير الشام” أكثر من مرة، للوقوف على مجريات الأمور العسكرية في المنطقة، إلا أنها لم تلق ردًا حتى ساعة إعداد الخبر.

عمليات التنظيم تستمر في ظل تكتم إعلامي من معرفاته، التي لم تنشر أي تفاصيل حول مجريات المعارك في المنطقة.

وكانت “تحرير الشام” قلّصت نفوذ تنظيم “الدولة” شرقي حماة، مطلع تشرين الثاني الجاري، وحصرته في ثلاث قرى صغيرة (عنيق وطوطح وحجيلة)، بعد استعادة عشرات النقاط وبعض القرى في المنطقة.

آخر القرى التي وصل إليها التنظيم هي “رسم الحمام”، وفق المصادر، التي تحدثت عن “انهيار” في صفوف “تحرير الشام”.

وكالة “إباء” الناطقة باسم “الهيئة”، قالت اليوم إن الطيران الروسي استهدف قريتي المعكر وثروث، تزامنًا مع قصف قرى الرهجان والشاكوسية وأم ميال ومستريحة، شرقي حماة.

وأكدت أن مقاتلي تنظيم “الدولة”، يتقدمون نحو قرية “أبو عجوة”، في المنطقة، والقريبة من الحدود الإدارية لإدلب، وتبعد عنها كيلومترات قليلة.

وكان مراسل عنب بلدي في ريف حماة، أكد أن التنظيم باغت مواقع “الهيئة” في المنطقة، بدءًا من الجمعة الماضي.

وسيطر على كل من: عنيق باجرة، طوطح، حجيلة، أبوحريج، عبيان، وأبومرو، إضافةً إلى أبوخنادق، السميرية، الجديدة، الوسيطة، المضابع، أبو كسور، الشلو، سروج، طليحان، معصران، الزجافي، طوال دباغين، وجناة الصوارنة.

وتستمر الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة، حتى ساعة إعداد الخبر.

تقدم التنظيم مطلع الشهر الحالي، قابله هجوم عكسي لـ”تحرير الشام”، واستعادت السيطرة على معظم القرى، وأبرزها منطقة الرهجان.

واتهمت “الهيئة” حينها قوات الأسد بتسهيل دخول تنظيم “الدولة” إلى مناطق سيطرتها شرقي حماة.

ويتزامن تقدم التنظيم مع محاولات قوات الأسد التقدم في المنطقة، من جبهة الشطيب شرقي حماة، كما تجري اشتباكات في محور قرية البليل، ضد فصائل المعارضة في المنطقة.


خريطة توزع السيطرة وتقدم تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي – 24 تشرين الثاني 2017 (وكالة خطوة)

 
مقتل “أسد القوات الخاصة” في “إدارة المركبات” بريف دمشق
================
قتل العميد الركن المظلي في قوات الأسد، علي محمد بدران، خلال المعارك التي تجري ضد فصائل المعارضة شرقي دمشق.

ونعت صفحات موالية للنظام السوري اليوم، الأحد 26 تشرين الثاني، العميد الركن، وقالت صفحة “دمشق الآن” إنه قتل “أثناء تأديته مهمة عسكرية بالتصدي للمجموعات المسلحة في حرستا”.

وبدأت حركة “أحرار الشام الإسلامية”، هجومًا على “إدارة المركبات” في حرستا، 14 تشرين الثاني الجاري، وتخلله قصف مدفعي وجوي مكثف على مدن وبلدات الغوطة، راح ضحيته عشرات المدنيين.

وسيطرت المعارضة على مساحات واسعة من الثكنة العسكرية، بينما ثبتت نقاطها قبل أيام، في محيط “المعهد الفني” المتبقي داخل الإدارة، واقتصرت المواجهات مؤخرًا على الكر والفر دون أي تقدم.

ووفق ما رصدت عنب بلدي في “فيس بوك”، فإن جثمان العميد سيشيع غدًا في شارع ابن عساكر، بمنطقة باب مصلى وسط العاصمة.



ووصف موالوان للأسد العميد بأنه “أسد القوات الخاصة”، بينما تحدث آخرون عن مقتل النقيب المهندس محمود محمد متلج، المنحدر من قرية دير ماما في ريف مصياف بحماة.

وينحدر العميد بدران من دريكيش التي تقع على بعد 38 كيلومترًا شرقي محافظة طرطوس.

وفي حديث لعنب بلدي مع المتحدث باسم “أحرار الشام” في الغوطة، منذر فارس، أشار أمس إلى محاولة اقتحام من قبل قوات الأسد فجرًا، ترافقت باستخدام الآليات الثقيلة والطيران الحربي.

وأوضح أن المحاولة “باءت بالفشل، إذ تقدمت قوات الأسد على نقطة واحدة، وتم استرجاعها بشكل فوري مع قتل خمسة عناصر”.

وخسرت قوات الأسد عشرات العناصر والضباط خلال المعركة، التي أطلقت تحت اسم “وإنهم ظلموا”.

بينما استأنفت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، العمليات العسكرية على محور حي جوبر في مشق، للتخفيف من حدة المواجهات التي تخوضها في “إدارة المركبات”.

وأبرز قتلى قوات الأسد العماد شرف، وليد سلوم خواشقي، الذي قتل في اليوم الأول لبدء المواجهات، وينحدر من ناحية جوبة برغال في ريف مدينة القرداحة، مسقط رأس رئيس النظام السوري، بشار الأسد.



kmjhnwherfwkerdwe.jpg
 


فصائل الغوطة تفاوض “تحت الطاولة” وتنفي علنًا
===============
تجري مفاوضات بين فصائل الغوطة الشرقية مع الجانب الروسي، بخصوص مطالب لدى الفصائل كل منها على حدة، رغم أنها تنفي أيًا مما يقال حول سير العملية التفاوضية.

ووفق ما ذكرت مصادر مطلعة متطابقة لعنب بلدي اليوم، الأحد 26 تشرين الثاني، فإن فصائل “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” تفاوض على طرق إنسانية أو تجارية إلى مناطقها، فضلًا عن “تخفيف التوتر”.

ونفى قياديون من الفصائل الثلاثة، في حديث إلى عنب بلدي، أي مفاوضات تجري في الغوطة.

إلا أن ما يجري على الأرض يبدو عكس ذلك، وفق المصادر، كما أن صفحة مركز حميميم غير الرسمية، قالت أمس إن المركز “توصل إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة بشأن الهدنة وتأمين إيصال قافلة إنسانية أممية جديدة إلى الغوطة”.

وأشارت إلى أن المركز “أجرى مفاوضات هاتفية مع الجماعات المسلحة، في إطار تحضير عمليات إنسانية جديدة للغوطة، فيما تمحورت الصعوبات أثناء المفاوضات على محاولة كل مجموعة فرض شروطها الخاصة بالإجراءات المتبعة لإدخال المواد الغذائية والطريق الذي ستسلكه القافلة”.


مضامين المفاوضات


فتح طريق دوما ومواجهة “تحرير الشام”
---------

يفاوض “جيش الإسلام” على تأمين المساعدات وفتح طريق إلى دوما، إضافة إلى الالتزام بـ”تخفيف التوتر”، ومواجهة “هيئة تحرير الشام” في الغوطة.

المتحدث الرسمي باسم “هيئة أركان جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار، قال لعنب بلدي إنه “لم يتواصل معنا أي أحد، هذا إن سلمنا أن هذه التصريحات رسمية”.

وأوضح بيرقدار أن “الموضوع برمته أن هناك قوافل مساعدات أممية تستهدف مناطق الغوطة الشرقية حسب خطة وضعت بالتنسيق مع الهلال الأحمر”، مشيرًا إلى أن قافلة ستدخل غدًا إلى النشابية ضمن خطة القوافل والمناطق المستهدفة.

كما اعتبر أنه “في مثل هذه التصريحات يحاولون استغلال الموضوع إعلاميًا، والنشر على أنهم الأم الحنون للشعب السوري ولأهالي المناطق المحاصرة، وللتغطية على دعمهم لجرائم النظام وعدم التزامهم بالاتفاقيات وهذا ما لا يخفى على أحد”.

وعلمت عنب بلدي من مصادر في الغوطة، أن أكثر من عشر سيارات محملة بالمواد الغذائية، دخلت عن طريق معبر الوافدين إلى دوما، بموجب صفقة للتاجر محي الدين المنفوش، عصر اليوم، الأحد.

طريق من حرستا
----------


“فيلق الرحمن” يفاوض على فتح طريق من حرستا إلى مناطقه في الغوطة، و”تخفيف التوتر” في جوبر والقطاع الأوسط، إضافة إلى خروج “تحرير الشام” من المنطقة، وفق المصادر.

ونفى المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، وائل علوان، في حديث إلى عنب بلدي، أي مفاوضات بعد الثنائية في جنيف، في 16 آب الماضي، وقال إن الطرف الروسي لم يلتزم بما اتفق عليه.

وأضاف أن “الإعلانات الرسمية وغير الرسمية التي سيوزعها الجانب الروسي، ما هي إلا سلسلة جديدة من الوعود والتعهدات الفارغة، وتأتي في هذا الوقت لتلميع مؤتمر سوتشي الذي أعلنت فصائل ومؤسسات الثورة مقاطعته وعدم التفاعل معه ومع نتائجه”.

كما دعا الروس إلى الالتزام بالاتفاقات الموقعة التي تخص الغوطة، مطالبًا بفتح كافة المعابر لدخول المواد الغذائية والطبية وخروج الحالات الإنسانية للعلاج.


أحرار الشام تدخل على الخط
----------------


“أحرار الشام” التي سيطرت على مساحات واسعة من “إدارة المركبات”، تدير مفاوضات لفتح طريق تجاري من حرستا إلى مناطقها، وفق مصادر عنب بلدي، إضافة إلى “تخفيف التوتر” في تلك المناطق.

إلا أن الناطق باسم “الأحرار” في الغوطة، منذر فارس، نفى المفاوضات، وقال لعنب بلدي إنه “لايوجد أي محادثات تخص تخفيف التوتر أو غيرها، ولايوجد أي تواصل مع أي جهات (…) لازلنا مستمرين في معركتنا”.

وتسعى روسيا لتحقيق مكتسبات على الأرض في الغوطة، وأبرزها خروج المعارضة من “إدارة المركبات”، قبل عقد مؤتمر “سوتشي” في الثاني من كانون الأول المقبل، ما يعقد المسألة ويزيدها غموضًا.

وكانت الغوطة الشرقية انضمت إلى اتفاق “تخفيف التوتر”، المتفق عليها في محادثات أستانة بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، إلا أن النظام السوري لم يوقف قصف مدنها وبلداتها.

ويتضمن الاتفاق فك الحصار عن المنطقة وإدخال المواد الأساسية، دون أي إعاقات أو ضرائب أو أتاوات، ويهتم بإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق، لكن دون تنفيذ حتى اليوم.
 


روس يجتمعون بضباط النظام في “معسكر ملوك” شمالي حمص
========
وصل عدد من المستشارين الروس إلى “معسكر ملوك” للقاء ضباط من قوات الأسد، شمالي حمص.

وقال مراسل عنب بلدي في ريف حمص إن موكبًا يضم ضباطًا من الطرفين، دخل المعسكر ظهر اليوم، الأحد 26 تشرين الثاني.

ولم يصدر أي تصريح رسمي حول الاجتماع، إلا أن اللقاءات تكررت أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية في الريف الشمالي لحمص.

ويضم المعسكر الذي يقع جنوبي مدينة تلبيسة، العتاد العسكري الأكبر لقوات الأسد في المنطقة، وكان في وقت سابق معرضًا للسيارات، قبل أن يحوله النظام إلى حاجز “ضخم” يمتد على أكثر من خمسة كيلومترات.

ولم تصدر معلومات عن سبب الاجتماع في المعسكر، إلا أنه يعتقد أن يكون لنقاش فتح المعابر، الذي طرح في آخر اجتماع لهيئة التفاوض مع الروس.

ومن المقرر أن يمر المعبر إلى مدينة تلبيسة عبر المعسكر الذي يحتضن الاجتماع، وفق مصادر عنب بلدي.

وكانت موسكو قدمت عرضًا لفصائل المعارضة في الريف الشمالي لحمص، في آب الماضي، بوساطة مصرية وضامن روسي، ومن خلال تيار “الغد” السوري الذي يرأسه أحمد الجربا، وكان وسيط العرض عضو التيار عبد السلام النجيب.

الاتفاق يضمن التأكيد على “وحدة الأراضي السورية وعدم السعي إلى تقسيمها، وعدم التعدي على مناطق السيطرة من قبل جميع الأطراف”.

إضافة إلى العمل على إنشاء لجنة للبحث في أوضاع المعتقلين، لدراسة إخراجهم من قبل جميع الأطراف، على أن يكون الضامن هو الجانب الروسي.

وعقب الاتفاق بين الأطراف، تنشر قوات مراقبة يشكلها عناصر من الشيشان، كما يسمح بدخول المواد الغذائية والمحروقات والبضائع وقطع الغيار من وإلى ريف حمص الشمالي دون التقيد بكمية محددة.
 



نصر الحريري الرئيس الجديد للهيئة العليا للمفاوضات تحول الى ناطق باسم موسكو وقال ان الوفد لن يطرح في جنيف استقالة الاسد .. من المطالبة بمحاكمة مجرم حرب الى الحديث عن تأجيل المطالبة باستقالته!
 
التعديل الأخير:


في كان جنود النظام هوايتهم قصف وتدمير المساجد.... في أحد المساجد المدمرة بقيت هذه الآية ظاهرة ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)


 
التعديل الأخير:



"تزداد المعارضة السورية تمييعاً وهلامية مع كل مؤتمر يعقد بناء على رغبة الدول الخائضة في دم السوريين"
 
التعديل الأخير:



الثورة مالهاش ولا مقعد, الثورة إلها المقابر والمخيمات, هكذا يصبح مصير ثورة يستثمرها الاوغاد والمرتزقة
 
التعديل الأخير:



المسلم السوري المعتدل عنده مقياس صليبومتر يقيس فيه مدى رضى الصليب قبل أن يتحدث عن الإسلام حتى لا يصدم أخوه وشريكه في الوطن
 



عن أي وفد للمعارضة يتحدثون اذا كانت منصة قدري جميل باتت تملك مع بقية الشبيحة الثلث المعطل وهو من قال ان الثورة السورية مؤامرة صهيونية إمبريالية !


أي حديث عن رحيل الحيوان خلال عملية انتقالية سيجابه في جنيف بالثلث المعطل ولن يضطر وفد الحيوان للرد لأن هناك من ينوب عنه من داخل الوفد

 

من أدار مؤتمر الرياض 2 و قام بتقسيم الهيئة العليا للمفاوضات الى كانتونات والثلث المعطل هو السعودي عبدالعزيز صقر
 

مرتزقة روس على BMP-2 في معارك ريف حماة الشرقي ضد قوات الثورة



. Photo allegedly shot in NE. showing |n fighters (very likely PMC) on BMP-2 deployed in support of Regime offensive.


DPjvhuiWkAAqVFp.jpg:small
 




"الأصدقاء" الذين تركونا قبل عامين للطيران الروسي كي يدمر سوريا ويستكمل إبادة السوريين وتهجيرهم وتثبيث قاتلهم، يسلموننا اليوم إلى الحل الروسي ليقرر مستقبلنا وحياة من تبقى من شعبنا. من يقرر داخل سوريا يقرر خارجها، ومن خذل سوريا وضع معها مصير بلاده على رقعة الشطرنج الإيرانية الروسية

+



تاجرت بقضيتهم, ثم تمن عليهم, وهل قدم السوريين كل هذه الدماء حتى يعودوا الى سلطة جلادهم ايها المنافق!!


رداً على :

أردوغان: رأى العالم كله الأمل والاستقرار والسلام والمستقبل في اجتماع سوتشي. وشاهد إخواننا السوريون في اجتماع سوتشي إمكانية العودة إلى وطنهم بعد سنوات عديدة
 
التعديل الأخير:

سكان الشام


الأمو واللودانو:

من الصعب الحكم على أصول السكان في الشام قبل أن يُعرف التاريخ، وتعيين أول من نزلها في القبائل قبل أن تبنى المدن والحواضر وتعرف المزارع والدساكر. وأقدم ما عرف منها قبائل كانت تعرف بالامو ورد ذكرها في الآثار المصرية ومعناها الشعب باللغة السامية اختلطت على ما يظهر بذرية لاوذ، أو بغيرها من القبائل التي كانت تسكن شمالي الشام، وسمي هذا القبيل بالروتانو أو اللودانو، ويقسمون إلى روتان المغرب ويراد بهم سكان دمشق وأرض كنعان، وإلى روتان المشرق أو الأعلى وهؤلاء كانوا ينزلون في شمالي الشام وجزء من غربي ما بين النهرين

وظهرت بعد الطوفان أمم كثيرة سكنت الشام، بعضها من أصل سامي وبعضها لم يعرف عنه شيء، ومنها ما عرف أنه أتى من الأصقاع المجاورة ومنها من لم يثبت أصله. فقد ظهر بعد الطوفان الآراميون في دمشق والجيدور والجولان والبقاع وحمص ولبنان، وآرام هو الاسم الذي أطلقته التوراة على الشام وبين النهرين، وكان يسكنها أبناءُ آرام الابن الخامس لسام.

وأقام الأموريون في الأرض الواقعة بين البحر والأردن، والعمونيون في أرض جلعاد أي في شرقي الأردن، والموآبيون في الجنوب الشرقي من بحيرة لوط، والإسماعيليون من نسل إسماعيل جد العرب في سلع والبتراء وما جاورها.

وانتشر الأدوميون من وادي العربة إلى حدود العقبة عقبة أيلة والفينيقيون في صورا وصيدا وجبيل وبيروت واللاذقية وما جاورها ، وتفرعت من هذهالقبائل فروع كثيرة في قرون مختلفة. ولا تعرف أصول أكثر هذه القبائل.

وقد قال رولنسون: إن أصل الفينيقيين من سكان البحرين في الخليج العربي ظعنوا من هناك إلى ساحل الشام منذ نحو خمسة آلاف سنة وأنهم عرب بأصولهم وأن هناك مدنا فينيقية أسماؤها أسماء فينيقية مثل صور وجبيل. وذكر مكالستر أنه سكنت فلسطين شعوب من غير الساميين وربما عني بهم الحثيين والأموريين.

والحثيون جنوبيون وشماليون وكان الجنوبيون في جهات فلسطين ونزل الشماليون أولا جبل اللكام امانوس ثم انتشروا بكرور الأيام من الفرات إلى حماة وحمص ومن دمشق وتدمر إلى كبدوكيا، ولم يكن لهم ملك واحد بل كان لكل فصيلة منهم ملك.

ولم يعرف شيء عن الحثيين الشماليين قبل أن يمر الرحالة بروكهارت بحماة سنة 1812 ويرى على جدار أزقتها خطوطا قديمة بالخط المسند المصري أي الهيروغليفي تختلف عن الآثار المصرية وعثر على كثير من مثل هذه الآثار في حماة وحمص وحلب ومرعش وكركميش وغيرها، وقد علم من سحنات الحثيين الشماليين على ما رسموا في الآثار المصرية أنهم أقرب إلى الرومان منهم إلى سكان فلسطين ولون وجوههم أبيض ضارب إلى الحمرة.

ومن أقدم شعوب الشام شعب كان ينزل منذ الزمن الأطول في السقي الأسفل من نهري الفرات وقزل ايرمق ويعتصم في مضايق جبال طوروس، عُرف عند اليونان باسم خيطايوس وعند العبران بخطي خطيم وعند الآشوريين بخاطي وعند المصريين بخايطي خاطي وعرفه المتأخرون بالحثيين، وهو شعب غير سامي مجهول اللسان. وأصل العبرانيين أو اليهود سبط من الساميين الذين نزلوا من جبال أرمينية إلى سهول الفرات على عهد مملكة الكلدان الأولى وضربوا نحو الغرب فجازوا الفرات فالبادية فالشام حتى انتهوا إلى عبر الأردن وراء فينيقية. وتعرف هذه الأسباط بالعبرانيين يعني أهل ما وراء النهر.


قال هشام الكلبي: ما أخذ على غربي الفرات إلى برية العرب يسمى العبر وإليه ينسب العبريون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذ.

والعبرانيون كمعظم الساميين شعب من الرعاة الرحالة ولم يحرثوا الأرض، ولا سكنوا الدور والمنازل، وقد دعيت ديارهم أرض الميعاد أو أرض كنعان أو فلسطين. ودعاها اليهود أرض إسرائيل ثم دعيت بعدُ اليهودية ودعاها أهل النصرانية الأرض المقدسة، وكان عدد الإسرائيليين أيام عزهم 601. 700 رجل يحمل السلاح منقسمين إلى اثني عشر سبطا.

الآراميون والعناصر الأخرى:​
-----

وبعد انقراض دولة الحثيين في القرن الثامن قبل الميلاد عَمَّ اسم آرام هذه الديار فأصبح القسم الأكبر من سورية يسمى آراماً وسكانها الآراميين وقد ورد اسم آرام في التوراة مضافا عدة مرات مثل آرام رحوب وآرام معكة وآرام صوبا.

. وفي الشام عناصر منوعة من نسل حام بن نوح وسام بن نوح ويافث بن نوح. أي إن فيها الدم الآري والقافي القافقاسي والعربي والتركي وبعبارة أصرح فيها بقايا من الشعب الآشوري والبابلي والكلداني والكنعاني والفينيقي والعبراني والحثي والفارسي والروماني واليوناني والتتري والعربي.

وكانت منذ عهد بني إسرائيل موطن العصبيات وفيها على رأي ابن خلدون قبائل فلسطين وكنعان وبني عيصو وبني مدين وبني لوط والروم واليونان والعمالقة واكريكش والنبط من جانب الجزيرة والموصل ما لا يحصى كثرة وتنوعا في العصبية، ولذلك يتعذر ردُّ كل جنس إلى جنسه اليوم بعد هذا التمازج الذي دام أكثر من ستين قرنا في هذه البوتقة الجميلة مضافة إلى الأصول التي كانت فيها من قبل ونعني بهذه البوتقة الديار الشامية.

العناصر القديمة والعرب:​
--

كل أُمة عظيمة عرفت في الشام طال عمرها بضعة قرون ثم فنيت في غيرها وأُدعم الضعيف في القوي وتمثل المغلوب في الغالب مع توالي الأيام والليالي. وهكذا يقال في السريان والعبران واليونان والرومان. ويمكن أن يقال في الجملة إنه كان في الشام منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد شعوب كثيرة أهمهم الكنعانيون النازلون في الجنوب والوسط والشمال والآراميون، وما وراء ذلك من الشمال يسكنه الحثيون. ولم تطل حياة عنصر في صحة بالشام كما طالت حياة العرب فإنهم فيها على أصح الأقوال منذ زهاء ألفين وخمسمائة سنة وأوصله بعضهم إلى نحو أربعة آلاف سنة، وهم الذين اندمج فيهم عامة الشعوب القديمة واستعربت فلم تعد تعرف غير العربية لسانا ومنزعا.

ولذلك كان من المعقول أن يدل الشامي بعربيته أكثر من إدلاله بفينيقيته وروميته وسريانيته وعبرانيته.

وفي تاريخ فلسطين أن العرب دخلوا فلسطين قبل الإسلام بقرون. والدليل أن نرحم سين ابن سرجون غزا فلسطين سنة 3800 ق. م. وصادف في سينا حكومة عربية ثم حارب قبيلة معان العربية وأسر أميرها، وقد ظهر من آثار بابل ما يثبت ذلك. ومنها أن سرجون الثاني غزا عرب البادية الذين اعتدوا على السامرة وأخضع قبائلهم ومنها ثمود ومدين ومساكنهم شرقي الأردن وحارب عباديد وأخذ منهم طائفة وأسكنها في السامرة. ولما جاء الإسكندر إلى غزة وحاصرها كانت حاميتها عربا فقاومته أشد مقاومة، ومنها أن أحد تلامذة المسيح بشر بلغات عديدة منها اللغة العربية كما ورد في أعمال الرسل، ومنها أن الحارث حاكم دمشق كان عربيا لما دخلها بولس الرسول كما ورد في رسالته إلى أهل مدينة كورنثوس، ومنها أن تيطس لما جاء لفتح القدس كان معه الحارث ملك العرب يقود فرقة عربية، ومنها أن هركانوس المكابي التجأ إلى الحارث ملك العرب فأنجده وساعدهعلى أخيه ارستوبولس، ومنها أن فيلبس الروماني الذي صار إمبراطورا في رومية سنة 244 ب. م. كان عربيا من بُصرى في حوران.


والغالب أن في العرب خاصية التمثيل إذا جاوروا شعبا قربوه من مناحيهم وأدخلوا عليه لغتهم، وهم المادة العظمى التي ما زالت تفيض على الشام. وأهل الوبر والمدر أو البادية والحضر منهم، من أصبر الأمم على الحروب والأسفار الطويلة والاكتفاء بميسور العيش، لكنهم لا يصبرون على الضيم والأذى. ولطالما غزوا من جزيرتهم العراق وفارس والجزيرة والشام، ولم يسمع أن حكمتهم أمة وقد تمكنوا كما قال جويدي من غزو الأعداء. ولهم المفازة التي بينهم وبين العراق والشام أي بادية الشام والنفود، ومن هجم عليهم في ديارهم لم تدم سلطنته عليهم كملوك الآثوريين أو رجع بالخيبة والافتضاح كغالوس.

دول العرب الأقدمين في الشام :​
------------

كانت العرب تختلف إلى الشام قبل الإسلام بقرون طويلة، قامت لهم فيها وفي جوارها دول عظيمة خلقت من آثارها مما دلَّ على عظمتها، فمنها دولة النبط ويغلب في أسماء ملوك النبطيين اسم الحارث وعبادة ومالك وهم عرب من بقايا العمالقة، والعمالقة قوم من عاد وهم القوم الجبارون في الشام.

ولم تخلف البتراء غير تدمر وأصل ملوكها من سلالة عربية أيضا. وقد أبقت هاتان الدولتان من أصولهما وحاميتهما جندا كثيرا أصبحوا بعدُ من جملة سكان الشام والمادة الأولى للعربية فيه. قال نالينو: النبط أو النبيط في اصطلاح العرب في القرون الأولى للهجرة اسم أهل الحضر المتكلمين باللغات الآرامية الساكنين في الشام وخصوصا في الصقع الواقع ما بين النهرين، وليسوا النبط أو الأنباط الذين اتسعت مملكتهم في أرض الحجاز الشمالية إلى حدود فلسطين ونواحي دمشق.

سليح وغسان والضجاعم:
----


وقد ذكر المؤرخون أن نزول العرب في ديار الشام أقدم من ذلك بقرون فإن تكلت فلاسر أحد ملوك أشور غزا الشام مرارا من سنة 743 إلى 732 ق. م.

وأخضع في خلال ذلك السامرة ودمشق وصور وحماة وعرب البادية بين فلسطين ومصر وكانت عليهم يومئذ ملكة اسمها حبيبة. وقيل: إن أول من دخل الشام من العرب سليح وهو من غسان - وغسان ماء نزل عليه قوم من الأزد بين رِمَع وزبيد في اليمن فنسبوا إليه - ويقال من قضاعة فدانت بالنصرانية وملَّكَ عليها ملك الروم رجلا منهم يقال له النعمان بن عمرو بن مالك فلما خرج عمرو بن عامر مزيقيا من اليمن في ولده وقرابته ومن تبعه من الأزد أتوا أرض عك في اليمن ثم أرض الحجاز وصار منهم قوم إلى الشام، منهم آل جفنة ملوك الشام فكتب سليح إلى قيصر يستأذنه في إنزالهم فأذن لهم على شروط شرطها عليهم.

وبنو غسان في الحقيقة حي من الأزد على رواية المسعودي من القحطانية قال أبو عبيد: وهم بنو جفنة والحارث وهو ثعلبة والعنقاء وحارثة ومالك وكعب وخارجة وعون بن عمرو بن مزيقيا. وذكر الحمداني أن في البلقاء طائفة منهم وباليرموك الجم الغفير وبحمص منهم جماعة. وحكم ملوك غسان حوران والبلقاء والغوطة وحمص ودمشق. قال المسعودي: وكانت ديار ملوك غسان باليرموك والجولان وغيرهما بين غوطة دمشق وأعمالها، ومنهم من نزل الأردن وقد أخرجت غسان من الشام سليحا وصاروا ملوكها، وأول من ملك جفنة بن عمرو فقتل ملوك قضاعة من سَليح الذين كانوا يدعون الضجاعمة أو الضجاعم ودانت له قضاعة ومن بالشام من الروم وجميع ملوك جفنة من آل غسان اثنان وثلاثون ملكا لبثوا في ملكهم ستمائة وست عشرة سنة وقيل أربعمائة سنة.

التنوخيون:
---


هذا في الجنوب أما في الشمال فقد نزل التنوخيون قبل الإسلام بقرون، وسموا تنوخيين لأنهم حلفوا على المقام بالشام، والتتنخ والتنوخ المقام، كانوا قبائل تتاخم منازلها مملكة الروم، فلما غزا ملك الفرس الروم، وأذرع فيهم القتل والسبي وخرب العمائر، أنفذ ملك الروم إلى تنوخ يستنجدهم على ملك الفرس فأنجدوه، وقاتلوا معه قتالا شديدا، ثم سألوا ملك الروم أن يتولوا حرب الفرس منفردين عن جند الروم لتظهر له طاعتهم وغناؤهم فأجابهم إلى ذلك فقاتلوا الفرس وظفروا بهم، فأُعجب بهم ملك الروم وفرق فيهم الدنانير والثياب وقربهم وأدناهم وأقطعهم سورية وما جاورها من الأصقاع إلى الجزيرة. وسورية مدينة بقرب الأحصّ على جانب البرية. قال ابن العديم: هذا منتهى أمرهم في الجاهلية.

ولم يعرف الزمن الذي كان فيه التنوخيون، وبعضهم يقول: إنهم كانوا في أواخر القرن الثالث للمسيح ويقول المسعودي: إن قضاعة بن مالك بن حمير أول من نزل الشام وانضافوا إلى ملوك الروم فملكوهم، بعد أن دخلوا في دين النصرانية، على من حوى الشام من العرب، فكان أول ملوك تنوخ النعمان بن عمرو بن مالك، ثم ملك بعده عمرو بن النعمان ابن عمرو، ثم ملك بعده الحواري بن النعمان ولم يملك من تنوخ غيرهم. ثم وردت سليح الشام فتغلبت على تنوخ وتنصرت فملكتها الروم على العرب الذين بالشام. قال: وغلبت غسان على من بالشام من العرب فملكها الروم على العرب وإن من ملكته الروم من اليمن بالشام تنوخ والضجاعم من سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وغسان استكفاء بهم من يليهم من بادية العرب.


المهاجرات والايطوريون:
--


والغالب أن معظم مهاجرات العرب إلى الشام كانت تقع عقيب حوادث طبيعية في أرضهم من جفاف وطوفان وجدب وموتان، فيستهويهم بخصبه، وينتجعون هناءة العيش في أرجائه. وفي الأغاني لما أرسل الله سيل العرم على أهل مأرب قام رائدهم فقال: من كان منكم يريد الخمر والخمير، والأمر والتأمير، والديباج والحرير، فليلحق ببصرى والحفير، وهي من أرض الشام فكان الذين سكنوه غسان.

ومن الدول العربية التي اشتهرت زمن دخول الرومان إلى سورية دولة الإيطوريين ومعنى الإيطوريين بالعبرية الجبليون، وهم شعب عربي جاءوا من ايتورة أي الجيدور شمالي حوران واشتهروا برمي النشاب فاستولوا بمضائهم الحربي على جبل الشيخ حرمون والبقاع إلى فينيقية، وبعض أسماء الجنود الجيدوريين التي جاءت في الكتابات اللاتينية باللغة الآرامية وبعضها باللغة العربية. قال دوسو: لم تكن هجرة العرب إلى سورية مما ينسب لإدارة الرومان كما يظن بعضهم بل إن الأحوال قد سهلت طرقها في ذاك العصر وضمنت لهم رسوخ قدمها في ظل السلام. فقد كانت مدينة حمص في يد حكومة عربية قبل وصول القائد بونبيوس إلى سورية وأن الأقيال الذين تولوا أمر تلك الديار لتطلق عليهم ألقاب عربية صرفة، كما يفهم من آثار الصفا. ولما جاء الإسكندر إلى الشام كان العرب يحتلون لبنان.


سليح وعاملة وقضاعة:
---


وممن يجب عدهم في المهاجرة الأول من العرب إلى الشام سليح الذين أشرنا إليهم آنفا فقد قال البكري: سارت سليح بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة يقودها الحدرجان بن سلمة حتى نزلوا ناحية فلسطين على بني أذينة بن السميدع من عاملة وانتشر سائر قبائل قضاعة في القطر، يطلبون المتسع في المعاش ويؤمون الأرياف والعمران، فوجدوا بلادا واسعة خالية في أطراف الشام قد خرب أكثرها،واندفنت آبارها، وغارت مياهها، لإخراب بخت نصّر لها، فافترقت قضاعة فرقا أربعا ينضم إلى الفرقة طوائف من غيرها يتبع الرجل أصهاره وأخواله فسار ضجعهم ابن حماطة ولبيد بن الحد رجان السليحي في جماعة من سليح وقبائل من قضاعة إلى أطراف الشام ومشارفها وملك العرب يومئذ ظرب بن حسان بن أذينة ابن السميدع بن هزبر العمليقي فانضموا إليه وصاروا معه فأنزلهم مناظر الشام بين البلقاء إلى حوارين إلى الزيتون جبال فلسطين فلم يزل ملوك العماليق يغزون معهم المغازي ويصيبون المغانم حتى صاروا مع الزباء بنت عمرو بن الظرب اللخمي واستولوا على الملك بعدها وظلوا ملوكا حتى غلبتهم غسان على الملك، قال بعض آل سعد بن ملكيكرب يذكر منازل من خرج من اليمن وقد ذكر غسان وقضاعة وكلبا:

وغسان حيٌّ عزهم في سيوفهم ... كرام المساعي قد حووا أرض قيصر
وقد نزلت منا قضاعة منزلاً ... بعيداً فأمست في بلاد الصنوبر
وكلب لها ما بين رملة عالج ... إلى الحَرَّة الرجلاء من أرض تَدمر

وعالج رمال معروفة في البادية، والحرة الرجلاء في ديار بني القين في أطراف الشام بين حوران وتيماء، والشاعر يقول إنها من أرض تدمر. وفي تاريخ الأمم الإسلامية: إن الضجاعمة ملوك اصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العبث وليكونوا عدة على الفرس وولوا منهم ملكا ومن أشهر ملوكهم زياد بن الهبولة.


لخم، جذام، عاملة، ذبيان، كلب:
----------


ذكر الهمداني مساكن من تشاءم من العرب أي دخل الشام فقال أما مساكن لخم فهي متفرقة وأكثرها بين الرملة ومصر في الجفار ومنها في الجولان ومنها في حوران والبثنيّة، ومدينة نوى، وبها خلف بن جبلة القصيري وابن عزير اللخمي مسكنه طرف جبال الشراة، وأما جذام فهي بين مدين إلى تبوك فإلى أذرح ومنهافخذ مما يلي طبرية من أرض الأردن إلى اللجون واليامون إلى ناحية عكا، وأما عاملة فهي في جبلها مشرفة على طبرية إلى نحو البحر، وأما ذبيان فهي من حد البياض بياض قرقرة - والقرقرة الأرض الملساء - وهو غائط - والغائط كالغوطة المطمئن من الأرض - بين تيماء وحوران لا يخالطهم إلا طي وحاضرهم السواد ومرو والحيانيات - والحيانية كورة بالسواد من أرض دمشق وهي كورة جبل جرش قرب الغور - وأما كلب فمساكنها السماوة - والسماوة الأرض المستوية لا حجر بها وهي البادية بين الكوفة والشام - ولا يخالط بطونها في السماوة أحد. ومن كلب بأرض الغوطة عامر بن الحصين بن عليم وابن رباب المعقلي ومن بني الحارث بن كعب بيت يسكنون بالفلجة من أرض دمشق والفلجات في شعر حسان بالشام كالمشارف والمزالف بالعراق والمشارف جمع مشرف قرى قرب حوران منها بصرى.



جهينة، القين، بهراء، تنوخ:
----------------



ثم اللخم ومن يخالطها من كنانة ما حول الرملة إلى نابلس ولهم أيضا ما جاز تبوك إلى زغر - قرية بمشارف الشام - ثم البحيرة الميتة. وللخم أيضا الجولان وما يليها من الأرجاء نوى والبثنية وشقص من أرض حوران، ويخالطهم في هذه المواضع جهينة وذبيان ومن القين وعن أيسر جبال الشراة مدائن قوم لوط قال: وفي الحيانيات وما يليها ديار القين حيث كانت بقية من جديس إخوة طسم، فإذا جزت جبل عاملة تريد قصد دمشق وحمص وما يليها فهي ديار غسان من آل جفنة وغيرهم، فإن تياسرت من حمص عن البحر الكبير وهو بحر الروم وقعت في أرض بهراء، ثم من أيسرهم مما يصل البحر تنوخ وهي ديار الفضيض سادة تنوخ ومعكودهم المقيم الملازم، ومنها اللاذقية على شاطئ البحر ثم تقع في نصارى وغير ذلك إلى حد الفرات، وما وقع في ديار كلب من القرى تدمروسلمية والعاصمية وحمص وهي حميرية، وخلفها مما يلي العراق حماة وشيزر وكفر طاب لكنانة من كلب.



إياد وطييء وكندة وحمير وعذرة وزبيد وهمدان ويحصب وقيس:
----------------


يؤخذ مما قاله اليعقوبي أن أهل حماة قوم من يمن والأغلب عليهم بهراء وتنوخ وصوران - كورة بحمص - وبها قوم من إياد، وأهل حمص جميعا يمن من طييء وكندة وحمير وكلب وهمدان وغيرهم من البطون، وأهل التمة من أقاليم حمص كلب، وأهل سلمية من ولد عبد الله بن صالح الهاشمي ومواليهم وأهل تدمر كلب، وتلمنس مساكن إياد وتل منس حصن قرب المعرة، ومعرة النعمان أهلها تنوخ وأهل البارة بهراء وفامية عذرة وبهراء، وأهل مدينة شيزر قوم من كندة ومدينة كفر طاب والأطميم، وهي مدينة قديمة وأهلها قوم من يمن، من سائر البطون وأكثرهم كندة

وأما الساحل السوري الحالي : وأهل اللاذقية قوم من يمن من سليح وزبيد وهمدان ويحصب وغيرهم، وأهل مدينة جبلة همدان، وبها قوم من قيس ومن إياد، ومدينة بانياس وأهلها أخلاط، وأهل مدينة طرطوس قوم من كندة.

قال: وكانت دمشق منازل ملوك غسان والأغلب على أهلها أهل اليمن وبها قوم من قيس، وأهل الغوطة غسان وبطون من قيس وبها جماعة من قريش، وجبال ومدينتها عرندل - قرية من أرض الشراة - وأهلها قوم من غسان ومن بلقين وغيرهم ومآب وزغر وأهلها أخلاط من الناس، والشراة ومدينتها أذرح وأهلها موالي بني هاشم، وبها الحميمة منازل علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وولده. والجولان ومدينتها بانياس وأهلها قوم من قيس أكثرهم بنو مرة، وبها نفر من أهل اليمن، وجبل سنير - أي لبنان الشرقي ويدخل فيه جبل قلمونووادي التيم - وأهلها بنو ضبة وبها قوم من كلب.


واختلف الباحثون في الغسانيين إذا كانوا حكموا دمشق أم لم يحكموها وكون منازلهم كانت بجلق صحيح نقله ثقات العرب وورد في شعر حسان وقال نولدكه: إن بني غسان لم يتولوا الحكم إلا على قبائل حوران وشرقي الأردن. وقد قال الأخنس بن شهاب من شعراء الجاهلية:

وغسّان حيّ عزهم في سواهم ... يُجالد منهم مقنب وكتائب
وبهراء حيّ قد علمنا مكانهم ... لهم شَرَك حول الرُّصافة لا حب

معناه هم ملوك ولم يكونوا كثيرا، وكانت الروم توليهم وتقاتل عنهم فعزهم في غيرهم، وكانوا نزولا على قوم من العرب. والمقنب الجماعة والشرك اللاحب الطرق المدمثة.


الفرس والزط:
--------


وبعلبك وأهلها قوم من الفرس، وفي أطرافها قوم من اليمن، وجبل الجليل وأهلها قوم من عاملة ولبنان وصيدا وبها قوم من قريش ومن اليمن، وكورة عرقة - شرقي طرابلس - ولها مدينة قديمة فيها قوم من الفرس ناقلة وبها قوم من ربيعة من بني حنيفة، ومدينة طرابلس وأهلها قوم من الفرس نقلهم إليها معاوية بن أبي سفيان، كما نقل منهم إلى جبيل وصيدا وبيروت. وقد نقل معاوية قوما من فرس بعلبك وحمص وإنطاكية إلى سواحل الأردن وصور وعكا سنة 42 ونقل من أساورة البصرة والكوفة وفرس بعلبك وحمص إلى إنطاكية جماعة. والغالب أن الفرس عند دخول العرب المسلمين إلى الشام كانوا أصحاب مكانة حتى جرى ذكرهم بالتنصيص في العهد الذي أعطاه أبو عبيدة إلى أهل بعلبك رومها وفرسها وعربها.

وقال البلاذري: نقل معاوية في سنة 49 أو سنة خمسين إلى السواحل قوما منزط البصرة والسبايجة وأنزل بعضهم إنطاكية، وكان الوليد بن عبد الملك نقل إلى إنطاكية قوما من الزط السند. وكثرت هجرة الناس على اختلاف عناصرهم إلى هذا القطر لأن قصبته أصبحت عاصمة الدولة الإسلامية الكبرى.


الأخلاط والسامرة وجذام وعذرة ونهد وجرم والأزد:
---------------------


وأهل مدينة طبرية قوم من الأشعريين هم الغالبون عليها، وأهل صور وعكا وقدس وبيسان وفحل وجرش والسواد أخلاط من العرب والعجم. وأهل الرملة أخلاط من العرب والعجم، وذمتها سامرة، وأهل مدينة نابلس أخلاط من العرب والعجم والسامرة، وأهل كورة جبرين قوم من جذام،

وأهل جند فلسطين أخلاط من العرب من لخم وجذام وعاملة وكندة وقيس وكنانة.

وذكر القلقشندي أن بني كلب كانوا ينزلون في الجاهلية دومة الجندل الجوف كما نزلوا تبوك وشيزر وحلب وبلادها، وفي تدمر والمناظر أقوام منهم، ومن بني عذرة أقوام بالشام، وكذلك من بني نهد وفي غزة جرم طيىء وللأزد بقايا في زرع وبصرى،

ولغسان بقايا بالبلقاء واليرموك وحمص وهذا في القرن الثامن للهجرة، وكان غسان وجذام وكلب ولخم وغيرهم من القبائل يعدون من المستعربة، كما قال ابن البطريق، استجلبهم هرقل لما سمع أن المسلمين فتحوا فلسطين والأردن وصاروا إلى البثنية. ولما وصل أبو عبيدة بن الجراح فاتح الشام إلى حاضر حلب وهو قريب منها جمع أصنافا من العرب من تنوخ وغيرهم، وكانوا أرسلوا إلى خالد بن الوليد أنهم عرب وأنهم إنما حشروا مع الروم ولم يكن من رأيهم حربه فقبل منهم وتركهم.



قيس ويمن وإحصاء السكان:
----


رأينا في ما تقدم من النقول أن كل إقليم بل كل بلد ناله حظ من نزول العرب في أرجائه وذلك قبل الإسلام وبعده:بها غرر القبائل من معد وقحطان ومن سروات فهر ومجموع أصولهم يرجع إلى قيس ويمن، وهم الذين كان يطلق عليهم اسم العشران. وكثيرا ما كانت تقع بينهم حروب أهلية تسيل فيها الدماء وينادي فيها يا للثارات. انتشروا من الجنوب إلى الشمال ودام ذلك إلى العهد الأخير، وكانت بقايا هذه النغمة في لبنان إلى القرن الماضي فدثرت.

وآخر حرب نشبت بين قيس ويمن الحرب التي وقعت في قرية خربثة بفلسطين والحرب التي نشبت في قرية عين دارة في جبل لبنان سنة 1710 م.

ويتعذر الآن الحكم على أجيال العرب التي نزلت الشام لما طرأ على القطر من ضروب البلاء كالوباء والجدب والزلزال والظلم والجلاء.

وقد ذكر لامنس أن العرب المسلمين لما انتهوا من أمر الجابية وعمواس ودابق أي لما فتحوا الشام برمته أنشئوا ينزلون المدن والقرى وقد دخل منهم قبائل برمتها قدرها من مائة إلى مائتي ألف ونظن هذا التقدير أقل من الحقيقة لأن المسجلين بديوان العطاء في دمشق فقط كانوا في الصدر الأول خمسة وأربعين ألفا فما بالك بسائر من كان يجري عليه العطاء في البلدان الأخرى وغيرهم من التجار وأصحاب الزرع والضرع؟ قال: فلو فرضنا أن نصفهم قتلوا في الحروب فيبقى النصف الآخر أمام السكان الأصليين وكانوا من أربعة إلى خمسة ملايين، وكان في الشام على عهد الرومان نحو سبعة ملايين.

وقال بعض الباحثين من الإفرنج: إن الشام على عهد الإسكندر أي قبل المسيح بثلاثة قرون كان يسكنها عشرون مليونا من البشر، ولما جاءت العرب في القرن السابع كان سكانها قد نقصوا حتى بلغوا عشرة ملايين وفي عهدنا بلغ عددهم نحو سبعة ملايين.


المردة والجراجمة والأرمن والروم والموارنة:
---------


لقب أهل لبنان بالمردة أي العصاة لعصيانهم أمر ملك الروم في عدم التعرض للعرب. والمردة هم المعروفون في كتب العرب بالجراجمة نسبة لمدينة جرجومةكانت على جبل اللكام بالثغر الشامي عند معدن الزاج فيما بين بياس وبوقة قرب إنطاكية وقد صالح الجراجمة المسلمين على أن يكونوا أعوانا لهم وعيونا ومسالح في جبل اللكام، ودخل معهم من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط من أهل القرى ومن معهم في هذا الصلح فسموا الرواديف لأنهم تلوهم وليسوا منهم. وكانوا يستقيمون للولاة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون الروم يمالئونهم على المسلمين.

أخذ يوستنيانوس ملك الروم اثني عشر ألف مقاتل من المردة أو الجراجمة على رواية الدويهي إرضاء للخليفة عبد الملك الأموي. وأسكن أبو جعفر المنصور بعض العشائر في الأرض الخالية المجاورة منازل المردة في لبنان. وكان المردة يعتدون على أبناء السبيل بين دمشق وبيروت. ولما جاء المنصور إلى دمشق قدم عليه الأمير أرسلان بن مالك من المعرة ومعه جماعة فشكوا إليه توالي القحط عليهم فأقطعهم جبال بيروت الخالية وعهد إليهم بحفظ الطريق فنزلوا في عشائرهم بحصن أبي الحبيش ثم نزلوا جبل المغيشة ظهر البيدر ومنها امتدوا إلى سن الفيل، وصارت بينهم وبين المردة وقائع.

وفي أوائل حكم العباسيين أخرج صالح بن علي قوما من الأرمن واللان ممن كانت الروم تسيرهم من أرمينية مع جاثليقهم وأسكنهم الشام، ومن هذا اليوم امتنع ملوك الروم أن يسكنوا في سلطانهم أحدا من الأرمن ولا سيما في المواضع القريبة من الثغور أي ثغور الشام أو بلاد قيليقية. وفي سنة 189 أرسل هارون الرشيد منشورا إلى ثابت بن نصر الخزاعي أمير الثغور الشامية ومناشير أخرى إلى باقي عمال الشام أن يطلقوا التنبيه في البلاد بالرحيل إلى لبنان لتشتد قوة أمرائه.

ومثل ذلك وقع منذ خمسة قرون، فهاجرت مئات من الأسر المسيحية في القرن الرابع عشر وبعده من حوران وما إليها إلى لبنان، واعتصمت في معاقله ولا سيما بعد الفتح العثماني، وذلك تفاديا من قوة الشيعة في تلك الديار، كما أن الموارنة انتقلوا من أرجاء حمص وجبل سنير وظلوا ينتشرون في شمالي لبنان حتى وصلوا إلى كسروان والمتن والشوف وأقصى لبنان في جزين، كما انتقل الدروز في الأعصر الثلاثة الأخيرة من الشوف ووادي التيم وغيرهما إلى جبل حوران الذي كان يسمى جبل الريان وجبل بني هلال أو امالدانوس وأصبحوا فيه الأكثرية المطلقة. وكما هاجر النصارى الشرقيون إلى القدس من أرض البلقاء وعمان وعرفوا بالمشرقيين ومحلتهم بالمشارقة. وبهذا رأينا أن الهجرة من صقع إلى صقع من أصقاع هذا القطر والهجرة من القاصية والهجرة إلى القاصية لم تنقطع في الإسلام كما أنها كانت كذلك منذ جلاء بني إسرائيل إلى بابل بل قبلها مما لم تبلغنا بالتفصيل أخباره.



خطط الشام -- محمد كرد علي
 
عودة
أعلى