مزمجر الشام
الدعم القطري للإرهاب هو دعم حماس والثورة السورية ، هكذا هو في منطق من أراد أن يسقي ربه في البيت الأبيض خمراً نخبه دماء الشقيق والجار
مابين قطر وحلف المحاصِرين في الثورة السورية متناقضات .. قبل أن يأت ِ أخوة الخليج على قميص أصغرهم بدم ٍ كذب ، متهمين إياه بدعم الإرهاب
لكن ! لماذا تقف الثورة السورية بعوامها قبل نخبها مع قطر ؟ فالسبب يتعدى كون نظام الأسد واسرائيل هما أول من ابتهج بتلك الخطوات العدائية
ففي حين فتحت قطر خزائنها لاغاثة الشعب السوري المنكوب في الداخل ، كانت الامارات تفتح أبواب منتزهاتها ومراقصها لعوائل آل الأسد وأكابر مجرميها
وفي حين دعمت قطر فصائل الثورة وأيدتها في المحافل ، كانت الامارات حريصة على تصنيف تلك الفصائل على لوائح الارهاب ، وعلى دعم الميليشيات الكردية
وفي حين تكفلت قطر بعوائل شهداء الثورة ، تنفق على معسرهم وتداوي جريحهم ، كانت الامارات تؤسس خلايا الاغتيالات والتفجيرات في المناطق المحررة
اما السعودية التي امتنعت عن دعم طيف واسع من فصائل الثورة السورية بحجة وجود "نفس اسلامي" فيها ، فقد ظل دعمها رهين "الصواع الأمريكي" !
بل تعدى ذلك لرفضها بالأمس القريب دعم أي فصيل في الثورة يرى في ميليشيات ( YPG ) المتحالفة مع الأسد عدوا يجب قتاله ، ارضاءا للموقف الأمريكي
دعم الإرهاب وايواءه ؟! هو بالطبع ليس الدعم الذي صُب على المجاهدين العرب في أفغانستان ، قبل أن يلتحق معظمهم بالقاعدة (أم الارهاب ) في نظرهم
وإنك لتعجب ممن تخاذل عن دعم الثورة السورية - التي تسعى لكسر المشروع الايراني - أن يتهم من يدعم تلك الثورة بخدمة المشروع الإيراني !
وهو - الدعم القطري - ليس الدعم الذي قدمته حكومتا الأردن والإمارات لتنظيم "لواءشهداء اليرموك" ، الذي أسس داعش الاجرامية في درعا ومكّن لها !
والقرضاوي ليس ابن عزام رحمه الله - رائد الجهاد الأفغاني - الذي نُعي رسميا في السعودية ، بعد أن ُرفعت له المنابر فيها للدعوة للجهاد المقدس
دعم الإرهاب ؟ هو ليس الدعم الذي اُبتزت به السعودية واتهمت به على لسان ترمب بالأمس القريب ، قبل أن تُبرأها ملياراتٌ جناها منها إلى حين !
ولئن قالوها بلسان الحال: ايقاف دعم حماس والثورة أو ليسجنن ويكون من الصاغرين ، فما يملك الحر إلا أن يقول: رب السجن أحب إلي مما يدعونني اليه .