المقاومة تنفي الانسحاب من البادية السورية
===================
محلي | 2017-09-30 21:38:37
أرشيف
تضاربت المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلامية، ولا سيما الموالية للنظام حول انسحاب فصائل تتبع للمقاومة السورية عاملة في البادية السورية، من مراكزها القتالية إلى منطقة "مخيم الركبان" قرب الحدود "السورية -الأردنية".
ونقلت صحيفة "تشرين" الموالية للنظام، الخميس الفائت، أخبارًا تتحدث عن انسحاب كلٍ من "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" إلى معسكر "الركبان" في منطقة "التنف" المحاذية للشريط الحدودي مع "الأردن"، والواقع على مسافة نحو 20 كيلومترًا من الحدود "العراقية -السورية".
وأشارت إلى أن "الجيش الأمريكي قام بتحويل المنطقة إلى معسكر يضم عملاءه". حسب وصف الصحيفة.
من جانبٍ آخر، أكدّ مصدرٌ عسكري في القلمون الشرقي -فضل عدم الكشف عن اسمه- أن الفصيلين آنفي الذكر، قد نفذا معًا خلال الأيام القليلة الماضية، انسحاباتٍ واسعة من مراكزهما الرئيسية في منطقة "محروثة" ومحيطها، باتجاه "مخيم الركبان" الواقع ضمن حدود "منطقة 55" المحمية من التحالف الدولي، والواقعة في محيط قاعدة "التنف" العسكرية.
ونوّه المصدر في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أن السبب وراء هذا الانسحاب، يرجع إلى وجود ضغوط دولية تُمارس على المقاومة منذ أشهر، من قبل غرفة "الموك"، بغية الانسحاب إلى "مخيم الركبان"، كذلك فإن توقف المعارك التي تشهدها منطقة البادية عقب مرور 4 أشهر من المواجهات العنيفة بين النظام والمقاومة للسيطرة على المنطقة، تؤكد بأن الوضع الميداني حُسم لصالح قوات النظام.
يرى المصدر ذاته، أن فصائل المقاومة في البادية، أصبحت في موقفٍ لا تُحسد عليه، خصوصًا وأنها وقعت ضحية التفاهمات الدولية التي تنص على استكمال الشروط لإنشاء منطقة عازلة خالية من جميع الأطراف، بحدود 40 كيلو مترًا، وتشمل وقفًا لإطلاق النار برعايةٍ "روسية"، وتتضمن أيضًا عدم تواجد الميليشيات المدعومة "إيرانيًا" في المنطقة، نزولًا عند المطالب "الأردنية".
إلى ذلك، لم يصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي عن المقاومة بخصوص صحة انسحابها من عدمه، فيما أكدّ "عمر صابرين" الناطق الرسمي لـ"قوات الشهيد أحمد العبدو" في اتصال خاص مع "زمان الوصل" أن موضوع الانسحاب لا يزال قيد التفاوض حاليًا، ما بين "روسيا" و"أمريكا" بالإضافة إلى "الأردن"، ونفى في الوقت نفسه الأنباء المتداولة عن حدوث أي انسحاب لفصائل المقاومة من مواقعها في البادية إلى "مخيم الركبان".
وكانت قوات النظام قد سيطرت في الآونة الأخيرة على المخافر ذات الأرقام"130 وحتى 139"، وذلك بعد انسحاب "جيش أحرار العشائر" منها، كما سيطرت كذلك على "وادي محمود" ووصلت إلى منطقة تدعى "خشوم الفراديس" التي تبعد مسافة 4،5 كيلو متر، عن مخيم "الحدلات" الذي جرى إفراغه ونقل قاطنيه إلى "مخيم الركبان" في وقتٍ سابق.
شكل استيلاء قوات النظام والميليشيات المساندة لها على منطقة "وادي محمود"، أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، ضغطًا عسكريًا كبيرًا على فصائل المقاومة هناك، وأثر بشكلٍ ملحوظ على تحركاتها ونشاطها العسكري بين أماكن سيطرة المقاومة الممتدة بين "شرق السويداء" و"البادية"، ما أدى إلى تراجعها عن مراكزها باتجاه الحدود مع "الأردن".
يسعى النظام وحلفاؤه، إلى استكمال سيطرتهم على كامل الحدود مع الدول المجاورة، وعقب سيطرته على الحدود "السورية-اللبنانية"، فإنه يعمل في الوقت الراهن على استعادة نفوذه مجددًا على الحدود "السورية -الأردنية"، الأمر الذي من شأنه أن يعزز موقفه على الساحتين الإقليمية والدولية.
زمان الوصل