هجوم "تنظيم الدولة" المعاكس: "مكاسب" روسيا وإيران والأسد في الأشهر الماضية تبخرت في يوم واحد
بقلم الباحث السوري: حسن حسن
1. لأكثر من عام، كنت أقول إن "تنظيم الدولة" في الصحراء هو ليس كالتنظيم في المدن، والآن يتجلى ذلك في المعارك الدائرة بين ديرالزور وتدمر. الانجازات التي حققتها روسيا وإيران والنظام السوري طيلة الأشهر الماضية تقوضت في يوم واحد فقط.
2. لكي تعرف حجم الفشل للنظام السوري وحلفائه، ينبغي أن تعلم حجم الحملة الروسية الإيرانية في هذه المنطقة في الأشهر الماضية، والتي كادت أن تؤدي إلى صدام مع التحالف الدولي في البادية الشامية.
3. لا النظام ولا التحالف الدولي مستعد بشكل كاف لمعركة ديرالزور، ولكن كلاهما استعجل المعركة للتموضع داخل المحافظة قبل الآخر، لذلك أعلن التحالف المعركة بعد أيام من تقدم معسكر النظام في دير الزور.
4. رجوعا إلى روسيا، قُسم العمل بين التحالف الثلاثي (الجو الروسي والميليشيات الإيرانية والجيش العربي السوري). إيران بدأت بالتموضع في البادية وقرب التنف، ولكنها تلقت ضربات موجعة أدت إلى مقتل ضباط حرس ثوري، ومع ذلك تقدمت.
5. بعدها اتضح أن الذهاب إلى دير الزور يحتاج نقلة نوعية في الدعم الروسي لفتح الطريق إلى ديرالزور ثم زرع قواعد تكتيكية لتأمين المدينة والمطار ثم عبور النهر شرقا. هذا الجزء كان اختصاص سلاح الجو الروسي للتمهيد للمرحلة التالية.
6. لذلك، في هذه المرحلة لم يكن لإيران دور واضح وكبير، لأن التركيز كان على رسم الحدود وتأمين دخول الميليشيات، وهي المرحلة التالية. ولكن جاءت الضربات الأخيرة من مراط إلى السخنة، والتي "خربت كل شي" في هذه الآونة. الآن، الروس ربما سيلملمون الصفوف ويعيدون ربط الخط من تدمر إلى دير الزور.
7. حملة التنظيم ربما تكون نتائجها مؤقتة لضرب الدفاعات، ولكنها ضخمة نظرا لحجم العمل الضخم الذي قامت به روسيا على مدى الأشهر الماضية، ويوازيه زج إيراني بميليشيات وضباط كبار لضرب المشروع الأمريكي في شرق سوريا، والذي فيه تفاصيل جديدة جدا وكثيرة. ويبدو أن الأشهر القادمة مهمة جدا.
***
وفي السياق ذاته، أضاف الباحث السوري، حسن حسن، في تعليقه على الهجمة المعاكسة لتنظيم الدولة في دير الزور، أن دفاعات النظام في هذه المنطقة الواسعة يبدو أنها تتعثر، وأن القوات الجوية الروسية لا تكاد تكون فعالة. لقد بدا أن الهجوم المضاد لتنظيم الدولة وصل إلى نقطة يحتاج فيها النظام إلى تعزيز قواته للبدء في عكس اتجاهه.
ووفقا لتقديراته، فإن هذا لن يكون كافيا لإعادة التجميع ثم الهجوم. ويبدو أن القوى الحالية غير كافية، مع الإشارة إلى أن النظام يواجه جبهة نشطة أخرى للثوار بالقرب من دمشق. وإذا لم تتمكن روسيا وإيران وقوات النظام من استعادة المبادرة العسكرية، فقد يكون الوضع خارج السيطرة.
ولا يعتقد الباحث السوري أن الهجمات المضادة لـ"تنظيم الدولة" ستذهب بعيدا، ويرى أن التنظيم سيبدأ في التراجع قريبا، ولكن يبقى أن هذه الهجمة المضادة ضخمة لأنها عطلت بشكل كبير تدفق الروس إلى دير الزور.