سر "الخطيبين" وعلاقتهما بـ"ΣΙ"..
خطوبة المعرض تميط اللثام عن الجيل الجديد من القتلة في سوريا
=================
إيثار عبد الحق-زمان الوصل-خاص | 2017-08-30 05:53:44
نظام الأسد قدم تمثيلية سريعة للفت الإعلام الأجنبي.. - زمان الوصل
في السابع عشر من الشهر الجاري، بدا وصف الفيل فضفاضا جدا على النظام وهو يتمخض ليلد دورة جديدة من دورات "معرض دمشق الدولي"، أطلقها فيما البلاد والعباد يعيشون أحلك أيامهم، بما فيهم الموالوان الذين لايكاد بيت لهم يخلو من قتيل أو قتيلين وربما أكثر.
وبدا النظام وضيعا للغاية ومولوده أشد ضآلة، وهو يحاول بشتى الوسائل أن يروج لـ"معرض دمشق" وكأنه الروح التي غادرت سوريا ثم رُدت إليها، أو محور البلاد الذي إن عاد لتوازنه فكل شيء قبله وبعده يهون، وهي الطريقة التي أثارت استهجان وقرف شريحة واسعة جدا من السوريين المنهكين حتى الرمق الأخير، دون تمييز بين موال ومعارض.
وقد وصل إسفاف النظام وآلته الدعائية لترويج أي قصة مهما كانت اعتيادية على أنها "إنجاز تاريخي"، فقط لأنها حدثت على أرض "معرض دمشق" أو بالتزامن معه، إلى درجة أنه استحضر طاقما من وكالته الرسمية "سانا" من أجل تغطية مرئية لما سماه "مفاجأة" شاب لشابة، بإعلان خطبتهما وتقديمه خاتم الخطوبة لها على أرض المعرض.
وبغض النظر عن الحدث "المفاجئ" وطريقة التغطية المثيرة للشفقة من قبل إعلام النظام، صاحب التاريخ العريق في ترويج مصطلح "مسيرة عفوية".. بغض النظر عن ذلك فإن وراء مشهد الخطوبة والخطيبين ما يكفي لتسليط الضوء عليه، كونه يميط اللثام عن جيل القتلة الجدد.. هؤلاء الذين جندهم النظام خلال الثورة، ليكونا "المدد" و"العوض" عن جيشه المتفتت بفعل الانشقاق والفرار والقتل.
*"خويي إيكارون"
=====
أول ما توصلت إليه "زمان الوصل" حول "الشاب محمد الصوفي"- الذي ظهر في المقطع بوصفه العاشق والخطيب-، هو أنه ليس شابا عاديا، بل نقيب في جيش النظام، ومهندس في سلاح جوه، أي إن من مهامه صيانة والإشراف على سلامة الطائرات التي تلقي قنابلها وبراميلها على المدنيين السوريين منذ 5 أعوام تقريبا.
أما خطيبته "صفاء خلوف"، فهي "رفيقة" ناشطة في فرع دمشق للحزب، ومقربة من نافذين في اللجنة المركزية للحزب، وأخت لضابطين كانا في سن المراهقة عندما اندلعت الثورة.
وتفيد تحريات "زمان الوصل" أن "محمد الصوفي" هو ابن سمير وروسيا، من مواليد 1986، وأنه درس هندسة الطيران في أكاديمية سلاح الجو اليونانية، التابعة لوزارة الدفاع في اليونان، والتي تتخذ من قاعدة "ديكيليا" الجوية مقرا لها.
والمؤكد لدينا أن "الصوفي" التحق بهذه الأكاديمية التي تضم عدة تخصصات وتبلغ مدة الدراسة فيها 4 سنوات، ليتخرج منها صيف 2011 (تحديدا أواسط تموز/يوليو)، أي عندما كانت الثورة ما تزال في بداياتها منتهجة طريق السلمية.
وقد استطاعت "زمان الوصل" أن تحصل على لقطة نادرة للغاية، توثق ظهور "الصوفي" بين خريجي الأكاديمية، أثناء حفل التخرج.
عاد "محمد الصوفي" ليخدم قوات النظام في مجال تخصصه، برتبة ملازم أول، إلى أن تم ترفيعه أوائل 2016 إلى رتبة نقيب، ضمن نشرة الترفيعات التي تصدر مرتين سنويا.
تعد "الأكاديمية سلاح الجو اليونانية" واحدة من أبرز كليات الجو الحربية في المنطقة، حيث يقصدها عدد لا بأس بها من "الطلاب" كل عام من خارج البلاد (الأردن، ليبيا، سوريا...)، وقد خرّجت منذ انطلاقتها نحو 2600 طيار حربي، و قرابة 1200 من المهندسين وضباط التخصصات الأخرى المتعلقة بسلاح الجو والدفاع الجوي.
"
شاهد... برميل .. فيلم قصير
"
الأكاديمية التي تسمى باليونانية "خويي إيكارون"، ويرمز إليها بـ"ΣΙ" (سي)، يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1931، ويبدو أنها حافظت على علاقات مستمرة مع النظام حتى بعد اندلاع الثورة، حيث تخرج منها على سبيل المثال ضابط تابع للنظام صيف 2014ـ، بحسب تحرياتنا.
وفضلا عن كونه مهندسا في سلاح جو النظام، يدرس "محمد الصوفي" العلوم السياسية بنظام "التعليم المفتوح"، وله أخ ضابط جيش النظام أيضا اسمه "علي"، تخرج من الكلية الحربية بحمص، هو من مواليد 1988، أي إنه يصغر شقيقه بسنتين.
*نشيطة
أما "صفاء محمد خلوف"، فإن العوامل التي تجمعها بـ"محمد الصوفي" أكثر من خاتم خطبة تلقته "بشكل مفاجئ" وسط أرض المعارض، وأكبر أيضا من ظهورها "العفوي" لتقول جملتها: "عن جد سوريا تنبض بالحياة".. فهذه الشابة حالها كحال "محمد" في دراسة العلوم السياسية، وفي كونها أختاً لضابطين برتبة ملازم، تخرجا قبل سنتين تقريبا.
أحد أشقائها يدعى "آدم محمد خلوف" وقد تطوع في كلية الدفاع الجوي وتخرج منها خريف 2015، أما شقيقها الآخر فيدعى "أدهم" وهو خريج الكلية الحربية، التي أهلته ليحمل رتبة ملازم.
"صفاء" التي تقول معلوماتنا الأكيدة إنها طالبة ذات مستوى دون المتوسط في اختصاصها، تبدو نشيطة للغاية كـ"رفيقة حزبية"، تعرف كيف تنسج العلاقات مع رؤوس هرم الحزب في دمشق وسوريا، وفي مقدمتهم "أيهم الحوراني" رئيس ما يسمى "مكتب الشهداء" ومكتب التنظيم بفرع جامعة دمشق للحزب، والشخص الذي وقع عليه اختيار النظام (مخابراته) في نيسان الفائت ليكون عضوا في اللجنة المركزية، التي يترأسها بشار نفسه.
ولـ"صفاء" أيضا علاقة مع "شاهر إسماعيل الشاهر" ابن مدينة "الميادين" الموالي، الذي يستحق لقب "المعجزة" لكثرة ما يتبوأه من مناصب رغم أن سنه بالكاد 30 عاما، فهذا "الشاهر" هو: مدير المركز الوطني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ومحاضر في الأكاديمية العسكرية العليا- كلية الدفاع الوطني، و محاضر لطلاب الدراسات العليا في كلية العلوم السياسية، وإلى جانب كل ذلك وفوقه فإن "الشاهر" موظف برتبة "مستشار في القيادة القطرية"، و"مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية" التابع لوزارة الدفاع، وأخيرا وليس آخرا عضو في "اتحاد كتاب العرب" الذي مات "كتاب" و"أدباء" كبار، قبل أن يحظوا بـ"شرف" قبول عضويتهم فيه!
ورغم إنها ما تزال تتعثر في سنتها الثانية من الدراسة، فقد وقع الاختيار على "صفاء خلوف" لتكون مسؤولة عن استقبال وفرز طلبات الانتساب إلى "رابطة خريجي العلوم السياسية" التي أطلقها النظام قبل فترة ليجمع فيها مواليه من خريجي كلية، كان من أحد مفرزاتها -على سبيل المثال لا الحصر- طالب يسمى "صلاح نشواتي" تخرج قبل أقل سنتين، وأصبح بقدرة قادر "باحثا ومحللا سياسيا" استنتج أن سوريا كانت "كانت تحت الاحتلال الفرنسي الذي سبقه (الاحتلال) العثماني والعباسي والأموي".
نشره الملياردير "حليف بوتين".. مقال لـ"محلل سوري" يصنف الأمويين والعباسيين بوصفهم محتلين