أنقرة عرضت على "هيئة تحرير الشام" مقترحات وافقت عليها باستثناء حل نفسها
=======================
2017-8-28 |
خدمة العصر
نقلت الصحفية التركية، أمبرين زمان، عن الطبعة الانجليزية لجريدة "يني شفق"، المقربة من الحكومة، أن تركيا طلبت من "هيئة تحرير الشام" حل نفسها وطلبت من مقاتليها الذين استولوا على مقاطعة ادلب، الشهر الماضي، التخلي عن معبر باب الهوى الحدودي الذي يربط إدلب بحافظة هاتاي التركية.
وفي مقالها "خطة تركيا لإنقاذ إدلب السورية من الاحتلال"، ذكرت الطبعة الانجليزية من الصحيفة التركية أن أنقرة طلبت من الهيئة حل نفسها، وعرضت على مقاتليها "إمكانية الانضمام إلى صفوف مجموعات المعارضة الأخرى إذا اختاروا ذلك". وتريد تركيا أيضا أن يقوم المسلحون الذين سيطروا محافظة إدلب الشهر الماضي بالتخلي عن معبر باب الهوى الحدودي لتديره "مجموعة توافق عليها تركيا".
وكتبت الصحفية "أمبرين زمان" في موقع "المونيتور" أن باب الهوى لا يزال هو شريان الحياة الاقتصادي والإنساني لشمال غرب سوريا. وعلى غرار المعابر الحدودية الأخرى مع سوريا التي أُغلقت، كانت باب الهوى مصدرا مهما للدخل للمجموعات التي تسيطر عليها. بيد أن تدفق حركة العبور التجارية والأسلحة توقف تماما مع استجابة تركيا للضغط الدولي لفرض رقابة أكثر صرامة على حدودها.
من المفترض، وفقا لتقديرات الكاتبة التركية، أن "توصیات" ترکیا لاقت قبولا من المعارضة السوریة وزعماء القبائل وأصحاب المصالح المحلیین، على تنوعهم، خلال سلسلة من الاجتماعات التي عقدت وسط إدلب. وقالت صحيفة "يني شفق" إن "هيئة تحرير الشام" وافقت على جميع المقترحات باستثناء حل نفسه. ورأت الكاتبة أنه من المتحمل أن تكون الحكومة التركية وراء تسريب هذا الخبر.
وقد أعرب مسؤولون أمريكيون وآخرون في التحالف عن قلقهم ازاء وجود القاعدة في ادلب محذرين من أن المسلحين يمكن أن يخططوا لهجمات جديدة ضد أهداف غربية من هناك، في حملة دعائية تحريضية مكشوفة.
ونقلت الصحفية التركية عن مصادر مطلعة على نقاط الحديث التي قد يثيرها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس عندما يلتقي القادة الأتراك في أنقرة هذا الأسبوع، أنه من المحتمل أن تكون إدلب من بينها. وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها بسبب الطبيعة الحساسة للموضوع إن الولايات المتحدة تبحث سبل اتخاذ إجراءات مشتركة مع تركيا بالتنسيق مع روسيا للسيطرة على ادلب وانتزاعها من "هيئة تحرير الشام" التى يعتبرها الثلاثة جميعهم منظمة إرهابية.
بيد أن صحيفة "يني شفق" رأت في الخطة التركية محاولة لإحباط خطط مزعومة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا للقيام بعمل عسكري في إدلب، وذلك باستخدام وجود "الهيئة" هناك ذريعة.
وقالت الصحيفة إن مثل هذا التحرك العسكري سيؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق، حيث سيتدفق اللاجئون بأعداد مهولة إلى تركيا والمناطق الواقعة داخل سوريا التي تسيطر عليها قوات درع الفرات بقيادة تركيا، بما يعني أن أي تحالف دولي ضد إدلب سيضر في نهاية المطاف بتركيا ويخدم لأكراد السوريين.
وتركيا، التي تضم ثلاثة ملايين لاجئ سوري، لديها مخاوف مشروعة، كما رأت الكاتبة، وكما أشارت صحيفة "يني شفق"، فإن العمل العسكري ضد "الهيئة" في إدلب سيطلق العنان لمزيد من تدفق السوريين. وبالتالي، بعد أن فشلت في ترويض "الهيئة" كما فعلت مع أحرار الشام، يبدو أن تركيا تأمل الآن في إقناع الجماعة بالخضوع عبر الطرق الدبلوماسية.
رابط التقرير الأصلي:
http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2017/08/hayat-tahrir-al-sham-turkey-sunnis-disband.html