إدلب" على مفترق طرق:
خيارات روسيا وعرض تركيا وتحفز دمشق ووعيد أمريكا
=======================
2017-8-22 | خدمة العصر
كتب مدير مكتب صحيفة "الحياة" اللندنية في دمشق سابقا، إبراهيم حميدي، أن إدلب تقف على مفترق طرق. فموسكو منعت دمشق وطهران من تنفيذ خطة عسكرية للسيطرة على إدلب، وهي تراقب ما يحصل ووقعت مع أنقرة وطهران اتفاقا لـ"خفض التصعيد" في أربع مناطق تشمل إدلب.
وقد وقعت موسكو مع واشنطن وعمان اتفاقاً تنفيذياً يتعلق بجنوب غربي سوريا (درعا والقنيطرة والسويداء) واتفاقين آخرين يتعلقان بغوطة دمشق وريف حمص، لكن المحادثات لا تزال جارية لتوقيع اتفاق تنفيذي في إدلب، وفقا لما أورده الكاتب السوري المطلع.
وأجرى كبار المسؤولين العسكريين في روسيا وإيران وتركيا محادثات في الأيام الماضية ركزت على إدلب. كما إن الاجتماع المقبل للدول الثلاث في آستانة، الذي تأجل قليلاً، سيتناول إدلب واحتمال رسم خطوط القتال بين "هيئة تحرير الشام" وباقي الفصائل واحتمال نشر مراقبين وضمانات تركية لنشر الشرطة العسكرية الروسية.
ووفقا لتقديرات الكاتب، فإن موسكو، التي تملك قاعدتين على بعد حجر من إدلب في اللاذقية وطرطوس، تقف بين خيارين:
الأول، الرغبة في إقناع واشنطن لتشكيل جبهة مشتركة بين الجيشين الأميركي والروسي لقتال "النصرة" في إدلب، باعتبار أن التحالف الدولي ضد "داعش" لا يضم روسيا والتحالف الروسي - العراقي - الإيراني - السوري لا يضم أميركا. وهناك قناة اتصال بين الجيشين الأميركي والروسي في عمان وأخرى رفيعة بين واشنطن وموسكو، لكن الكرملين يريد تحالفاً عسكرياً أوسع.
الثاني، مباركة عرض تركي بقبول إيراني لتشكيل تحالف جديد باسم "سيف إدلب" لدعم فصائل في "الجيش الحر" لقتال "النصرة" في إدلب تحت غطاء مدفعي تركي وجوي روسي.
وكتب أن أنقرة، الغاضبة من واشنطن لميلها لدعم أكراد سوريا، بات موضوع إدلب يحظى بأولوية لتخوفها من ارتداداتها الأمنية والبشرية على جنوب تركيا. والعرض التركي لروسيا وإيران في إدلب، الذي يتضمن في أحد أبعاده تعاونا ثلاثياً لصدَ "وحدت حماية الشعب" الكردية المتحالف مع الجيش الأميركي شرق نهر الفرات وتحظى بحماية قواعده عسكرية، انطلق من تغيير الأولويات التركية التي باتت ثلاثاً: محاربة "الإرهاب"، الحد من مشكلة اللاجئين، منع قيام "كيان كردي" على اعتبار أن أكراد سوريا امتداد لأكراد تركيا.
بينما لا تبدو طهران في عجلة من أمرها، استنادا لما أورده في تقريره، فقد رتبت وضع قريتين شيعيتين في ريف إدلب، وهي مستعدة لدعم تنظيمات تابعة لـ"الحرس الثوري" للمشاركة مع "حزب الله" والقوات الحكومية السورية للأطباق من جهات عدة على إدلب عندما يحين الميعاد. لكن دمشق، المتحفزة إلى إدلب، تبحث عن خطة عسكرية تتضمن "قتل القياديين الأجانب والعرب وإيجاد مخرج للسوريين بينهم".
أما واشنطن، كما كتب، فترى إدلب "معقل القاعدة"، لكن صلاحيات التحالف الدولي ضد "داعش" لا تشمل العمل في إدلب الخاضعة للروس. ذلك أن خيارات واشنطن واسعة شرق نهر الفرات حيث تعتبر منطقة نفوذ لها وأقامت قواعد لدعم الأكراد ومقاتلين في "الجيش الحر" لقتال "داعش"، على عكس الخيارات الضيقة في «سوريا المفيدة».
وأشار الكاتب إلى أن روسيا أوقفت الغارات الأمريكية التي بدأت في ريفي حلب وإدلب في بداية العام الحالي وشملت ضربات جوية لمئات من قياديي "النصرة"، سابقا، وأبلغت موسكو واشنطن أن إدلب منطقة نفوذ جوي لطائراتها الحربية، فهي تقع غرب نهر الفرات، بينما تقتصر منطقة النفوذ الجوي الأمريكي على شرق النهر، ما قد يوحي بتوجه روسي لتحويل إدلب إلى "مشكلة دولية" تدفع واشنطن إلى التنسيق الإلزامي مع موسكو.
لكن واشنطن، وفقا لتقديرات الكاتب، لا تعتزم الدخول في تحالف عسكري مع موسكو، وهي تتابع الاتصالات الثلاثية إزاء إدلب، لكنها تشكك في قدرة تركيا على قتال "النصرة"، وتطلب منها خنق التنظيم ومنع وصول السلاح والمدد إليه في إدلب مع حديث جديد عن "البيئة الحاضنة" لتنظيم "القاعدة".